أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحمد عمر - حذارى من رفع رواتب العاملين















المزيد.....

حذارى من رفع رواتب العاملين


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 10:20
المحور: حقوق الانسان
    


أحذر الحكام العرب من رفع رواتب موظفى الحكومة والعاملين بمؤسسات الدولة لأن ذلك يمثل خطورة كبيرة على أنظمة الحكم القائمة حيث أن المواطن الفقير المحتاج يقهره الفقر وذل الحاجة ويضيع جل وقته فى البحث عن الجنيه الذى يشترى به قوت يومه وملبس عياله وأجرة المسكن ولا أقول ثمن العلاج فذاك شأن آخر حيث يعجز هذا الموظف الفقير عن توفير علاج المريض من أسرته ويميل به الزمن ويصبح ملطشة لكل من هب ودب ويضرب بإنسانيته عرض الحائط ولا يحنو على مريضه سوى تراب القبر0
لن يستطيع هذا الموظف المحتاج المقهور أن يتعلم او يتثقف او يفهم مجريات الأمور فى العالم حوله ولو فهم فلن ينطق بحرف خوفأ على مرتبه المعدوم ولقمة عيش عياله وسيعيش مطيعأ حانى الرأس مطأطئأ لا يجرؤ على المطالبة بحق من حقوقه ولا يستطيع التحدث بما يقض مضجعه ومضجع زوجته ويزرف بسببه دموعأ من دم وخصوصأ لو كان هناك فى الأسرة شخص مريض وهذا موجود فى كثير من الأحيان فقد تم تطويع هذا المواطن بعوامل الفقر والقهر فيعمل كالجهاز وليس من حقه قول كلمة لا 00 وإلا فالطرد من العمل والتشريد جزاؤه المحتوم ومصيره المشؤوم وسيظل هذا المواطن هكذا طالما طارده الفقر وذل الحاجة ولقى العنت فى كل المصالح الحكومية وعومل أسوأ معاملة فى أقسام الشرطة ومباحث أمن الدولة ولذلك فمثل هذا المواطن هو البيئة الملائمة والمناخ المناسب لنمو الإستبداد وتفاقم قوته القاهرة التى تأكل فى طريقها الأخضر واليابس , اما إذا رفع راتبه فأغناه عن ذل الحاجة وسؤال اللئيم فسوف تنقلب الأمور وتتغير الأوضاع ويصبح هذا المواطن شخصأ آخر له آمال أخرى ومتطلبات لم يحلم بها الحاكم المستبد حين فكر فى رفع مستوى معيشته وبناءأ عليه لا ترفعوا راتبه ولا ترفعوا مستواه المعيشى !!!
هذه النصيحة الغالية أوجهها للحكام العرب من مدمنى التسلط والديكتاتورية وفرض الأحكام العرفية وتغليب الدولة الأمنية على الدولة المدنية وقهر الحريات ومصادرة الأفكار والآراء والتعتيم المتعمد على كل حوادث التعذيب حتى التى تؤدى لموت الضحية وإليهم أيضأ—الحكام العرب---أؤكد أنهم طالما استمروا على حبس الأموال وإنفاقها فى رفاهيتهم الخاصة ومكاتبهم وقصورهم وسياراتهم ألفارهة وعلى جنودهم وحراس أمنهم و أقربائهم وعملائهم وخدمهم وحشمهم وطالما استمروا فى سجن المواطن داخل فقره وحاجته وذله فسوف تستمر غلبتهم وسوف يدوم نصرهم وسوف يطول حكمهم وتتفرع شجرة زقومهم حتى يصلاها ويأكل منها القاصى والدانى والصغير والكبير والمرأة والرجل وكل ناطق بكلمة حق أو متفوه بشهادة صدق وعدل فى زمن يختلط فيه الحابل مع النابل0
