أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله النملي - الزجال الراحل عبد المجيد بنخالي.. سلام عليك حاضرا وغائبا














المزيد.....

الزجال الراحل عبد المجيد بنخالي.. سلام عليك حاضرا وغائبا


عبد الله النملي

الحوار المتمدن-العدد: 5584 - 2017 / 7 / 18 - 08:52
المحور: الادب والفن
    


أصحاب العطاء الكبير كثيرا ما يختارون الموت عندما ينعدم الأمل. فهم يرون أنه ما فائدة زيادة بضعة أيام، أو شهور يعيشونها ليزدادوا عذابا. الحكم قادم، والإختيار واجب، لهذا اختار المرحوم عبد المجيد بنخالي أن يقول للمرض: اكمل مهمتك. نعم إن للموت مرارة يصعب تحملها على بعض الأحياء، ومثل كثيرين غيري فُجِعْتُ بنبإ وفاة الأستاذ الراحل صبيحة يوم السبت 8 يوليوز 2017 بآسفي، عن عمر يناهز 63 سنة، بعد معاناة مع المرض، ورحلة طويلة من العطاء الدرامي، تاركا وراءه تراثا شعريا وزجليا وفنيا يخلد اسمه طويلا ضمن سجل المبدعين. وكما قال لي بعض ممن عرفوا الراحل، إنك ما أن تلتقيه إلا ويشعرك بأنك تعرفه منذ أمد بعيد. فالرجل، تغمده الله بواسع رحمته وكريم مغفرته، سيفتقده كل محبيه وعارفي مكانته وفضله، ما أن تجلس إليه إلا ويأسرك بثقافته الرفيعة وتواضعه وأدبه الجم، وقدرته الفائقة على نظم الزجل الشعري. فهل يكفي البكاء والرثاء والكلام عن شاعر كبير غادرنا إلى الأبد؟. في اعتقادي أن الوفاء أسمى من الرثاء، والوفاء يملي علي ككاتب أن أفتح بعضا من سيرته الذاتية والإبداعية غير المعروفة عند الكثيرين.
الرجل ليس اسما عاديا كغيره من الأسماء المحفوظة في سجلات الحالة المدنية بآسفي، فبعد الإعلان عن خبر وفاته تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لساحة عزاء، حيث توالت كلمات الرثاء والعزاء على فقدان الراحل الكبير من قبل زملائه ومحبيه، خاصة أن الرجل كان مصرا على حضور لقاءات وفعاليات ثقافية رغم مرضه ومعاناته من العلاج الكيميائي. رجال ترحل فتبكيهم أسرهم، ورجال ترحل فتبكيهم الأصدقاء، ورجال ترحل فيبكيهم الوطن. ولمثل الزجال الأديب عبد المجيد بنخالي، يبكي الوطن. وبرحيله فقد الشعر أغلى قوافيه، وبرحيله تَيَتَّم الحرف، وترمّلت القصيدة، وشهق الإبداع حزنا. وبرحيله توقفت البلابل عن التغريد، لأنه كان ملهمها وعاشقها شعرا ونثرا. وبرحيله انفض سامر رفاقه ومحبيه، بعد أن كان نجمهم المشرق ينثر على أسماعهم زجلا رفيعا لا يخلو من ظلال التجربة المسرحية.
عبد المجيد بنخالي، مفرد بصيغة الجمع، اجتمع فيه ما تفرق في غيره، فهو الملقب بابن الأثير، وقيدوم الزجالين، من مواليد مدينة آسفي سنة 1954 بحي تراب الصيني العريق بآسفي. والده ادريس بن خالي كان منخرطا في الحركة الوطنية، و أول مؤسسي نقابة البحارين بآسفي والمغرب. عمل الراحل أستاذا للتعليم قبل أن يختار التقاعد الطوعي. ارتبط اسمه كمناضل يساري منذ أزيد من أربعة عقود بحزب التقدم والاشتراكية ومنظمته الشبيبية، ثم كاتبا عاما للمكتب الوطني للمنظمة المغربية للطفولة والشباب، وعضو الإتحاد المغربي للزجل، واتحاد كتاب المغرب فرع آسفي. حاصل على دبلوم الصحافة من جامعة بغداد بالعراق سنة 1976. ممثل ومخرج ومؤلف مسرحي، يمثل الرعيل الأول المؤسس لتجربة مسرح الهواة بآسفي والمغرب. وأحد الكتاب الدراميين المميزين الذين تركوا بصماتهم على التجربة المسرحية والفنية بالمدينة. كتب بالعامية والفصحى، وانخرط مبكرا في دور الشباب التي ستربطه بالمسرح، حيث ألف وأخرج العديد من المسرحيات، كمسرحية (عندما يصبح عنترة فارسا)، ومسرحية (النقطة)، كما أخرج مسرحيات أخرى مثل مسرحية (الجنون)، ومسرحية (المخاض)، لكن بصمته في الزجل كانت الأبرز، حيث أصدر ديوانا تحت عنوان (برج موكة)، وفي الفصيح له ديوان بعنوان (للنهار ولادة أخرى).
وللراحل تجربة صحفية رائدة في البيان الثقافي خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، فضلا عن أنه من مؤسسي نادي الصحافة الوطنية بآسفي، عمل مراسلا لمجموعة من الجرائد الوطنية مثل: العلم وبيان اليوم. وكان يكتب ركنا بعنوان (مسافات)، يعالج فيه ظواهر اجتماعية بنكهة أدبية. كما تميز في كتاباته الزجلية والشعرية بإخلاصه لموروثنا الثقافي المحلي العروبي عموما ولمنطقة عبدة خصوصا، حيث بحث في أصول التراث العبدي والعيطة، ليخرج ديوانا بعنوان (شي حاجة بحال لكلام). كما ترك إسهامات أخرى مختلفة في النقد والتنظير.
ودعنا الراحل بالأحضان مبتسما فودعناه بالدموع، في وقت كان يتطلع إلى اكتمال مشروعه الإبداعي من خلال أعمال شعرية ومسرحية أخرى لم تر النور. ستبقى أشعارك فينا، ستبقى أنت هنا بيننا، عرفناك من خلال ما كتبت، نحن الذين رضعنا من حليب كلمات شعرك، وتابعنا صولاتك وجولاتك الشعرية و المسرحية، التقطنا كل كلمة قيلت عنك، من أترابك ورفاقك. نعم ستبقى فينا أخا ورفيقا، سنواصل إنشاد أشعارك، سلام عليك حاضرا وغائبا، فقد كنت كبيرا في حياتك، ولا بد أن تشمخ أكثر بعد الغياب.
قال الراحل منشدا: "لابُدْ فْيُومْ يَطَلْ الرْبيعْ يَكْسِينا بِاتْوَابُو يْمُوتْ الشُّوكْ يْغَردْ الطِّيرْ يَعْطِينا اجْوابُو"



