أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - كأنّه أبي-الفصل الرّابع-4-















المزيد.....

كأنّه أبي-الفصل الرّابع-4-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


ليس كلّ من زرع حصد، وليس كلّ من سار على الدّرب وصل. انفضوا عن أيديكم غبار الأمثال التي توهمكم، فليس الجدّ، والاجتهاد، والتعب في الحياة هو من يوصل الإنسان لمكان يحبّ أن يكون فيه. هناك أشياء أخرى أغلبكم يعرفها.
كلّ الأمثلة الشّعبية تسقط في عندما تضعها على المحكّ ،فأحياناً لا يكون السّكوت من ذهب، قد تضّطر لاستعمال الفضّة لأنّ الصّراخ لابد منه ، تصرخ بأعلى صوتك عندما يلسعك كرباج الوطن، وتشعر بقسوة حياة الحمير مع البشر.
عندما كنت أعيش في زريبة
كنت أتألّق في السّفسطة
أقطّع الوقت
أشعر بالإنجاز
يتحسّن أداء أمعائي بعد ساعة من الكلام المتواصل حيث أمنع على الآخرين الكلام. أحتاج أن أتكلّم، فأتحدّث بترّهات ليس لها معنى، وعندما أشعر برغبة الذّهاب إلى بيت الخلاء أكون على ما يرام، ولا أعود لمعرفة باقي الآراء. كانت الآراء في زريبتنا واحدة لا تتجاوز جدرانها، فقط نستطيع أن نزايد على نفس الموضوع، وننمّ على الحضور والغياب، ويقول كلّ واحد فينا: الزريبة لي. سوف أموت كي تبقى زريبة . أموت وتحيا الزريبة.
. . .
ننجب الأطفال، يتبعوننا، يحتمون بنا، نعتقد أنّنا نقدّم لهم المستقبل على طبق من ذهب. نحدّثهم عن عظمة ما نقوم به من أمور استثنائية، نمنّنهم برعايتنا لهم، نكتشف أنّهم لم يكونوا يستمعون لنا، بل هم غاضبون منّا. هم لم يصلوا إلى سن الثمانين كي ينطقوا بالحكمة. يرفضون العيش على طريقتنا. يرغبون بالرّفاه، وأن نملك من المال أكثر من الكلام كي يعيشوا طفولتهم ومراهقتهم ، وعندما يناديهم الشّباب يكونون جاهزين للبناء.
بينما كنت أقوم بكتابة بحث علميّ عن الزريبة. نظر إليّ ابني وقال: لا تبحثي. كلّ شيء موجود حولك. الرّوث في الأرض، والرّائحة في الأعلى . البحث لا يحتاج سوى لهاتين الجملتين. لو أردت أن تكتبي بحثاً اكتبي: كيف نهدم الزريبة في خمس خطوات. عندما ابتسم حبيبي من جديّتي حول بناء زريبة مميّزة كنت سوف أطلق عليه النّار، فقد تعلّمت من فيلم الطلقة الواحدة والأربعين أنّه لا مشكلة في قتل الحبيب بتهمة مخالفته قانون الزريبة.
. . .
يقول الرّوحانيون: اتبع نداء قلبك. إنّني روحانيّة رغماً عنّي، ليس لدّي بديل. إما أن أركع من الصّبح حتى المساء، وأدعو الله ان يستجيب دعائي، أو أذهب عكس الاتّجاه، وأتبع نداء روحي، وأنمّي ذاتي، وأحترمها ، وفي كلتا الحالتين الطّريق طويل، وليس له نهاية، لكنّ الألف ميل تبدأ بخطوة، وصادف أن كنت جائعة، ولا طعام في الزريبة، فهشلت-أي طفشت- في بساتين الجوار. لم يشعر أحد بخروجي. جرّبت طعم الحشيش الأخضر. يا للروعة!
لماذا نجوع طالما يوجد في ديارنا برسيماً.
لدّي إناء قديم-كل آنيتي قديمة، لكنّ هذا مقرقع أكثر منها من الخارج-. عملت موقداً أتدفأ عليه من البرد، وأطبخ بعض أنواع الحشيش في الإناء القديم جداً كي أحتفظ بالآنية الأقل منه قدماً. مذهل طعم الطّعام ! تستطيع شربه، وما تبقى تأكله. حرّيتي تكمن في روحانيتي، وقد اكتسبت منها قدرات خارقة، اليوم عرفت مكاناً مليئاً بالفطر السّام، أحبّ الفطر، اعتمدت على مقولة " لن يصيبكم إلا ما كتب لكم" قلت: أجرّب. عسى التّنمية التي عملت عليها من أجل احترام ذاتي تفيد اليوم. كنت أتمنى أن يكون لديّ شيء من الزّيت كي أطبخ الفطر. كانت أمّي تقول" إن لم أضع في طبق الكلب أداماً يكلب -أي يصاب بداء الكلب-" .كانت حريصة أن يكون طعام كلبها مليئاً بالدّسم. سوف أجرّب الفطر مشويّاً.
شويته على موقدي-أبو الثلاث حجرات- وأتى بعض الحسّاد قالو: احذري! الفطر سام . نظرت إليهم، ابتسمت ابتسامة الواثق من ذاته. كان الفطر لذيذاً. الفطر السّام أفضل أنواع الفطر. لم أمت ، لكنّني أصبت بالكلًب لأنّني طبخت الفطر دون أدام.
. . .
