أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هرمس مثلث العظمة - الاديان بين مطرقة الاله وسندان الاستيحاء















المزيد.....

الاديان بين مطرقة الاله وسندان الاستيحاء


هرمس مثلث العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 5580 - 2017 / 7 / 13 - 09:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحياة الدينية وما تفرزه من رجال دين يحاولون إيجاد توازي وتداخل بين وظيفة الشخصيات الاسطورية وبين ما تقدمه الاحداث الاسطورية من انعكاسات على اللاوعي في صورة أو مخيلة جماعة محددة ، ولذلك لكشف مخططهم الدنيء يجب عليك عدم الخلط بين التداخل مع الارجاع للشخصيات وماتفرضه الاحداث الميثلوجية من ارجاعها إلى اللا الوعي ، ومن ثم الارتداد إلى امر اخر .
فالاسطورة بشكل عام قصة رمزية يلعب الالهة الادوار الرئيسية فيها ، فهي تروي تاريخا مقدسا ، تروي حدثا جرى في الزمن البدائي ، فتتميز موضوعاتها بالجدية والشمولية ومثال ذلك الخلق والتكوين ، فهي مرتبطة بالنظام الديني للجماعة المنضوية تحت سقفها فتعمل على توضيح المعتقدات الدينية من خلال اسلوب القص الميثلوجي فهي في مثالنا سرد لحكاية الخلق أي الاسطورة الكوسموغونية وقس على ذلك باقي الامور من موت وحياة وسر للوجود والعالم الاخر .
فتتحدد الاسطورة بنمط وجودها وبالطبع لايقدر لنا معرفتها إلا بالمقدار الذي تفصح به عن شيء معين وذلك الشيء في جوارح الاسطورة يتسربل بشكل ابداعي للمعتكفين ومقدس سار للمتعبدين وفي حقيقته انعاكس للواقع والسلوك البشري .
أما اشخاص الاساطير فكائنات عليا ، نعرفهم من ثمارهم مما قد صنعوه في الازمنة القوية ذات التأثير الفعال ، فهي باختصار تكشف عن الفعالية المبدعة لهذه الكائنات العليا وتميط اللثام عن قدسية اعمالهم .فالاسطورة هي قناع تلك الكائنات الماورائية العليا و صورة مجازية لما هو مخبأ خلف العالم المرئي .

فان الفيلسوف عندما يبحث فهو يستفسر فقط عن الحقيقة و شغفه سيدفعه للاستفسار عن كل الاجزاء ولن يترك جزء ويلهث وراء الآخر فالديانة الموحدة التي نعرفها اليوم ، يمكن أن يكون جوهرها مختلف تماما عما جاء به موسى / يسوع ومحمد في تلك الايام مقارنة مع يومنا هذا .
فإذا كان الشخص مستعدا للنفاش حول العقيدة خاصته هنا ، سنطرح عليه سؤال ، مالذي يمنعك من البحث في الديانة الهندية ، الاغريقية/ المصرية /العراقية وإجراء مسح شامل عنهن ، هل ستأخذ بعين الاعتبار فقط أتباع فشنو أو تنصرف إلى أتباع كالي ، أو تذهب إلى أتباع بوذا ؟
نحن على العكس من المتدين سننظر إلى كل هذه الديانات وكأنها خرجت من رحم واحد وبذلك نبدأ وفق منهجية تأخذ تلك الاجزاء كديانة واحدة عمومية للكل ومن ثم تبدأ بتوصيف الاختلافات التي طرأت عليها مع الزمن .
فـ بالامكان القول إن فعل التوحيد في الديانات الحديثة ، هو في الآن عينه انبثاق لواقع ، المملكة الارضية وإظهار لما تحتويه من بنى أساسية . فعندما يتحدث الدين عن التوحيد ويذكر صراع الايمان مع الانكار فإنه يكشف في الوقت ذاته عن حقيقة الاختلاف الذي تجلى عنه فهو لم يصلنا بالصورة السندسية الخضراء كما يصور لنا أو بالقطار السريع .فهو يكشف عن مشكلة انطولوجية قد عانى منها اسلافنا البشر ولازلنا نعانيها والمختزلة بالسؤال التالي من هو دين الحق ؟

