أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الطيب آيت حمودة - معركة الهوية ..... بين الأمازيغ والنظام الجزائري .















المزيد.....

معركة الهوية ..... بين الأمازيغ والنظام الجزائري .


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 5568 - 2017 / 7 / 1 - 02:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



°°°النظم السياسية في تطور دائم لغاية إسعاد وترقية الشعوب ، بجعل تلك الشعوب أدوات فاعلة في النماء الذي يعود بالنفع على جميع الوطن دون إقصاء أو تمييز ، فالأنظمة ما خُلقت إلا لخدمة مجتمعاتها وفق نمطية التكافؤ والعدل والتساوي دون أن يحس طرف فيها بالغبن أكان ذلك الغبن اقتصاديا أو تمييزا طبقيا وجهويا أو غبن هوياتي ولساني كثيرا ما فجر النقم وأحدث رجات صعب كبحها .
°°°الجزائر من البلدان الشاسعة في افريقيا والعالم ، فهي بسبعة أضعاف مساحة فرنسا ، أكبر دول افريقيا مساحة سكانها (غالبتهم أمازيغ) لكنهم تعرضوا لاستلاب ثقافي وهوياتي بفعل تراكمات سياسة المستعمرين التي تعمل على تفريغ الوجدان المحلي و استبداله بوجدان ا لمحتل الغاصب ، فمجتمعنا طيع ، سهل ٌ انقياده للتذويب في التجمعات الوافدة ، فأصبحنا كالغراب الذي أراد تقليد مشي الحمام ، ففشل ، فلا هو بقي غرابا ولا هو نجح في تقليد مشي الحمام .
°°° شعور المجتمع (بالغبن الهوياتي) تترجمه حالة اليقظة والشعور بالظلم ، ذاك الشعور لم يتوزع بعدالة بين فئات المجتمع لتباين المستوى الثقافي والتعليمي والإنفتاح على العوالم الخارجية نتيجة الهجرة ، فمنطقة القبائل (القبايل) هي أكثر مناطق الجزائر نضجا في السياسة ، فهم يمثلون الطلائع في الحركة الوطنية ، وأكثر االجهات نضالا وتضحية ضد الإستعمار ، وهي أكثر وعيا بالخروقات السياسية التي أعقبت التحرر ، بسرقة النضال الوطني من طرف[ جماعة تلمسان ] وذلك بهبَّة ومعارضة أيت أحمد و محمد أولحاج 1963.
°°° أدرك النطام القائم بأن منطقة القبائل القريبة من العاصمة، لها ثقلها في إذكاء الشعور الوطني ، وكشف ألاعيب الساسة والحكام ، فهي النموذج الحي للمعارضة ، وقد عمل النظام على تدجين المنطقة بخلق موالين لها (قبائل السرفيس)، ثم شن حرب إعلامية مركزة لتشويه نضالاتها باستخدام أساليب التخوين ، و العمالة للخارج ، وتجنيد رجال الدين عبر المساجد لتخوين الجهة واتهامها بالمسيحية ، وخلق صراعات وهمية بين القبائل والشاوية غرضها تكسير وحدة المصير بينهما .
°°° أمازيغ القبائل ناضلوا بصفة مستمرة من أجل الإبانة عن (قوميتهم ) و(هويتهم ) و(لغتهم ) ، منذ أزمة الهوية في 1949 ، وما تلاه فيما بعد الإستقلال من خروقات وتعنت النظام في إسكات كل صوت ينادي بحقة في التمتع بهويته الأصلية الأمازيغية ، فشهر النظام بطاقة التعريب عاليا ـ فعُرب التعليم و الإدارة و الدولة ، فأصبحت اللغة العربية (متأسيدة ) حتى على اللغة الأصلية ، بل أصبحت عدائية ضد اللغات الأخرى فهي تريد أن تحتكر الساحة لوحدها بلا منافس يُحرجها أو ينافسها في السيادة والريادة ، فعربت الطوبونيميا ، وعُرب الإنسان والحيوان ، والشجر ......، حتى الدجاج أصبح ( جاج عرب) .
°°°أمام هذا التعنت ومحاولة طمس حقيقة هويتنا ، وقعت أحداث مؤسفة مدمية ، الربيع الأمازيغي 1980 ، و إضراب المحفظة 1994 ، الربيع الأمازيغي الأسود 2001 الذي ذهب ضحيته 127 شهيدا ، مسيرة 14 جوان 2001 التي أجهضها النظام ، تلك كلها نضالات واجهها النظام بتلكؤ و استخفاف ، ولم يقر بوطنية اللغة الأمازيغية ثم رسميتها إلا مرغما وعلى مضض .
