أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - جناية أدونيس















المزيد.....

جناية أدونيس


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


(قبضوا عليهما بالجرم المشهود، كانت شعرةٌ من شاربه عالقةً على شفتها العليا).
بذات الجرم، مع تغيير طفيف بتفاصيل المشهد، قبضت على أدونيس... كانت خصلةٌ من لحية البخاري عالقةً بين أصابع يده اليمنى!؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما أراد الدهّان، بدل الرسام، أو الفنان التشكيلي، كما يقترح توفيق الصايغ أن نترجم كلمة : ( بينتر* ) السوري أحمد عائشة العائد منذ سنتين أو أكثر من قبرص، حيث جنى ثروة لا بأس بها من رسم اللوحات ودهن البيوت بالفعل، أن يرمم البيت الخربة الذي ابتاعه في حي الباب الأحمر في حلب. كلفني، لأنه خصني بالجانب الشعري وهو الجانب الفني في صداقتنا نحن الاثنين، أن أختار له سطوراً متفرقة لثلاثة شعراء عرب، يرى أنهم يمثلون المراحل الثلاث في تاريخ الشعر العربي من بدايته لنهايته، القديم والحديث وما بعد الحداثة، وهم المتنبي وأدونيس و... منذر مصري!!؟؟ لماذا لا، قلت في نفسي، كل أمرئ حرّ في أن يفكر بما يشاء كما يشاء، ويصنف ما يشاء كما يشاء، فكيف إذا كان هذا المرء هو أحمد عائشة، وما أدراك من هو أحمد عائشة**!؟ كي يخطَّ أبيات المتنبي باللون النيلي على زنار أبيض من البلاط المزجج داخل الغرف، أما أشعار أدونيس وأشعاري فسوف يحفرها على حجارة الأقواس والجدران الخارجية!؟ الأمر الذي أضطرني أن أعود للكتب التي أحبها من كتب أدونيس: (اغاني مهيار الدمشقي) أحدها بالتأكيد، ولعدد أحتفظ به من: (كتاب في جريدة) عن المتنبي، إعداد أدونيس أيضاً. فلست من حفظة إلاّ القليل القليل من الشعر!! حتى شعري، بتّ لا أستطيع أن أتذكر منه شيئاً، إلاّ بواسطة مناسبة ما تساعدني على استعادة سطر أو مقطع له علاقة بها.

غداً، إذا زار أحدكم قلعة حلب خلال رحلة مع أصدقاء أو ضيوف أجانب أو مع جمعية العاديات التابعة لمدينته، وأحب أن يرى بيت أحمد عائشة في حي الباب الأحمر، في الجهة الشمالية الشرقية منها. الأمر الذي سيسر أحمد، أضمن لكم، يستطيع أن يقرأ: (كان عليّ أن أرمي بها إلى أحضان الآخرين لأعود وأشتهيها) بأحرف حجرية نافرة وبطول يزيد عن /3/ أمتار، وهي تطل على صحن الدار. ولكنه لا ريب سيكون قد قرأ قبلها، تماماً على قنطرة التي يفتح عليها الباب الخارجي: (خُلقتِ من ضلعٍ ولن تستقيمي: وها أنا أستمتع باعوجاجكِ الكريم). الأولى لي، والثانية، البيت الشعري الموزون والمقفى لأدونيس، كما هو واضح. وقد انتقيته من كتابه: (احتفاءً بالأِشياء الغامضة الواضحة) الصادر عام 1988 عن دار الآداب، صفحة /78/ السطران الأخيران.

وتشاء الصدف، لاحظوا مقدار البراءة في هذه العبارة، أن أقرأ على التوالي كتابي زكريا أوزن: (جناية سيبويه) 2002 و(جناية البخاري) 2004 الصادرين عن دار الريس في بيروت. أذكر ذلك لأنهما قُدما لي مع كتب عديدة من مكتبة الدار كضيافة ثقافية، فإذ بي أقع في (جناية البخاري) صفحة /166/ على الحديثين الشريفين التاليين:
1- عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: (المرأة كالضِلع إن أممتَها كسرتَها، وإن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عوج).
2- عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: (... واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن خُلقن من ضلع، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج).