أحدّثكم عن المساواة في زريبتنا. لا زال العالم مشغولاً بالدّفاع عن حقوق النّساء. من حقّنا أن نشكر الله . في أماكننا لا يوجد أحد محروماً من حقوقه. كلّنا أبناء الزريبة. بل إنّ الأنثى مرغوبة أكثر. حيث يحلبونها إلى أن ينفذ الحليب، وبعدها يصبح مكانها المسلخ. من لا فائدة منه كأنّه ميّت، واللحم الحلال ليس محرّماً.
إحداهن رحلت إلى الغرب ، ورأى زوجها امرأة مختلفة فوقع في حبّها. عادت المرأة إلى الزريبة. قالت لا أجمل من أماكننا. وذكر واحد في الزريبة يكفي لمجموع نساء. هي كلّ يوم تصلّي لرّبها صلوات إضافيّة، تزوجت إمام الزريبة. أشفق عليها فضمّها إلى رعيّته المكونة من ثلاثة من مواطنات الزّريبة. قالت لي: تخشى أن يتربى أولادها هناك على قيم مختلفة عن قيم الزريبة، فالحمد لله. كان طلاقها من زوجها بإرادة إلهيّة، وهي سعيدة مع الإمام. أنساها كلّ العذابات. لا أجمل من الجنس الجماعي!
باركت لها عودتها، وحياتها الجنسية، وقيم الزريبة.
. . .
في زريبتنا فحل. كيفما نقرت عليه يرفس. زريبتنا لا تعرف البلور الصّيني ، والمثل فيها يقول: " من أين ما نقرته يرفس" وهذا دليل على الأصالة.
كتب البارحة على مدوّنته " البارود"-أعني فحل الزّريبة -: أنا الشّاعر الذي اشتعل حبّاً. أرغب في أنثى في هذه اللحظة. كان صفّ من الإناث تحت أمره على الفور. يختار منهنّ من يشاء. هو في النهاية شاعر الزريبة، ومدوّنها، وفحلها. وإعلاميها، ومستقبلها. للأمانة أنا لا أحبّ الفحل. أرغب بأحدهم معنوناً، يسترضيني على الدّوام، وأكون معه في أشدّ الأيام إيلاماً.
أرغب في شخص يأخذني من الزريبة إلى فسحة الأحلام. أن أرى مكاناً أخر. مكان مثلاً على سفينة، أو على متن طائرة. المهم أن يكون مكاناً مختلفاً عن المكان هنا.
كتبت هذا على مدوّني. أتى الفحل، وكان قاضياً وطنيّاً للزريبة، فحكم عليّ بالاغتصاب وفق قوانين شرعيّة موضوعة للزريبة. كان الاغتصاب طبيعياً. لم أشعر بالفرق بينه ، وبين الحبّ. إنّني متصالحة مع ذاتي، وعليّ أن أقبل بالأمر الواقع. هكذا قالوا لي في دورة التنمية الذاتية
من مدونة " نفدي الزريبة"
من نحن: نحن أعضاء في الزريبة. لا نسعى إلى المال، أو الشهرة. شعارنا: أرواحنا فداء الزريبة. طموحنا: أن لا نخرج إلى الفضاء
. . .
-لم نفكّر أن نعمل مدّونة يا ميّ. جميلة هذه الأفكار.
عشنا عالم الزريبة من خلالها. هي تصف وطنها، ولكن ماذا لو كنا نحن أيضاً نعيش في زريبة دون أن ندري؟
-أخذنا موضوع البحث عن المال والشّهرة، وانغمسنا في المسرح، نسينا أن نعطي لأنفسنا وقتاً ندوّن فيه، أو نضحك، أو نمشي على غير هدى. نجحنا في المسرح قليلاً، لكنّنا وقعنا في فخ الرّكض من أجل تحسين أنفسنا. لا بأس أن نسعى، لكن دون أن ننسى أن لأنفسنا علينا حقاً.
-وجدتها! سيكون اسم مدونتي: غراميات أبي
سوف أكتب في تعريف من نحن: نحن هم أنا كنت أبحث عن أبي عندما كانت المدرسة تطلب حضور أولياء الأمور، لكنّني عذرته، فالحب يفعل المعجزات، وقد فعلها فعلاً، فقد كان حبّ أبي لزوجة القاتل المتنمر حبّاً أسطورياً. أسرّ لي بحبّه. قلت اذهب على بركة الله. المهم أن تكون سعيداً، فسار وعين الله ترعاه. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع-3-
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع -2-
- كأنّه أبي-الفصل الرّابع-1-
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-5-
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-4-
- العلمنة في ظلّ تعدّد الأئمّة
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-3-
- ماقبل جيل النّعم، وما بعده
- كأنّه أبي-الفصل الثّالث-2-
- رسالة امرأة في العيد
- قصّة عيد يهرب من الفقراء
- لماذا تتقلّد المرأة الأدوار الثّانويّة
- كأنّه أبي. الفصل الثّالث. 1.
- كأنّه أبي.الفصل الثّاني. 5.
- كأنّه أبي . الفصل الثّاني .4.
- هل تتكرّر أسطورة الأمازونيات
- - من يأكل من مال السّلطان يحارب بسيفه-
- أدمغتنا أمام المغسلة العربية، والإسلاميّة
- لهم الله والوطن، ولنا عذاب القبر
- كأنّه أبي. الفصل الثاني. 3.


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - كأنّه أبي-الفصل الرّابع-4-