|
ألأمبرىطورية والشيخوخة
نزار طالب عبد الكريم
الحوار المتمدن-العدد: 5584 - 2017 / 7 / 18 - 16:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل ألأمبراطوريات في التاريخ ، التي " سادت ثم بادت " ، مثل الجسم البيولجي ، يبدأ موتها وتفككها من ألأَطراف : أولا : لبعدها عن المركز ، حيث تضعف قوة الأمبراطورية كلما ابتعد الطرف عن المركز . وثانيا : لثقل الظلم الواقع عليها بسبب وصول فساد أجهزة الأمبراطورية ، الذي يُمارس بعيدا عن المركز بحرية أكبر ، الى الدرجة القصوى التى لايمكن معها احتماله ، مضافا اليه ترهل هذه ألأجهزة . أن أول تمرد ناجح يشجع ويستتبع ، بالضرورة ، تمردات أخرى ، ويكون هذا الشرخ الصغير بداية للشرخ الكبير وللشروخات الفرعية اللاحقة ، كما يشكل المتمرد القوي والناجح ملاذا سياسيا آمنا لكل المتمردين والآبقين ( العبيد الهاربين من سيدهم ) أو الذين يفكرون بذلك ، مثلما تشكل التضاريس كالغابات والمستنقعات - ألأهوار والجبال ملاذات طبيعية . صحيح أن فلاديمير بوتين أزاح بوريس يلتسين بموافقة ألأوليغارشية العالمية ، ولكن هل ان هذه البيروقراطية العالمية تملك وحدها مفاتيح ألأرض والسماء ؟! بوتين رئيس لثاني أقوى جهاز استخبارات في العالم ( الكي جي بي ) بعد السي آي أيه ، اذا لم يكن يضارعها او اقوى منها -- ألايستطيع وهو يمتلك كل هذه ألأمكانات ألأستخبارية وطاقة هائلة من الحقد القومي على هذه البيروقراطية لتسببها بأنهيار ألأتحاد السوفيتي ( قال بوتين ان اكبر كارثة حصلت في القرن العشرين هي انهيار ألأتحاد السوفياتي ! ) أن يتظاهر بالولاء لها ومن ثم ألأنقلاب تدريجيا عليها ؟ وهذا ، حسب ملاحظاتي ، ما حصل ويحصل . تمردات بوتين الرئيسية ، المغلفة بالكثير من الحنكة والمراوغة والتقدم خطوة والتراجع ثلاث خطوات حسب مقتضيات التوازنات والظروف ، بدأت في أوكرانيا وقبلها في جورجيا والشيشان وأخيرا في سوريا -- بدا العالم حابسا أنفاسه مترقبا ردود الأفعال الكاسحة ، كما يتوقعها ، من قبل أمريكا ، لكن بوتين ذكَّر بأنه في حال ألأعتداء على روسيا فأنه جاهز لأطلاق الحرب النووية التي لن يربح فيها أحد !؟ بدأت الجسارة على ألأله وسقوط هيبته ! أله يبول عليه الثُعلُبان لا خير --- في أله بالت عليه الثعالب الشرخ الصغير صار كبيرا وتبعته شروخات فرعية : - تمرد كوريا الشمالية الذي أشعر أمريكا بالعجز التام رغم كل تهديدات ترامب ومناوراته العسكرية وتشديده كل يوم للعقوبات ! - زيادة تمرد ايران والحكومة السورية والمقاومة اللبنانية . - اضطرار ألأمبراطورية ألأمريكية للتظاهر بمحاربة داعش التي خلقتها ، بعد ان كشف التدخل الروسي في سوريا لعبتها -- هزائم داعش ، كأداة أمريكية ، أمام المحور المتمرد ! - تمرد تركيا -- يقول أردوغان أن أمريكا تدعم ألأرهاب ويجب طردها من حلف شمال ألأطلسي !!؟ -- أنقسام تركيا الحاد سياسيا خصوصا بعد ألأنقلاب -- صراعها العلني مع أمريكا في شمال سوريا سياسيا وعسكريا + زيادة عديد وعدة قواتها في قاعدتيها في عُمان وقطر + تواجدها العسكري في شمال العراق وشمال سوريا ! - تمرد الصين ، ضمنا ، في دعمها لروسيا بالفيتو في مجلس ألأمن عدة مرات ضد الولايات المتحدة وحلفائها ، أضافة للدعم ألأقتصادي والسياسي والأستراتيجي وفي البريكس واتفاقية شنغهاي . - التمردات داخل امريكا نفسها وانقسام المجتمع ألأمريكي انقساما سياسيا حادا مابين مؤيد ومعارض لترامب ، اضافة للتناقضات بين ألبيت ألأبيض والخارجية والدفاع والقضاء . - التمرد الفرنسي النسبي بعد مجيء ماكرون ( يقول ماكرون في وجه ترامب الذي يزوره : وضعتُ خطوطا حمراء للرئيس ترامب !! ) والأنقسام السياسي الحاد مابين يمين فاشي ويسارراديكالي ، وفي الوسط