أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - قرآن واسلام المدينة اوقعنا في مصيبة















المزيد.....

قرآن واسلام المدينة اوقعنا في مصيبة


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 5567 - 2017 / 6 / 30 - 13:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من العادات الحميدة عند بعض العائلات وضع صحن اضافي على المائدة للضيف الذي قد يمر دون سابق انذار.
هناك قصة غريبة تنسب للسيد المسيح في انجيل متى (22: 1-14) وانجيل لوقا (14: 16-24)
.
نص انجيل متى (22: 1-14)
----------
1) وجعل يسوع يكلمهم ايضا بامثال قائلا
2) يشبه ملكوت السماوات انسانا ملكا صنع عرسا لابنه
3) وارسل عبيده ليدعوا المدعوين الى العرس فلم يريدوا ان ياتوا
4) فارسل ايضا عبيدا اخرين قائلا قولوا للمدعوين هوذا غذائي اعددته ثيراني ومسمناتي قد ذبحت وكل شيء معد تعالوا الى العرس
5) ولكنهم تهاونوا ومضوا واحد الى حقله واخر الى تجارته
6) والباقون امسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم
7) فلما سمع الملك غضب وارسل جنوده واهلك اولئك القاتلين واحرق مدينتهم
8) ثم قال لعبيده اما العرس فمستعد واما المدعوون فلم يكونوا مستحقين
9) فاذهبوا الى مفارق الطرق وكل من وجدتموه فادعوه الى العرس
10) فخرج اولئك العبيد الى الطرق وجمعوا كل الذين وجدوهم اشرارا وصالحين فامتلا العرس من المتكئين
11) فلما دخل الملك لينظر المتكئين راى هناك انسانا لم يكن لابسا لباس العرس
12) فقال له يا صاحب كيف دخلت الى هنا وليس عليك لباس العرس فسكت
13) حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الاسنان
14) لان كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون
.
نص انجيل لوقا (14: 16-24)
----------
16) انسان صنع عشاء عظيما ودعا كثيرين
17) وارسل عبده في ساعة العشاء ليقول للمدعوين تعالوا لان كل شيء قد اعد
18) فابتدا الجميع براي واحد يستعفون قال له الاول اني اشتريت حقلا وانا مضطر ان اخرج وانظره اسالك ان تعفيني
19) وقال اخر اني اشتريت خمسة ازواج بقر وانا ماض لامتحنها اسالك ان تعفيني
20) وقال اخر اني تزوجت بامراة فلذلك لا اقدر ان اجيء
21) فاتى ذلك العبد واخبر سيده بذلك حينئذ غضب رب البيت وقال لعبده اخرج عاجلا الى شوارع المدينة وازقتها وادخل الى هنا المساكين والجدع والعرج والعمي
22) فقال العبد يا سيد قد صار كما امرت ويوجد ايضا مكان
23) فقال السيد للعبد اخرج الى الطرق والسياجات والزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي
24) لاني اقول لكم انه ليس واحد من اولئك الرجال المدعوين يذوق عشائي
.
نصان مختلفان اختلف المفسرون كثيرا في فهمهما. وما يستوقفنا هنا الآية 23 من انجيل لوقا: "فقال السيد للعبد اخرج الى الطرق والسياجات ** والزمهم بالدخول ** حتى يمتلئ بيتي". وباللاتينية compelle intrare
وقد ادت هذه الآية إلى ويلات في المسيحية. فقد تم فهمها بمعنى ضرورة فرض الدين المسيحي على الآخرين. فالقديس اغسطينوس يشرح في رسالة (رقم 93) تعود لعام 408 كيف انه توصل إلى امكانية اللجوء للعنف لإجبار الهراطقة للرجوع إلى حضيرة المسيحية. وهذا مخالف للمبدأ الذي يقول بأن الإيمان هبة من الله وانه يتعلق بإرادة الفرد. واعتبرت الكنيسة اللجوء للعنف مباحا لمنع الكفار من عرقلة انتشار الإيمان المسيحي من خلال التبشير، كما اعتبر مباحا لمنع من دخل المسيحية من تركها. وعلى هذا الأساس جاءت مشكلة فرض المسيحية على سكان القارة الأمريكية بعد اكتشافها وحركة التبشير المسيحية. كما ان هذه الآية هي أساس محاكم التفتيش والحروب بين الكاثوليك والبروتستنت في الغرب.
.
اذا قرأنا الإسلام على ضوء هذه القصة الإنجيلية، نجد ان الإسلام المدني قد تأثر بها جدا خاصة في موضوع حروب الردة وموضوع حد الردة والحروب التي لم تنتهي بين السنة والشيعة. ناهيك عن فكرة الجهاد التي قادت إلى غزو بلاد الآخرين وسبي نسائهم وفرض الجزية على أهل الكتاب وهم صاغرون وقتل من ليسوا من اهل الكتاب. وهكذا على سبيل المثال تم ابادة قرابى 80 مليون هندوسي.
.
للخروج من هذه الأزمة، جاءت وثيقة حقوق الإنسان التي تنص على ما يلي:
المادة 18: لكلِّ شخص حقٌّ في حرِّية الفكر والوجدان والدِّين، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في تغيير دينه أو معتقده، وحرِّيته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبُّد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة.
