أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهان المشعان - مرة أخرى... وأخرى !!العنف ضد المرأة














المزيد.....

مرة أخرى... وأخرى !!العنف ضد المرأة


جهان المشعان

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يعد العنف من الظواهر السلبية التي تعصف بالمجتمعات الإنسانية كافة متقدمة كانت أم متخلفة إلا أنه في المجتمعات المتخلفة يبدو بصورة أعمق وأوضح و وبشكل أكثر تجذراًً ورسوخاً عنها في تلك الدول التي استطاعت أن ترقى إلى مستوى حضاري معين
وقد وجد العنف منذ فجر التاريخ متمثلاً في قتل قابل لأخيه هابيل وامتد من الأشخاص ليشمل مجتمعات بأكملها ليتمثل في أقصى حالاته وأسوأها بالحروب التي تشنها الدول القوية على الأخرى المستضعفة فتزيدها قهراً وضعفاً و بما ينتقص فيها من كرامة الإنسان وحريته ويحد من دوره الحضاري .
ويتمثل العنف في ممارسات مادية جسدية كالقتل أو الجرح أو الإيذاء أو الرق ....الخ أو قد يكون معنوياً بحتاً كالقهر والظلم والاستلاب والتهميش والإقصاء ...الخ ويتمثل في أسوأ حالاته في المجتمعات المتخلفة ومنها مجتمعنا العربي المعاصر
وقد أثبتت تلك الممارسات السلطوية منذ الأزل فشلها في تكوين مجتمعات حضارية متوازنة وقوية لأنه ( للباطل دولة )...
تعاني المجتمعات الشرقية من هذه الظاهرة وخصوصاً في علاقة الرجل الشرقي بالمرأة الشرقية تحديداً مما يخل حقيقة بالتوازن الطبيعي لتلك المجتمعات بين نصف قاهر و نصف مقهور ...
تخضع العلاقات بين الجنسين في مجتمعنا لشبكة مهلهلة و معقدة من قيم القهر والتهميش والإقصاء والاختزال لصالح الذكر على حساب الأنثى في مجتمع ذكوري بطريركي صارم لا يؤمن بالتغيير أو التخلي عن المكاسب التي منحته إياها طول فترة التخلف والتبعية والتغييب اللاعقلاني لجماهير النساء في مجتمع تشكل فيه المرأة أكثر من نصف المجتمع
الأخطر في موضوع العنف الذي يمارس ضد المرأة هو تواطؤ المرأة ذاتها وتعايشها مع حالة القهر ومساندته لقواه وكأنه قدرها الذي لا مفر منه في استسلام مريع أما عن جهل بحقوقها وكيانها أو خوفها (وللخوف هنا أشكاله ومظاهره وأسبابه التي تستحق أن يفرد لها لاحقاً بحث مستقل بها ) أو عجز عن مواجهة جموع الذكور المتأهبة للانقضاض على كل من تسول له نفسه بالتحدث عن حقوق للمرأة أو أي محاولة لتغيير عادات وتقاليد جعلها اضطراد التعامل بها منذ عصور الظلام السحيقة كتاباً منزلاً لا يأتيه الباطل من أمامه ولا من خلفه
كذلك يشكل لجوء بعض النساء إلى التحايل والدهاء والدلع والشطارة عن طريق استخدام سلاح الأنوثة الفتاك فيقع ( الكل ) تحت وطأة ما يفعله ( البعض ) منهن وتصبح كل النساء ذوات كيد عظيم ...!! وهذه أيضاً حالة من حالات الاضطهاد الذي يقع على المرأة عندما تجبر على ارتداء قناع مخالف لحقيقتها حتى تستطيع أن ( تثبت قدمها ) في عالم يحتقر الضعيف ويهمشه ويمنعها من التعبير عن نفسها بصورة واعية وحقيقية
وقد تهرب المرأة من مسؤليتها تجاه نفسها وتجاه بنات جنسها بالانكفاء والاستسلام اللذيذ الذي يؤمن لها راحة البال السلامة على شاكلة (لا تنام بين القبور ولاتشوف منامات وحشة ...و كفى الله المؤمنين شر القتال.....واللي مو بإيدك يكيدك و....و.....و....).وإلى ما هنالك من عبارات سلبية تحض على القناعة بالواقع القاسي وقبوله دون أي محاولة لتغييره أو على انتقاده على أضعف الإيمان!
وقد يفاجأ المرء بنوعية معينة من النساء ممن يحسبن على المثقفات وممن حصلن على شهادات متوسطة أو عليا وهن ينظرن باستغراب ودهشة على مقولة أن المرأة مستلبة ومقهورة ومنقوصة الحقوق بشكل يثير حسدنا نحن المسكونات بالهم الأنثوي حتى النخاع ولهن أقول :هنيئاً لكن َّ راحة البال و... ( إن كنت تدري فتلك مصيبة أو كنت لا تدري فالمصيبة أعظم ) ...!!
ولقد ولدت تلك الظواهراالاجتماعية شديدة التخلف في وقت نحن فيه أحوج ما نكون فيه إلى وقفة صدق مع الذات من أجل إعادة بناءها وبناء المجتمعات الآخذة بالتآكل من قاعدتها إلى قمتها تحت وطأة التخلف والجهل والاستبداد والظلم والتبعية ولابد من إجراءات عاجلة لوقف هذا الخراب
ولابد من السعي الصادق والدؤوب في دروب التنمية والتطوير والبناء المستند على أسس علمية واقعية شفافة من النقد والنقد الذاتي يعطي لكل فرد في المجتمع دوره كاملاً غير منقوص....
في السماء رب واحد أما الأرباب الكثيرين على الأرض فقد آن الأوان لإزاحة هذه الأصنام المتحجرة والكف عن عبادتها...(رب البيت ...رب الأسرة ...رب الدار ...)
آن الأوان لأن تقف المرأة مع الرجل جنباً لجنب دون تمايز أو تفوق لأحدهما على الآخر سواء أكان هذا التمايز يقوم على أساس جنسي أو اجتماعي أو إنساني أو فكري أو عقائدي إلا بما سعى إليه كلاً منهما بجهده وتعبه وبما حققه من إنجازات إنسانية في خدمة مجتمعه وبلده وناسه في إطار اجتماعي وفكري إنساني حضاري من المساواة والاحترام والتكامل و التراحم والتقدير الشفاف والنظيف لأي من الطرفين مع شريكه الآخر في الإنسانية والحياة



#جهان_المشعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة - هواجس ليلية
- قصة قصيرة - عودة عوليس
- هذا الرجل يستحق أن يقتل
- العنف المدرسي والطفولة المستباحة


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهان المشعان - مرة أخرى... وأخرى !!العنف ضد المرأة