أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - مأزق الفوز .....















المزيد.....

مأزق الفوز .....


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 07:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


لدى ابتعادهم عن صخب الشارع غداة الانتخابات ، يلتقي انصار حماس ، وخصومها عند اعتقاد بصعوبة المازق الذي تواجهه الحركة بعد فوزها بغالبية مقاعد المجلس التشريعي .
ولكن التشخيص الاكثر دقة لهذا الفوز جاء على لسان شخصية حيادية غاصت في تعقيدات العملية السياسية .
فقدوصف المبعوث الدولي السابق تيري ردلارسن ما حدث بانه"انتصار بيروس " في اشارة منه الى القائد اليوناني الذي اطلق مقولة " انتصار مثل هذا وننتهي " حينما حشره انتصاره في الزاوية .
و بطبيعة الحال لا ينفي اكتفاء لارسن بالحديث عن زاوية بيروس التي انحشرت فيها حماس بفعل فوزها وجود زوايا اخري للمازق تحولت الى مادة سجال يومي بين القوي والشخصيات الفلسطينية .
فقد اتاح البقاء خارج مؤسسات السلطة فضاء واسعا لتحليق الخطاب السياسي المتشدد بعيدا عن التزامات اعلان المبادئ الذي يطلق عليه مجازا اتفاق اوسلو والاتفاقات المتفرعة عنه .
وبدخولها المجلس التشريعي الذي يعد احد افرازات اعلان المبادئ بات على الحركة التعامل مع وقائع على الارض .
ولعل ابرز الوقائع التي اصطدمت بها حماس منذ اللحظة الاولى لفوزها في الانتخابات مسالة الاعتراف باسرائيل التي يجري التعامل معها باعتبارها مدخلا للمشاركة في الحكومة .
فلا مجال في البرنامج الذي خاضت الانتخابات على اساسه لمجرد التفاوض مع الجانب الاسرائيلي .
وفي حمى التنافس التي سبقت التوجه الى الصناديق اضطر بعض قادة حماس لمحاولة عقلنة هذا البرنامج بالاشارة الى امكانية التفاوض الجدي الخالي من الابتسامات .
وامتدت سياسة " الالتفاف على الواقع " التي تتبعها الحركة الى ما بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات حيث عرضت هدنة طويلة الامد كي لا تضطر الى تقديم تنازل بحجم الاعتراف باسرائيل .
ومن الناحية النظرية لا تخرج المبررات التي تطرحها الحركة لرفض الاعتراف باسرائيل عن سياقات المنطق لا سيما وان منظمة التحرير الفلسطينية اخفقت خلال الاعوام الماضية في الحصول على ما يوازي اعترافها باسرائيل .
وقد تكون المبررات التي تطرحها حماس لرفض الاعتراف قابلة للطرح عندما كانت الحركة خارج اطر السلطة الوطنية الا انها لم تعد كذلك مع فوز الحركة بغالبية مقاعد التشريعي واصرارها على تشكيل الحكومة .
فمن خلال فوزها في الانتخابات خطت حماس اولى خطواتها في مؤسسات منظمة التحرير ـ على اعتبار ان برلمان السلطة الوطنية جزء من برلمان المنظمة ـ التي عدل ميثاقها بالشكل الذي يضمن الاعتراف باسرائيل وعلى هذا الاساس جرت جولات التفاوض وعقدت الاتفاقات خلال الاعوام التي اعقبت اعلان المبادئ ودخول القيادة الفلسطينية الى الضفة الغربية وقطاع غزة .
ولذلك قوبل موقف حماس بانتقادات الذين راوا فيه محاولة لاحتفاظ الحركة بخطابها المعارض رغم وجودها في اطر السلطة .
كما واجهت اتهامات اتباع المنهج الانتقائي بخوضها الانتخابات وفق اعلان مبادئ اوسلو ورفضها استحقاقات الاعلان .
وعندما يتعلق الامر بالتفاصيل لا يخلو من تشعبات في خطاب حماس كادت ان تصل الى حد اضطرابه .
وطفت مظاهر هذا الاضطراب على السطح اثر التصريحات التي ادلى بها مدير المخابرات المصرية عمر سليمان حول اشتراط الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتراف حماس باسرائيل للسماح لها بالمشاركة في الحكومة .
