أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد المسعودي - تخلف السياسي - تبعية الثقافي















المزيد.....

تخلف السياسي - تبعية الثقافي


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 07:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ينتج المجتمع شروطا وانساقا مختلفة ومتباينة بين قابلة الى تأبيد جميع عناصر الاستبداد والتضييق الكبير لحرية الافراد في صياغة قراراتهم التي تتعلق بمسارات متعددة من المعرفة والسلوك والتعايش داخل المجتمع وفق صور مختلفة عن ماهو سائد ومحلي ، وبين أخرى تشتغل على وعي البناء كقيمة دائمة من حيث مراجعة الكثير من عناصر الماضي الذي أصابه التكلس والجمود والانحطاط وعدم القدرة على التجديد وإعطاء صفة الحاضر آنية متغيرة بشكل واع ومدرك من قبل الذات بعيدا عن وجود التبعية كمعطى ثقافي اجتماعي او وجود الرفض كقيمة دائبة ولازمة للكثير من الافراد والمجتمعات لما يوجد من قيم مختلفة ومغايرة عن الانساق الثقافية التقليدية السائدة لدى مجتمعاتنا العربية الاسلامية ، حيث يعد وجود الثبات المعرفي والثقافي والسياسي من انظمة واشكال حكم ضمن مجتمعاتنا العربية نتيجة طبيعية لكثير من عوامل الاجترار للازمنة الماضية ، وذلك لان الثبات هنا لايشمل النسق السياسي الحاكم هحسب بل هو يتعدى الى النسق الثقافي التابع الى السياسي بشكل دائم ويبدو ان جميع الانساق الثقافية في العالم ماهي إلا توابع واطراف تدور حول النسق السياسي الذي يضفي بدوره المعرفة والحقيقة والسلطة بمختلف اشكالها ، وذلك واضح بشكل جلي حيث هناك الصراع بين قيم المنتصر ضمن بقعة جغرافية بشرية وبين قيم الاطراف التي تصارع البقاء لانها لاتملك ستراتيجيات تؤهلها لرسم صور مادية ومعنوية من المواجهة وإضفاء القيم المختلفة عن جاهزية المنتصر ، وذلك الاخير لايتعلق بأزمنتنا المعاشة بقدر ما يتجاوز الى جميع الازمنة التي يوجد فيها النسق السياسي العالمي المنتصر الذي يسعى الى الشمول وترسيخ التبعية حولة بشكل لايمكن الفكاك منها بسهولة ، وهنا المنتصر قد يكون محدودا ضمن بيئة اجتماعية معينة وصغيرة متعلقة بالافكار التي ترسم طبيعة العلاقات الاجتماعية وتحدد مسارات المستقبل لمجموعة بشرية كبيرة بحيث يتم إما إضفاء طابع الجمود والثبات او إعطاء صفة التغيير الايجابي وذلك الاخير اي التغيير قد لايتم من قبل المجتمع ذاته بقدر ما يتم من قبل البنية الاجتماعية التي تحرك الجماهير او الافراد ضمن بيئة معينة ، فالنظام الشمولي على سبيل المثال عندما انتصر في كثير من الدول أصبحت جميع جاهزيات العالم من افكار ومعارف واساطير واحتفالات قائمة ضمن نسق الشمول وهنا ذلك الاخير قد يأخذ منحى دنيويا متعلق بالحياة المعاشة بشكلها اليومي او قد يضفي جانبا كبيرا من الزهد وتصور العالم ضمن قابليات سلبية تؤدي الى ترك هذه الحياة المعاشة ومن ثم سيادة النزعة الاتكالية العجزية التي لا ترسم قيم التغيير الانساني نحو الافضل لدى المجتمعات البشرية ، وهكذا نقول ان كل ذلك يجري ضمن تبعية الثقافي المجتمعي للبنية السياسية التي تقوده ، ولكن قد يتسائل البعض هنا ألم يجعل الكثير من القادة السياسيون أبرز المستشارين الثقافين وكبار الفلاسفة من اجل انارتهم وتكوين الكثير من الصور التي تخدم الكل السياسي - الاجتماعي ضمن آنية بشرية معاشة بأشكال متعددة من الاحداث التي تشغل هموم القادة السياسيون والمجتمع بشكل عام ، وهنا نقول ان ذلك من الممكن ان يحدث ولكن ضمن كيفية نهائية للافكار والسلطة والمعرفة فعلى سبيل المثال عندما يستشير وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد وقادة الحرب على العراق الفيلسوف برنارد لويس ، فأن ذلك لايتم إلا من خلال التوافق بين الامكانيات في المعرفة والحقيقة وتصور العالم المستقبلي اي ان برنارد لويس لديه الجاهز الثقافي المرتبط بالضرورة بالسياسة الامريكية في العالم العربي بحيث تغدو الاستشارة رغم اهميتها جاهزة وحاضرة ضمن نسق سياسي ثقافي هاضم لطاقة وحيدة وشاملة من المعرفة والسلطة ، وهكذا نقول ان ذلك ليس من الممكن ان يحدث مع رئيس النظام السابق في العراق صدام حسين حيث ندرك جيدا الاختلاف في طبيعة النظام في الولايات المتحدة الامريكية من حيث وجود المجتمع الديمقراطي وعملية الاستيعاب للكل الاجتماعي السائدة لدى الانظمة الحديثة في العالم ، فصدام لا توجد لديه مجموعة من الستراتيجيين الثقافيين الذين يرسمون طبيعة المستقبل السياسي والاجتماعي حيث يوجد هناك دائما الصور التي تشبه في الثقافة والوعي من الممكن ان يأخذ مشورتهم ولكن من خلال جاهزية قراراته السلطوية تظل السلطة مطلقة وقابلة الى الشمول في حوزته ، وهكذا تغدو جوانب الاختلاف واضحة بين الانظمة الحديثة المشكلة ضمن صيرورة معينة ومنتهية وبين الانظمة الاستبدادية الاكثر انغلاقا على نفسها من حيث عدة عوامل تتعلق بالبنية المجتمعية وجود الافكار وتعطيل القدرات البشرية على النهوض واحداث التغيير على عكس بنية ونسق النظام الديمقراطي الذي دائما ما تسعى النخبة المهيمنة على الجماهير من خلال جاهزية امتلاكها للثروات والقوانين على إحداث التغيير واضفاء جانب من المدنية مفقود بشكل كبير لدى المجتمعات الاخرى ولكن يضل ذلك اي امر التغيير محدودا ضمن مجتمعاتها فحسب مادامت تقف موقف المتسامح مع الانظمة الشمولية لانها تلبي الكثير من مصالحها وجميع ستراتيجيات بقائها بشكل مختلف عن جاهزية الانساق الثقافية السائدة في المجتمعات المغيب عنها جميع عناصر التطور الاقتصادي والثقافي والمدني .. الخ
فالسياسي في مجتمعاتنا العربية الاسلامية مايزال يحتكر السلطة لصالحه وبلا اية نزعات تؤدي الى قيام ستراتيجيات مستقبلية من الممكن ان تشحذ قيم البناء كجاهز مجتمعي سائد ومدرك من قبل الاكثرية الاجتماعية خصوصا بعد تأبيدات مستمرة لتكرار تبعية الثقافي الى السياسي وعدم وجود المؤسسات التي من الممكن ان تؤثر على الدولة وتغير مساراتها نحو الافضل من خلال تعددية السلطة ذاتها بعيدا عن الهيمنة المطلقة للسياسي على المؤسسات الاخرى من ثقافية مجتمعية ، حيث من الممكن ان تؤسس الاستقلالية الثقافية ووجود المؤسسات المتعددة ذاتها الى تفريغ المجتمع من سطوة الحقيقة الجاهزة