أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الحميد عبود - لا عزاء لي الا بنبش جثمان عمر مزي














المزيد.....

لا عزاء لي الا بنبش جثمان عمر مزي


عبد الحميد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 15 - 15:19
المحور: حقوق الانسان
    


لا عزاء لي الا بنبش جثمان عمر مزي
مات المعارض التونسي عمر المزي في باريس ، وفجأة صار له عائلة واصدقاء ومريدون ، جائوا الى جنازته وصلوا عليه ولم يدعوني انا الذي كنت قد واظبت على زيارته اسبوعيا منذ عامين ونصف ، العائلة دائما مفاجئة وتأتي في اللحظة التي لا ننتظرها بها لتذكرنا ان الاخوة هم اصدقاء انفرضواعلينا فرضا، الغدر شيء تعوَّدت عليه انا المغيّب والمحذوف ، سكاكين كثيرة طعنتني بالخلف حتى تمسح جلدي، ليس الموت هو الغادر بل هي الحياة ، وكان بعضهم قد حذرني من زيارته بالمستشفى بحجة انه لوطي فقلت له ان بعض اللوطين الذين ينامو ن مع الرجال اشرف من كثير من اللوطين الذين ينامون مع النساء ، زوجته السرلنكية سعدية ورثت بيته ولم تعد تزوره، لا يمكن لومها فالفرض عنها ساقط بحكم انها ناقصة عقل، لا استطيع لوم لمياء بنت اخته فهي عانسة قبيحة ومكبوتة جنسيا ومصابة بنوبة عصبية او بعصبة نووية ، لكني ألوم بقية اصحاب العقول الوافرة وخاصة ذاك الحكواتي المصري الذي كان يرهقني بأرسال عشرات الايميلات للتعريف بمداخلاته المتلفزة ، مثقف بسكسوسة لينينية يضع كسكيست على راسه ويثرثر كثيرا في ميادين الاخلاق والالتزام ، حالة من الحالات وعالة من العالات، يعلف من كل المعالف من قناة الجزيرة ومن المنار وما بينهما ويعتاش من زكاة الضرائب الفرنسية ، ومن الخمخمة بالشوارع ، نسي هذه النسناس او تناسي ان يبلغني بموت عمر، كل من لا يجب ان يحضر حضر والتموا حول الجثمان كالغربان ،المرائون الذين يخلطون بين الخير والشفقة ، زمرة البوبليك ريليشن ، عشاق الأضواء والضوضاء ، الفلاسفة الميتافيزيقيين والصوفيين ، حفارو القبور وهواة اكل الكسكس في مواسم العزاء ، صلوا عليه وأبنوه وذرفوا عليه دموع تماسيح وحولوه الى مرابط مهم في موته ومهمل في حياته ،
لكن اين كان هؤلاء التافهون خلال عامين ونصف ؟، كانوا يزورونه لرفع العتب على طريقة زوروني كل سنة مرة ،هجروه لمرضه العضال لانه كان فقيرا معدما، كلهم كان يعرف رقم هاتفي ولم يهاتفوني قصدا وعن سابق تصميم كيلا يحرجهم ويجرحهم وجودي ، أفظاظ هؤلاء التوانسة وهم يحولون الموت الى قناع لتبييض الوجوه السوداء ، ومش صدفة ان البوعزيزي أحرق نفسه في تونس وليس في غيرها ، رفضوا حضوري بالاجماع لأني مختلف عنهم ولأنهم متشابهون، لكن كيف استطاعت عدة ذاكرات ان لا تتذكر الرجل الوحيد الذي لا يجب نسيانه في هذه اللحظة ؟ ان النسيان ليس نقيض الحسبان بل شكله الممسوخ ، وان التناسي مرض ميتافيزيقي، ان الخيانة يا سادة شرط التمكن ،وعلينا ان نتفادى الاساءة الى الخطأ كيلا نسيء للحقيقة ، من الافضل الا نفهم بعض النذالات فالجهل ايضا يمنحنا بعض الامتياز ، لكن هذا لا يعني البكم ، اننا نتكلم لأننا لا نستطيع الصمت،( البوعزيزي هو من علمنا هذه الحقيقة) لا عزاء لي، اذ انتزعتم مني حق العزاء فانكم قد اعطيتوني حقا اكبر، نبش الجثمان من قبره لادفنه وحدي واصلي عليه وحدي ، فانا وحدي كنت عائلة المرحوم وانا وحدي كنت صديقه الوحيد ، لتعرفوا يا ضباع ان المرحوم لم يكن بحاجة لدقيقة صمتكم بل لأن تخرسوا ، لتعرفوا ان غضبي ما هو نتيجة حضوركم في غيابه بل لأنكم كنتم دائما غائبين في حضوره ،
زبور امكم
عبد الحميد عبود



#عبد_الحميد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثورة جنسية عربية
- أنا مش شارلي
- سعيد عقل
- لماذا ابايع الخليفة البغدادي
- مفكرة ثورجي في بلاد الكرد
- مفكرة ثورجي في الثورة السورية(2)
- مفكرة ثورجي في الثورة السورية (1)
- مفكرة ثورجي في الثورة السورية
- حلب التي لا تستحق اسمها
- اصبح عندي الآن بندقية الى حلب خذوني معكم
- الفساد ، ماركة سورية مسجلة
- ظبية خميس ، فاجرة في هيئة شاعرة
- أيها النساء ، أبو القاسم الأمين هو الداء وقاسم أمين هو الدوا ...
- بيان لرجل واحد ضد أيور الثقافة
- عن الثورات العربية والمناعة الخليجية
- بيان لرجل واحد مع النساء وضد الشريعة
- بلا بوكر بلا جوكر ، نريد جائزة باسم البوعزيزي


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الحميد عبود - لا عزاء لي الا بنبش جثمان عمر مزي