أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/3















المزيد.....

المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/3


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 5574 - 2017 / 7 / 7 - 07:58
المحور: الادب والفن
    


في أحد الصباحات الضبابية، وكنتُ جالسًا وحدي إلى طاولة بمقصف المؤسسة (وهو المكان الذي يلتقي فيه العملاء بالموظفين بشكل غير رسمي لتناول القهوة)، رأيت سعادة المدير عوني لقطاع "البيانات والمعلومات" يتوجه ناحيتي كأنه شيء غريب، ورأيت بضع غمزات ولمزات تطاله من أناس بالمقصف تعليقًا على طوله البالغ فيتجاهل أو يرد.
قال: صباح الخير، وقلت: صباح النور، ثم راح يحدثني بصوت مكتوم: عن مبالغة عصمة الرئيسة نرجس في استعمال هيبة فئتها الوظيفية حال تعاملها مع موظفي القطاع الذي يديره، وأن ذلك يثير حفيظة الموظفين تجاهها، فيُضمرون منها، وأنه شخصيًا يوم أمس قد مسه الشيء الكبير مما يَحكي به، فليس من المتعارف عليه مؤسسيًا أبدًا أن تقوم بتجاوزهِ بالقصدِ، فتتعامل مع مرءوسيه لكأنهم من بقية مرءوسيها!.. وأكيد أنه يقدر أنها قد باتت رئيسة ذات عصمة وهذا الكلام على عينه ورأسه، لكنها تنفيذيًا تعد مثله بالضبط ، فهي مديرة لقطاع وهو أيضًا مدير لقطاع، وهو لا يريد تصعيد الموضوع عبر قنوات التصعيد الوظيفي الرسمية كيلا يؤخذ عليه تسرعًا، هذه واحدة، أو تتخذ العلاقة بينهما شكل العداوة، وتلك ثانية، كما أنه لا يظنها ستنجح في دمج القطاعين إذا كان وسوس لها الشيطان الرجيم بذلك...

انتظرتُ إلى أن انتهى مما بجوفهِ، فأخذتُ بخاطرهِ، وطمأنّتُهُ بأنني سأحاول التصرف معها والتنويه لها بما يجعلها تكف عن فعل ما يضايقه. ثم مضيتُ تاركًا نصف كوب قهوتي حتى لا أضطر إلى اختراع المزيد من الكلام.
بمجرد أن وصلت مكتبي، هاتفني داخليًا دولة الرئيس شوقي، وقال: أنه قد سمع قَدَرًا ما دار بيني وبين المدير عوني لقطاع "البيانات والمعلومات"، وأنني مثلما أدري أبقىَ المسئول بصورة أو بأخرى عن ترويض ما أسهمتُ في تخليقه. ثم شرع دولة الرئيس شوقي في الضحك بطريقة جافة، مختصرة، قبل أن يُسَلم ويغلق الخط دون أن يسمع مني حرفًا.

"سيادة النائب لطفي"
"سعادة المديرة قسمت"
"الرئيسة تبْعكم.. عفوًا.. أقصد المديرة تبْعكم نهاية يوم أمس طلبت مني مضاعفة ميزانية القطاع بالمخطط التقديري للعام القادم، ويبدو أنها لا تفهم أو لم تفهم بعد ماذا يعني إجراء مضاعفة ميزانية لأحد القطاعات، وما يستدعيه ذلك من استحداث أوجه صرف مقبولة يُقرها دولة الرئيس المَعنِي وإلى آخره من إجراءات مؤسسية أراك في حلٍ عن سماعها، إنها تقول لي: "لا تدخليني في تفاصيل وفقط نفذي ما أقوله لكِ"، تخيل هذا!، أنا تقول لي الكلام هذا؟!.. أأمل أن تُبسط لها وتُفهمها الأمور على الوجه المؤسسي الصحيح يا سيادة النائب لطفي.. فهكذا لا ينفع.. لا ينفع نهائيًا."
"لا جدال في ذلك، لا ينفع، أعد سعادتك بأنني سأحاول تنفيذ ما تطلبين."
"سلام!."
"تفضلي."

