لا تضعوا الملح فوق جراح شعبي

سمير اسطيفو شابا شبلا

الحوار المتمدن-العدد: 5565 - 2017 / 6 / 28 - 16:17
المحور: حقوق الانسان
    

لا تضعوا الملح داخل جراح شعبي
الحقوقي سمير اسطيفو شابا شبلا

المقدمة
كان لإعلام حزب مابين نهرين الوطني دور بارز في تسويق دوره بشخص رئيسه الموقر باعتباره منسق وممثل احزابنا العاملة الى مؤتمر بروكسل المنعقد بتاريخ 28 - 30 حزيران 2017!! وهذا حقه الطبيعي جدا كرأي وفكر وجب احترامه حتى وان لم يتفق مع أفكار غيره، لكن ليس من الطبيعي أبدا أن نذكر جملة في بيانه الأخير قبل انعقاد المؤتمر : نحن نؤيد مقررات مؤتمر بروكسل،،،،الخ!!! فهل هناك حزب حول العالم يؤيد مقررات مؤتمر قبل انعقاده؟ كيف ولماذا؟ نعتقد أن هذه الجملة بالذات هي انتقاص بحق الحزب كفكر و كممثل جزء من السريان، هل يتبنى قرار الاتحاد الأوروبي حتى وان كان القرار انتقاص من كرامة الانسان النهريني لا سمح الله؟ أو حتى في حالة عدم رضا الحكومة العراقية عن القرارات؟ او عدم رضى الكنيسة الكلدانية وبعض الحركات والاحزاب الاخرى التي لم تصدر بيان إلا لتأييد المؤتمر فقط أو عدم تأييده !! ولم تؤكد في بيانها أنها تؤيد القرارات قبل انعقاد المؤتمر الا بعد ان تتمخض النتائج وهناك عمل جماعي بان تجتمع اللجنة المركزية والمكتب التنفيذي أو أية تسمية أخرى وتصدر بيانها بنتائج المؤتمر

الموضوع
نحن أمام استحقاقات مستقبلية يمكن أن يتغير الظرف الموضوعي خلال لحظة او موقف او اية عملية مصيرية، وبالتالي ماذا يقول الحزب للجماهير عندما التحاد الوربي اتخذ قرار لا يطابق فكر الحزب مثلا؟؟ أو أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بعمل ما يمكن ان تتغير الامور نحو الاسوأ أو نحو الأمن والأمان!! عندها نكون في موقف حرج جدا وهذا عملكم وليس نتدخل في شؤونكم الداخلية وخاصة كنتم يوما ونعتبرهم الآن أيضا حليفا لشبكتنا الحقوقية في مؤتمراتنا دوراتنا والاستفتاء حول مصير شعبنا خير دليل على كلامنا وكانت نتائجه كالأتي : 36% من المصوتين لصالح بقاء سكان سهل نينوى تابعين لمركز العاصمة بغداد (من مجموع 4000 مستفتأ) و 32% لصالح انضمام الى كوردستان العراق بعد ضمان حقوقهم في محافظة او حكم ذاتي!!! اما الباقي 32% تراوح بين إقليم سهل نينوى بحماية دولية بنسبة 56% من مجموع 32% والباقي أي 44% منهم لا يعنيهم الامر بل يريدون العيش بأمان فقط مهما كانت الجهة التي تحميهم!! فهل يا ترى بقيت النسبة كما هي؟ ام تغيرت بتغير الظروف الذاتية والموضوعية، وخاصة هناك استفتاء استقلال كوردستان قادم!
من جانب آخر أن مؤتمر بروكسل هو تكريس للانقسام الى ثلاثة اقسام على الأقل! كيف:
الاول: هو الاتجاه الأوروبي ونسميهم جماعة بروكسل/ الحكومة العراقية ترفض الحماية الدولية لسكان سهل نينوى، إذن قرارات المؤتمر ستبقى حبرا على ورق كسابقيه من المؤتمرات، مجرد رأي من خبرة
الثاني: الاتجاه الأمريكي هي التي خلقت الحالة ونفسها تصفيها - الحكومة تؤيد الأمر - - ونعتقد أن هذا الأمر وارد وسيحدث
الثالث : الكنيسة الكلدانية بشخص غبطة البطريرك ساكو الموقر وبعض الأحزاب والحركات مثل زوعا كمثال لا الحصر، يعقدون مؤتمر عام داخل العراق بنفس القضايا المطروحة لإجهاض مقررات مؤتمر بروكسل - او حتى بدون عقد مؤتمر !!! إذن كرستم لتقسيم المقسم، فهل هذا لصالح شعبنا الجريح ام وضعتم الملح داخل جراحاته؟
الخلاصة
أمام هذا المشهد المسرحي الذي نعتبره تكريس واقع ما شاؤوا ام ابوا الا هو ختم التقسيم مكون الى مكونات لإرضاء رغبة رجال الدين ليس إلا، وهذا الدور هو تباهي وتماهي وتجارة بحقوق شعبنا دون أن ندرك تبعياته، غذا يتصالحون رؤساء الكنائس بينهم، وهذا وارد بعد للتنازل من جميع الأطراف، فما يكون موقفكم حينها؟ إذن لا تذبحوني كإنسان نهراني لإرضاء الآخرين على حساب آلام ودماء ومعاناة الفقراء، ولا تضعوا الملح الخام على جراحاتي، لنبتعد عن رجال الدين و نفصلهم عن السياسة لانهم مثل حجر فيه نتوءات ان وقعوا عليك تأذيت حتما وان وقعت عليهم تأذيت ايضا، والعاقل يفتهم، وهذا القول ليس بجديد حيث نطقنا به في المؤتمر الكلداني الاول المنعقد للفترة من 16 - 20 تشرين الاول 1995 وكنا نحمل باج بدرجة A ولا زلنا نحمله لأنه لم يصدر قرار من المؤتمر الثاني الذي لم يعقد حقا
عينكاوا في 28/حزيران 2017

#سمير_اسطيفو_شابا_شبلا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات