أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل حسن الدليمي - قراءة في ( بين زمانيين للشاعر الفلسطيني نزار سرطاوي )














المزيد.....

قراءة في ( بين زمانيين للشاعر الفلسطيني نزار سرطاوي )


كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 5567 - 2017 / 6 / 30 - 09:44
المحور: الادب والفن
    


سلسلة شعراء مهرجان الإسكندرية الدولي الثاني للشعر العربي
قراءة في ( بين زمانيين للشاعر الفلسطيني نزار سرطاوي )
كامل حسن الدليمي
ضمن الوفد العربي الفلسطيني التقينا في مهرجان الإسكندرية الدولي الثاني للشعر العربي تلمست في شعره روح المقاومة يستمد مادته من تاريخ قريته العتيدة من ذكريات تعاقبت عليها الأحداث فتجمع عليها غبار الزمن ، تعهد أن ينفض عنها ويسوقها بحرفية وبأسلوب محبب فيبث في روح المتلقي حاجة الانتماء للنص والتعاطف مع موضوعه .
أن المقاومة ليست طارئة على الشعر وليست حالة جديدة إنما وجدت منذ البدايات الأولى لنكبات العرب المتوالية ، فنجد عند الكثير من الشعراء الجاهليين أشعاراً تدعو لمقاومة المحتل أمثال كسرى أنو شروان وغيره ، وتتعدد أشكال المقاومة حيث أنها ليس حكراً على السلاح بل هناك مقاومة اقتصادية ومقاومة ثقافية ومقاومة ضد التطبيع ومقاومة لغوية حيث أن اللغة العربية تتعرض لهجمة للقضاء عليها فتأتي المقاومة اللغوية لصد هذه الهجوم " أن تكون مقاوما عليك استحضار أسلحة المقاومة" .
والمقاومة في الشعر الحديث ظهرت خلال الاستعمار الذي تعرض له الوطن العربي مثل الاستعمار الفرنسي والاستعمار الإنكليزي والإيطالي وأخيراً الصهيوني وهو يختلف عن غيره لأنه استعمار اقتلاعي لأنه يريد أن يقتلع الشعب الفلسطيني من جذوره العربية وهنا لابد من وقفة فظهرت المقاومة في الشعر الحديث ضد الاستعمار الغربي بشكل عام وظهرت المقاومة الفلسطينية في الشعر ضد الاحتلال الصهيوني فمن الشعراء من تبنى القضية بشكل مباشر وكان ذلك صريحاً في أشعار عمر أبو ريشة ونزار قباني.
وواصل الشعراء مسيرة المقاومة بالشعر عبر الأجيال الشعرية المختلفة فجاءت قائمة طويلة من الشعراء المقاومين ممن سلطت عليهم الأضواء فعرفهم شعراء العرب وهناك شعراء عاشوا على الهامش رغم أن لهم أصوات مقاومة ، ونزار السرطاوي حلقة من حلقات سلسلة مقاومة المحتل الصهيوني الغاشم فجاء شعره مكملا لمسيرة من سبقه وقد تحول عنده وجع الوطن إلى ذكريات تستنهض فيه الحنين لمسقط رأسه فيخاطب " سرطة" إذ يقول :
جدار القهر
يحجب عنك أغنية
ترددها العيون الراسفات
بقيده الملعون ...ص13
سرطة تلك القرية التي شهدت صباه فشكلت وعاء ذكرياته التي من خلالها يستعيد زمن الطفولة المنهوبة والمصادرة احتلت القرية وهجر عنها وليس بينه وبينها الآن سوى الذكرى (جدار القهر) قوة الاحتلال الغاشم هي الحائل بينه وبينها ، ما أعمق جرح المكان وليس أي مكان هو ذكريات الأحبة والأهل والأقران، مكان مهما تقادم الزمن لن ينسى.
ثم يتحول لموضوع آخر ويصف المحتل من خلال رؤية دينية لليهود لتبرير الاحتلال فهو يقول:
حكاية كائن مهووس
أتى من آخر الدنيا
ويزعم انه الآتي على وعد السماء ...ص15
نعم في فكر المحتل الصهيوني أن فلسطين هي ارض الميعاد والوطن والمستقر لبني صهيون على حساب أهلها ، الصورة هنا واضحة تستمد أطرها من بعد تاريخي وسياسي وديني شائع عند العرب واليهود رسخه " بلفورد " منذ ان خرج بنظرية "الوطن الشرعي لشعب الله المختار " وارتبط هذا الوعد بالسماء من خلال تنظيرات رجال الدين اليهود.
