أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - فاضل عباس - الخبز والحرية














المزيد.....

الخبز والحرية


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 10:20
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


إذا كانت الديمقراطية تعنى الحرية والراى والراى الأخر والإقرار بمبدأ تداول السلطة وبناء المجتمع الديمقراطي القائم على احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون ولعب المؤسسات المدنية دوراً فاعلاً في التنمية وصياغة القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي وبما إننا نتحدث عن دول مجلس التعاون الخليجي وهى دول تحكمها عوائل وقبائل تاريخياً ولذلك فان المشاركة فى القرار السياسى تنطلق من الانتخابات البرلمانية وتتأصل الديمقراطية بوجود كيانات سياسية وحقوقية فى هذه المجتمعات .
ولكن وفى ظل الديمقراطية البرلمانية ، فهل تحتاج المنطقة إلى تعدد الخطابات الإيديولوجية ؟ وهل منطلق هذه الخطابات الحاجة الوطنية أم البواعث السياسية والمالية الأجنبية ؟ وهل تتفق هذه الخطابات مع حقيقة البيئة المحلية السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ فنحن في هذه المنطقة ظهر عندنا الخطاب الاشتراكي مند القرن الماضي وارتكز هذا الخطاب على مفهوم الصراع الطبقي وطالب سياسياً ببعض الحقوق للمواطنين ضمن برنامج " الخبز وبدون حرية " حيث كانت تسود حالة القمع والدكتاتورية تلك الأحزاب والمنظومات .
ونحن هنا نقول إن الأحزاب الاشتراكية لم تعرف الديمقراطية الا مؤخراً بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وبالتالى فالديمقراطية كأسلوب حياة وبرنامج ليبرالي ناجح هي من غير فى الاشتراكية وليس العكس وإما المفهوم النظري للصراع الطبقي فهو أشبه بما تقوم به بعض الاندية المحلية عندما نسمع أنها قد استعانت بلاعبين محترفين أجانب كفكرة للتطوير بينما لعبة كرة القدم لم تتغير من حيث المستوى لان الفكرة لا تتطابق مع الظروف المحلية ولذلك فان الحديث عن فكرة الصراع الطبقي في دول المجلس والبحرين خصوصاً هو يدخل فى اطار التنظير الايديولوجى البعيد عن الواقع فالبحرين لا يوجد فيها تمايز طبقي واضح وبالتالي لا يوجد صراع وحتى الطبقة العاملة التي تحدث عنها ماركس وانجلز هي لا تطابق واقع البحرين فنحن لدينا موظفون صغار ومتوسطون وكبار وليس عمال بالصيغة الماركسية .
ولذلك فان الحديث عن تشكيل احزاب عمالية هو يتناقض مع حقيقية عدم وجود صراع او تمايز طبقى فى البحرين والغريب عندنا إن الذين يؤسسون الأحزاب العمالية هم ليسوا من العمال ولذلك فان تشكيل هذه الأحزاب يدخل فى خانة الترف السياسى وليس الواقع المحلى .
فإذا كان اليوم فى البحرين صغار الموظفين ( عمال ) يستطيعون الزواج من عوائل الأثرياء بل وبعضهم يشترك فى مضاربات البورصة ويتحول فى ظرف سنوات إلى شريحة التجار الصغار فعن اى صراع طبقى يتحدثون في البحرين ؟ وهذا ينطبق على دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. .
ونحن هنا بحاجة إلى توطين الأفكار والبرامج والمنطلقات الإيديولوجية والسياسية وفق المصلحة الوطنية وما يطابق البيئة المحلية فإذا كان مؤسسو الفكر الماركسي يعترفون بالخطأ ومنها تخلى انجلز وماركس عن كتاب " الايديولوجية الالمانية " للفئران بعد كتابته وكما اعترف انجلز بعدم صلاحية العديد من ما ورد فى البيان الشيوعى ولكن احزابنا الاشتراكية مازالت على ذات النهج الاممى والموجه اقتصادياً وسياسياً ولذلك فنحن ننطلق الان من سؤال عن حاجة المجتمعات المحلية لاحزاب اشتراكية بعد هذا التعثر فى المنهج والتطبيق لتلك الاحزاب ومع غياب العامل الاقتصادى الضرورى لقيام تلك الأحزاب في منطقتنا.
تنتفي الحاجة لقيام احزاب اشتراكية فى مجلس التعاون الخليجي والبحرين خصوصاً لعدة أسباب ليس لغياب الصراع الطبقي وحده بل لان الليبرالية تطورت باتجاهات اجتماعية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي بفعل برامج اقتصادية فالليبرالية اليوم لم تعد تتحدث عن الديمقراطية كخيار سياسى فقط بل ان الشعار قد تغير ليصبح " الخبز والحرية " فالحرية هى شعار مؤصل فى الليبرالية وإما البرامج الاجتماعية للعاطلين والضمان الاجتماعي وغيرها فهو الحاجة الليبرالية للاستقرار الاجتماعي مع الحفاظ على التنوع والحرية الاقتصادية .
والطرف الأخر فى عدم منطقية تشكيل الاحزاب الاشتراكية لدى دولنا هو كيف لمجتمع يتجه ويقر قوانين باتجاه الانفتاح الاقتصادى والخصخصة ثم تاتى تيارات اشتراكية ( فى حالة الفوز فى البرلمان ) بعد أربع سنوات وتطالب بالتأميم ودعم القطاع العام الخاسر ثم تخسر الانتخابات فيصعد تيار أخر يطالب مجدداً بالخصخصة فهل تتحمل اى بلد ذلك ؟ وكيف سوف يكون شكل هذا الاقتصاد الذي يتغير كل أربع سنوات ؟ هذه الحالة توحي بان المنطلق من البرنامج ايديولوجى وليس مصلحة وطنية تنطلق من ظروف محليه ولذلك فان الظروف المحلية وطبيعة الاقتصاد البحرينى لا يحتاج الى احزاب اشتراكية بل نحن بحاجة الى ان زيادة البرامج الاجتماعية فى النسق الليبرالي السياسى والاقتصادي اى بمعنى أخر تطوير برنامج " الخبز والحرية ".



#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعيات السياسية ... الفشل القادم
- الدور المفقود للنواب
- لا تنتخبوهم
- الخطاب التعليمى متى يتغير
- أمة الاسلام أم أمة الاخوان المسلمين ؟
- عندما يتحول المسجد الى رسالة حزبية
- المزايدات السياسية لا تبنى وطناً
- الاخوان المسلمون والبلطجة
- الاسلام هو الحل ؟ ... لماذا ؟ وكيف ؟
- الفساد السياسى الجديد
- الباكر والاخوان المسلمون
- وداعاً للنظام الشمولى العربى
- افلاس المواطن اولاً فى البحرين
- فى مسالة الحكومة شبه الحزبية فى البحرين
- سقوط المقاطعة فى البحرين
- نقابات خارج القانون
- التسجيل وبدون تحدٍ
- تيار شعبى يحقق الوحدة الوطنية
- استدعاء التاريخ لاثارة الفتنة
- زوبعة اجتماع الجمعيات السياسية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - فاضل عباس - الخبز والحرية