عندما دخلت نهى رسامة الأوتوكاد إلى مكتبي، وقالت ما قالته، بدا لي أن اليوم لا يحمل بتاتًا منطق المصادفة. فإما أنهم يريدون الإجهاز عليها جماعة، فيرسخون لها تصويرًا ذهنيًا معينًا بما يمهد لتحقيق مأربهم (وهذا ما أستبعده على أناس يعملون بالمؤسسة الوظيفية)، وإما أنها ارتكبت أخطاءً فادحة نهار أمس (ما يعني أنها لم تطق الانتظار وانطلقت مبكرًا، قبل يوم من انتهاء المهلة التي أعطتني إياها كي أقول لها قراري).

/

"أهو فرض الأمر الواقع يا عصمة الرئيسة؟"
" لا.. ما زلت أنتظر ردك بكل تأكيد."
"ولكن مسألة إثارة لغط وظيفي حولكِ، أهي جزءٌ من فكرتكِ؟"
"أنتَ كذلك جزء منها!"
"إذاً.. قراري هو أنني لن أشترك معكِ في تنفيذها."
"لستَ شريكي في شيء يا سيد لطفي، أنت نائبي، نائبي فقط، ولكن تذكر.. بيننا عهد."
"أتذكره جيدًا."

كانت آخر كلماتها قد أبانت نواجذها، وظهرت عصبية وحانقة إلى درجة جديدة... مرت لحظات صمت قبل أن استميحها انصرافًا، متوقعًا أن تقوم باستبقائي ومواصلة الحديث، إلا أنها لم تُرض توقعي وقالت: "تفضل مع السلامة". وبينما أغادر مكتبها بخطوات بطيئة، كنتُ قد أدركتُ أن الأمور التي تخص فكرتي (أنا)؛ ربما سيحدث منها الكثير ولا أعلم به.

بعد عدة أيام، صار التحقيق مع عصمة الرئيسة نرجس هو أحد عناوين الطبعة الداخلية للإصدار الأسبوعي للمؤسسة، وقد التقطوا لها صورة تضحك فيها بسخرية (سخرية مفهومة) وأرفقوها بالخبر. وكنتُ بناءً على طلبها – بصفتي نائبها الوحيد، أحضر معها جلسات التحقيق الأولية بمكتب سعادة المدير سيد لقطاع "الرقابة المؤسسية"، والحقيقة أن الرجل كان معها مثالاً للأخلاق والذوق العاليين، سواءً في موافقته على طلبها (رفقتي) أو في تحديد ميعاد جلسة التحقيق اليومية بما يتناسب مع انشغالاتها الوظيفية.
كانت التهمة الموجهة لها هي: "إهدار المال المؤسسي العام في غير مواضعه الممنوح من أجلها". وقد بدت التهمة جدية، ولا تحتمل إضفاء غلاف تنكري حولها عند الحديث مع أحد من المستفسرين (أولئك الذين يوقفونني أثناء سيري بالممرات أو تواجدي بالمصاعد وتسمح لهم علاقتهم بي بالاستفسار)، مثلاً كالقول بأنها تهمة معيارية تهدف إلى الوقوف والاستبانة الرقابيتين، أو مفبركة وتم توجيهها بناءً على إفادة حسابية مغلوطة أو ما شاكل؛ إذ أن كل تقارير الشأن الرقابي جاءت سليمة البنية، مدعومة بالأسانيد والصور، ومستوفية لشروط التدقيق الرقابي السابق لتوجيه اتهام...

السيد المحقق: أرجو منك المعذرة يا عصمة الرئيسة نرجس، ولكنك تراوغين كثيرًا في تفسير الهدف! فكل ما سقتِه يُعد كلامًا عامًا عن حسن النية وإيثار الجمال من وجهة نظرك.. أنا أسأل عصمتك سؤالاً مباشرًا: ما هو الهدف الإنمائي المنشود من وراء طلاء جدران القطاع الذي تديرينه بماء الذهب؟!

الرئيسة نرجس: التوفير.

السيد المحقق: أي توفير؟ لقد تم استهلاك عُشر ميزانية قطاع "الإنماء الداخلي" "المسئول عن إنماءٍ مؤسسي سنوي، عام، إيجابي، ملموس الأثر" فأي توفير تقصدينه؟!

