أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر رزوق - الفهم الفصامي لمفهوم الحرية














المزيد.....

الفهم الفصامي لمفهوم الحرية


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5564 - 2017 / 6 / 27 - 13:09
المحور: المجتمع المدني
    


الفهم الفصامي لمفهوم الحرية



من المؤسف و المحزن أننا ما زلنا في حاجةٍ ملحةٍ لأن نقرأ للمفكرين العرب الذين ناضلوا و قاتلوا بهدف تعرية الواقع المخزي و معالجة المشاكل و المعوقات أمام تقدم مجتمعاتنا العربية و السعي لإزالة أسباب الجهل و التخلف الفكري و العلمي لدى الشباب العربي ....

لماذا من المؤسف ؟

لأن أغلب هؤلاء المفكرين ، إما يعيشون عقدهم السادس أو موتى ... و بعضهم توفي منذ 10 سنوات أو 20 سنة ... و لازالت جميع المواضيع و المشكلات التي طرحوها ، تقبع حتى الآن على عتبات أبوابنا المغلقة في وجه التقدم !!

لماذا ؟؟

أولاً : لأننا حتى الآن مازلنا نعيش حالة من الفصام ، بين الماضي و الحاضر ... نرفض أن يكون الماضي مجرد ماضي و انتهى ... مازلنا كالرضّع نرفض الفطام من أمجادنا السابقة ... و نتغنى بأخلاق لم نعد نمتلكها و أحداث لم نشهدها , و لا دليل لدينا على حدوثها ، إلا كتب التاريخ التي كتبها أصحاب الحدث !!

ثانياً : لأننا نرغب بقطعة الحلوى الشهية التي يمتلكها جارنا الأوروبي الكريم الذي يدعونا إلى مائدته ... لكن ما يمنعنا : هو اتّساخ أيدينا ببقايا التراث و خوفنا من غسلها ... خوفنا من العيش بكفوفٍ و أذهانٍ نظيفة !!

فماذا نفعل برغبتنا الشديدة بقطعة الحلوى تلك ؟؟

ماذا نفعل بالفصام الذي يجتاح عقولنا و قلوبنا أيضاً ... ليجعلنا نرغب بالحرية التي ينعم بها الغرب و نخاف عواقبها و أثرها على حياتنا الاجتماعية و عاداتنا و ديننا و موروثاتنا !!؟

الحرية لا تأتي مقسمة ، بل إنها كالأديان ، تأتي كياناً كاملاً مستقلاً بنفسه ... فلا سبيل إلى اعترافك بجزء منها و رفضك للجزء الآخر !!
فإذا أردت حرية الرأي و الانتخاب و ممارسة طقوسك الدينية و ارتداء الحجاب ... عليك أن تعترف بحرية ممارسة الزواج المدني و حرية ارتداء الملابس الخفيفة و القصيرة ، و حرية الخروج من عقيدتك الدينية أيضاً !!

الحرية هي أن تفعل ما يحلو لك ، دون أن تسبب أي أذى للآخرين ... و حدود حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية هؤلاء الآخرين ...
أي ما أود قوله : أنّ للحرية حدود ... لكي لا يعتقد القارئ بأنني أدعو إلى حرية مطلقة لا حدود لها !!

لكن ما أصابنا في عالمنا العربي ، هو حالة من الفهم الفصامي لمفهوم الحرية ... فنحن نريد من الحرية ما يتماشى مع مصالحنا الشخصية و الدينية و السياسية فقط !!
و نرفض أن نتساوى بالقدر نفسه من الحرية مع الآخرين من الطوائف أو الأعراق أو الأديان أو الأحزاب الأخرى ...
نريد الثمار الناضجة من الحرية ... و نعيم القانون الأوروبي ، بدون أن نتخلى عن تراثنا الهمجي و الوهمي ... بدون أن نشك ولو لثانية بأننا قد نكون خدعنا بالقصص الخرافية التي رويت لنا ، عن أمجادنا و فضلنا الكبير على أوروبا و الغرب بمجالات العلوم كافة !!

أعود لأقول : إنه لمن المؤسف ، بل لمن المخزي ، أننا مازلنا حتى الآن نقرأ لمفكري القرن التاسع عشر و القرن العشرين ... و نقرأ أيضا لمفكرين جدد ... لم يقدموا شيئاً جديداً ، بقدر ما عملوا على إعادة طرح الاشكاليات القديمة بقوالب جديدة تناسب العصر .


MAHER RAZOUK



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجبة العيش الأخيرة
- كائن حزين
- الخطأ و الصواب (2) : معايير قبول أو رفض الجماعة للفرد
- على قيد الانتظار
- رسالة شرقية
- سلمية : الدمعة و الطفلة
- سيكولوجية العصبية الدينية
- سيكولوجية الإنسان العربي الكاذب
- قصيدة : كائن غريب
- مؤمن خلوق أو ملحد داعر !!
- شيزوفرينيا المرأة العربية
- اسطنبول : دفء الحب و قسوة العزلة
- الجرح النرجسي العربي
- قصيدة : كانت جميلة جدا
- الخطأ و الصواب (1)
- الهجرة و الفصام الاجتماعي
- قصيدة بنكهة الروايات العظيمة
- قصيدة اسمها : أبواب الجحيم
- الصراع الشيعي السني في سوريا


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر رزوق - الفهم الفصامي لمفهوم الحرية