ماكرون المضطرب بينهما ! - التمرد البريطاني على ألأتحاد ألأُوروبي التابع للأمبراطورية + ألأنقسام السياسي الحاد بين اليمين - المحافظين - تيريزا مي ، واليسار - العمال - جيرمي كوربين ، والذي يعكس انقساما مجتمعيا طبقيا حادا . - واخيرا وليس آخرا القشة القطرية التي قصمت ظهر البعير ألأمريكي الهرم ، والتي دشنت تمردا من نوع آخر : أدفعلك لتدعني أتمرد عليك ! أو بالأحرى أتمرد على حكومتك الذي يمثل منصبك فيها مجرد وسيلة لكسب المال ! --- أنا أشتري جزئي ، من كل ألأمبراطورية والتي هي ليست ملكك ، منك ، بمليارات الدولارات !! أليست التجارة في السياسة صارت أكثر التجارات ربحا ؟؟!! و ألأهم من ذلك كله ، أفتضاح سر مشروع أدارة الفوضى والأرهاب الصهيوأمريكي لأستبدال الحروب الطبقية بحروب المصالح والهيمنة المغلفة بأغلفة دينية - طائفية ، بالأنتقال من الحروب بين المنظمات ألأرهابية الوكيلة والدول الى الحروب بين الدول -- وهو الذي تم التركيز عليه والتخطيط له في قمم الرياض ألأمريكية الخليجية ، العربية ، ألأسلامية ، لأن تكون الحرب القادمة بين الناتو السني وعاصمته الرياض والطرف الشيعي وعاصمته طهران -- واقع صراع المصالح أدار وجهة الصراع مائة وثمانون درجة بالضد من المخطط لهُ ! وحذت السعودية حذو قطر أو بالعكس ! حتى ان وزير الخارجية ألأمريكي رجع ب" خفي حنين " كما وصف ألأعلام السعودي والأماراتي زيارة الوزير وهو يحاول التوسط بين المتخاصمين -- قطر والسعودية !! لم يعُد المسؤولون ألأمريكيون المرتشون يستطيعون أصدار ألأوامر كالسابق ! الكل يحارب الكل بكل الوسائل العلنية والسرية -- الجيوش ألألكترونية والهاكرز قد سهلت حرب المعلومات ، وهي اليوم أخطر الحروب ، الى مديات تزداد كل يوم اتساعا . القطب ألأحادي --ألأمبراطورية ألأمربكية التي سادت بدأت تبيد والنظام الدولي الجديد الذي روج له دهاقنتها في بداية تسعينات القرن الماضي بدأ بالتفكك -- كلٌّ يسعى الى مصلحته الخاصة -- أمريكا أولا ، وكل الآخرين أخيرا ! ، رفع ترامب شعاره ألأنتخابي وهو يطبقه ألآن -- والأتباع على دين ملوكهم -- وما دام ألأمر هكذا -- أي أن ما يقوله السيد والقدوة يصح على المقتدين به -- اذن فلكلّ الحق لأن يقول أنا أولا !!!! الفرص أمام الشعوب تنفتح -- الشعب هو السيد ---- الشعب أولا -- أمبراطورية الشعوب أولا ؟
#نزار_طالب_عبد_الكريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤشرات أولية على الحل الطبقي للأزمة العالمية المستعصية
-
لم يبق في القوس منزع
-
أعطيني يدكِ
-
سوق الوجود
-
يا حضراتُ
-
السحرة وحدهم يصولون ويجولون
-
لقمان الحكيم
-
روج آفا
-
ملائكة كوباني
-
هل ألأرهاب هو الوريث الشرعي للأمبريالية الميتة
-
تزعزع مؤسسات أدارة ألأرهاب العالمي
-
الخداع النقي
-
العلاقة بين البصر والبصيرة
-
الدولة والطبقة
-
قشور
-
هل يصلح ترامب ما أفسده الدهر
-
اطلق كمونك الثوري
-
كان الدولار اخضرا
-
فقط نحاول
-
بغ بومب
المزيد.....
-
رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة
...
-
قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
-
مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا
...
-
تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل
...
-
السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة
...
-
بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي
...
-
وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب
...
-
مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث
...
-
-أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3
...
-
-تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|