أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - النداهة 1















المزيد.....

النداهة 1


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5565 - 2017 / 6 / 28 - 14:12
المحور: الادب والفن
    


1
ماذا تفعل هنا فى تلك الساعة المتاخرة ؟ لم يتوقع ان اسوأ مخاوفه تتحقق امامه فى تلك الليلة بالذات ..تلجلجل حاول ان ينطق لكن لسانه قد انعقد فى تلك الساعة كان يعرفان نهايته قد حانت ،تذكر زوجته الغاضبة واولاده الثلاثه ماذا لو استمع ولم يخرج فى تلك الليلة كان سيجد حلا وتعود الهدنه بينه وزوجته كان سيرى ولده الاكبر فى الجامعة التى لطالما حلم بها كان سيراقب ابنه الاوسط ليصبح الاكثر شبها به كان سيحب ابنته الصغرى اكثر ..لكنه لن يفعل اى من هذا ولن تسمع به عائلته من جديد ولن تصدق زوجته انه لم يخنها ولم يستحق الطلاق بينهما وانه احب ابنته الصغرى بقدر حبه للصبيين ..حاول ان يظل حيا بين ايديهم لكنه فى النهاية قد استسلم ورحل بعد ان زفر فى اكثر شعور بالراحة عرفه من قبل..
2
كان على رفقة ان تستيقظ كل يوما فجرا بمفردها تعد الافطار تستعد لعملها توقظ اولادها الثلاث يسألونها عن الاب الغائب فتردد راح السما ،لم تكن متاكدة انه فعلها وذهب لكنها لم تكن تكذب عليهم فهو لن يعود فمن الافضل ان يظل فى السماء اذن ..
عليها ان تكف عن الشكوى امام الجميع ..هو من اختار الرحيل فليرحل ..منذ عرفته فى ايام الجامعة والتخرج وهو على حالته تلك لم يتغير منذ ان استيقظت يوما فى العام الثالث لها بالجامعة فى منتصف الامتحانات على اغلاق المحال وجوه متجهمه انقطاع للاتصالات هى لاتفهم كانت مثل الجميع تسمع بدعوة التظاهرات ..
سقطت الشرطة وجدت مدينتها خالية اناس قليلين ممن اضطروا مثلها للنزول الى الشارع فى ذلك اليوم تاجيل الامتحانات فكرت لما لم ينتظروا قليلا حتى تنهى امتحانتها نهائيا لم تهتم بثورة ولا تفهم لما قامت التظاهرات كانت تشاهد فتاة قيل انها دعت الى التظاهرة قبلها بعده اشهر وهى تعتذر على احد شاشات التليفزيون وبعدها اصبحت من رموز الثورة هل يذكر احد كيف اعتذرت بانها اخطأت ..بان عائلتها غاضبة بالخوف الذى كان يخرج من بدنها امام الناس..
كانت كل علاقتها بما يحدث هو التلفاز وصفحات التواصل بينما اقيم حظر تجوال لها خارج المنزل ..تتذكر كم واحدة معها كنا فى نفس الحظر ثم توالت قصصهن انهن كن فى الميادين مع الاخريات ثوريات صفحات التواصل الاجتماعى ..فطمت ان العالم يسير مثلما يحلو له بينما هم فلهم حسابات اخرى متعلقة بالسماء فدروس مدارس الاحد ثم الاجتماعات القداسات والعشية والبصخة وليالى كيهك والى اى حد عليها ان تخبر اب اعترافاتها بكل شىء تفكر فيه او ياتى عنوه الى راسها لكنها تطرده عنها بعيدا انه الشيطان يحاول معها من جديد لكنها لا تتوقف امامه ابدا ..
زفرت تذكرت انه لولا الناس وعائلتها ذعر امها من الفكرة وجه ابيها اخيها الاكبر الاصغر لطالبت بحقها فى التطليق والتفريق عنه انها لاترغب فى زواج اخر هكذا اخبرت امها لكنه لم يعد زوجها صار محرما عليها انها واثقة انه يخونها مع اخرى وليس بالفكرة فقط بل انهما يتخذان شقة العجمى للقائهما ولديها من الشاهد ثلاث لاثبات الخيانة ..نظرات امها الباكية الفضيحة جعلتها تتراجع تلعن يوم وافقت على تلك الزيجة لاتنكر انها فرحت لانها ستصبح مثل الاخريات عروس لكنه لم يكن مثل الاخريين لايقترب من الكنيسة له صديقات يعلم اولاده انه يكونوا متمردين مثله انه لم يتعلم مثل الاخرين مضى على زمن الثورات سنوات عشر لكنه لم يتوقف ابدا ..كانت تصلها التهديدات تراقب السب على صفحاته انه عميل يسافر الى الخارج ياخذ اموال اجنبية انه محام ذهب للقسم عده مرات فى محاضر وهمية ضده ..لما لايكف مثل بقية دفعته ويهتم ان يكون محاميا حقيقا مثل بقية اصدقاءه نهرته صرخت فى وجه عده مرات انه عديم الجدوى والاحساس بدلا من التفكير فى مستقبلهم واولاده يصادق الاخريات ويتحدث هنا وهناك ..
