أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - من دخل دمشق فهو غير آمن














المزيد.....

من دخل دمشق فهو غير آمن


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:04
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"من دخل الكعبة فهو آمن, ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن"، أقوال خالدة ومعبرة قالها الرسول الأعظم(ص)، في ذروة انتصاره المكي الساحق، تجسيدا لروح التسامح، والعفو عند المقدرة. ولكن يبدو، وبكل أسف، أن من يدخل دمشق هذه الأيام، سيكون غير آمن على الإطلاق، ولن ينعم بالطمأنينة والأمان، بعد ما حصل مع السفارتين الدانمركية، والنرويجية، اللتين تعرضتا للفتك، والانتهاك والاحتراق عن بكرة أبيهما، وكأن التتار قد استباحوا الشام مرة أخرى. لقد تمادى الرعاع، وذهب الغوغاء بعيدا، وسبقوا المحتجين في جميع دول العالم، حتى في لاهور، وكراتشي، وكشمير، وقندهار تلك البؤر الطالبانية الأشهر. ولِمَ لم يحدث ذلك سوى في الشام، والآن، الشام التي تميزت تاريخيا بالتسامح، وكانت تشع نورا، وألقا، وضياء، وبوتقة لجميع شعوب الأرض، والأديان؟

في قانون الطوارئ، القانون النافذ الوحيد، والمطبق بنجاح، وتحترمه السلطات أشد احترام، ويحرص المعنيون على تنفيذه وبحذافيره، والسهر عليه، يمنع التجمع، ولأي سبب كان، وتنظيم المسيرات، والاحتفالات، والندوات، وحتى في الأعراس، دون الحصول على إذن رسمي، ومن الجهات المعروفة بتشددها حيال هذا الأمر الحيوي والهام. فكيف لأولئك الغوغاء الذين استباحوا حرمة السفارتين من تخطي كل تلك الحواجز الفولاذية، وكسر الطوق الأمني وتحديه؟ لقد بدا أنه يُسمح فقط للرعاع باختراق قانون الطوارئ هذا، ولا يمتثلون له. والرعاع كانوا دائما فوق كل القوانين، والأعراف.

في كل الاتفاقات، والمواثيق الدولية، تمثل السفارات أرضا سيادية للدولة صاحبة التمثيل، وتوجب على سلطات البلاد، والجهات الرسمية احترام هذه السيادة، والعمل على حمايتها وعدم المساس بها، ولكن الرعاع لا يعترفون بسيادة أحد، ولا يحترمون أية مواثيق، وأعراف دولية.

هل بقي أدنى شك، أن هناك دولا قطعت شوطا حضاريا طويلا، وبلغت "مراحله" النهائية، ولكن، وبنفس الوقت،هل بقي أدنى شك بأن هناك دولا، وحكومات، وشعوبا ما زالت تعيش في الكهوف والأدغال، ولم تضع أقدامها، بعد، على بداية هذا الطريق الطويل والشاق، وإن كانت تحاول أن تظهر، وتقول، غير ذلك في وسائل الإعلام.

في السلمية في قلب البادية السورية، والتي تبعد عن دمشق مئات الكيلومترات، مُنع عقد اجتماع بسيط لعدد من ناشطي حقوق الإنسان، وكانت "العيون" الجاحظة ساهرة، والحمد لله، تراقب هذا الخطر الداهم والنشاط المشبوه، بينما مرت تلك الجموع الغفيرة، في قلب الشام، دون أن تلحظها، أو تدري بها نفس العيون النجلاء، وذهبت في إغفاءة لذيذة في عز النهار.

هل آن الأوان لكي يكون المرء خجلا من "سوريته" هذه الأيام؟ وهل أصبحت "السورية" لعنة تطارد كل من يحملها؟ تلك "السورية" التي لم يبق منها شيئا الآن، ولم تعد تعني سوى الفقر، والبؤس، والتردي العام، والتشرد، والضياع، والمذلة، والهوان، والانقضاض، بدون وازع ورحمة، على من مُنحوا عهد الأمان، واختزلت، السورية الأعرق، في حرق السفارات جهارا، وأمام الكاميرات؟

ماذا سيقول الناظر في كل مكان، والغربي بشكل عام، وهو يرى الرعاع يستبيحون حرمة السفارات؟ لعله سيكون من الصعب جدا عليهم فهم ذلك، وتقبله؟ كما أن اقتلاع هذه الصور الشنعاء، وتلك القناعات، من ذهنه، بعد ذاك، سيصبح ضربا من المستحيل, وحرثا بالماء. إنها الرسالات الخاطئة، في الأزمنة الخاطئة، وفي كل الاتجاهات الخاطئة.

ليس هناك أبأس من قضية عادلة يتولاها محام فاشل. فما بالك حين يتنطح، لأقدس القضايا، والرسالات، الغوغاء، والرعاع ؟

هل صار من يدخل الشام، في خطر، وغير آمن على نفسه، وماله، وعرضه، حتى لو كان هناك مواثيق، والتزامات، واتفاقيات، وقانون دولي عريض يكفل، ويضمن هذا الأمان؟ إن حرق السفارات، وبتلك الطريقة المشينة، يجيب عن هذا السؤال المرير، والهام.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزراء الاعتذار العرب
- الجاهلية السياسية النكراء
- الدويخة..ولغز السيارات السوري
- ماذا لو قاطََََََعَنا الغربُ فعلا؟
- لا تنه عن خلق
- الرد السوري على خدام
- حماس: وداعاً للشعارات
- حماس والاحتلال العقائدي
- في تفسير أزعومة الثوابت
- إعلان مناقصة لتوريد معارضين
- لغز الدكتورعارف دليلة
- حكم النسوان
- نحو استراتيجية أمنية جديدة
- سيمفونية في البرلمان
- يوم المزبلة الوطني
- خدام في المنطقة الحمراء
- بأية فضيحة عدت يا عيد
- سامحكم الله أيها الرفاق
- مقالب خدّام
- نكتة الموسم الشامية


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - من دخل دمشق فهو غير آمن