أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - رجلٌ أم ذكر؟!- العلاج النفسي الأدبي 20-















المزيد.....

رجلٌ أم ذكر؟!- العلاج النفسي الأدبي 20-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 5572 - 2017 / 7 / 5 - 04:45
المحور: الادب والفن
    


رجلٌ أنتَ أم ذكر؟!

حددْ لغتك في جاهليّة اللحى، وبين أصنام البشر!

شكلكَ لا يهمني..
عقلك عنوانك...

أتشبه داعش: مجرد قضيب، وشعر على جسد؟

أم أنك من خيرة الرجال:
اخترعت الكهرباء.. الهواتف الذكية.. الفضاء الافتراضي..
أو نزاريّ ٌ كتبتَ شعراً يُبْكي الحجر؟

أو موروثك يحدّكَ يا القبليّ.. ويجعلك أصغر من قزم في نظر السيدات بجمعهم!

السيدات.. عرفتهنّ؟!

أجل من تنام وتستيقظ على أحلامك بهنّ؟
من في فرضياتك.. يحكمنّ حاضرك.. مستقبلك.. وجنتك أيضاً!
ثم تقول أنهنّ ملكات أيمانك يا أبا جهل؟

أية خرافة أكبر أو تقارن؟!
وأي دين هذا الذي دمرته؟

أنتَ وأنا وبيننا العقل، الله وكثير من العبر!
فانتظرْ...
*************




نستخدم في الطب النفسي: المعالجة المعرفية السلوكية، نحاول فيها تطوير " استراتيجيات للتكيّف” لحل المشاكل وتغيير الأنماط غير المفيدة والمعيقة للنجاة في الإدراك: كمحاولات تغيير الأفكار عبر النقاش مع الشخص وجعله يتفهم سبب الفكرة ومصدرها..
محاولة تغيير المعتقدات بالغوص في حياة من نعالجه، عائلته، عمله.. أحلامه وأمنياته والسعي بطريقة دبلوماسية وعلمية لجعل العقل والأفضل للشخص ينتصر بدعم من الشخص ذاته...
وأيضاً عبر طلب تغيير السلوك والتصرفات من قبل الشخص.. ولهذا نقول إن لم ترد أنت التغيير، فهو لن يحدث أبداً!


جوهر العلاج المعرفي السلوكي يكمن في اعتقاد أن اللبَّ في معتقدات أي شخص يتلخص في: النفس، الآخرين، والمستقبل.

يعني هذا أن معتقداتنا هي حصيلة تجاربنا الشخصية، تجارب ومعتقدات من حولنا.. أحلامنا!

أي ببساطة حتى تتغير حقاً تحتاج: شخصية قوية أو على الأقل مرنة!، أن تعرف من ترافق ومن تهتم لأمرهم.. وتحاول قدر المستطاع أن تتمرد عندما يكون المجتمع سبباً في ضغوطك النفسية..

وأن تمتلك أحلاماً لا تموت ورؤية متفائلة للمستقبل!


إن كانت العادات والتقاليد سائدة ومسيطرة في مجتمعك، فإن إحساسك بذاتك سيذوب ويضمحل لصالح انقيادك للجماعة التي حولك، مما يجعل أناك جزء من الأنا الجمعي، ومستقبلك جزء من مستقبل منطقة.. جماعة، طائفة .. دين!

كل هذا يلغي دور الفرد كحجر أساس في تطوير المجتمع.. ويجعله تابعاً متماثلاً في قطيع متشابهين!

أيضاً عوضاً عن الرأي الشخصي، والوعي الذاتي يصبح الفرد انعكاساً للموروث والسائد، فيهاجم المختلف العاقل المتفرد!

كل ما سبق يخلق التعصب، والتطرف.. وبالتالي الحروب في مجتمعات لا أفراد فيها بل جماعات وتحزبات...

أظن أغلبكم سمع عن مقتل الفنان العراقي الفرد المتفرد " كرار نوشي" والذي قُتِلَ من قبل متعصبين من القطيع!
قتلوه لأنه يطيل شعره.. ويتفرد بأفكاره.. فيما يطيلون قضبانهم، ولا يفكرون!

خافت جماعة القطيع وذوبان العقل على كيانها وأصنامها، فقتلت " كرار" الذي حطم صنم التبعية للموروث وتفرد كروح من الله ورجل حقيقي في زمن الذكور والحريم!

ألف رحمة على " كرار" وغيره من الرجال.. قاتلَ العقلُ الذكور ونتاج قضبانهم: "سياسةَ القطيعِ"!



في سلسلة العلاج النفسي الأدبي، ولعدة أجزاء لاحقة، سأتطرق إلى نماذج ذكور يظنون أنفسهم رجالاً!

ذكورٌ من أمثال من قتل " كرار”، سأخبركم أيضاً كيف تحوّلون كبواتكم/كبواتكنّ إلى جسر للعبور إلى غد أفضل...