فقد شن القيادي في حماس محمد نزال هجوما كاسحا علي عباس مشيرا الى ان الرئيس الفلسطيني لا يستطيع تجاوز الحركة عند تشكيل الحكومة ، وقلل القيادي موسى ابو مرزوق من اهمية تصريحات سليمان ، وقبلها اكد القيادي عزت الرشق ثقة الحركة بالرئيس ابو مازن ، واشار اسماعيل هنية قبيل لقائه مع عباس الى محاولات لتفريغ الحكومة المرتقبة من أي محتوى ، وخرج محمود الزهار بعيد اللقاء بدقائق ليعلن قرب العد التنازلي لتشكيل الحكومة .
ويعكس هذا الارتباك عدم دقة حسابات حركة حماس التي كانت ترتب لجولة وفدها الاقليمية عندما فوجئت باللقاء الذي جري بين الرئيسين المصري والفلسطيني في القاهرة .
وترافقت زيارة عباس للقاهرة مع دعوات عربية واقليمية واضحة لتشكيل حكومة تعمل على تقدم عملية السلام كان من ابرزها الدعوة التي اطلقها العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الباكستاني برويز مشرف مع اختتام محادثاتهما في اسلام اباد .
واكتملت ملامح مازق حماس حينما اطلت لعنة الجغرافيا براسها خلال المحادثات التي اجراها وفد من " الداخل " برئاسة القيادي سعيد صيام مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في دمشق .
فالمعلومات التي تسربت من الاجتماع تفيد بان رئيس الوفد القادم من غزة اظهر واقعية اكبر في تعاطيه مع الملفات المتعلقة بتشكيل الحكومة .
وقوبلت واقعية صيام باستغلال مشعل للهامش الذي منحته السلطات السورية لحماس بعد الفوز في التلويح باعلان النفير .
وعلى الصعيد الدولي يصطدم موقف حماس بحرص واشنطن على احداث توازن بين نظرتها للديمقراطية باعتبارها احدى وسائل مكافحة الارهاب ورؤيتها لدور اسرائيل في المنطقة .
فقد رحب الرئيس جورج بوش بالعملية الديمقراطية الفلسطينية ولكنه رفض في المقابل التعاطي مع حكومة تشكلها حركة ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود .
ولم يخل الامر من مزايدات الكونغرس الاميركي على موقف الرئيس بوش
ـ المتشدد اصلا ـ والتي تم التعبير عنها بمشروع القانون الذي يضع السلطة الوطنية الفلسطينية على لائحة الارهاب .
وقد يكون تشدد الادارة الاميركية احد تجليات الصدمة التي احدثها فوز حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي .
ففي الوقت الذي علقت واشنطن مشاريعها في الاراضي الفلسطنينية عبر القنصل الاميركي في القدس جاكوب والاس عن خشية الولايات المتحدة من لجوء حماس الى ايران بحثا عن التمويل .
والى حد كبير ينسحب الموقف الاميركي على موقف الاتحاد الاوروبي الذي اتبع سياسة العصا والجزرة باشتراطه التزام حكومة حماس المقبلة بنبذ العنف والسعي للسلام مع اسرائيل من اجل الاستمرار في تقديم المساعدات .
ولا شك في ان الجانب الاسرائيلي الاكثر الاستفادة من الازمة الناجمة عن نتائج انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني .
فغياب رئيس الوزراء ارييل شارون عن المشهد السياسي لا يعني غياب سياسته القائمة على الحل الاحادي الجانب .
وفي هذا السياق كان رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت واضحا حين تحدث عن حفاظ اسرائيل على المناطق الامنية ـ وادي الاردن والكتل الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الموحدة ـ تحت السيطرة الاسرائيلية وعدم السماح بعودة اللاجئين .
ويعيد الطرح ـ الذي يعد الاول من نوعه لرئيس الوزراء الاسرائيلي المرتقب منذ دخول صانع حزب كاديما في غيبوبته ـ الى الاذهان التصريحات التي كان يدلي بها شارون بين الحين والاخر وتجد فيها مراكز صنع القرار في المنطقة مؤشرات على اتجاه الساسة الاسرائيلية .
