أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - بالهدف/ عندما يكذب الكاتب














المزيد.....

بالهدف/ عندما يكذب الكاتب


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالهدف/ عندما يكذب الكاتب

بقلم / اسعد عبدالله عبدعلي

من اكبر مصائب الأمم أن تكون نخبها المثقفة كاذبة, فهي تكذب عن قصد للوصول لشهواتها ورغباتها, فكيف من الممكن أن نأتمن الأمة من أقلام امتهنت الكذب وسيلة للكسب, وهل من المعقول أن يصدر الحق من قلما تمرس الكذب, ألان الساحة الإعلامية تضج بأجيال من الكذابين, ممن تسلقوا الأكتاف بالحيل والكذب والنفاق وأقصى درجات التملق.
أجيال تلو الأجيال تبتعد عن العدل, وتقترب من أصنام الدينار, فجيل تغذى من حليب البعث, تبعه جيل أدمن شرب حليب بريمر, وأجيال أخرى تغذى من فتات موائد الأحزاب, فكيف لنا أن نتعجب بعد ألان من شطحات بعض الأقلام, وكفر اسطر البعض, وحقارة كلمات آخرين.
قيل سابقا لا يصدر الحق من حنجرة الباطل, وهذا ميزان للإنسان الواعي كي يعرف أين الحق وأين الباطل في ساحة الأقلام.

نحاول هنا أن نشخص مكامن الخلل, كي يمكن تدارك الخطر قبل أن يستفحل.

● المؤسسات الإعلامية هي السبب
عندما نشخص الخلل فأننا نحدده أولا في إدارات المؤسسات الإعلامية, فعندما تكافئ وتجزل العطاء للكاتب الكاذب, فهي أما أن تكون ممن تمرر الكذب عن قصد, بهدف خلق جيل انتهازي من الكتاب, أو هي غارقة في السذاجة, فتكون السبب في تضييع الحقوق وتسفيه وعي الناس.
نلحظ دوما التكريم والعطاء فقط لمن يجيد فن الكذب, ويجند حروفه للتملق والنفاق, عندها يحصل على كل عبارات التبجيل, فقط لأنه يحسن صنعة الكذب, اتسائل كيف يمكن للمؤسسات الإعلامية أن ترتضي لنفسها أن تكون سلما للكذابين, الا تخاف على المجتمع من أقلام تمرست على الكذب, وهل هذا الإعلامي أو ذلك الكاتب سيكون معطاء مستقبلا من دون غنيمة أو عطاء جديد, فكما فاز بالعطاء مقابل كذبة, فهو حتما سيجتهد في صنع كذبة جديدة كي يصل للعطاء.
هنا الادارات الإعلامية تجعل من الكذابين مثال يقتدى, فعندما يشاهد الكاتب المبتدئ كيف تسير الأمور في المؤسسات الإعلامية, عبر الكذب, فسيلجأ للكذب مقلدا الكتاب الكبار الكذابين, كي يصل لما وصلوا له من مجد حقير, أسس على الكذب والباطل.
في العراق ضاع الحابل بالنابل, بسبب فوضى كبيرة جعلت مقاييس التقييم العادلة تختفي ليحل محلها مبادئ التحايل والغش والكذب والتملق والعلاقات ليحقق الهدف, مع انه لا يستحق, لكن يصل لمبتغاه.

● الكتاب الكذابون هم السبب
عندما يكذب الكاتب ليصل لغاية حقيرة, أو للحصول على العطاء, الا يخجل مستقبلا من أن ينكشف للجمهور, من أن كاتبهم الهمام يستجدي العطاء حتى بالكذب, وكيف سيصدق الناس كاتبا يكذب مقابل شيء بسيط,, الا يكدرك انه أصبح كالعواهر بل يمكن أن تكون العاهرة اقل خطرا منه على المجتمع, بل انه ما أن يكذب الكذبة الأولى, ويحقق الهدف منها وإلا وقد تحول لسنخ جديد وحقير, فهو لن يتوقف وسيكون خادما ذليلا لكل من يعطيه درهما, وتموت القيم والمبادئ والمواقف العادلة, فهو عبد للدينار وليس قلما للحقيقة, وهذا الصنف من الكتاب هو أكثر ما نخشاه على مجتمعنا وبلدنا.


● غياب موازين التقييم العادلة هو السبب
ما يحصل سببه غياب القوانين والموازين, التي على أساسها يكون التقييم, مما جعل أشباه الكتاب وقافلة الدجالين والدواعر يتقدمون, ومن يكتب بضمير ودوافع إنسانية ووطنية يتأخرون, غياب التقييم يفرض الظلم, مما يجعل المؤسسات الإعلامية في مهب الريح, لأنها خضعت لقانون الفوضى الذي لا عدل فيه.
لذلك على المؤسسات أن تتبنى قوانين عادلة للتقييم, كي لا تضيع جهود من يجتهد ولا يصعد أي منافق أو كاذب, وتضمن لنفسها عمرا طويلا, وجمهورا واسعا, وجيل من الكتاب المحترمين, فالفوضى لا تنتج الا قيحا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة السكن وعبقرية الزعيم
- العيد في بغداد بلون رمادي
- ملف الظلم العراقي.. تفاوت رواتب الموظفين
- جدلية الغرب والشرق
- حلم ومتصل وسحور
- سوالف العم اسعد: مؤسسات الدولة والعبودية
- سوالف العم اسعد: الفضائيات ورمضان
- وادي الذئاب بالعراقي
- عندما تموت الرحمة
- مخططات خبيثة للطعن بالمرجعية الصالحة
- فتنة تفاوت رواتب الدولة العراقية... الى متى؟
- عشق وشهادة
- العامل العراقي حزين في عيده
- انتحار عاشق في زمن النهوة
- الابداع السنغافوري في حل مشكلة السكن
- مصر هي مفتاح الحل للعراق
- حديث الحب: علاقات جامعية مريبة
- موسم صيد حيتان الفساد
- أريد بيتاً
- حديث الحب: حبيبة واحدة لا تكفي


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - بالهدف/ عندما يكذب الكاتب