شعرت بالراحة لانه رحل كانت تخاف من وجوده برغم انها تريده ..انها انها تريد رجلا فى البيت فحسب مثلما تعلمت لكنها لاتريده هو تخاف من عاداته من لعبه مع الصغار من حديثه معهم ..شعرت بالراحة لانه لايهتم بالصغيرة مثل الصبيين لو تعلمت الفتاة ان تكون هكذا ماذا تصنع لها فى المستقبل ؟ كانت تعلمها بنفسها كلما وجدتها ترسم او تمسك الواننا تنهرها حتى تعود للرسم الاحرف على السطور من جديد ..ومن جديد لاتجيد ضبط الصف فيخرج مائلا ذو خط رديئة ليست مثل امها حسنة الخط بل مثله هو صاحبة خط ردىء لكنها لم تيأس ستعلمها ..كلما احسنت رسم الخط كلما ضبطت الاحرف على السطر تحصل على مزيد من الشيكولاتة وكلما اخطأت تحصل على الضرب بالمسطرة على ظهر يديها حتى تبكى من الالم ..لو صنعت هذا مع اخويها لنهرها لكنه لايهتم لصراخ الصغيرة عندما تنتهى من البكاء تضعها فى حضنها فتهمها ان كل من يخطىء يعاقب هكذا هى حياة الانسان على الارض انها حرب عليه ان يخرج منها منتصرا حتى يحصل على النعيم الابدى..
كان ياخذ الصبيين فى اجتماعاته التى تعقد فى الاحزاب او المقاهى تنهره لانه يجعل اولاده عرضه لمدخنين وزبائن المقاهى كان يضحك كانت تصرخ ..تعلمت الصراخ فى وجه حينها
لم تعد تهتم بنظرات الجيران واهل الشارع عندما يصلهم صوتها المرتفع سينعتونها ويسبونها من خلف ظهرها سيقولون امراة لايقدر زوجها ان يسكتها ..هكذا فكرت لم يعرف انها صلت لاجل الخلاص منه بل نذرت النذور ولم تخبر احد حتى امها بذلك طلبت من الرب ان يرحمها واولادها قبل ان يجعلهم مثله لايعرفون الرب هذا هو سرها لم تستطع ان تخبر احد عندما اكتشفت هذا فكرت انه امرها عليها ان تحمله ربما لهذا قد خلقت بكت لاجله كثيرة حدثته نهرته توعدته ان تاخذ اولاده ولن يراهم من جديد اذا لم يتب عن تصرفاته اذا لم يعد بقلبه للرب ويغلق باب الشيطان الذى يفتحه فى عقل كل ولدا من اولاده ماذا يخبرها ؟انه يسخر امامهم هل يعتقد انه يعلم كل شىء؟ لم تكف عن النذر والطلب حتى لم يعد ليلة والاخر توجست فكرت هل استجيب لها هل رحل ؟ حزنت عندما فكرت انه سيذهب حيث من هم مثله سيعذب لانه ابدا لم يعترف لن تخبر امه عن كل هذا ولا احد من اولاده بل ستخبرهم بالطريق الصحيح وتحكى لهم كيف كان ابوها ..تعلم ان الرب سيسامحها ويغفر لها كذبتها تلك لاجل اولادها لايجب ان يعلموا ان ابوهم دنس ..شكرت الرب لانه ابعد الشيطان عن عقل الصغيرة فلم تعد تتذمر او تشكو او تكذب بل تطيع دائما ..اخبرتها امها ان تربية الصبيه دوما هى الاصعب انهم لا ينصتوا ليسوا بطاعة الفتيات فى النهاية الفتاة لها حدود ستقف عندها اما الصبى فلا لاميعاد لدخوله وخروجه ليس امامها غير الصلاة ..كلما كبر ابنها الاوسط عادل من امام عيناها وترى ملامح ابيه فى وجه كلما تيقنت ان الشيطان سيحاربها لمزيد من الوقت ولكنها ستفعلها وتنتصر فى النهاية.



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابيض..اسود
- نصفى السرطان
- من انت ؟
- مطاردة ارواح الماضى
- اساور
- اوليفيا 3
- اوليفيا 2
- اوليفيا1
- باحثة اخرى
- افهم خوفك
- كلودى جديدة
- ولد حرا
- عندما كرهت
- كونى انت
- الناجية الاخيرة
- تركت بالامس
- لاانسى
- وفاء
- وفاء2
- رحيل الى حيث الهواء


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - النداهة 1