أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - من قتل أبرياء أكثر: الارهاب ام الحرب على الارهاب؟!















المزيد.....

من قتل أبرياء أكثر: الارهاب ام الحرب على الارهاب؟!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 5568 - 2017 / 7 / 1 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اين يأتى الارهاب؟! .. من اين تأتى الافكار المتطرفة؟! .. تأتى الافكار عموماً، انعكاساً للواقع المادى، لهذه الدرجة او تلك، من التطور المادى للمجتمعات، درجة تطور وسائل الانتاج، درجة تطور علاقات الانتاج فيه، لذا، فانه لا قضاء على الافكار المتطرفة، دون تطور نوعى لوسائل وعلاقات الانتاج فى المجتمعات المفرزة للافكار المتطرفة، ان استمرار وسائل وعلاقات الانتاج السائدة حالياً فى هذه المجتمعات، والمنتجة لكل اشكال البؤس والقهر للغالبية العظمى من شعوبها، يعنى استمرار تفريخ هذه المجتمعات للافكار المتطرفة، ولكل صنوف الارهاب الفردى او الجماعى المنظم؟!، كنتيجة حتمية لبحث بعض فئات هذه المجتمعات، فئات "ذات نفسية خاصة"، بحثها عن "توازنها النفسى"، الفردى او الجماعى، فى مواجهة شعورها بالقهر والاحباط وفقدان الامل الناجم، فى التحليل النهائى، عن "ارهاب الدولة"، الذى يعمل، كل ما فى وسعه، على اعاقة كل عمل سياسى "سلمى" منظم من اجل تغيير هذا الواقع!.



ليس فى نيتنا، بالطبع، الاجابةالمباشرة عن سؤال: من قتل ابرياء اكثر، الارهاب ام الحرب على الارهاب؟!، هذا السؤال الذى يعرف الجميع الاجابة عليه، حتى اقلهم ذكاءاً، يعرف ويرى يومياً، ان ما يسمى بالحرب العالمية على الارهاب، التى تقودها الولايات المتحدة، والتى لم تنطلق بسبب احداث الحادى عشر من سبتمبر، كما يروج الاعلام المضلل، او الجاهل، على افتراض حسن النية، وانما بسبب مصالحها الاحتكارية التوسعية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وليس ادل على هذه الرغبة التوسعية، من الكذب الفاضح، والتدليس الوقح، والذى مارس بكل فجور، وبدون حساب، فى فضيحة زيف اسباب العدوان على العراق وتدميره. عموماً، فقد صار الجميع يعرف ويرى يومياً، ان ما يسمى بالحرب العالمية على الارهاب، قد قتلت مئات، بل الاف الاضعاف من الابرياء، مما قتل الارهاب الفردى او الجماعى المنظم من الابرياء!.


انما هدفنا هنا، هو محاولة الاجابة عن السؤال الاعمق، والاكثر مصداقية، عن سؤال:

كيف يمكن، عن حق، وقف الارهاب، الفردى او الجماعى المنظم، او على الاقل، تقليل خسائره الى اقصى حد ممكن؟

ان اول معضلة ستواجهنا عند الاجابة عن هذا السؤال، هو ان مصالح الذين يقودون ما يسمى بالحرب على الارهاب، تقف مصالحهم الانانية المباشرة الضيقة، كما مصالح حلفائهم، فى مواجهة الاعتراف بالاسباب الحقيقية التى تقف وراء ظاهرة الارهاب، لسبب بسيط هو ان مصالحهم الانانية هذه بالذات، هى الخالقة للبيئة المفرزة للافكار المتطرفة ومن ثم الارهاب، وهى فى نفس الوقت البيئة الحاضنة له، ليس هذا فحسب، وانما ايضاً، لأن مصالحهم المستقبلية، مرتبطة باستمرار الصراع، الصراع هذه المرة على شكل الحرب على الارهاب، - الذين هم خالقوه، سواء بشكل مباشر او غير مباشر -، او الصراع على أى اشكال اخرى، من اجل استمرار سيطرتهم وهيمنتهم، على موارد وثروات الشعوب، وعلى اسواقها لتصريف منتجاتهم، وفى مقدمتها منتجات ومستلزمات الحروب، "السلاح" ومستلزماته، "طاقة، ادوية، اعلام .. الخ"، اليست احتكارات السلاح هى الاكبر من بين كل الاحتكارات العابرة للقارات؟!، وايضاً، الم يزل السلاح، هو السلاح الاقدر على تحقيق كل المصالح الاقتصادية والسياسية لهذه الاحتكارات عابرة القارات؟!.