ولو تحولنا لموضع لآخر لوجدنا أن السرطاوي لديه نظرة ناقدة للسائد الاجتماعي يتوغل الشاعر في عمق المتغيرات الاجتماعية فينتقدها بطريقة تقترب من السخرية السوداء يقول:
هذي الطفلة
تضرب بالعرف السائد عرض البحر
لا تلقي بالا لوصايانا العشر لذا
يبدو الرأس العاري
وذراعاها البيضاوان
والصدر العاجي
ونهداها الغضان
والفستان قصير فوق الركبة...57-58
لعب الانفتاح على الغرب ومغادرة الأعراف العربية الإسلامية دورا كبيرا في التحلل الاجتماعي على مستوى الأفراد والأسرة فجاء هذا النص صرخة بوجه هذا الانحلال الأخلاقي وتقليد أعمى للعالم الغربي .
وفي نص آخر يقول السرطاوي نزار :
وداعا
لئلا تموت خلايا الشعور
فهذا القمر سيمضي بعيدا
ويتركني لوحوش الظلام
وكنت نسجت له من ترانيم قلبي
وشاحات عشق
فألقت بها الريح في الطرقات
ممزقة دامية ...ص38
يذكرني السرطاوي في هذا المقطع بشعراء عمدوا شعرهم بالحزن والألم فمنذ وجد الإنسان وهو یعانی أزمة الحیاة ویدرك ما فيها من خیر وشّر وسرور وحزن . شعور الإنسان بالألم و الحزن ظلّ رفيقه في الحیاة وهذه الآلام تکون لفقد عزیز أو أمنیّة أو نعمة أو تکون لحرمانٍ مما یحب ویرید في الحیاة وفقد شاعرنا هنا لا يعوض فهو " فقد وطن " وفقد ملاعب الطفولة والصبا ومفارقة الأحبة والأصدقاء قسرا ولو قارنا اختلاجات الشاعر نجده خاصة في أشعار المذهب الرومانسي کالشعور الحاد بالألم عند أبي القاسم الشابي وإبراهیم ناجي وليس دافع هذا الشعور فقد ذاتي شخصي مادي بل الشعور بفقد معنوي دائم يتجدد كل يوم واذا نظرنا ببصيرة لشعر السرطاوي نجد انه قد صور الحزن والیأس لإشاعة الروح الرومانتیکیة الحدیثة وتتمثل فيها شخصیة الشاعر ملیئة بالشکوی والأنات ومجموعته بين زمانين شاهدٍ علی هذه السمة في شعره والإيغال في عوالم الألم مبعثه ذلك الحرمان الذي اشرنا إليه .
بعد نكبة حزيران برز في الشعر الفلسطيني موضوع الأرض والتمسّك بها، وموضوع الثورة والمقاومة. أو كما قال الكاتب والشاعر الفلسطيني، طلعت سقيرق،" برزت موضوعة الأرض ومستويات التداخل، ثم الشخصية الفلسطينية وملامحها في القصيدة، والدخول في مسافة الحلم. وهو ما شكل معالم الشعر المقاوم في موضوعة التحدي والمجابهة، والإصرار على الثبات"
ولا غرابة فان نزار السرطاوي هو جزء من هذه المنظومة الشعرية التي أخذت على عاتقها مسؤولية التصدي للمحتل وربط المشاعر الذاتية بالهم الوطني ، وحتى غرض الغزل عند شعراء المقاومة مرتبط بوثاقة بالوطن بل ينطلق من الأرض ليصل إلى الحبيبة وهذه السمة رافقت معظم نصوص " بين زمانيين " .



#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في - أنا سرب القطا -(1) للشاعرة حياة الشمري
- سلسلة شعراء ( مهرجان الإسكندرية الثاني للشعر العربي ) المنعق ...
- جمال الرميلي وتغريبة المنافي قراءة في نصوص المجموعة
- قراءة في (كُنتَ الوقت ) للشاعرة هيام الأسد (السودان)
- الدكتورة لطيفة النجار والمنزل النظيف تجريب علمي في عالم الطف ...
- قراءة في مجموعة - فوق اجنحة الهوى-
- واسيني الاعرج وحكاية العربي الاخير
- زهرة البرتقال اتساق الوجع ونزف الدلالة
- بائعة الاعشاب بين الواقع والمخيال
- الاغتراب في شعر حسين حسان الجنابي
- طفل البحر
- شرائع الوجاء
- محمد كاظم ومنى يقظان وعالم الطفولة
- عالم الواسطي وسرية البوح
- يوميات مريض
- عين على داغستان وقلب في بغداد
- رحلة مع شاعر
- الدين بين الشعبوية والنخبوية
- معلم النزاهه
- دريد الوسخ


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل حسن الدليمي - قراءة في ( بين زمانيين للشاعر الفلسطيني نزار سرطاوي )