أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - سيناريو المالكي بشخصية العبادي














المزيد.....

سيناريو المالكي بشخصية العبادي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5589 - 2017 / 7 / 23 - 23:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من يتابع حديث نوري المالكي بطل انسحاب ١٠ حزيران ٢٠١٤، وهو اليوم الذي سقطت فيه مدينة الموصل بيد عصابات داعش، الى وكالة "سبوتنيك" الروسية والقريبة من الكرملين، فيقرأ بين السطور مرارة الهزيمة عند المالكي بتسليم مدينة الموصل الى داعش في عهده بنفس قدر استعادتها على يد رفيقه اللدود حيدر العبادي. فالمالكي وللمرة الألف ينفخ على نارالطائفية كلما ارادت ان تخفت في حديثه المذكور، وهو الذي صور للجميع وتحت قيادته بأنها اي الطائفية ذهبت دون رجعة بعد سحقه لعصابات جيش المهدي في ربيع ٢٠٠٨. لكن الحفاظ على الجمرة الطائفية تحت الرماد في زمن لا معنى للأفكار والأيديولوجيات بالنسبة للبرجوازية غير الطائفية، هو الذي يحاول ان ينتج شخصيات مثل المالكي والاحزاب والقوى الاسلامية التي يمثلها. فالمالكي من جديد يٌحَمّلَ اهل الموصل مسؤولية صعود نجم داعش واعلان دولة الخلافة الاسلامية. صحيح انه لا يستثني قوى وشخصيات اخرى، ولكن يبدأ كلامه بأهل الموصل، وبأنه كانت هناك مؤامرة خارجية لأسقاط نظام الاسد واعادة حكم السنة في بغداد. اي ان المالكي يقر بأنه حكمه كان شيعيا صرفا، وان الاتهامات التي وجهت اليه بالتطهير الطائفي والتعذيب والقتل وإطلاق العصابات والمليشيات للانتقام الطائفي، هي في مكانها. وكل حديث المالكي وفي هذا الوقت بالذات هو محاولة للظهور الاعلامي في مشهد احتفالات طرد داعش من مدينة الموصل بعد ان هيمن عليها العبادي دون منازع.
والمالكي يحاول ان يجر انفاسه الاخيره كشخصية صعد الى المشهد السياسي ودوى وقع سقوطه بقدر دوي سقوط الموصل، وهو ورقة محروقة يستطيع ان يكون في افضل حالاته زعيم احدى العصابات او المليشيات خلف الكواليس كما هو اليوم وكان خلال مرحلة الحرب على داعش. بيد ان المشهد السياسي العراقي يتكرر بشخصيات اكثردرامية من المالكي كلما مر الوقت. فالعبادي الذي يعيش حالة نشوة النصر او هكذا يحاول ان يصورها ويسوقها اعلاميا ودعائيا وسياسيا، يحاول أعادت المشهد السياسي الذي رسمه المالكي طوال ولايتين. فالمالكي بعد سحقه لعصابات جيش المهدي وتيمن الاخرين به خيرا، بأن فجر عراق القانون ودولة المواطنة سيبزغ على المجتمع، واذا به سرعان ما بدد الاوهام حوله، ليتحول الى اكثر الابواق الطائفية نشاز في العملية السياسية منذ تأسيسها تحت اقدام المارينز الامريكي. وها هو العبادي بعد اعلان انتصاره على داعش في الموصل ورفع شعار "توحدنا فانتصرنا" وانفق الملايين من الدولارات لتعمية المجتمع بهذا الشعار، رسم لنفسه ولمستقبل العراق مسار سياسي لا يختلف عن مسار المالكي، وعبر موقفين، الاول هو ان الحكومة على علم بالفظائع التي ترتكب ضد الانسانية في الموصل بعد هزيمة داعش، لكنه لن يتخذ اي اجراء الان لعدم افساد اجواء النصر كما جاءت في افتتاحية صحيفة "غارديان" البريطانية، والموقف الاخر هو اعلانه لزيادة رواتب الحشد الشعبي والاشادة بدوره، والذي يعني تحدي لكل الاصوات والمطالبات بحل المليشيات بعد تحرير الموصل او هزيمة داعش في العراق.