الرئيسة نرجس: رغم أن الأمر لا يحتاج إيضاحًا زائدًا، إلا أنني سأعمل على ذلك لإفهامك أيها المحقق.. إن ما أنفقته على الطلاء الجديد لقطاع "الإنماء" هو تقريبًا ما سيتكلفه طلائه مدة عشرين سنة، فما هو الشيء المؤذي في أن يحيا القطاع مطليًا بماء الذهب لعشرين سنة تالية ؟! ألن يكون ذلك بديعًا؟ أيضًا أود تسجيل إضافة هامة: إذا كان من معترضين ببقية القطاعات، فلهم أن يتقدموا بـ"طلب مساواة" إلى مسئول "المقترحات الإنمائية" بالقطاع.. شرط أن يكونوا مستعدين لتحمل لونًا واحدًا لعقدين كاملين.

السيد المحقق: لكن هذا يُعد بذخًا غير محمود من وجهة نظر المؤسسة.

الرئيسة نرجس: من هي المؤسسة؟ من هي المؤسسة؟ إنها شخصية اعتبارية لنا زمرة الموظفين بها! فمن أعطاك حق تحديد وجهة نظرها بشيء مخصوص كطلاء الحوائط؟ قل لي..

السيد المحقق: أنتِ إذًا تشككين في صلاحيتي كمحقق يعرف دستور المؤسسة "التي ننتمي إليها جميعًا" ويحفظ قوانينها "التي تشملنا جميعًا"!.. أنتِ غير واثقة باختيارات الشخصية الاعتبارية التي أمثلها هنا.. أليس كذلك؟.

الرئيسة نرجس: لا طبعًا.. ليس كذلك.. فقط أنا أريد الإيمان بأنني غلطانة، وهو ما لم تحققه سيادتك إلى الآن.

السيد المحقق: ..............، ......، ..............

الرئيسة نرجس: ..........................

لقد صرتُ أشرد بالقصد عن تلك المباراة الكلامية الدائرة، على الرغم من أنه يحق لي إبداء الرأي كنائب لها، أو على الأقل تهدئة الموقف مطرد السخونة بأخذ الكلمة والاضطلاع بمحاولة تبرير فاشلة، إلا أنني الذي لم أشأ ذلك. قلت في نفسي: لا بد لها من إفاقة قاسية كهذه؛ تُسهم في ترويضها وتقنين ما يعتريها من أحاسيس التفوق والعظمة.
رحتُ أتذكر شيئًا ما من الصغر، فترة تنبيت الوعي بالرأس، أبي يقول لأحدهم مُحرجًا: "هو هكذا.. إذا لا أحد نبهه لا يُسلم على أحد ولا يُكلم أحد" ثم يبدأ بالضحك وفتح الكلام. وجرى كلامًا مبهمًا من فرط إعجام به.. فصوت عصبي.. فصوت حاد..
وقال أبي: لماذا؟!
وقال أحدهم: أنت تعلم أنه ليس لك عليَّ سؤال، لكنني سأجيبك من عندي كحسن ظن.
وقال أبي: تفضل!.
وقال أحدهم: هناك مجاملة ما وقعت، أنا مثلك أخمن ذلك، ولكن حسبك وحسبي أن الفائز شخص مؤسسي بالولادة، أليس في ذلك ما يثير الانتماء ويحض على الإيثار ونكران الذات؟!
وقال أبي: دجل...
وقال أحدهم: وقح وستعاقب وسأقول لفلان وعلان...
وقال أبي: خذ في نفسك.. أو لا تأخذ.. أنا حر في اعتقادي.
وقال أحدهم: هِه،هِه،هِه نقطنا بسكاتك يا أخي!!!
وقال أبي: ...........