المصدرة للعنف ، ومن ثم هناك الانسان المستوعب لقيمة الاخر بلا ترددات من شانها ان تعمل على ممارسة القطع النهائي مع الافراد داخل المجتمع ،وكل ذلك اي وجود التعددية الاجتماعية بلا قدرة معينة على الضبط والقسر يعتمد على جاهزية الدولة الجديدة من حيث عدم تأسيسها على وعي الحرية واحترام حقوق الانسان بشكل واقعي ومحسوس رغم صعوبة ما نطرحة مادام الانسان مؤلا للحاجات والرغبات والصراع سواء تجسد بشكل عنفي مادي او معنوي من خلال تبن الاطر النهائية للمعرفة والحقيقة والسلطة ، ولان مجتمعاتنا العربية الاسلامية ماتزال تعيش مرحلة النهائية والاطلاق القيمي الوجودي اي لديها " الكوسموس " العقل المطلق والنهائي الذي حاول العلم كثيرا القضاء عليه من خلال اللغة غير المنتهية في تصور واطار معين من خلال تبن الخلاء كمعرفة اولية لدى المجتمعات البشرية ومن ثم تبدأ الانبثاقات الاخرى من معارف وقيم ومدركات وذلك بعد ان يتم قراءة الكل الاجتماعي والثقافي وتكوين نحت ثقافي اصيل بعيد عن تقليد الغير بشكل عبثي وغير مدرك سواء تعلق بمجالات المعرفة والعلوم والسياسة والاخلاق ..الخ
ان الثقافي لايمكنه ان ينتج التأثير على السياسي ويكون حقولا من المساواة في الطرح والتأثير والخلق والمشاركة إلا من خلال إحداث الكثير من القطائع المعنوية والفكرية مع الماضي القروسطي المؤسس على تراتبيات هائلة من تعددية السلطة التي تحد من قدرة الانسان على الحركة والابداع والخلق جسدا وروحا ، ذكرا وانثى ، هذه القطائع من شأنها ان تغير نمط التفكير والتلقي والتربية لدى الاجيال الناشئة بحيث تزول عن ذاكرة المجتمع تلك الثقافة الوحيدة والواحدة في التلقي والتي تحمل في داخلها الكثر من مضامين الشمول والعنف واقصاء الغريب والمدهش المختلف عن جاهزية الثقافة المجتمعية السائدة ، وهكذا نقول ان الثقافي يراقب السياسي ويرشد مساراته ويغير جميع التعثرات التي تصيب جسد المجتمع سواء تعلقت بطبيعة الظروف المعاشة التي تنتجها السلطة او تعلقت بطبيعة القادم الذي ترسمه اكثر القوى الاجتماعية والسياسية المختلفة فيما بينها .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تريد الدولة من المجتمع؟
- وظيفة الرئيس .. نظرة مستقبلية
- المواطنة .. وعي مؤنسن داخل المجتمع
- نحو ستراتيجية عراقية لمواجهة الارهاب
- الدولة العراقية وآفاق المستقبل
- المثقف والمؤسسة .. جدلية الرفض والقبول
- العنف الذكوري ضد المرأة
- الذات العراقية بين احتلالين
- المرأة العراقية بين الواقع والمثال
- أدلجة الحقيقة - عنف المعنى
- الديمقراطية والحركات السياسية الاسلامية
- شريعة الافكار
- الدولة الناشئة في العراق -السيادة والديمقراطية
- جسر الأئمة واساطير السياسة
- الذات العراقية من تأصيل العذاب الى تأبيد الاغتراب-نحو إعادة ...
- ميشيل فوكو والنزعة الانسانية
- نحو تأصيل جديد لثقافة الحرية
- الانسان العراقي بين الدكتاتورية والارهاب
- دولة الاستبداد - دولة الحرية
- قبول الاخر


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد المسعودي - تخلف السياسي - تبعية الثقافي