ان سيطرة قلة من البشر على القدر الاعظم من الثروة، هى سبب كل الشرور التى ماتزال تعانى منها البشرية، هى سبب الا رهاب، كما هى سبب الفقر والجهل والمرض، هى سبب شعور الملايين من البشر بالبؤس والظلم وفقدان الامل والاحباط، الناجم عن غياب العدالة الاجتماعية، وهى العائق الاساسى امام تنمية حقيقية، او امن حقيقى غير باهظ التكلفة كألحالى. وان الذى يسمح باستمرار هذه الاوضاع المزرية، والغير انسانية، ويحميها، هو "ارهاب الدولة"!.

دعونا نستعرض معاً، المثال البسيط التالى:

اذا ما قال احد العمال، بكل ادب، لصاحب المصنع او مديره: انت تحصل بمفردك على 2 مليون جنيه كل عام، ونحن عمال المصنع، فى ظل اجورنا الحالية، نعانى، نحن واولادنا، من ظروف حياة شديدة القسوة، لماذا لا نقتسم، "كل العمال"، هذا المبلغ معك، انت تحصل على مليون جنيه بمفردك، ونحن نقسم المليون الثانية علينا جميعاً؟.
طبعاً سيكون رد صاحب المصنع او مديره، بعد ان يتمالك اعصابه، فى مواجهة هذه الوقاحة: انتم تحصلون على اجوركم وانا احصل على حقى، هذا عدل، اما اذا سيطر عليكم الطمع، وحاولتم الضغط على، باضراب او اعتصام، فان الدولة، "الحكم بيننا"، موجودة وستتدخل لاعادة عجلة الانتاج للدوران.
عندها سيكون امام العامل، "العمال"، اما الانصياع للتهديد، او الاصرار على مطلبه/م، ومقابلة تدخل الدولة، "الامن المركزى، قوات مكافحة الشغب، امن الدولة .. الخ"، (اى) مقابلة ادوات قهر الدولة وجهاً لوجه.

ان انتشار الظلم وانعدام العدالة وفقدان الامل، لدى ملايين من شعوب الارض، تواجها هذه الشعوب، بالاساس، من خلال نضالها السياسى و الاقتصادى والحقوقى، لرفع الظلم وتسويد العدل واستعادة الامل، فى نضال شاق طويل، والى ان تتحقق هذه الاهداف، ستظل هذه المجتمعات تعانى من حالة "فقدان للتوازن النفسى الفردى والجماعى والاجتماعى"، والذى ستبحث للحصول عليه، "التوازن"، فئات تكوينها النفسى لا يحتمل الانتظار الطويل، الذى يتطلبه العمل التراكمى المنظم للنضال السياسى و الاقتصادى والحقوقى، فتنفجر هذه الفئات المأزومة، متسلحة بأفكار متطرفة لزوم النفس المأزومة، تنفجر وتفجر معها مزيداً من الضحايا الابرياء.

ان تغيير الواقع المادى، السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى .. الخ، للشعوب الواقعة تحت نير القهر والاستغلال، هو الطريق الوحيد، ان لم يكن للقضاء على الارهاب الفردى او الجماعى المنظم، فعلى الاقل لانحساره الى ادنى درجة.



ومن سيحاسب قتلة المسلمين؟!

