أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - ساديو و مازوخيو سوريا














المزيد.....

ساديو و مازوخيو سوريا


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 12:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في 120 يوم من سودوم , أطلق دي ساد العنان لخياله في رسم صورة "لا معقولة" "متطرفة جدا" في السعي وراء الشهوة حيث الألم و الرعب و الجنون و الموت ذروة المتعة .. لا يحتفظ السجل الجنائي "للماركيز" دي ساد في الواقع إلا ببعض "الجرائم" "الجنسية" , كان أغلبها محاولة لتسميم بعض العاهرات بمواد تقوي الشهوة أو التحرش بهن .. كانت "شذوذات" دي ساد "طبيعية جدا" بين النبلاء الفرنسيين في القرن الثامن عشر , لكن دي ساد وحده , تقريبا , من عوقب بسبب "شذوذه" , كان أحد النبلاء القلائل الذين تحولوا إلى جمهوريين و ملحدين متطرفين و دفعوا ثمن ذلك باهظا جدا .. بين جدران الباستيل أطلق دي ساد العنان لخياله في بحث جريء لا يعترف بأية قيود , سعيا وراء اللذة , لكن أيضا بحثا عن معنى ما للحياة الإنسانية , خارج كل ما هو سائد , بل في مواجهة كل ما هو سائد .. لا أعرف حقيقة الدافع الذي استفز دي ساد : هل كانت جدران الباستيل أم الشهوة المكبوتة خلف تلك القضبان أم الحياة الرتيبة هناك أم حياته المترفة القصيرة في القصور , الرتيبة أيضا .. الغريب أن خيالات دي ساد في 120 يوم من سودوم ليست أسوأ من خيالات محمد أو بول عن التعذيب الجماعي لآلاف مؤلفة من البشر فيما سموه بالجحيم , عقابا لتلك الآلاف على عدم إيمانها بآلهتهم , بهم .. لكن جلادي و قتلة دي ساد في 120 يوم من سودوم يختلفون تماما عن قتلة و جلادي محمد و بول في جحيمهم .. لا يأتمر قتلة دي ساد بأمر أحد و لا يطيعون أحدا إلا أجسادهم و شهواتهم و خيالهم , إنهم سادة , نبلاء , او حتى آلهة .. ليس قتلة و جلادو محمد و بول إلا مرتزقة عند الإله الغاضب السادي الذي يملك الحق في تعذيب من يشاء و ذبح من يشاء , وحده لا شريك له .. إننا أمام أدوات تافهة , تسرق لذتها عندما تقتل و تعذب و تغتصب لصالح السادة الفعليين .... بينما يعذب نبلاء دي ساد ضحاياهم و يغتصبوهم فإنهم يصرخون من اللذة , أما جلادو محمد و بول فهم مخصيين ( بالمعنى الجنسي و ليس الذكوري ) .. لكن هذا يجب ألا يخدع أحد , لقد ساهم فرويد في تعرية المصدر الجنسي لكل الغضب و الاكتئاب الذي عانى منه محمد و بول و من يسير على خطاهم .. مع ذلك تبقى متعة القتلة الساديين الذين يتسترون وراء إله محمد أو بول ناقصة إن لم تكن مزيفة .. بينما يمارس قتلة دي ساد الجنس بأعنف أشكاله , فإن قتلة إله محمد و بول يستمنون , يمارسون العادة السرية , بأعنف أشكالها الممكنة .. رغم كل أهوال الحرب السورية و رغم الجرائم الاستثنائية في همجيتها التي ارتكبها شبيحة النظام أو مجاهدونا , ما نزال نبحث في سوريا عن مجرم حقيقي , قاتل حقيقي , سادي حقيقي .. يعذب الشبيح و يقتل , و أخونا المجاهد , لأنه مأمور بذلك .. يعطونه سوطا و ضحية و يأمرونه بأن يعذب و يغتصب و يقتل , و بدلا من صرخات اللذة المجنونة في لحظات الذورة تلك تسمع منهم صرخات تلهج بالثناء على إلههم أو زعيمهم الأكبر .. ما زال البحث في سوريا جار عن قتلة حقيقيين , مجرمين حقيقيين , يجرؤون على أن يقتلوا لأنهم يريدون ذلك , فقط .. حتى بشار و أمراء مجاهدينا ليسوا أكثر من مازوخيين يتسترون بقناع سادي , يسعون جميعا وراء كرسي السلطة , الأشبه بخازوق كبير .. السادية لا تورث كما يورث كرسي السلطة , و أن تستعبد عبيدا عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم أو عن التفكير بحرية أو حتى استخدام خيالهم بحرية يختلف تماما عن أن تستعبد أحرارا مستعدين للدفاع عن حريتهم حتى الموت , و أن تقتل شخصا أعزل من السلاح يختلف تماما عن قتل شخص مدجج بالسلاح و مستعد للقتال حتى النهاية .. ليس في الحرب السورية إلا أدوات تافهة , مازوخيين يمارسون سادية أسيادهم .. أخيرا , أنا ضد أية مبادرة للسلام في سوريا , أنا مع أن يستمر المتحاربون بقتل بعضهم البعض و بالانتحار طالما أرادوا ذلك .. هذه هي الحرية التي أريدها , لي و للآخرين , أليست هذه هي الحرية ؟ .. أما التافهون الذين ينتظرون أن يحين دورهم عندما يقرر السادة أو الكبار إنهاء المجزرة فلينتظروا الفتات عندما تشبع الغيلان ... أما بالنسبة للحرية , فيمكننا أن نبدأ بتحرير الخيال مثلا , كما حلم السورياليون ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الإسبانية : مقدمة سريعة
- لماذا لا أزال أناركيا ؟
- لماذا لا يوجد حل قومي للمسألة الكردية
- عشيقة لينين - الثورة قبل الحب : إينيسا أرماند
- الثورة الروسية المضادة - غريغوري بيتروفيتش ماكسيموف
- ملاحظات على ملاحظات ياسين الحاج صالح إلى إسلاميين حسني النية
- حدث ذات يوم
- ترامب و الإسلاميون و أطياف الثورة السورية
- القيامة الآن , أو نهاية العالم
- نصوص سوريالية
- الشهيدان
- السعيد
- المرأة العربية : جسد مهدد , إنسان مسجون – ماجدة سلمان
- اعتقال هيربيرتو باديلا و بلقيس كوزا مالي
- كان سان : الثورة البروليتارية الثقافية العظمى
- مسألة التكتيكات – إيريكو مالاتيستا
- الماركيز دي ساد و التنوير
- حفيد غيفارا الأناركي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ...
- التوليتارية و الأدب – جورج أورويل


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - ساديو و مازوخيو سوريا