أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - حاملة طائرات أم حاملة رسائل؟!..أم أنها (حاملة كوارث) جديدة للمنطقة العربية؟؟















المزيد.....

حاملة طائرات أم حاملة رسائل؟!..أم أنها (حاملة كوارث) جديدة للمنطقة العربية؟؟


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رست يوم أمس حاملة الطائرات الأمريكية (جورج بوش) بالقرب من ميناء حيفا المحتلة ولم تدخله لضخامة حجمها، وهي تحمل على ظهرها أكثر من ثمانين طائرة أمريكية مقاتلة، بينها F18 ومروحيات مختلفة الأنواع والمهمات، وعلى متنها أكثر من خمسة آلاف عسكري بين ضابط وطيار وضابط صف وجنود لمهمات متعددة.. وتبدو حاملة الطائرات الأمريكية هذه، وكأنها مدينة عائمة أو دولة صغيرة بكامل أسلحتها وجنودها ومعداتهم العسكرية!.

وهذه الزيارة المفاجئة لفلسطين المحتلة، تبدو وكأنها تقدم رسائل وإنذارات متنوعة لجهات عديدة ومتعددة:
 أولها روسيا: وكأن الرسالة الموجهة لها تقول بفصيح الكلام: أن منطقة " الشرق الأوسط " هي منطقة نفوذ كامل للولايات المتحدة وحدها، وأنها لن تسمح لأحد ـ من غير توابعها ـ بأن تلعب داخلها أو تتمادى في لعبها!!
 ثانيهما إيران: وكأن الرسالة الموجهة لها تقول: آن أوان المواجهة الفاصلة معكم قد بدأت، وأن القواعد الأمريكية تطوقكم من جميع الجهات، إبتداءً من مصر ومروراً بالأردن والسعودية وقطر والبحرين والإمارات وعمان، وإنتهاءً بآسيا الوسطى.. وأن جميع هذه القواعد على أهبة الاستعداد لهذه المواجهة الفاصلة!!
 الرسالة الثالثة: موجهة إلى سورية، والتهمة في هذه المرة كما في المرة السابقة (السلاح الكيميائي)..أي اتهام سورية بالاستعداد لتوجيه "ضربة كيميائية" (للمعارضات السورية!!) ، وقد جهزت هذه التهمة ولاكتها أجهزة الإعلام الأمريكية والصهيونية وتوابعها المختلفة منذ عدة أيام!.
 الرسالة الرابعة: موجهة لــ "محور المقاومة" بأجمعه، والذي يضم بالإضافة لإيران كل من سورية وحزب الله والعراق (على استحياء من حكومته) التي تدخل مع الأمريكان بحلف أو " إطار إستراتيجي "!
 الرسالة الخامسة: موجهة إلى (حزب الله) ومفادها أن نهايته قد أزفت، على يد تحالف أمريكي صهيوني خليجي متين، خصوصاً بعد أن هيأ أعراب الجزيرة العربية وجامعتهم البهية الأرض الصالحة لتصفيته، بعد اعتبارهم إياه "منظمة إرهابية" !!
 الرسالة السادسة: موجهة إلى العراق وسورية معاً، ومفادها أن التحام الحدود السورية بالحدود العراقية وإخلائهما من القوى الإرهابية خط أحمر، وغير مسموح به أمريكياً وصهيونياً وحتى عربياً!.
 الرسالة السابعة: وهي رسالة (تطمين وتحالف) للصهاينة والأكراد معاً، مضمونها أن أميركا لن تتخلى عنكم وأن دولة الحلم الصهيوني ((من الفرات إلى لنيل)) قادمة.. وكذلك ((دولة الحلم الكردي)) قادمة أيضاً، وضمن ترتيبات هيكلة المنطقة العربية استعداداً لتطبيق مفردات مشروع " الشرق الأوسط الجديد" بكامله، حتى وإن غضب الأتراك من قيام الدولة الكردية أو تدهورت أو انتهت العلاقة التاريخية معهم!.
فالأكراد يشكلون ضمن "مشروع الشرق الأوسط الجديد" ما (شكله اليهود) في مشروع "سايكس/بيكو" الاستعماري في المنطقة العربية بعد الحرب العالمية الأولى قبل قرن كامل من الزمان!!
****
هذه هي أهم الرسائل السياسية التي توجهها، أو وجهتها حاملة الطائرات الأمريكية (جورج بوش) للجهات المعنية، بعناوينها الواضحة والمعروفة للجميع جيداً!.
فالرسالة الموجهة لروسيا تقول:
- أن العامل الروسي بعد دخوله المنطقة ومشاركته مشاركة فعالة وحقيقية في عمليات "مكافحة الإرهاب" ، قد غير من معطيات هذه المنطقة بالكامل، وجعل من عملية تصفية الإرهاب والإرهابيين مسألة ممكنة، وقد شارفت الآن على التحقق النهائي عملياً وفعلياً.. وهذه مسألة مضرة بالخطط وبالمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة!!
- إن الدخول الروسي بقوة في عمليات "مكافحة الإرهاب" قد أربك الحسابات الأمريكية، والتي أرادت من خلال عملية (صنع وتصنيع الإرهاب) والإرهابيين وفصائلهم المتعددة في المنطقة، الهيمنة ـ بواسطتهم وقد هيمنت فعلاً ـ عليها لتنفيذ مفردات "مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير"!.
لكن الدخول الروسي للمنطقة قد أربك جميع هذه الحسابات الأمريكية.. وهذا أمر لا يمكن التساهل معه!.
- إن الدخول الروسي الجدي في عمليات "مكافحة الإرهاب" قد أحرج إدارتي أوباما وترامب معاً، وكشف اللعبة الأمريكية ومسرحية [التحالف الأمريكي الستيني لمكافحة الإرهاب] وحقق في أشهر معدودة، ما عجز هذا التحالف الأمريكي عن تحقيقه في أكثر من سنة كاملة.. فكانت عملية الدخول الروسية تعرية وفضح للأمريكان وحلفائهم!.
- إن روسيا بعد مشاركتها في عمليات مكافحة الإرهاب، قد بدت مصممة تماماً على تصفيته وإفشال المشروع الأمريكي في المنطقة العربية من خلال الإرهاب والإرهابيين.. كما أن روسيا قد ظهرت كند ومتحد للأمريكان في ملعبهم وأحرجتهم في مواقف كثيرة، وفرضت عليهم التراجع في أكثر من موقع!.
وبشكل عام بدت روسيا أكثر مصداقية من الولايات المتحدة، وأكثر قدرة على حسم الأمور بنفسها في مسائل مكافحة الإرهاب، مما أجبر الولايات المتحدة على الدخول بنفسها هي الأخرى إلى الميدان، بعد أن كانت تعتمد على خططها السرية وعملائها وأتباعها في المنطقة!.
- إن روسيا قد عادت إلى المسرح العالمي بقوة، ومن خلال مشروع مكافحة الإرهاب في سورية، وهي ستقاتل حتى النهاية فيها.. لأنها سورية هي القاعدة الوحيدة المتبقية لها في هذا العالم، فلا يمكنها التفريط فيها مطلقاً!.
- وكذلك كانت سورية وعمليات مكافحة الإرهاب فيها، هي المكان المثالي لتجربة الأسلحة الروسية الجديدة والمتطورة، كما أنها المكان الأنسب لعرض القوة الروسية والعضلات الروسية!.

