أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - الحقيقة السياسية للدولة المدنية في الوضع الجمهوري














المزيد.....

الحقيقة السياسية للدولة المدنية في الوضع الجمهوري


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5590 - 2017 / 7 / 24 - 21:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



" يمكن أن نسمي الحقيقة ما لا يمكن للمرء تغييره، إنها التربة التي نقف عليها والسماء التي تمتد فوقنا"1
اذا كانت الأنظمة الديمقراطية قد تم تشييدها بالتزام التام بالقانون ونوايا احترام الدساتير وصيانة الحقيقة من كل تدنيس واختراق واذا كانت الأحزاب السياسية هي المؤتمن المفترض على هذا الميثاق الديمقراطي وعلى سلامة الدولة من كل اعتداء فإن سياسة الحذر من المخاطر التي تظل الأمر القطعي زمن الانتقال السياسي العسير تلزم الديمقراطية نفسها على نبذ التعصب والارتداد والتمييز والقطع مع الكذب وتطلب من الفاعلين في واحة المواطنة أن تظل عيونهم مفتوحة على آفة الفساد وفتاوي التوريث وحيل الانقلاب.
من البديهي أن يحوز النموذج الديمقراطي على منزلة مرموقة ويقوم بدور تنظيمي في الأزمنة الحديثة بالانطلاق من الحقيقة القانونية والمعنى الإيتيقي والقيمة الحقوقية التي ساهمت في تأسيسه بشكل عقلاني. على هذا الأساس لا يوجد إلا سؤال ديمقراطي واحد: هل مازالت السياسة قادرة على شيء ما في الحياة ؟
الجواب يكون بالنفي بكل تأكيد لأنها عاجزة ومترددة وتراوح مكانها ولم يبقى لها سوى اختيار اللاّكرامة.
إن القادر على صنع المستحيل ليس السياسة وفاعليها وبرامجها فقط بل الشعب وقواه الحية والإرادة العامة والمشتركة التي تحركه نحو تجسيد رغبة العيش السوي ومقاومة الانحطاط والتردي و إلى إرادة الحياة2 .
رأس المعضلة في الحياة السياسية هو أن : الاحتياج إلى توحيد سلطة القرار والحزم في التنفيذ والمتابعة يؤدي إلى ميلاد السلطة المطلقة والحكم الفردي من جهة والتشجيع على تكريس حق التعددية والتنوع يفضي إلى اشتداد الخلاف والتنازع وتزايد الصراع على السلطة وتعطل المرفق العمومي من جهة أخرى.
علاوة على أن الحقيقة التي يتم تقاسمها مع الشعب وإبلاغ المواطنين بها وبعض الناشطين في الأحزاب الحاكمة والمعارضة وفي هيئات المجتمع المدنية تظل ناقصة وخارج دائرة الصدق والمطابقة مع الواقع.
يصدر العجز السياسي من التنكر للوعود الانتخابية المنتفخة ومن فقدان الشكل التمثيلي للمصداقية والوفاء وبروز هوة فاصلة بين إصدار القرارات ومتابعة التنفيذ والإتمام لمشاريع القوانين والمجهودات التنموية.
لا يتم المحافظة على الحقيقة السياسية للسلطة ولا تعمل الهيئات الدستورية على ضمان الشفافية المطلوبة للنسق القانوني ولا تشتغل مكاتب التشغيل بالنجاعة اللاّزمة ولا تؤدي المرافق العمومية الخدمات الحيوية.
لهذا يتمثل الرهان التاريخي للسياسي في تحقيق المصلحة للدولة والقوة لنظام الحكم وتدعيم السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي والتمنية الاقتصادية والإبداع الثقافي والتقدم الحضاري ورقي التربية والأخلاق.
ان الوضع الجمهوري للدولة المدنية يقتضي الاستمرارية في المنهجية الدستورية التي فرضتها الثورة في سياقها الاجتماعية واستحقاقاتها التحررية والتنموية ويستوجب تشريك القوى المغيبة والطاقات المهدورة.
لكن ماهي الشروط التي تتوفر لكي يصبح الناشط السياسي فاعلا أساسيا ضمن عقلانية الدولة؟ ومتى يرتقي الوعي السياسي للمواطنين إلى درجة التعبير عن المصلحة العامة والرغبة المشتركة في الحق؟
قد يكون الفضاء العام في حاجة ماسة إلى إعادة تأسيس عن طريق إدخال جل المواطنين في مسارات من الأنسنة ومسالك من الدنيوة ودروب من العلمنة وذلك بالتخلي عن الشخصنة وعن وهم الحاجة إلى المنقذ.
لهذا تتمثل العلمنة في القدرة التناسبية على الاستقبال التي تمتلكها السياسة المضيافية والمصارحة الإيتيقية التي تجد فيها الخصوصيات التعبير عن ذاتها وتسمح بتشكل نظام علائقي من مبادئ حرية الضمير والمساواة في معاملة المواطنين رغم اختلاف قناعاتهم الروحية والتوجه الكوني للدولة نحو الخير العام3 . ان الحقيقة الجمهورية للدولة القانونية تحول دون الارتداد الى بدائل تقليدية وراثية وتيوقراطية.
على هذا النحو تحوز كل دولة على حقيقة سياسية يجب أن يتم تمريرها عبر المدرسة والإعلام والثقافة وأن تتقاسمها الأحزاب والهيئات بمختلف تموقعاتها وانتماءاتها وطموحاتها وتتمحور على ضرورة الدافع على المجتمع واحترام سيادة الوطن وإرادة الشعب وحقوق الناس وبناء الثقة بين المواطنين وصنع الأمل. بطبيعة الحال " لا يأتي المواطن الى العالم مسلحا بكل شيء، انه يتشكل ويتم تربيته، وانه شغل جماعي واسع الذي يعمل على منحه الوسائل الضرورية ( مؤسسات سياسية، مؤسسات إعلامية، تربية على المدنية)"4 . فمتى تصبح هذه الحقيقة السياسية للدولة بديهية ومعروفة بالنسبة للمواطنين بحيث لا يمكن حجبها أو تزويرها؟ وكيف يحتفل بالجمهورية بوصفها لحظة تأسيسية لدولة مدنية واعدة مكان حكم ثيوقراطي بائد؟
الإحالات والهوامش:

