أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - استراتيجية ترامب الأفغانية.. هل ستنجح؟














المزيد.....

استراتيجية ترامب الأفغانية.. هل ستنجح؟


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5571 - 2017 / 7 / 4 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبد الله المدني

المعروف أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما رفع عدد القوات الأميركية العاملة في أفغانستان في السنة الأولى لولايته من317 ألف إلى 499 ألف عنصر (طبقاً لمعهد بروكينجز الأميركي)، غير أن هذا لم يكن ضمن استراتيجية واضحة للقضاء على حركة «طالبان» وأتباعها، وإنما كان مجرد مسعى لتهيئة أوضاع تسمح بإيجاد تسوية محلية كي تقوم واشنطن بالانسحاب قبل أن تتكرر هزيمتها على النمط الفيتنامي. وكان مسعاها هذا يعتمد على تشجيع حلفائها الأفغان على إقامة جيش وشرطة وطنيين لحفظ الأمن والاستقرار وحماية الحكومة الشرعية، وذلك كبديل للخطط الأميركية السابقة حيال الوضع الأفغاني، والتي تراوحت ما بين الاعتماد على المجاهدين الأفغان والقوات الباكستانية في المرحلة الأولى وصولاً إلى الاعتماد على قوات حليفة (من شرق أوروبا تحديداً) في المرحلة الأخيرة.
لاحقاً راح أوباما ينفذ تعهداته الانتخابية بسحب قواته من أفغانستان مثلما فعل خطأ في العراق، فراح يخفضها تدريجياً إلى أن بلغ عددها في نهاية ولايته الثانية 8400 عنصر فقط (المصدر السابق).
ومما لا شك فيه أن هذا التطور أعطى دفعة معنوية هائلة لحركة «طالبان» وأنصارها، وجعلهم يواصلون هجماتهم الإرهابية وقتالهم ضد الحكومة المركزية الشرعية في كابول، ويرفضون مبادرات السلام المتكررة وفكرة المشاركة في حكومة ائتلافية دون شروط مسبقة، ويتعلقون بأوهام العودة إلى السلطة، خصوصاً مع تحقيقهم الانتصارات المتتالية ضد القوات الحكومية في الولايات الريفية، وقدرتهم على الوصول إلى المنشآت الحيوية والأسواق وتفجيرها وزرع الرعب في قلوب المواطنين. ومما لا شك فيه أيضاً أن هذه الانتصارات والضربات، التي جعلت حكومة كابول أضعف مما توقعه الكثيرون من المراقبين والمحللين، ضخمت غرور «الطالبانيين» وإيمانهم بحتمية عودة «إمارة أفغانستان الإسلامية» الإرهابية بدليل أن المتحدث باسمهم «ذبيح الله مجاهد» سارع، فور الإعلان عن فوز دونالد ترامب بالرئاسة، بنشر رسالة إلكترونية مكونة من أربع صفحات موجهة إليه. في هذه الرسالة وردت عبارات مثل: «حان الوقت لتغادروا أفغانستان»، و«إن السلام سيكون بعيد المنال طالما وجدت القوات الأجنبية على الأراضي الأفغانية». كما تطرق مرسلها إلى تاريخ الأفغان في مقاومة ودحر وهزيمة كل الجيوش الغازية لبلدهم.
المعروف أن ترامب لم يعلن، منذ تنصيبه، عن أي استراتيجية لإدارته حول أفغانستان إلا أنه مؤخراً حينما منح وزير دفاعه «جيم ماتيس» والبنتاجون سلطة تحديد حجم القوات الأميركية، أي على خلاف ما جرى في عهد أوباما حينما كان البيت الأبيض يتدخل في عملية تحديده رامياً بعرض الحائط آراء خبراء البنتاجون وجنرالاته. فإذا عرفنا أن «ماتيس» من دعاة زيادة عدد الجنود الأميركيين في الخارج بهدف هزيمة أعداء بلاده المتطرفين (داعش والقاعدة تحديداً)، فإن المتوقع أن ينسحب ذلك على أفغانستان، خصوصاً بعدما تسلل «الدواعش» إلى هناك عبر التحالف مع «طالبانيين» منشقين وباكستانيين متشددين. وفي هذا السياق تداولت وسائل إعلامية احتمال أن ترسل واشنطن إلى أفغانستان قريباً ما بين 3 إلى 5 آلاف جندي إضافي، لكن هل تنجح هذه الزيادة البسيطة في هزيمة «الطالبانيين» وأتباعهم وهم الذين لم ينجح نحو نصف مليون جندي أميركي في القضاء عليهم في أوج الوجود الأميركي هناك في سنة 2010؟ بل هل الحل يكمن في زيادة حجم القوات وحده؟
الإجابة هي بالنفي بطبيعة الحال. ذلك أن مآزق أفغانستان معقدة ومتداخلة وصعبة، ولا يمكن حلها في ليلة وضحاها.
إن أول الأمور المطلوبة من إدارة ترامب هو أن تدرس كل الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات الأميركية السابقة في هذا البلد، وتحاول معالجة الممكن منها وفق استراتيجية مفصلة وواضحة، تُحدد فيها التحديات والأولويات ومواقع الخلل والإطار الزمني لتحقيق الأهداف المرجوة والموارد اللازمة لتنفيذها، مع الابتعاد عن الطروحات والمقاربات الغامضة، فمثلاً إقامة نظام ديمقراطي على الطريقة الغربية في هذا البلد القبلي يجب ألا تكون له الأولوية، فيما الأولوية يجب أن تكون من نصيب: أولاً مكافحة الجهل والفقر والأمية والفساد، ولا سيما في صفوف سكان الأرياف الذين ثبت أن الطالبانيين يستغلون جهلهم وحاجتهم لغسل أدمغتهم وتجنيدهم واستخدامهم كأدوات انتحارية. وثانياً: إنشاء جيش وشرطة وطنيين على أسس جديدة قوامها الولاء للدولة وحدها وليس للقبيلة أو العرق أو الطائفة مع توفير الحياة الكريمة لعناصرها منعاً لاستغلال فقرها، وثالثاً: دراسة المنابع التي تغذي «الطالبانيين» بالمال والسلاح والرجال وتجفيفها بكل الوسائل، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة ضد المتورطين أفراداً أو تنظيمات أو دولاً.
رابعاً: الإشراف الدقيق على أوجه إنفاق واستثمار المساعدات الخارجية المقدمة من المجتمع الدولي للحكومة الشرعية في كابول للحد من ذهابها إلى الجيوب الخاصة أو صرفها على المشاريع الثانوية.
خامساً: الضغط بكل الوسائل على الدول التي لا تريد لأفغانستان الاستقرار مثل إيران التي ما انفكت تتحدث عن مظلومية شيعة الهزارة الأفغان وتحاول استغلالهم لطموحاتها الإقليمية التوسعية أو كقنابل بشرية ضد الأهداف الأميركية والأطلسية. إضافة إلى هاتين الدولتين هناك روسيا الاتحادية (وريثة الاتحاد السوفييتي)، التي تحاول اليوم العودة بقوة إلى المشهد الأفغاني، انتقاماً لهزيمة السوفييت المذلة على يد الأفغان عام 1989، أو إفشالاً للجهود الأميركية والغربية في ضوء عودة ما يشبه الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن.