المادة 19: لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود.
.
تعتبر المادة 18 علاجا لما تمخضت عنه الآية 23 من انجيل لوقا من ويلات وانتقاص من حقوق الأفراد: "الزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي". ولم تقبل الكنيسة بمبدأ الحرية الدينية بطيبة خاطر. ولكن الحكومات الغربية فرضت عليها ذلك فرضا.
ولكن المسلمون حتى اليوم لم يقبلوا بهذا المادة بسبب التعاليم الإسلامية الخاصة بحد الردة والجزية والجهاد والولاء والبراء والحب في الله والكره في الله. واذكر هنا إلى أن المسلم على الأقل 17 مرة يوميا عند السنة، وعشر مرات عند الشيعة: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ (اليهود) وَلاَ الضَّالِّينَ (النصارى). احسب عدد المرات التي يتم تكرار هذه الآية يوميا من مليار ونصف مسلم وستفهم الدور الهدام الذي تلعبه هذه الآية في مصير المسلمين أولا، والعالم بصورة عامة. فالكراهية هي سم زعاف يذهب ضحيته أولا من يؤمن بها، ثم ينصرف اثرها إلى الآخرين.
وللتذكير: جاء في حديث منسوب للنبي محمد:
إن الناس يجتمعون يوم القيامة، فينادى: أين أهل الفضل؟ فيقوم جماعة من الناس ويقولون: نحن أهل الفضل، فيقال لهم: ماذا كنتم تفعلون في الدنيا ؟قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله فيقال لهم: ادخلوا الجنة بغير حساب.
قد يكون هذا هو سبيل لدخول المسلمين الجنة في الآخرة، ولكنه بالتأكيد سبيل لدخول البشرية في الجحيم على هذه الأرض.
.
ولنعد لما ذكرناه في بداية هذه المقال
من العادات الحميدة عند بعض العائلات وضع صحن اضافي على المائدة للضيف الذي قد يمر دون سابق انذار.
ان تفتح بابك للجميع وتقدم لهم الغذاء، هو امر حميد، لا غبار عليه
أما ان تجبر الآخرين على المجيء إلى بيتك وتجبرهم على تناول الغذاء بالقوة أو وهم صاغرون، فهذا ليس من مكارم الإخلاق في شيء.
.
قرآن واسلام المدينة اوقعنا في مصيبة
---------------
في بداية رسالته في مكة كان محمد يقول:
فذكر انما انت مذكر * لست عليهم بمصيطر (سورة الغاشية 22-23)
ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين (سورة يونس 99)
ويخبرنا الجاحظ:
"قريش من بين جميع العرب دانوا بالتحمس وتشددوا في الدين فتركوا الغزو كراهة للسبي واستحلال الأموال واستحسان الغصب فلما تركوا الغزو لم تبق مكسبة سوى التجارة فضربوا في البلاد إلى قيصر بالروم وإلى النجاشي بالحبشة وإلى المقوقس بمصر وصاروا بأجمعهم تجاراً". https://goo.gl/ezo1Ic
في الزمن المكي، كان محمد يعيش من التجارة بمال زوجته خديجة.
بعد الهجرة إلى المدينة ترك التجارة واصبح يعيش من الغزوات والسلب والسبايا والجزية، مخالفا بذلك اخلاقيات قريش، محلا ما كانت قريش قد حرمته. فنسخ آيات التسامح بآية السيف وآية الجزية
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة 5).
قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة: 29)
هذه هي الأسس التي طبقتها داعش والتي تعلم في مناهج الأزهر والحوزات الشيعية وغيرها وسبب رفض مبدأ المواطنة التامة في كل الدول العربية والإسلامية
وهذا سبب شلالات الدماء والدمار.
.
ادعموا حملة "الترشيح لنبي جديد"
https://goo.gl/X1GQUa
وحملة "انشاء جائزة نوبل للغباء"
https://goo.gl/lv4OqO
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اديان تحت التجربة وبالمزاد العلني
- خلاص المسلمين يبدأ من المانيا
- الفرقة الناجية
- الجهاد والجزية في الإسلام
- عزيزي الله – مواطن مجهول 20 (تعليق نهائي)
- عزيزي الله – مواطن مجهول 19 (الخاتمة)
- عزيزي الله – مواطن مجهول 18
- النبي محمد يبايع النبي سامي الذيب
- عزيزي الله – مواطن مجهول 17
- عزيزي الله – مواطن مجهول 16
- عزيزي الله – مواطن مجهول 15
- عزيزي الله – مواطن مجهول 14
- عزيزي الله – مواطن مجهول 13
- عزيزي الله – مواطن مجهول 12
- عزيزي الله – مواطن مجهول 11
- اتعظوا: سوريا حصدت ما زرعت
- عزيزي الله – مواطن مجهول 10
- الحمار وصيام رمضان
- عزيزي الله – مواطن مجهول 9
- مقابلة من صحفي مصري


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - قرآن واسلام المدينة اوقعنا في مصيبة