°°°تباطؤ الدولة في الإستجابة للمطلب الهوياتي الأمازيغي ولَّد نقمة عارمة في صفوف المناضلين ، وتأكد الجميع بأن النظام [مراوغ [ و[منافق] فهو يلعب على الحبلين ، ولا شك أن أساليب التضييق و اسكات المعارضة أمنيا ، وإفشال كل المبادرات أدى إلى انغراس أفكار انفصالية مفادها ، أن النظام يعادي الهُوية الأمازيغية تقية ، يتظاهر بإنصافها علنا لكنه يقبرها في السر ، و شعر بعض المناضلين القبائل (فرحات مهني نموذجا) بأن القضية يجب أن تُسيس بإدراج مطلب الإستقلال الذاتي للقبائل ، وسرعان ما تطور المطلب إلى ( نزعة استقلالية ) واضحة تعرف بالماك MAK.
°°°ففرحات مهني والماك ، هو نتاج لسياسة هواياتية كارثية ، هو سوء تسيير لأزمة هوية ، فشل النظام في تبني سيرورة ومآلات الدولة المدنية الحديثة ، الدولة التي تحتكم للنظام الديمقراطي ، و تضمن لمواطنيها العدالة في كل شيء ، وتأخذ مسافة واحدة من مكونها الإجتماعي والثقافي والألسني وتفسح المجال واسعا لأبنائها الإنشغال بأمور النماء الإقتصادي والثقافي والعلمي بعيدا عن صراع الإثنيات والثقافات واللغات والأجناس ، وهو ما لم تفعله دولتنا لأنها لا زالت تفكر بفكر شمولية الحكم ، و وحدة الأمة و وحدة الوطن ووحدة الدين ووحدة اللغة ... الفكر الشمولي الإستبدادي الذي غرسته المدرسة السياسية الفرنسية في حكامنا ، إنها دولة اليعاقبة ( ETAT JACOBIN ).
°°°استمرار تجاهل الدولة الجزائرية لمكونها البشري ومحاولة اصباغ الجميع (بالعروبةوالإسلام ) سيُولد احتقانات جديدة في المجتمع ـ وسيؤدي الى ظهور [ماكات جديدة ] كالتي عند الميزاب ( MAM) أو عند الشاوية ( MAC) . أو على أوسع نطاق كالتي تجري حاليا في ( الحسيمة ) من أقليم الريف بالمغرب الأقصى ، أو كالتي وقعت عند (الأزواد) في مالي .
خلاصة الحكاية : يجب على الدولة أن تسترشد بالكفاءات الوطنية للخروج من [نفق أزمة الهوية ] التي تعصف ببلادنا وبلدان شمال افريقيا في عمومها ، فمعرفة [ الأنا ] كفيل بخلق انطلاقة حضارية ودينامية للتطور بعيدا عن حواجز الجنس والدين وخزعبلات التراث .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجم الدمار من انقطاع العلاقات القطرية السعودية .
- الأمازيغية ... حقوق أم رغبة في الإنفصال ؟
- مأزق الدولة الوطنية في الجزائر .
- الأمازيغ من (كراكلا) إلى ( بومدين) .
- مأزق الهُوية في فرنسا .
- أنريكو ماسياس ، Enrico Macias
- مجزرة في مدينة الرسول .
- عبث هوياتي ... وترسيم شكلي للأمازيغية .
- سكوت ... نحنُ أمة تَقتل ؟!
- الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج2] .
- الأمازيغ أبدعُوا (الأرقام الغُبارية ) [ج1] .
- الوزير ( قرين ) وشرطة (أورلي ) .
- بلاد الأمازيغ حقل تجارب تطبيقية للفكر السياسي الإسلامي
- شعوب المغرب فيما بين فكري( العريفي) و(أدونيس) .
- وفاء امرأة
- لماذا (يسعد ربراب) فقط ؟
- كسر المفاصل بين [السعيد ] وبقايا [ توفيق ] .
- شياطين [ منى] المنتقمة !
- حقوق الإنسان .. من حراميها إلى حاميها ؟! .
- الأقدام السُّود ... يعُودون هذا الصّيف [ج1]


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الطيب آيت حمودة - معركة الهوية ..... بين الأمازيغ والنظام الجزائري .