/

بعد إيقافها عن أداء التكليف، وحصر تواجدها المؤسسي في حيز التمثيل الإداري غير الفاعل لحين انتهاء التحقيق، فقد أضحت كل مُكتسباتها الوظيفية المُحْدَثة في طور التداعي أو أنها تداعت بالفعل (على الأقل نظريًا)، كالهالة الوظيفية التي حالت وانبعجت هيئتها، وكمراعاة خفوت الصوت أثناء مرورها لئلا تسمع ما تفهم منه أنه عليها، وككلمة "نائب" التي أضيفت لكلمتي "مدير القطاع" بسطر توقيع الفواتير والأوراق الثبوتية وما دار حولهما من ورقيات، إلخ... لكنها التي بدت الرابطة الجأش، الغير عابئة بغمزة من هنا أو لمزة من هناك، والمُستغِلة تمامًا لطول الأمد المُستغرَق كي يتم استيفاء مراحل العدالة المؤسسية. صراحة هى ظلت بارعة ومجتهدة في الحفاظ على حد مُقنِعٍ من شكلها الوظيفي، القياسي، فكانت وكأنها بالفعل تُسر ما يقيها الأثر وتستند إلى ما سوف يكون مفاجئة للجميع!.
بعيدًا عن ذلك كله كنت أخشى بشدة من أن يقع شيئًا ما، شيئًا قد يُشكل وقوعه نوعًا مجهولاً من النتائج - ألا وهو تقاطع التحقيق قبل نهايته مع موعد انعقاد عمومية الرئاسة، ذلك أن تأثيرات هذا التقاطع بتقديري ستكون إما وبيلة (كما يُزاد الطين بلة)، وإما جيدة وموضوعية (بما سيُؤَجِّج التحقيق ويُعيده إلى ذروته)، فحذافير اللائحة المؤسسية تتيح لها حضور الانعقاد العمومي كرئيسة ذات مؤهلات مستوفاة، فريق عمل، معاملة رئاسية، الحق في إصدار توصيات ختامية يُعمل بها.. اللعنة..

- ما الذي تبطنيه بالضبط يا نرجس؟!
- "عصمة الرئيسة نرجس". لا تنس روحك في الكلام معي يا سيادة النائب لطفي.
- إذن ما الذي تبطنيه يا عصمة الرئيسة؟ دماغان أفضل من دماغ في موقفك هذا وأنا أريد المساعدة، أعتقد أنك تلاحظين بأنني متورط معك على نحو ما..
- لست متورطًا في شيء ولا تصنع من نفسك طرفًا، لقد كُلفت بمهمة وأديتها بنجاح، هذا كل الموضوع، والدليل هو أنني من يُحاكَم وليس كلانا، فلا تُصعبها على نفسك ولا تخف وانتظر مع المنتظرين!..
- كلامكِ في محل قوله.. كلام صادق وواقعي لا حاجة لنقده، ولكن قبل أن انتظر مع المنتظرين هناك سؤال ملح عليّ إذا تسمحين به.
- (أومأت بجفنيها أن سل يا لطفي)..
- من المفترض أنك كرئيسة صاحبة عصمة ليس لديك صلاحية "التصديق النهائي" على قيمة "الإنماء السنوي"، في اعتقادي أنه الرئيس شوقي من لديه تلك الصلاحية!، والذي من المفترض كذلك أنه مشارك في الخطأ لو كان هو بالفعل من صدق نهائيًا، فكيف تجاوزتِ هذه النقطة؟
- لم أتجاوز نقاط أو أتجاوز عن أحد.. لقد أضفتُ تنويهًا بسيطًا بـ"كشف الحساب"، مفاده أن القيم المالية المرصودة لتنفيذ الأنشطة الإنمائية المقررة؛ هي قيم مرنة التداول فيما بين بعضها البعض.
- إذا كانت هذه هي إجابته بالتحقيق فستخلِّي مسئوليته تمامًا، بالتأكيد أن القيم الموضوعة كانت منطقية في مواضعها، وبالتأكيد يوجد ما تعولين عليه أكثر من ذلك..
- لقد قلت سؤالك وسمعت ردي، والآن تفضل بالمغادرة فلدي عمل.
- إنها لمرة ثانية في غضون أيام تقومين بطردي، هل تتناسين أنني نائبك أم استحليتِها أم ماذا؟؟ فوقي يا نرجس.
- نرجس في عينك قليل الأدب، قلت لك اسمها عصمة الرئيسة نرجس! أنت مجنون؟
- اهدئي اهدئي، اهدئي تفهمي.. أنا عامل عليكِ وأرى..
- شششششـ (وأشاحت باكية بكبرياء كبير)..