ومع احتفاظ اولمرت بالخطوط العريضة للسياسة التي وضعها شارون تغيب احتمالات توقف الجانب الاسرائيلي عن معزوفة غياب الشريك الفلسطيني التي كان تسويقها يواجه ببعض الصعوبات قبل الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية .
فالمؤشرات التي يمكن التقاطها تتجه نحو توفر المناخات الدولية والاقليمية المساعدة قبول الذريعة الاسرائيلية في حال تشكيل حماس الحكومة الفلسطينية دون الاعتراف باسرائيل .
ومن شان قبول الاطراف الاقليمية والدولية بالمبررات الاسرائيلية ان يوفر للجانب الاسرائيلي الظروف التي لم يكن يحلم بها لاتمام خطوات فرض الامر الواقع على الارض بدءا من التوسع الاستيطاني وتقطيع اوصال الضفة الغربية ومرورا باستكمال بناء الجدار العازل ومواصلة سياسة الاغتيالات التي تستهدف كوادر الفصائل المسلحة .
وبقدر ما يستطيع الجانب الاسرائيلي قطع خطوات في هذا الاتجاه يقترب من رسم حدود " الدولة المؤقتة " التي خلف شارون فكرتها للشارونيين الذين يتسابقون على خلافته .
ومع انشغال الاطراف السياسية بالسجال الذي رافق الاستعدادات الجارية لتشكيل الحكومة حاولت النخب الاكاديمية والاجتماعية الفلسطينية قراءة مؤشرات السياسة التي ستتبعها حماس في ادارة الحياة اليومية للمجتمع الفلسطيني.
واللافت للنظر ان المؤشرات التي جرى التقاطها توحي بمتغيرات تعيد الى الاذهان التجربة الطالبانية التي استقرت في بطن التاريخ .
ففي اثناء حملتها الانتخابية كشفت نائبة حماس في المجلس التشريعي مريم فرحات عن نوايا لفرض الحجاب علي الفلسطينيات .
وفي تصريحات ادلى بها عقب الاعلان عن نتائج الانتخابات وصف القيادي في حركة حماس محمود الزهار المجتمع المدني بانه جالب للفساد والايدز والشذوذ الجنسي .
واعادت هذه التصريحات الى اذهان راصدي تحولات المجتمع الفلسطيني اعمال عنف قام بها شبان خلال سنوات الانتفاضة الاولي كاحراق محلات بيع الخمور ومضايقة المتنزهين علي شواطئ بحر غزة .
ومن غير المستبعد ان يكون اندفاع حماس نحو طلبنة المجتمع الفلسطيني عاملا اضافيا لتاليب المجتمع الدولي ضدها .
فقد كانت القيود التي فرضت على الافغانيات في صلب الدعاية التي استخدمتها الولايات المتحدة لدى شروعها في التحضير لاسقاط نظام طالبان ، وتركز المعارضة الايرانية على الشادور المفروض على الايرانيات في تحريضها المجتمع الدولي ضد النظام الايراني .
وبذلك يتضح ان منظومة التوجهات السياسية والاجتماعية التي كان متاحا لحماس طرحها حينما كانت خارج مؤسسة السلطة باتت على المحك مع دخولها بقوة الى المجلس التشريعي الفلسطيني .
وقد يؤدي هذا المحك الى اعادة اسلاميي دول الجوار ـ الذين انتشوا بفوز حماس ـ النظر في امكانية تنفيذ سياساتهم في حال تسلمهم السلطة التنفيذية فمن غير الضروي ان يكون الافق السياسي المتاح في المعارضة متوفرا عند الوصول الى السلطة .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس كويتي
- ماراثون حافة الهاوية
- صدمة اليمين الاسرائيلي
- رسائل خدام الثلاث
- زلزال البيت الفتحاوي
- اغتيال تويني ...خلط جديد لاوراق قديمة
- تشوهات التحول الديمقراطي
- شهوة القتل
- التقرير الذي هز المنطقة
- الانتحار اللغز
- حوار الدائرة المغلقة
- تراكمات العجز
- قواعد جديدة للعبة قديمة
- جدران الوهم
- تفسير احادي....لخطوة احاديه
- منصة التغيير
- عمان..مرآة العراقيين ..ونافذتهم علي العالم
- الانسحاب المصيده


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - مأزق الفوز .....