من قبل ظهور مصطلح "الحرب العالمية على الارهاب"، وعلى مدى تاريخ البشرية كله، قتل ملايين من الابرياء، لا لسبب الا لتحقيق مصالح فئات احتكارية توسعية معينة، يدفع ثمنها ابناء الشعب دوناً عن ابناء هذه الفئات بالذات، فمن قبل الحرب العالمية الاولى، ومن بعدها الثانية، والتى قتل فيهما مئات الملاين من البشر، نعم مئات الملايين!، ثم ومن بعدهما، مازالت تدفع الشعوب من دماء ابنائها وحياتهم، ثمنا لاطماع احتكارية توسعية، ليست من اجل مصالح هذه الشعوب، الاوروبية خلال الحربين العالميتان، اولى والثانية، ولا من اجل الشعب الامريكى، ما بعد الحرب العالمية الثانية وصعود الامبراطورية الامريكية، الا انه، وان كانت هذه الشعوب، الاوربية والامريكية، قد حصلت على بعض الفتات، مقابل دماء وحياة ابنائها، الا انها وبالاساس، كانت كل هذه الدماء وكل هذا الدمار، من اجل مصالح هذه الفئات الاحتكارية التوسعية المعينة، والتى قد حصلت عليها بالفعل، ولكنها لا تشبع!.

ولان ما يسمى حديثا بالحرب العالمية على الارهاب، قد ارتبطت بالدين الاسلامى، يحق لنا ان نسأل:

ومن سيحاسب قتلة المسلمين؟!، وهم وفقاً لكل الاحصائيات، اضعااف من قتلوا من غير المسلمين، على ايدى "ارهابى المسلمين"، مثل واحد فقط من مئات الامثلة: عدد من قتلوا، بالغزو الامريكى للعراق، فقط،، 1،5 مليون عراقى، عراقى انسان!.

بل، ويحق لنا ان نسأل:

ومن سيحاسب قتلة غير المسلمين، فى حروب المحتكرين التوسعية، من شعوب افريقيا واسيا وامريكا الجنوبية؟!.

بل، ويالا الدهشة، ويحق لنا ان نسأل:

ومن سيحاسب قتلة ابناء الشعوب الاوربية والامريكية، فى حروب محتكريها التوسعية؟!.

لاحظ اننا فى كل ذلك، لم نسأل بعد عن:

ومن سيحاسب مستغلى كل شعوب الارض، وتركهم، حتى الان، يموتوا نتيجة للفقر والجهل والمرض، بعد ان تم استزاف ثرواتهم الطبيعية والبشرية، على مدى مئات السنين، من قبل الاحتكارات التوسعية، وبمساعدة عملاء الاحتكارات العالمية، من المحليين، "الوطنيين!"؟!.



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الجزيرة، ومأزق خصومها ! كل الطرق تؤدى الى -صفقة القرن-.
- مصر الحائرة ! مخاض ولادة متعسرة: طبيعية ام قيصرية؟!
- رجعية الدعوة للعودة ل-زمن الفن الجميل-!
- النخب المصرية، وحلم ال-شعبوية-!
- ممر -تيران- الى -صفقة القرن- !
- صخرة السيسى !
- وباء -التحيز الايديولوجى-! -عبد الحليم قنديل-، نموذجاً.
- سلطة يوليو، وخلطة -الهوية المشوهة-، للدولة المصرية ! عسكرية ...
- -متاهة- الشرعية فى مصر ! (1952 – 2017م)
- ليس لدى -الجنرال- من ينافسه
- نخبة ال-داون تاون- .. !
- المقال الممنوع نشره فى -معهد واشنطن- لدراسات الشرق الادنى: ا ...
- ملاحظة نقدية ل-كشف حساب مؤقت – مصر- من بحث -جلبير الاشقر- ال ...
- ثلث التنظيمات الإسلامية الاصولية فى العالم، خرجت من مصر ! *: ...
- الخطايا العشر ل -نخبة- يناير -العتيقة-!
- -الطمع يقل ما جمع-: هؤلاء الشباب الانقياء، وحلمهم النبيل!
- -فريق السيسى-، يعود لسياسات أدت الى 25 يناير، ليتجنب 25 يناي ...
- مصر مثل سوريا، مصر مثل مصر!
- السيسى، رئيس -منزوع الدسم-!
- السيسى يواجه، -تقليد يوليوالمقدس-!


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - من قتل أبرياء أكثر: الارهاب ام الحرب على الارهاب؟!