فعندما ننظر لما قاله احد الآباء المؤسيسين للولايات المتحدة والمؤلف الرئيسي لإعلان الاستقلال الامريكي 1776 وثالث رئيس للولايات الامريكية المتحدة توماس جيفرسون حيث كتب في رسالة إلى ابن أخته حيث قال :
هناك ما نسيت أن أنوه عنه ، عند الكلام عن العهد الجديد ، فإن عليك أن تقرأ كل القصص عن المسيح ، ، كلاً ممن يدعوه القساوسة بالأناجيل المزيفة ( أبوكريفا أو المنحولة )و ما أقروه لنا كأناجيل حقة .
والسبب أن هؤلاء الذين كتبوا تلك الاناجيل المزيفة يدعون بأنهم كتبوا هذه الآناجيل بالهام من الله نفسه ، تماما مثل الباقين لهذا يجب عليك أن تحكم بنفسك بين ما هو مذكور و إعطاء رأيك الشخصي لا ما يمليه عليك القساوسة . انتهى
وحيث يقول روبن لان فوكس وجاكن بيرلينربلار في كتاب الانجيل العلماني : لماذا على غير المؤمنين أن يأخذوا الدين بجدية .

فالاناجيل الاربعة التي دخلت الانجيل الرسمي ، اختيرت بشكل أو بأخر عشوائيا من بين ما لايقل عن اثني عشر أخرى منها انجيل توما وبطرس ونيقوديموس وفيلب وبرثولماوس ومريم المجدلية .
فإن الاختلاف بين اليهودية والمسيحية والاسلام بالرغم من وحدة مصادرهم مرده للكشف عن بنى الواقع لكل ثقافة ومدى فهمها واستيعابها للوجود في العالم وهضم تلك الانماط بما يفرز طرازا نموذجيا تنسبه لنفسها .
فإن لم تفعل كل ثقافة ذلك فسوف تغيب واقعية الوجود للسلوك الذي انتهجه اسلافهم فاليهود سيغيب عنهم موسى باعتباره سيرجون الاكادي ولن يبقى البطل ذلك الذي صنع وانشأ الحضارة كـ سلوك وبالتالي سيكون سلوكا غير موجود حتى وقتنا هذا بما يؤدي الى اندثار اليهودية كديانة وفكر لانه في نهاية المطاف تجلي لحضارة أخرى وقس على ذلك يسوع لو اعتبرناه حورس فسلوكه لن يكون ابداعا مسيحيا بل مصريا والتجلي الالهي الذي يمثله في قلوب احبتنا المسيحين سيكون من طراز مصري جرى في ذلك الزمن القديم وانتهى ولايصح الاهتداء به على الدوام والى الابد ولذلك كان لابد من ايقاظه في صورة يسوع .

وهذا ما يمكن اسقاطه على كل من الشخصيات الاسطورية بالصورة القرآنية حيث اعتمد القرآن في قرائته على مفهوم " الشخصية القاعدية " حيث يوجد لكل ثقافة او مجتمع شخصية مشتركة لدى جميع الاشخاص (ابراهيم –موسى –يونس عيسى الخ ) . فالقصص القرآنية ضُمنت بأكثر من حدث أو أنها تضع للتأول مجالا حيث تتداخل النصوص أو المقاطع المجتزأة من القصة الاصلية ، إن كانت توراتية أو انجيلية أو قصة مشرقية قديمة مع النص القرآني مستوعبا اياها وتصبح جزءا لايتجزء منه . وهذا لايعني التقليد كما يتوهم البعض ، وانما تعني التفاعل والاستيعاب والدمج المبدع الخلاق .

وتتلخص مشكلة الاسلام بشكل عام والقرآن بشكل خاص على النحو التالي : فـ نجد من الناحية التاريخية للخطاب اللاهوتي تبلور احكام فقهية وصفت بأنها قانون الهي أو شريعة ، اشتقت من الخطاب القرآني وليسا جزءا منه ، وبالتالي اسقطوا تفسيراتهم بشكل ارتجاعي على النصوص القرآنية ، حيث خلقوا طبقات مُسقَطة عليها تلك التفسيرات الاسترجاعية مشكلة نماذج رمزية عليا للشخصيات الكبرى ، كمحمد ، عمر بن الخطاب ، أبوبكر ، عائشة ، علي ، إلخ .. فـ نجد أن الكثير من الايات القرآنية قد أقحمت هي نفسها في الادبيات القصصية من أجل تشكيل أصول مدعوة إلهية للتراث الاسلامي الحي ، والشريعة الاسلامية الالهية . كقولنا ايد الله عمرا في ثلاث (الحجاب – مصلى ابراهيم – قتل أسرى غزوة بدر )
وتسمى هذه العمليات بالتلاعبات السيمائية ، فهي سيمائية لانها تشكل خطوطا مرتكزة كلها على النزع من السياق ، حيث تنزع الاية من سياقها وتقحم في غير زمانها ويفعل ذلك كل الفقهاء ورجال الدين لاسباغ القانون الالهي على احكامهم إن كانت في سياق فكري او سياسي او مادي منفعي غير السياق التي ظهرت به لاول مرة.