- ما رأيك في عشاء خارجي يا عصمة الرئيسة نرجس؟ كأصدقاء.. فقط أصدقاء.. وياليت قبل أن ترفضي تفكري.. فكري بالأمر ربما هناك ما يستحق التنازل، ولتعلمي عني فأنا أريد مصادقتك بشكل حقيقي يا نرجس..
- متى؟
- .....

/

في ذات ليلة اليوم قالت لي نهى رسامة الأوتوكاد عبر الهاتف: أنها تريد شراء حذاء من نصف البلد، وأنه يا حبذا لو أتكرم بالمجيء معها – كونها لا تثق بذوق غير ذوقي وأشياء من هذه. فلما اعتذرتُ منها وعللتُ: بأنني متعب، وأنه سيكون جيدًا جدًا إذا تأجل المشوار ليومين أو ثلاثة. لكنها أصرت وقالت بصوت حقيقي: محتاجة أني أتكلم معك يا لطفي...

عندما قابلتها وتمشينا بشوارع نصف البلد (الهادئة نوعًا في هذا التوقيت)، أحسستُ بكم الانكسار الذي سببته لها، وأنبتُ نفسي كثيرًا على إهمالي لها كليًا خلال الفترة الفائتة. هي كانت تعلم بشكلٍ كافٍ ما أعايشه بالمؤسسة من شدة، وكيف أن الموضوع لم يعد قاصرًا على نرجس، بعد أن تصاعدت أصوات صريحة تطالب بالتحقيق معي. لذا فقد استحسنت ألا أعتذر لها اعتذارًا مباشرًا عن هذا الإهمال (كي أتلافى تأكيده بنفسها)، فقط صرتُ أستمع إليها باهتمام وأتكلم لها باهتمام...
- ...............
- .................
- وعلى كده بقى ناوي على إيه؟
- إلى الآن لا أعلم.. ليته في كل الأحوال خير يا نرجس.
- أنا نهى يا لطفي، ومتحاولش تلون ألوان غلط في أوقات غلط يا لطفي.
- سهوت سهوت يا نهى ولا أحاول تلوين شيء ملون أساسًا.
- سهوت عن إسمي! خلاص المختزلة اختزلتك اختزال يافندي...
- ..............
- ................

أيقظتني في الثامنة صباحًا، وقد أعدت إفطارًا له عندنا ذكري - من الجبن والعسل والخبز الأبيض الرقيق، وقالت: أنه إفطارٌ على قديمهِ وأنه عساني لو أزن ما خلا حق زِنته. كنتُ سعيدًا بكونها وصلت إلى درجة الرضا هذه، وأنني نجحت بالأمس في احتواء ما اعتمل بها وكاد ينفجر بوجهي في وسط الشارع. إذ لم تكن نهى رسامة الأوتوكاد آدمية على الإطلاق فيما يتبع الغيرة والجسد، فتحولاتها النفسانية عند تلك المواقف كانت تنضوي على مزيج حيواني بائن الفعالية، من الاندفاع، والهلع، والشراسة إلى درجة غرس الأظافر بالوجه...
بعد أن فارقت نهى على باب العمارة – وقد رفضتُ اقتراحها بأن نذهب سويًا إلى العمل عبر سيارتها فائقة الطراز والفئة، صرتُ أفكر ما الذي عساه أن يُفعل بعد ذلك للخلاص منها قطعيًا!. أيضًا ناقشت نفسي بالذي أنا بصدده من التزامات متعاكسة الاتجاهات، فهل (كمثل) من المنطقي أن أقابل نرجس للعشاء بالليل القادم؟ أم أنه من الحكمة تأجيل الموعد للّيل التالي متذرعًا بوعكة ألمت فجأة؟ ما هو الشيء الجديد بالحياة إن كانت الحياة ذات نفسها قديمة؟ لماذا سأجد شكري صومائيل (تحديدًا) يدخل معي من بوابة المؤسسة الوظيفية في ذات اللحظة – فأصطبح مؤسسيًا بوجهه العكر ويصطبح بي؟؟..



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/2
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/1
- منطقة عشوائية
- تُرب الإنجليز
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/4
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/3
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/2
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/1
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/7
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/6
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/5
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/4
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/3
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/2
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/1


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/3