* نقلاً عن "الاتحاد"



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلبين..المكان البديل ل «داعش»!
- بكين.. هل تلجم بيونج يانج؟
- ترامب بعد مائة يوم.. ماذا تغير؟
- أساليب داعشية جديدة للتمويه والخداع
- أفغانستان.. ضحية الحرب الباردة الجديدة
- مَنْ هي سكينة يعقوبي؟
- بين الميريتوقراطية والديمقراطية
- هل ستنتقل عدوى الإنتفاضة المصرية إلى شرق آسيا؟
- التقسيم .. هل هو مناسبة للفرح أم لذرف الدموع؟
- هل باعت تركيا قضية تركستان الشرقية؟
- الفساد حينما يتحول إلى مرض مزمن : الفلبين مثالا
- الصين وإنفصال جنوب السودان
- سلمان تيسير .. دفع حياته ثمنا لتسامحه
- الإرهاب هو الإرهاب أيا كان مصدره أو هدفه
- بزوغ نجم سياسي قوي في تايلاند
- في بورما التعيسة .. لا يزال الوضع على ما هو عليه
- الهند تحتل الموقع الثاني عالميا في صناعة الدواء
- جمهورية الخوف والغموض تقصف جمهورية الفرح والشفافية
- التنافس على جزر الكوريل .. يعود إلى الواجهة
- ماذا يجري بين الصين وسريلانكا


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - استراتيجية ترامب الأفغانية.. هل ستنجح؟