ان حديث المالكي الذي يقطر طائفية بالتزامن مع تصريحات العبادي ومواقفه، يبين ان المسار السياسي الطائفي هو مسار السلطة في العراق. وان كل الشعارات التي يطلقها العبادي، ليس الا للاستهلاك الاعلامي وذر الرماد في العيون. صحيح ان العبادي كما كان المالكي الذي وقع على اتفاقية الاطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية، هو اقرب اليوم الى الاستراتيجية الامريكية، ولكن الصحيح ايضا ان العماد الاساسي لبقائه في السلطة هو دعم كل القوى الاسلامية الشيعية الموالية لولاية الفقيه في ايران. وكما تحول المالكي من الخندق الامريكي عندما فشل في حسم السلطة السياسية لصالح التحالف الشيعي، وتصاعد قوة اخوته الاعداء في السلطة والمعارضة من القوى القومية بما فيها العروبية التي غيرت لباسها بسبب تغيير الطقس السياسي الى طقس طائفي، عاد الى خندقه الاصلي ليستنجد به، وهو خندق الطائفية والايديلوجية الاسلامية، نجد العبادي ايضا ينحو منحى المالكي ولكن في مشهد من اكثر المشاهد الدرامية التي تذهب اليها الاوضاع السياسية في العراق. فالعبادي الذي ما زال لم يقض على داعش بشكل نهائي في العراق، وجه تحذير الى الاحزاب القومية الكردية من خطورة انفصال كردستان، مهدد بشكل باطن وغير مباشر جماهير كردستان بأن ليس في مصلحتها لا امنيا ولا اقتصاديا تشكيل دولة مستقلة، وفي نفس الوقت يعظم من دور الحشد الشعبي الذي هو مشروع اعادة تأسيس جهاز دولة قمعي لتثبيت وترسيخ سلطة الاسلام السياسي الشيعي في العراق وتحت عنوان الحرب على داعش. اي بعبارة اخرى ان الحلول التي يطرحها العبادي هي نفس الحلول التي طرحها المالكي، وهي سلطة طائفية في العراق لها حصة الاسد، وعلى الجميع القبول بالقسمة التي يعطيها حزب الدعوة الحاكم وتحالفه الشيعي.
ما يهمنا نحن العمال وجميع المحرومين من خلال هذا التحليل لا حصة الاحزاب القومية الكردية ولا امتيازات القوى القومية العروبية ولا قسمة التيار الاسلامي السني من السلطة والنفوذ، فكل تجربة اربع عشرة عام بينت جميع تلك القوى دون استثناء هي مصاصي دمائنا وسالبي الامان من المجتمع. ولكن ما يهمنا هو تبديد الاوهام حول العبادي، وحول برامج واجندات الاحزاب الاسلامية وشخصياتها التي تقذفها الى سدة الحكم لتمثيلها.
ستتوقف قريبا كل اهازيج النصر وسيزال الغبار عن كل الانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين في الموصل وسيكسر التعتيم الاعلامي الذي رافق حرب الموصل بحرفية عالية، ولا يساورنا أدنى شك، فأن حرب اخرى ستندلع ولكن بسناريو جديد اذا لم يطرح بديل، اذا كان العراق مقدر له ان يكون موحد فأن دولة علمانية وغير قومية هي الضامن للانتقال نحو بر الامان.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن شيء اسمه النصر باي ثمن
- ارادة ثورية في ظرف غير ثوري
- الظلم الطائفي، وهوية الدولة ما بعد القضاء على سيناريو داعش
- الارهاب في منطقتنا له دين
- هذه المرة ايضا، غربان الاسلام السياسي السني والتطاحن على الن ...
- منصور حكمت والافق اللينيني
- الانتخابات وما يدور خلف الكواليس
- المسائلة والعدالة، سيف للتطهير السياسي والانتقام الطائفي
- الحركات الاحتجاجية بين الدولة المدنية والدولة العلمانية غير ...
- قمع المعارضة بسمفونية ديمقراطية
- الطائفية والانحطاط الإيديولوجي للبرجوازية
- العلمانية والانتهازية السياسية
- الاول من ايار والطبقة العاملة في العراق
- الكارثة المحدقة بالنازحين
- الحرية والديمقراطية في عراق ما بعد الاحتلال
- اما البربرية او التصدي لها!
- كركوك في مهب الترهات القومية
- الموصل تتحرر من سكانها
- الداعشية الشيعية
- الاحتجاجات العمالية والنضال الاقتصادي والطريق الاخر


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - سيناريو المالكي بشخصية العبادي