لكل هذه الأسباب فإن حاملة الطائرات الأمريكية (جورج بوش) التي رست في ميناء حيفا المحتلة، كانت رسالة بالغة الأهمية معنونة إلى روسيا بالدرجة الأولى.. وعنوانها الواضح يقول: لا يمكن السماح للروس بالتمدد أكثر في هذه المنطقة، ولا يمكنهم بعد اليوم أن يلعبوا دوراً تخريبياً للخطط الأمريكية فيها.. وحاملة الطائرات (جورج بوش) حضرت لعرض القوة، وإذا كان عرض القوة لا يؤدي الغرض، فأن المواجهة الفعلية بين الطرفين ستكون حتمية إن تطلب الأمر!.
فخلف حاملة الطائرات هذه الجيش الأمريكي برمته، والقواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة والعالم، وتلك التي تطوق روسيا من كل الاتجاهات.. بالإضافة إلى الحلفاء الغربيين ومعهم الكيان الصهيوني حتماً!!

وعلى هذا فأن حاملة الطائرات (جورج بوش) رسالة بالغة الخطورة للعالم أجمع، و (حاملة كوارث) لهذه المنطقة العربية المنكوبة دائماً.. لأنها قد تكون ساحة مواجهة بين العملاقين النوويين!!
****
وحاملة الطائرات (جورج بوش) كما أنها رسالة موجهة إلى روسيا بالأساس، هي رسالة إلى إيران بالدرجة الثانية.. فهي تقول للإيرانيين بوضوح تام ما معناه:
- أن إيران قد أصبحت قوة إقليمية كبرى في منطقة الشرق الأوسط، ويحسب لها ألف حساب.. وفي الحسابات الأمريكية غير مسموح لأية قوة في منطقة "الشرق الأوسط" ـ عدا "إسرائيل" ـ أن تصبح بهذا الحجم الكبير!.
- أن إيران شكلت في هذه المنطقة من العالم (مركزاً إيديولوجياً) معادياً للولايات المتحدة وللإمبريالية الأمريكية والغربية وللصهيونية العالمية، وهي دائماً تؤلب شعوب العالم وفقرائه ضد هذه الجهات مجتمعة!.
- إن إيران هي الجهة الوحيدة في العالم تقريباً، التي تمد يد العون والمساعدة للمقاومات العربية في فلسطين ولبنان، وهي التي تمدهما بالسلاح والمال والمعونات العسكرية والفنية واللوجستية.. بعد أن كانت هذه المقاومات أن تلفظ أنفسها الأخيرة، نتيجة للحصار المفروض عليها عربياً وعالمياً!!
- إن إيران هي البلد الوحيد في العالم (الذي لا زال يستخدم اللغة القديمة!) ويقول: بأن " إسرائيل باطل يجب أن يزول" وهي تهدد دائماً بإزالة الكيان الصهيوني من الوجود، وتطعنه في صميم وجوده في فلسطين المحتلة!.
- إن دول ومشيخات الخليج النفطية التابعة للولايات المتحدة، والتي تمد الغرب والعالم بالطاقة مرتعبة من إيران إلى درجة الهستيريا، سواءً لدوافع طائفية أو أخطار حقيقية تمثلها إيران لهم!.
ومن واجب الولايات المتحدة طمأنة هئولاء المرتعبين، سواء بعرض عضلات حاملة الطائرات (جورج بوش) أو بتوجيه ضربة حقيقية لإيران، بالاشتراك مع الصهاينة الذين اتفقت رؤيتهم اتجاه إيران وخطرها مع رؤية عرب الخليج!.
خصوصاً وأن هئولاء الخليجيين قد دفعوا ثمن ضرب إيران مقدماً، وبأكثر من نصف مليار دولار أمريكي (عداً ونقداً!).

لكل هذه الأسباب فأن إيران ـ رغم تحفظنا الشديد على سياستها وطبيعة نظامها ـ قد تكون في "عين العاصفة " التي جلبتها حاملة الطائرات الأمريكية (جورج بوش) معها إلى منطقتنا العربية!!
****
أما الآخرون كسورية والعراق وحزب الله، ورغم أن حاملة الطائرات (جورج بوش) قد حملت إليهم رسائل واضحة، لكنها في الحقيقة تعتبرهم مجرد سطور على هامش الرسالة الكبيرة الموجهة إلى روسيا بالدرجة الأولى وإلى إيران بالدرجة الثانية!

ووفق أغلب الاحتمالات وربما أصدقها، تعتبر حاملة الطائرات الأمريكية جورج بوش في نهاية المطاف (حاملة كوارث) للمنطقة العربية، وقد ندفع لها أثماناً مضاعفة لما دفعناه حتى اليوم، بعد غزو الأمريكان للعراق وتفكيكهم لأوصال المنطقة العربية!.
فالأمريكان (كارثة كونية متنقلة) تشيع الدمار والخراب في أي مكان تدخله أو تصل إليه!!
[email protected]



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصفويون الجدد...والعثمانيون الجدد!!
- حلم الأمريكي..أم كابوس عالمي؟؟ .........(3 والأخير)......... ...
- حلم الأمريكي..أم كابوس عالمي؟؟ .........(2)..........
- حلم الأمريكي .. أم كابوس عالمي؟؟ .........(1)..........
- هل هي قمم حقيقية؟..أم أنها (طَلَقْ الولادة) للشرق الأوسط الج ...
- هل هي قمم حقيقية؟..أم أنها (طَلَقْ الولادة) للشرق الأوسط الج ...
- هل هي قمم حقيقية؟..أم أنها (طَلَقْ الولادة) للشرق الأوسط الج ...
- ما خلف الضربتين؟! ((وصفة بريجينيسكي..والأقاليم التسعة)) (الق ...
- ما خلف الضربتين؟! ((وصفة بريجينسكي..والأقاليم التسعة)) ...
- ما خلف الضربتين؟! ((وصفة بريجينسكي..والأقاليم التسعة)) (القس ...
- أميركا تقوم بإنشاء قاعدة عسكرية كبيرة في لبنان
- ما خلف الضربتين؟! ((وصفة بريجينسكي..والأقاليم التسعة)) (القس ...
- ما خلف الضربتين؟! ((وصفة بريجينسكي..والأقاليم التسعة)) (القس ...
- ما خلف الضربتين؟! ((وصفة بريجينسكي..والأقاليم التسعة)) (1)
- يوم أسود... وأيام أكثر سواداً!!!
- زيف المعارضة .. ومعارضة الزيف!! (2) كيف يمكن إحياء الحركة ال ...
- زيف المعارضة .. ومعارضة الزيف!!
- زفرات
- داعشية مسيحية!!
- أسفري يا ابنة فهرٍ .. تحجبي يا ابنة فهرٍ .. تنقبي با أبنة فه ...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - حاملة طائرات أم حاملة رسائل؟!..أم أنها (حاملة كوارث) جديدة للمنطقة العربية؟؟