لو رفعتم المرتبات –دمتم بخير على عروشكم ألوف القرون--- فسوف يجد هذا المواطن قوت يومه متوفرأ بسهولة يشترى ما يشاء من لحوم وفاكهة وأشهى المأكولات التى يمر عليها يوميأ فيبتلع ريقه ويشم رائحتها العبقة فقط أما لو زاد راتبه فسوف يجرى عليها ويشتريها ويأكل منها هو وأولاده فيشبعون , ويشترى ملابس فاخرة ويكسى أهله بما يشاء من أفخر الثياب فيلبسون , وقد يفترى فيعيد دهان شقته وتغيير عفش منزله أو شراء عفش جديد فيستقرون , ويدخل من تبقى طفلأ من أولاده مدارس لغات ويعلمهم أرقى تعليم فيتعلمون , ثم إنه قد يجن فى عقله فيفكر فى شراء سيارة بعد فترة قصيرة من زيادة راتبه فيركبون ويتفسحون ويفرحون0
كل ماسبق ليس مهمأ بالمقارنة بالكارثة الكبيرة التى ستحدث فما هى هذه الكارثة؟؟
الكارثة أنه سوف يبدأ فى شراء الكتب –لو كان غاوى ثقافة—ويبدأ فى القراءة والتوسع فى الإطلاع وطالما حصلت راحة مادية وصارت الحياة سهلة مرحة فما المانع من إندفاع الملايين من الحاصلين على الشهادات أو حتى بدون شهادات طلبأ للتزود باالعلم والمعرفة اللذين حرم منهما بسبب الفقر والإلتهاء الكامل عنهما فى السابق بلقمة العيش المرة والتى تغير طعمها الآن –بسبب رفع الرواتب رفعة عادلة—فصار طعمها مسكرأ ولذيذأ وكارثة الثقافة والعلم والإطلاع وإنتشارهم بين كافة أبناء المجتمع لن تكون بالأمر السهل خصوصأ لو وصل الطمع بهذا المواطن المرتاح ماديأ –على افتراض ما سيكون---فقد يشترى كمبيوتر ويركب خط تليفون للوصول إلى عالم الإنترنت أو يشترك فى سيبر – أرخص شوية من سعر النت على التليفون—وبهذا تكون حصلت الطامة الكبرى!!!
ما هى الطامة الكبرى؟؟
سوف يتعلم الكمبيوتر بسرعة لأنه مشتاق له ولعالمه العجيب المثير اللذيذ وسوف يدخل على النت بعد أقل من شهر من العملية التكنولوجية السابق شرحها وبذلك سيدخل على الصحف الإلكترونية فإذا به يدخل على كل صحافة العالم ويقرأ ويتوسع ويتبحر ويقوم بعمل down load لكل مقال يعجبه ولكل رأى يشده ولكل كتاب يذهله ولكل قصة يتوقف أمامها ولكل مصيبة جديدة عليه ولكل الكوارث الأخلاقية والإجتماعية التى كانت مخفية عنه فأصبح الآن يقرؤها بسهولة وصارت فى متناول يده وسيدخل على الصحف التى تفضح الجميع بغير حساب ولا خوف من أمن دولة أو ضابط شرطة متمرس فى تعذيب الغلابة أصحاب الأيادى القصيرة والقلوب الذليلة والعيون قليلة الحيلة , كما أنه—المواطن حديث العهد بالنت--- لن يمر عليه شهران آخران حتى يبدأ ينفعل بما يقرأ فيشارك فى المنتدايات فيدافع عن قضايا يؤمن بها ويكفر بأمور كان شديد التعلق بها ويؤمن بأفكار جديدة بدأ يقتنع بها ويشتم المخالفين فى البداية ثم يتعلم الأدب على أيادى كبار مثقفى النت ويبدأ بردود محترمة وتتولد لديه الرغبة فى الكتابة فيكتب فيضحك عليه البعض ويهدهد البعض الآخر على صدره ناصحين له بعدم اليأس فإذا به مع الوقت يتحول إلى مثقف عظيم ويفهم معانى الإنسانية وإحترام حقوق الإنسان ويفهم – وقد كان عسير الفهم—أن للمرأة حقوقأ وللطفل حقوقأ وللإنسان عمومأ حقوقأ تم التعتيم عليها لآلاف الأسباب وملايين الموروثات من عادات ومعتقدات فيتم صقل فكره وتجلية علمه فيصبح يومأ ما ممن ينادون بحقوق الإنسان على أرجاء الأرض كلها فى الحياة الحرة الكريمة التى يتمتع فيها بحرية الدين والفكر والمعتقد والرأى 0
