أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم السعيدي - مئة إنتصار .. في واحد















المزيد.....

مئة إنتصار .. في واحد


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5579 - 2017 / 7 / 12 - 10:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تعاضد العراقيون .. ومن خلفهم العالم المتحضر .. فحملوا البنادق وذهبوا لتحرير الإنسان قبل الأرض، وغسل العار الذي ألحقته مجاميع الختل السياسي في إدخال العصابات التكفيرية على مدنهم وعائلاتهم فقتلوا وهجَّروا وإضطهدوا ودمَّروا.
اليوم بعد أن رد العراقيون العدوان، وطردوا جراثيم التأريخ خارج الموصل العزيزة علينا ونحن نحتفل بالنصر أن ننظر بعين التحقيق والتدقيق لما جرى، وهو نصر أبيض أبلج كالشمس في رابعة النهار، كانت دماء الشهداء عماده الأول .. وصلابة جند الحق سراجه، وحسن التدبير والإدارة واللوجستيات هو الأرض الصلبة التي حملت ثقل هذه الملحمة الكبرى فبوركت كل الجهود التي أضاءت سماء العراق بهذا الالفوز العظيم.
روافد النصر كثيرة، سنأتي عليها في نقاط مقتضبة تسليطاً للضوء على الجهود المبذولة التي دعمت وأسندت وآزرت وبذلت من أجل النصر.
1- الجيش العراقي بصنوفه المختلفة والقوة الجوية العراقية البطلة وطيران الجيش الشجعان قدموا الدماء رخيصة وعرق الجباه، قاسوا حرَّ الصيف وبرد الشتاء ومن قبلهما حرَّ وطيس المعارك، فلهم منّا كل التقدير والعرفان بالجميل.
2- المتطوعون ورجال الحشد الشعبي الأبطال والفصائل المسلَّحة التي أُسست تلبية للفتوى العظيمة للمرجعية العليا (دامت ظلالها الوارفة) الذين تسابقوا بينهم، وجميعهم سابقوا الموت نحو صنع الحياة، لكن تضحيتهم العظمى تجلَّت في هذه المعركة الكبرى في تحرير الموصل، فقد تفهَّم قادة الفصائل دقَّة الموقف، والتعقيدات الإقليمية والدولية، وآثروا درء كل المبررات التي سيلجأ اليها صنّاع الفتن، والمتصيدون بالماء العكر، فحلفاء العراق كانوا متوجسين من دخول هذه الفصائل المسلَّحة الى داخل مدينة الموصل، وتفهم هؤلاء الشجعان هذا القلق ودفعوه بعيداً عن الحلفاء وسدّوا أبواب الفتنة، فعبَّروا بذلك عن شعورٍ عالٍ بالمسؤولية الوطنية والتأريخة، فبوركت جهودهم ومواقفهم وشكراً لهم.
3- جهود وزارة الدفاع لتسليح الجيش ربما كانت الركيزة الأساس لتحقيق النصر، فتوفير أفضل الأسلحة الفعّالة والذخائر المطلوبة في أوقات مختلفة من الحرب، وفي عدة جبهات ومن مناشيء مختلفة ساهم في إعداد البنية التحتية اللازمة لتحقيق النصر، وهذا الجهد من الأهمية بمكان لايقل عن بقية الجهود، وللأسف حاول البعض تعطيل دور عملية التسليح ربما بغير قصد من خلال التشكيك بدور وزير الدفاع السابق خالد العبيدي، لكن ولله الحمد لم يتأثر هذا الجهد ومرت العاصفة بأقل الخسائر الممكنة.
4- الجهود الدبلوماسية لوزارة الخارجية التي أدارت العلاقات مع دول العالم، التحالف الدولي، دول الجوار، والعالمين العربي والإسلامي، فقد وفرت علاقات متوازنة جنّبت العراق مشكلات جسيمة كان يمكن تعيق تحقيق النصر لو أنها تمت إدارتها بصورة سيئة أو أقل حنكة، فقد حافظت الدبلوماسية العراقية على علاقات طيبة او أقل ضرراً مع أغلب دول العالم، ما عزز من الدعم العسكري والسياسي والإقتصادي للعراق، ففي الشرق بقيت إيران على موقفها من توفير السلاح والعتاد والمشورة في كافة مراحل الحرب، وامريكا كذلك ظلت ترسل السلاح والعتاد والمستشارين والدعم اللوجستي الإستخباري والأقمار الصناعية الى العراق، كما حافظت على وعدها بعم الحكومة العراقية والتمسك بوحدة التراب العراقي حتى في أحلك الساعات، وحتى في خضم دعمها لكردستان والبيشمركة كانت تؤكد لحكومة بارزاني إن وحدة التراب العراقي غير قابلة للتبديل كهدف أساس للحرب، وكلاهما إيران وأمريكا يستحقان الشكر لدعمهما الكبير للعراق، ودول التحالف الأخرى بذلت جهوداً كبيرة لتحقيق النصر فنتقدم اليها بالشكر كذلك.