[1] Voir Arendt (Hannad), la Crise de la culture, édition Gallimard, Paris, 1989.
[2] Bayroux (Francois), De la vérité en politique, édition Plon, Paris, 2013.p204 .
[3] Entretien avec Henri Pena-Ruiz, Propos recueillis par Claude Obadia, in le Philosophoire, N°33, 2010, p33
[4] Bayroux (Francois), De la vérité en politique, op.cit.p138.
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهد التفلسف بماهو تمرين في الترجمة
- سفر فلسفي صوب الإقامة في عين الذات
- التربية على الثقافة والإبداع عند أنطونيو غرامشي
- إشكالية الخطاب بين الموروث والوافد والمبكتر
- الفلسفة التطبيقية بين قوانين الفكر وقواعد العمل
- فك الارتباط بين التفكير الماورائي والتصورات التيولوجية
- مبادئ العدالة من منظور نفعي عند ستورات ميل
- شروط الإبداع الخالص
- كتابة التاريخ بين المفرد والجمعي
- اتجاه التحركات الاحتجاجية نحو مطلب التنمية
- البرنامج التربوي في تجربة جون لوك الفلسفية
- الشبيبة الثورية من لاّمبالاة الانتظار إلى المشاركة المؤثرة
- دور الإيديولوجيا في تقدم المجتمع وتحريك التاريخ
- هوة الاختلاف بين التنازع والتسامح
- العقل الفلسفي بين التأسيس المعرفي والمراجعة النقدية
- عمل بلا فائض قيمة وعمال بلا قوة عمل
- نظرية الذاكرة بين التلاعب والتماسك
- ديمقراطية المواطنة وشرعية الحقوق
- تجديد التربية من خلال إيتيقا الفكر المركب
- فلسفة الحياة اللاّفلسفية


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الخويلدي - الحقيقة السياسية للدولة المدنية في الوضع الجمهوري