أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - بين سعدي الشاعر والساعدي القائد تتجسد ثقافة الارهاب














المزيد.....

بين سعدي الشاعر والساعدي القائد تتجسد ثقافة الارهاب


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الموصل وابو تمام ، والشعر والحرب ، والمدح والهجاء ، والقائد والجيش ، والشعر والشعراء، مفردات تتردد في معجم يربط بين الماضي والحاضر. الماضي الذي دونته يد السلطان الجائر وزبانيته واللاهث خلف مجد الحروب ، والباحث من ورائها للحصول على الغنائم والجواري والغلمان. عندما كان اسلاف سعدي الشاعر يتخذون الغزومهنة لاشباع غرائزهم المادية بالغنائم وشهواتهم الجنسية بالجواري والغلمان كان الشعر ديوانا وسجلا حافلا يعج باوصاف تمجد البطولات العظيمة والانتصارات الكبيرة للخلفاء والقادة والامراء في حروب كانت تدعى مقدسة. تلك الحروب المقدسة التي يحكي لنا عنها التاريخ بفخر واعتزاز والقابعة في بطون التراث تمثل نسخة حقيقية لواقع عشناه في زمن فتوحات داعش الارهابية في وقتنا الحاضر. كان شعر المديح يا شاعرنا سعدي يوسف سجلا حافلا يخلد الجرائم البشعة التي سطرها قادة الجيش الاموي والعباسي باسم الفتوحات الاسلامية. وكان الشعراء من اسلافك يتغنون بامجاد اولئك السفاحين . هؤلاء الشعراء الغاوون الذين تستوحي منهم صورك الشعرية وتستعذب استعاراتهم الجميلة وتنهل من لغتهم المجازية هم الذين صوروا معارك داعش الاجداد ونقلوا مشاهد ابطالها الينا. فلا عجب ان تبكي ذلك المجد وانت ترى كيف تسقط اسطورة الماضي الداعشي في الموصل. انت لا تبكي على اطلال الموصل والحجر بل ترثي ابطال داعش الماضي وداعش الحاضر.
لا لوم عليك ولا تثريب عندما تهجو قائدا مثل عبد الوهاب الساعدي الذي يقبل الاطفال مبتسما ويمشي راجلا بين جنوده الابطال متواضعا ، لان ذاكرتك المعطوبة لم تزل تحتفظ بصور الابطال الدواعش ذووي الوجوه المتجهمة والقلوب القاسية واصحاب البطش والجبروت وقادة الفتك وسفك الدماء. ويعجبك شعرالبحتري وهو يصف قائدا للجيش دكتاتورا متجبرا طاغية بقوله :
- اذا ما مشى بين الصفوف تقاصرت / رؤوس الرجال عن طوال سميـــــدع
- اذا سار كف اللحظ عن كل منظر / سواه ، وغض الصوت عن كل مسمع
- فلست ترى الا افاضة شاخص / اليه ، بعين او مشــــير باصـــــــــــبع
نعم ، تعجبك شخصية قائد الجيش ، الطاغية المتعجرف ، ولكن عبد الوهاب الساعدي لم يرق لك منظره متربا ، حاسر الراس متعبا ، يتكلم همسا خفيض الصوت متواضعا . لا يعجبك الساعدي ، لانك شاعر من زمن الدواعش ، واعزيك بزمانهم لانه انقضى.
ذكرت ابا تمام في هجائك له متناسيا قول ابي تمام الذي يمدح فضائله صادحا:
- واذا اراد الله نشر فضيلة / طويت اتاح لها لسان حسود
- لولا اشتعال النار فيما جاورت / ما كان يعرف طيب عرف العود
أردت الاساءة له بكلمات بائسة ، معنى ومبنى ، ولكنك كشفت لنا عن وجه قبيح ولسان فض سليط.
نطقت فقلت: عار السواعد
ونقول : انك انت ابن الدواعش
وقلت فوصفته بـ: هادم المدن العراقية
ونقول: انه محرر ارضكم وحامي عرضكم من الوهابية
وقلت عنه : انه المستنصر بغير الله
ونقول عنه : انه مؤمن بالله ليس شيوعيا ومستنصربالله ليس دعيا
وسألت قائلا : ماذا سيظن الناس قائلين عنه ؟
ونجيبك: انا جاعليه فخرا لنا ورمزا
ونختم قائلين : فبئسا لثقافة الارهاب التي مثلتها وتعسا لالفاظ نطقت بها.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريطانيا تبحث عن زعيم حكيم ام عن امرأة حديدية؟
- الكتابة الجميلة – الكلام الجميل والايديولوجيا القاتلة
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ موجود نظريا عاطل وظيفيا
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ هي جامعة ام مدرسة ثانوية مختلطة ...
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ الطالب الجامعي: ما له ؟ وما عليه ...
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ الطالب ليس غبيا
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ ما معنى ان تكون اكاديميا ؟
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ اتقوا الله في أبنائنا وبناتنا
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ دكتاتورية وادارات فاشلة
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ اجراءات فيما يتعلق بالمناهج الدر ...
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ الاطار العام
- كوربن وخطابه السياسي: سعي نحو المثالية ام انعكاس للواقع
- ليبق (مول) الكرادة نصبا تذكاريا لتجسيد المأساة
- مملكة الأعراب الراعية الاولى للإرهاب
- النظام السعودي وصورته في المجتمع الغربي
- الفرق بين الاسلام الشيعي الفارسي والوهابي السعودي
- وسائل الاعلام الحديثة ودورها في ايقاظ الضمير الجمعي
- (السُنة) مصطلح وضعه عمر بن الخطاب
- اكلت يوم اكل الثور الابيض!
- الفنانة حنان شوقي : لماذا المحترم يقعد في بيته ؟


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - بين سعدي الشاعر والساعدي القائد تتجسد ثقافة الارهاب