لكن جهود وحنكة الدبلوماسية العراقية برزت الى السطح في أحسن صورها في أزمة التدخل التركي، فالأفواج التركية التي دخلت الراضي العراقية دخلت عن طريق كردستان، وكلنا نعلم بعدم قدرة البيشمركة وحتى الجيش العراقي نفسه على فتح جبهة جديدة مع الجيش التركي، أحد أقوى الجيوش في الشرق الأوسط وغرب آسيا، لكن الحكمة والصبر وضبط النفس والمحافظة على الحوار وتوفير تطمينات للأتراك بعدم ممارسة تطهير عرقي أو طائفي في الموصل وضواحيها وتلعفر وسهل نينوى وغيرها، وكان نتيجة هذا الجهد الدبلوماسي أن حافظ المتطوعون ومقاتلو الحشد الشعبي والفصائل على المنهاج الحضاري للمعارك التحرير، وحافظوا على تراتبية القرار العسكري والإلتزام بأوامر القائد العام للقوات المسلحة والخطط الحربية لوزارة الدفاع وأركان الجيش وقيادات العمليات، كل هذه النجاحات تُحسَبُ للدبلوماسية العراقية التي حازت على الثناء بإستحقاق فشكراً لها وللوزير الدكتور الجعفري.
5- أعادت معركة الموصل والنصر المتحقق على أرضها الى الواجهة إمكانات وكفاءة الجي العراقي، قادة وآمرين، ضباط ومراتب، وأعادت الإطمئنان الى عموم الشعب العراقي بعد الإنكاسارين الكبيرين في 2003 وفي 2014 .. ما كرَّس سطوة القانون وفاعلية الدستور في بناء العراق الجديد، واطاح النصر بكل المخاوف من تناوب الفصائل المسلَّحة على إدارة دفة البلاد في مرحلة ما بعد داعش، ويعود الفضل في كل ذلك لإدارة معركة الموصل بقدرات الجيش العراقي بصنوفه كافة من دون تدخل الفصائل في عملية مدروسة بدقة.
6- صعوبة الوضع الإقتصادي وتردي أسعار النفط أدت الى ضغوط إقتصادية كبيرة دعماً للمجهود الحربي، كلنا شاركنا في رفده، بدءاً من شراء بطاقات شحن الهواتف الجوالة بأسعار مرتفعة، مروراً بتأخير مستحقات المقاولين العراقيين والشركات التي تدين لها الدولة بالمال جراء الأعمال والعقود التي تم تنفيذها أو تنفيذ أجزاء منها، كل هذه الضغوط والصعوبات التي مررنا بها جميعاً كانت جزءاً من الماكنة الإقتصادية التي رفدت الجهد الدفاعي ودعمت النصر.
7- تمتعت إدارة السيد العبادي بضبط النفس والإعراض عن كل الإستفزازات والمهاترات السياسية والإعلامية والترفع عنها ما قضى على حالة التشرذم والتنابز والتوتر التي كانت سائدة ما قبل داعش والتي فتحت الباب على مصراعية لباعة الأوطان والضمائر وصنّاع الفتن، والمتربصين بالعراق سوءاً، هذا الرجل ترك لكل ذي منصب أن يقوم بواجبه أو أن يقصِّر فيه، من دون أن يظهر على الساحة، فشعر الجميع بان المسؤولية تعاضدية تشاركية، والمسيء الذي يثقب السفينة سيذهب بالعراق كله الى المجهول، فبتنا جميعاً شركاء في المسؤولية، حتى أصبحنا عضداً واحداً.
8- الفتوى العظيمة فتوى الجهاد الكفائي التي نقلت الشعب العراقي من مرحلة الشعور بالخذلان وإنعدام الناصر الى مرحلة الثقة بالنفس وصد العدوان وقلب الطاولة على قوى الظلام ومن ثم تحقيق النصر، فإن كانت هنالك نقلة نوعية في تسلسل الأحداث منذ 2003 والى حزيران 2014 فهي بلا ريب لحظة إعلان الفتوى.
بالإمكان تأليف المجلدات في شرح أهمية هذا النصر وروافده وديمومة إستثماره، والنتائج المترتبة عليه، لكن المقام لا يسمح، وسيتصدى كتّاب وباحثون الى تشريح الموقف بالتفصيل .. فهو يستحق كل الإهتمام والدرس.
عاش العراق .. وعاش الشهداء في عليين أحياء عند ربهم يرزقون
والشفاء للجرحى .. عاش الجيش .. وتحية لكل جهد حارب داعش.
باسم السعيدي
بغداد 11 تموز – أسبوع النصر العظيم



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمان والعقل - 2
- الحجة الكبرى في عقلنة الإيمان – واجب الوجود
- التطرف الضرورة
- خطيئة سوريا والسعودية في دعم الإرهاب .. ودهاء قطر وإيران
- النائب هادي العامري ممثلاً عن الشعب العراقي
- طفولة الموت – قصة قصيرة
- أخلاق الحاكمين .. يا سيد علي الشلاه
- زعفران - قصة قصيرة
- مقاولات بيت حطيحط
- العلمانية .. الملاذ الأخير للعراق
- وماذا بعد حارث الضاري؟ يا رئيس الوزراء؟
- حكومة برئاسة الخاسر الأول ... كيف أداؤها؟؟
- طوى - قصة قصيرة
- يمينان .. ولا يسار في المشهد العراقي
- أردوغان ، PKK واللسان الذرب
- الساعة الحادية عشر – قصة قصيرة*
- عواطف السلمان - قصة قصيرة
- عواطف السلمان
- إحتضار في حضرة الوطن
- دومينو السياسة


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم السعيدي - مئة إنتصار .. في واحد