ولا حاجة لتبيان كيف قام أدونيس، الصائغ الأمهر، بجمع هذين الحديثين الشريفين معاً في سياق واحد، مستفيداً من المعنى المباشر وغير المباشر والمفردات والتراكيب وكل شيء، حتى أنه حافظ في مطلع البيت على فعل (خُلق) في صيغة الماضي المبني للمجهول، بعد تحويله من (خُلِقن) إلى: (خلقتِ) عملاً بعنوان إحدى مجموعاته الشعرية، إن لم أقل بشعاره: (مفرد بصيغة الجمع). كما أنه لا حاجة للدفاع عن حق الشاعر، الذي يحقُّ له ما لا يحقُّ لغيره، في أمور كهذه، وخاصة بالنسبة لخازن كبير من خزنة التراث العربي الديني والأدبي، وأحد الجناة العتاة في الثقافة العربية، كأدونيس. أما بالنسبة لي، فأنا لم أت على ذكر ما أسميته: (جناية أدونيس) غلى غرار (جناية سيبويه) و(جناية البخاري) إلاَّ باعتباره من لطائف الأدب. لكنه من الهام أيضاً أن ننتبه، كيف أن شاعراً حداثياً عربياً، معروفاً بآرائه الطليعية من قضية المرأة والحرية والمساواة وبقية قضايا العصر، يلتقط هذا الكلام ويعيد صياغته دون أن يأبه لمضمونه الاجتماعي، الذي كان اعتراض زكريا أوزن منصباً عليه. لا بل أن أدونيس يزيد على هذا الاعوجاج بوصفه: (الكريم)! ذلك أن الشعر، بعرفه، وبعرفي أيضاً أعترف، يقطع مع كل هذه العموميات، سلباً وإيجاباً، ويجب أن يفهم بآليات تفكير أبعد، وفي طبقات أعلى وأعمق، كما يؤكد كبار نقاد الشعر، العرب وغير العرب، من أبي قاهر الجرجاني إلى مارتين هايدجر. وفي النهاية.. نعم.. نعم، ممتع، وكريم، هذا الاعوجاج الربّاني في المرأة، من رأسها لأخمصي قدميها، مروراً بكتفيها وثدييها وخصرها وفخذيها. في عالم كل شيء فيه مرسوم بالمسطرة، الشوارع والبيوت والسماء والبحر والأفق، في عالم صنع آلات لقياس لحب والنشوة والفرح بالديزيم والميلي الأمبير، في عالم التشابهات والتماثلات، في عالم القوالب الجاهزة، في عالم التكرار والاستنساخ، يحتاج الأمر شاعراً، شاعراً حقيقياً، من مستوى أدونيس، ليدرك المعنى الرائع لهذا الاعوجاج، فيباركه! وكما يوماً كتبت، منذ /25/ سنة تقريباً، عن المرأة التي أدين لها بكل شيء، وأرجو أن لا يفهم هذا على أني أمرره دون أن يشعر به أحد كدليل على أني شاعر حقيقي أيضاً: (في عالم ضائع بالحسابات الدقيقة، لا أحد يستطيع أن يدرك ما تحاولين إثباته بأخطائك الرائعة).

ما لم أذكره لكم، وعلي أن أستدركه، لا محالة، كي لا تكتشفوا كذبي إذا حدث وزار أحدكم بيت أحمد عائشة، ورغب أن يطلع شخصياً على المعجزة الصغيرة التي حققها أحمد في تلك الخربة. هو أن أحمد قد أبدل الكلمة الأخيرة من بيت أدونيس: (الكريم) فصارت: (اللئيمي) وبياء في نهايتها، كما ستلاحظون، لا يمكن تبريرها بأي طريقة، سوى أن أحمد عائشة حرٌّ بأن يكتب على جدار بيته الكلمة التي يشاء كما يشاء، وحرٌّ بأن يختار لنفسه المعنى الذي يشاء كما يشاء، تعبيراً عن حقيقة اعوجاج المرأة، حسب معرفته الشخصية، وخبرته مع نساء كثيرات كثيرات..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللاذقية 15-1-2005
*-painter
**- للإطلاع على مادة سبق وكتبتها عن صديقي أحمد عائشة يمكنكم فتح هذا الرابط :http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=16967
ولكن يرجى الانتباه إلى أن عيني أحمد زرقاوتان وليستا خضراوتين، وكان هذا الخطاً هو ما واجهت به إحدى السيدات أحمد أثناء خلاف دب بينهما، كدليل على أني لا أعرفه جيداً1؟وأني كتبت ما كتبت فقط للحصول منه على لوحة لجلين هيوز وبعض أنابيب الألوان الفرنسية الكبيرة!؟



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعة مشاهد سورية لا علاقة لها بعبد الحليم خدام، وسؤال؟
- سلالات الغزاة
- ردود وتعليقات على رسالة تعزية /11/ مثقفاً سورياً لغسان تويني ...
- رسالة إلى غسان تويني: ليس لنهر الحرية أن يجف
- الشاعرات السوريات: جُرحٌ في النوم يندمل
- رجل أقوال: (أنام كالشعراء وألتقط الوقت)!؟
- محمد دريوس:( عندما يكون الشاعر حقيقة لا تحتاج لبرهان)؟
- سوريا في خطر ( 2 من 2) بمشاركة نخبة من المثقفين والسياسيين ا ...
- ملف : سوريا في خطر ( 1 من 2)!؟
- السؤال الأعمى : لماذا لم يساعدوه!؟
- آتية من المرارات : هالا محمد من ( ليس للروح ذاكرة ) إلى ( هذ ...
- كمطعون يكتب اسم قاتله بدمه
- السيناريوهات الثلاثة المتخيلة لنهاية ( الأبدية ) !!!ـ
- بيت البلِّة ( 3 من 3 ) ـ
- بالإذن من أخي اللبناني: مزارع شبعا سورية
- بيت البلِّة ( 2 من 3 ) ـ
- بيت البلِّة ( 1 من 2 ) ـ
- أنا منذر مصري لأنَّي لستُ شخصاً آخر
- الفنان سعد يكن : ما يشكل علينا هو طبيعة لعبته :2 من 2
- الفنان سعد يكن : ما يشكل علينا هو طبيعة لعبته : 1 من 2


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - جناية أدونيس