**************




الذكر "فريد": ليس فريداً أبداً:


حدثتني " رغد" عن زوجها " فريد" الذي يحاول جاهداً الاستحواذ عليها.. لا مجال للعمل ولا الدراسة، ولا حتى قراءة الكتب..
وإذا ما أحس بأن إحدى صديقاتها تمتك شخصية قوية، يقنص هذه الصديقة، يعبر عن عقد نقصه ومحاولات أناه الحفاظ على ما يعتبره ملكه بشتى الطرق:

-متحررة زيادة عن اللازم!
-تتحكم بزوجها وتريد التحكم بنا أيضاً!
-لا ترضخ لطلباتك، وتريدي الإنصات إلى طلباتها!
-تعتقد نفسها أحسن منك، لم تصادقينها؟


" رغد" كائن خرافي جميل العقل، الروح مما يعطي منظرها الخارجي نوعاً من الإعجاز!
هي لا تشبه أحداً:
بشرتها عسليّة، لا تخلو من بعض حفر حب شباب قديم، وبر أشقر ستراه حتماً إن كان اختصاص الجلد صنعتكَ!
عيناها عسليتان، تعكسان صفاء قلبها، رموشها قصيرة تهزأ برموش الدمى الاصطناعية التي تُستخدم في التجميل!
أنفها يهودي معقوف، عظمته البارزة توحي بقوة الشخصيّة، الحكمة والدهاء!
ابتسامتها ساحرة، مميزة، طبيعية.. إذا ما ابتسمت: تمتد الشفاه الرقيقة لِتُظهِرَ أسناناً متراكبة بشكل خفيف، موحية بالظرافة.. وترتفع الجهة اليمنى عن اليسرى قليلاً مما يعطي الابتسامة طابعاً ساخراً، يقول:
-مجانين أنتم في هذا العالم، هل فيه ما يُضحِك؟

تستطيعون القول بأن هذه الابتسامة بهدوئها وفردانيتها توقيعها الشخصي ولا يمتلكها أحد...


أما " فريد".. فعلى الرغم من وسامة صوره الشخصية، فأية أنثى لا تحتاج أكثر من نصف ساعة لتنفر من عقده!
فريد: كائن طويل القامة، عريض الكتفين.. شعره كثيف، بني مسوّد..
عيناه داكنتان، لن تستطيع تمييز لونهما لأن بعض النظرات تخيفك من سبر لون العين!

بشرته بلون الصحراء العربية، وفي وجهه لاحة ضبع! ربما بسبب خديه الممتلئين بشكل عالي أو أنفه الدقيق حسن الهيئة!
ابتسامته ثعلبية صفراء.. تصلح في إعلان للفياغرا..
يعتني بمظهره كثيراً، وغالباً ما تلحقه رائحة عطره فتحيل الجو حوله إلى هالة إعلانات لكل شخص وكل شيء لكن حتماً ليس لأي فكرة قد تُساهم بالتطوير!
" فريد" الوسيم شكلاً يُشعِرُ أي امرأة حقيقية بالتقزز، خصوصاً بعد أن تعرف قصص خياناته الكثيرة، حبه لنفسه وتركيزه المقرف على شكله!


تزوجته " رغد" عن طريق الأهل، خطبتها أمه في ليلة عيد، ووافق أهلها.. فبناتهنّ خمس ولعنة العادات أدق رقبة من لعنة الفقر!

حلمت " رغد" كثيراً في أن تكمل مشوارها الجامعي، وتعمل في سلك الدبلوماسية، لكن " غلطة الشاطر بألف"، غلطة اعتقاد أن الحل الفاتح لأبواب الحياة هو الزواج!
كان عجزها على التمرد على أهلٍ تحكمهم العادات قبل العقل كفيلاً بدفعها إلى سجن الزوجيّة!

ماتت أشياء فيها بعد الزواج، لكن بقيت أحلامها تتنفس.. تظهر لها من تحت الوسائد.. تنسلّ من ثقوب الأبواب المغلقة.. وتتسلل من بين شقوق (أباجورات) النوافذ!



في ليلة الثاني من تشرين الثاني / نوفمبر/من عام 2014.. حزمت " رغد" حاجاتها الضروريّة في حقيبة صغيرة، هربت وعبرت الحدود المصريّة إلى الصومال..
تطوعت في منظمة للأمم المتحدة لرعاية أطفال المناطق النامية!

كتبت لي رسالة طويلة، أبرز ما جاء فيها:

الفرد: أنا الحرة الطليقة.. أحب الله وأخدم عباده!

الآخرين: من تمردوا عبر التاريخ على سياسة القطيع الجائرة.. فيما القطيع ليس في حساباتي إلا لمحاولة توعيته!

المستقبل: أحلامي كبيرة في أن أغيّر حياة طفلة واحدة على الأقل!


شكراً حكيمة، كان لعلاجك السلوكي المعرفي بالغ الأثر!
احترامي ومحبتي!

" الحرة رغد" ...



يتبع!



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام بين الشرق و الغرب- العلاج النفسي الأدبي 19-
- رئيسة مقيمين في ألباكركي- العلاج النفسي الأدبي 18-
- من قرطبة إلى جزيرة الدمى المسكونة! -العلاج النفسي الأدبي 17-
- حدوتة نفسيّة-العلاج النفسي الأدبي 16-
- آمين - العلاج النفسي الأدبي 15-
- أنثويّات: العلاج النفسي الأدبي 14-
- راشدون و عاهرون: في العداوة بين الطب النفسي و التعصب الديني- ...
- تنورة أشرف من لحية: في العداوة بين الطب النفسي و اللحى - الع ...
- الصورة تكذب-العلاج النفسي الأدبي 11-
- الطلاق في زمن الحرب- العلاج النفسي الأدبي 10-
- الرقص بين حضارتين-العلاج النفسي الأدبي 9-
- أصلب من الصليب! العلاج النفسي الأدبي -8-
- العصف الذهني - العلاج النفسي الأدبي 7-
- أنانيا.. نرجسية إسلامية- العلاج النفسي الأدبي 6-
- هيستيريا تركيّة - سلسلة العلاج النفسي الأدبي 5-
- تحرّش شرعي ! - العلاج النفسي الأدبي 4-
- إدمان أديان - العلاج النفسي الأدبي 3-
- فيروزيّات أو تطبيع -الإسلام- ! علي السوري -13-
- قلق سوري - العلاج النفسي الأدبي 2-
- الايفانجِليزم الإسلامي


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - رجلٌ أم ذكر؟!- العلاج النفسي الأدبي 20-