وقرائتنا للقرآن يجب أن تكون من الانطلاق في النصانية في القرآن وتداخلات النصوص . ومن ثم تشكيل مفهوم لاهوتي وذلك من خلال الرجوع الى البدايات .
فيجب علينا لمعرفة أي قصة أو أسطورة العمل على تجزئتها إلى عناصرها الأولية وننظر إليها كما ينظر الفيزيائي إلى العالم على أنه ذرات وبموجب هذه الفرضية يتحتم علينا دراسة زمنها والعمل على معرفة بواعث نشأتها وبالتالي نطبق القانون الاغريقي وهو التعميم على قصتنا .
فنحن لن نطبق على انجيل بولس – أو على مونتانية ( للاستعلام عن نشأة انجيل مونتانية راجع الكتاب التالي Hebrew Roots of Mormonism” “ ) - أو مرقيون – أو المصريين ، الارذثوكسية ( وتعني الايمان القويم ) ، الفكر الهرطقي .
ومن ثم التعامل معها كما يتعامل علم الاحصاء حين يريد اعتماد نتيجة احصائية على بعض الصفات يقوم بأخذ عينات عشوائية و يقسم المجتمع الى مجتمع احصائي يتضمن مجموعات تبعا للصفات التي يتكون منها المجتمع وتسمى كل مجموعة طبقة وبذلك يقوم الباحث باختيار عينة عشوائية حيث يطبق على الكل أسلوب عشوائي من غير التحيز لأي مجموعة على أخرى وبذلك نستوفي شروط الدقة والامانة العلمية في بحثنا .
ولكن مع ذلك ينبغي الاشارة إنه من الغير المعقول أن نضع إشارة إلى كل واقعة مذكورة في الاناجيل الكثيرة أو القرآن بالاشارة إلي كل واقعة تاريخية ، لكن ينبغي علينا الاعتماد على الحرية العقلية والحيادية التي يتمتع بها القارئ لتحديد تلك الانظمة أو المعنى الحقيقي التي تأسست عليها تلك المسألة .

فكل منهم ومقصدي (اليهودية – المسيحية –الاسلام ) يغذي تاريخه ووجوده عن طريق حامل لواء حضارته ووفقا للرومانسية التي يتصورها عن الحضارة التي يجب أن يصنعها سلفه فهو يستعيد أفعال الحضارات السابقة (الديانات الوثنية مصدر الاديان الثلاثة ) وهذا يفسر طبيعة المتشابهات ويعيد تشكيلهم على النحو الذي يضمن لمسته في النظام الانطولوجي بين الاساطير والاحلام فالاسطورة وظفت هنا لتوثق تاريخا خاصا به يميط اللثام عن عالمه الخاص (ومقصدي صناع الاديان الحالية الثلاث ) وهذا سبب الاختلاف ومع ذلك فالاحلام تبقى أحلاما. فهي تفتقر إلى الدعامات التي نهضت عليها أساطيرهم وهذا سبب تكذيبهم لبعضهم البعض وسائر حملات التشويه والتكفير فيما بينهم .فاديانهم لاتقدم ذاتها كنماذج تصح على عموم البشر فقد أعيد تشكيلها فقط لإثبات دورهم الوجودي مع أحد الالهة .



#هرمس_مثلث_العظمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة النقدية لنزع الملك من شاؤل وإعطائه لداود
- المسيح الاسود : قراءة مبدئية ما بين أبوكريفيا والاناجيل القا ...
- نظرة للازمنة المقدسة والمفهوم البدائي و العلاقة التي تربط ال ...
- موسى والساحر رعوئيل: (الكشف عن شخصية موسى التوراتية )
- التشابهات المذهلة بين الاسطورة الهندية لطوفان مانو و القصة ا ...
- القصة الحقيقية للأناجيل -مفتاح لفهم الكتاب المقدّس الجزء الا ...
- النبي يونس نموذج كأسطورة شمس –قمرية قديمة قراءة جديدة
- إعادة بناء شخصية يوسف في الاديان الابراهيمية
- إعادة قراءة في الاسطورة العربية الجزء الاول
- الخصائص اللغوية المستقاة من قصة المرأة الخاطئة في العهد الجد ...
- ثلاثية الانسان العربي والتاريخ المدنس عندما تتحدث الطبيعة وت ...


المزيد.....




- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هرمس مثلث العظمة - الاديان بين مطرقة الاله وسندان الاستيحاء