وبهذا يا سادة تنقلب الدنيا رأسأ على عقب بسبب زيادة المرتبات وبدلأ من مواطن ليس له غير بضعة جنيهات حقيرة آخر كل شهر نفاجأ بمواطن يأخذ حقه بما يستحق مقابل ما يقدم من أعمال وإنجازات و بدلأ من مواطن يهرب من العمل بسبب موت مرتبه ويضرب بمصالح الناس عرض الحائط غير عابىء بهم نجد موظفأ لا يبرح عمله ويؤديه بإتقان شديد والأغرب من ذلك أنه لن ينتظر الرشوة المتعارف عليها أيام الفقر والراتب الصغير والأعجب من ذلك هو نظافة المصالح الحكومية والمؤسسات وحسن إستقبال العاملين بها للمواطنين كأننا فى دول العالم الأول
والغريب أن كل مواطن صار يحترم أوقات العمل بشكل ملفت للنظر ولا يضيع منه شىء بسبب وجود رؤساء ومديرين أذكياء يعلمون ما يفعلون فيثيبون المجتهد ويجازون المارق ويدربون الغافل ويذكرون الناسى وينشرون مبادىء الحب فى العمل ومصلحة الوطن والمواطن فوق كل شىء وقبل كل شىء0
إن هذا المواطن الجديد المثقف الفاهم الواعى سيكتشف أن هناك شىء إسمه الديمقراطية والعدالة والمساواة وأنه ليس هناك شىء إسمه رئيس يحكم دولة لعدة عقود وكل مرة تكون نتيجة الإستفتاء 99,9% وسوف يكتشف أن له حقوقأ مهضومة يجب أن يحصل عليها مثل حقوقه السياسية وحقوقه الاجتماعية وحقوقه الفكرية وحقوقه الإقتصادية وسوف يطالب بها وبالطبع هو ليس رجلأ واحدأ بل هو شعب كامل حدثت له هذه الطفرة الثقافية المفاجئة بسبب زيادة راتبه وراحته المادية والنفسية التى دفعت به للبحث عن سبل العلم والثقافة والإطلاع فتحول بقدرة قادر إلى إنسان آخر يفهم فى كل شىء ويطالب بكل حقوقه وهذا أكثر شىء يرعب الحاكم الديكتاتور فى كل بلد عربى وفى كل بلاد العالم فهو يحب أن يعيش الناس فى جهل مدقع يسبحون بحمده قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ويحب أن يعيش شعبه فقيرأ محتاجأ حتى لا يشبع فإذا شبع بحث عن حقوقه وهى مهضومة بالطبع لدى المستبدين وأزلامهم ولدى عملائهم وأقربائهم وأصدقائهم 0
لهذه الأسباب جميعأ وكثير غيرها أحذر الحكام العرب المستبدين من رفع مستوى معيشة المواطن العربى حتى يستمر من الرعية ولا يخرج عليكم بعقل ذكى وفكر ألمعى فيطالب بحقوقه وعندئذ لن يكون للواحد منكم مكان تحت الشمس وستخبو ناركم ويحل محلها عهد سلام وعلم وعدالة وديمقراطية ومحبة بين الناس الأحرار—عندئذ--- وسوف ننهض ونكبر ونقوم من كبوتنا التى امتدت ألوف السنين ويحل محلها يقظة لا ينام الوطن العربى بعدها أبدأ ويصبح فى مصاف الأمم المتقدمة ويتم تعديله من عالم ثالث إلى عالم اول وهذا طبعأ ما تكرهون 000 والله المستعان0



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان الصالح للزمن الكالح
- مدرس الفصل يضطهد إبنتى
- قاعد اسال من سنين 00أمال احنا نبقى مين؟؟
- بيدى لا بيد عمر---عن ختان البنات
- أنفلونزا الطيور
- وعد ومكتوب
- عين الحسود فيها عود
- من ينقذ المضطرين من مخالب المرتشين؟؟
- أنا علمانى من حيث لا أدرى
- حرية التفكير بين التسيير والتخيير
- تفتيش القلوب للبحث عن ذنوب
- نموذج حزين للمرأة
- ألإنسان العربى متهم حتى يؤكد براءته
- ألمواطن العراقى المعذب وضمير الأمة المغيب
- يا أعداء الحب والسلام00زولوا
- نصف أصدقائى أقباط
- قطط عربية ونمور آسيوية
- قول يا صاحبى مش تخبى
- ألعجوز المسكينة
- ثم غضب الشيخ وترك القاعة!!!


المزيد.....




- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحمد عمر - حذارى من رفع رواتب العاملين