#عبد_الله_النملي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد المالي مسؤول عن فَقْرِنا
- هواتف جوالة تَشْدو بالموسيقى في صلاة التراويح !
- النفار شخصية رمضانية تراثية عميقة بآسفي
- الشهيد كمال عماري..مسار ملف قضائي يُراوح مكانه
- حراك الريف البطولي والفرز في الساحة
- وفاة -إيديا- تُعري واقع الصحة المُزري
- قصر البحر..من يُنقذه من مَصير الانهيار المَحتوم؟
- الحكومة الجديدة..تمخض الجبل فولد فأرا !
- في البحث عن معنى لاسم مدينة آسفي
- 20 فبراير..النُسخة المغربية من الحِراك العربي
- رحيل عبد الكريم الفيلالي.. فنان كبير آثر الظل على الضوء
- في يومها العالمي..العربية غريبة في موطنها
- الحق في الولوجيات
- الشهيد فكري والحاجة للحكامة الأمنية
- مصر والمغرب..أزمة دبلوماسية تلوح في الأفق
- وفاة بيريز..الإرهاب يفقد أحد أقطابه
- الانتخابات..موسم الكذب الصُّراح
- صَوْتُكَ ضَمِيرُكَ..فلا تُضَيّعْهُ
- الحرارة تُعيد الحياة لحرفة على حافة الانقراض بآسفي
- -المُشَرمَلون-.. السُّياب الجُدد بالمغرب


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله النملي - الزجال الراحل عبد المجيد بنخالي.. سلام عليك حاضرا وغائبا