أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - الشخصية والابداع














المزيد.....

الشخصية والابداع


ذياب فهد الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 5584 - 2017 / 7 / 18 - 16:58
المحور: الادب والفن
    


الشخصية والابداع
ذياب فهد الطائي
من المهم ان نميز في تناولنا اية شخصية اشكالية مبدعة بين امرين،الأول السلوك الشخصي ،والثاني المنجز الابداعي ،لأننا قد نواجه شخصية لا تحمل الصفات الاجتماعية المتعارف على انها سوية ،ولكن هذه الشخصية تقدم منجزا ابداعيا متميزا ،فالشاعرحسين مردان مثلا كان شخصية اشكالية بسلوكه المتصعلك والمتمثل بعدم اهتمامه بمظهره واصراره النوم تحت جسر الشهداء بعد جلسة صاخبة ،ليذهب الى الدوام في عمله،ومردان هو من قدم قصيدة النثر للمشهد الثقافي العراقي،وكذلك الشاعر جان دمو والشاعر الحصيري
وربما استذكر هنا قول الخليل ابن احمد الفراهيدي وهو يرد على أحد منتقديه:
تعلم بعلمي ولا تنظر الى عملي.......ينفعك علمي ولا يؤذيك تقصيري
ان هذا التمييز يحعلنا اقرب الى الموضوعية في تناول المبدع كشخصية انسانية وانجازه كابداع متميز في مجاله
اقول هذا في خضم الحديث الدائر اليوم بقوة حول سقطات سعدي يوسف السياسية وهو الشاعر الذي يملك حضورا شديد التأثير في المشهد الشعري العربي عموما
في عام 1958 اشتريت ديوان سعدي يوسف (51 قصيدة ) وقرأته في ذات الليلة ثلاث مرات وكتبت فيه بضعة ابيات شعرية نشرتها جريدة الاستقلال البغدادية (من المهم الاشارة الى ان كل المراهقين العراقيين هم شعراء بالفطرة )
سعدي يوسف ،ما عرفته بعد ذلك ،شديد النرجسية ،وفي مقولته الشهيرة :سيدخل الجنة الشيوعي الأخير (سعدي يوسف ) والبعثي ألأخير (صدام حسين )
اعتقد انه مصيب في هذه المقاربة لأنه تلمس جوانب التشابه بينه وبين صدام حسين
يذكر لي مسؤله الحزبي ،انه حين اطلع على قسيمة طلب سعدي يوسف الانتماء للحزب الشيوعي وجد انه اختار الاسم الحركي (مسيلمة ) وحين نبهه الى ان هذا الاسم مقرونا بالكذب في التاريخ والثقافة العربية ،اصر على عدم تغييره، وهنا ايضا ،عبر سعدي يوسف عن حقيقة كان يعرفها وحده في حينها
لا يعنيني هنا ان يكون سعدي يوسف مع الشعب العراقي وهمومه وطموحاته أم معاد لهم كما في قصيدته (الخامسة ) التي ينعت بها العراقيين (جواميس القيامة) ،ويمكن أن استبعد الكثير من شعره السياسي ، ولكن ليس من الممكن أن أشطب على تاريخه الشعري المتميز والمبدع
كلنا نثمن ابو تمام ونعده احد ثلاثة في تاريخ الشعر العربي وهو القائل :
ما شئت لا ما شاءت الاقدار ...........فاحكم فأنت الواحد القهار !!!!!!
قاموس الكذب لسعدي يوسف بلا حدود وربما يتخيل ثم يستقر في يقينه ان ما تخيله حقيقة ،فيرويه شفاها احيانا وفي بعض مؤلفاته في احايين اخرى .....سعدي يوسف في حقيقته ليس طائفيا ولا قريب حتى من الدين ،وهو بعيد عن الفكر القومي ،إنه ببساطة نرجسي ، ما أن يسمع بشخصية في الشعر او في السياسة وحتى في الفقه الاسلامي أو العمل العسكري ، اخذت مساحة واسعة من المشهد الاعلامي ،حتى يقف منددا بها معتقدا انه سيرافقها في دائرة الاهتمام (شتم القرضاوي ،وقال عن عبد الوهاب البياتي ساذجا وشعره بدون قيمة فنية ،وهجا المعارضة العراقية وأخيرا تناول العسكري عبد الوهاب الساعدي )
وربما سيدخل الجنة مع البعثي الاخير ،ولكن كل هذا يجب ان لايدفعنا الى الشطب على تاريخه الشعري ويحب ان يجري الفصل بين سلوكه كسياسي فاشل يتلمس طريق الشهره عن طريق التشهير بالناجحين ، وشاعريته وموهبته المتميزه



#ذياب_فهد_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقصلة الفرنسية للنساء أيضا
- المرأة والفلسفة
- في ناحية البو ياسر (عام 1991)
- أسلحة المعلوماتية
- الحقيقة والوهم
- الاستراتيجية العسكرية للعراق
- علم النفس التربوي وظاهرة الخجل -الدكتورة فاطمة جوني الفياض
- نائب المدعي العام
- احلام مستغانمي وقيادة الجماهير العربية
- اليسار ....مرة أخرى
- سلاسة اللغة وغنائية النص عند الشاعر حبيب الصايغ
- الحلقة الثانية عشر /نوافذ دائرة الطباشير
- الحلقة الحادية عشر/نوافذ دائرة الطباشير
- الحلقة العاشرة /نوافذ دائرة الطباشير
- الحلقة التاسعة /نوافذ دائرة الطباشير
- التناص في القصيدة الحديثة
- الحلقة الثامنة /نوافذ دائرة الطباشير
- الحلقة السابعة /نوافذ دائرة الطباشير
- البناء القصصي في شعر حبيب الصايغ
- الحقة السادسة /نوافذ دائرة الطباشير


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب فهد الطائي - الشخصية والابداع