أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد العليبي - هادي علوي وتفاح نايف حواتمة














المزيد.....

هادي علوي وتفاح نايف حواتمة


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 5562 - 2017 / 6 / 25 - 17:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



كنت اثناء زياراتى لدمشق أحرص على الالتقاء بالمفكرين المقيمين فيها ولم يكن هؤلاء فقط من السوريين وانما ايضا من اقطار عربية مختلفة وفي احداها وكانت سنة 1998 سنحت لى الفرصة للقاء المفكر العراقي هادى علوى فقصدت بيته في اطراف المدينة وبالتحديد في ضاحية مشروع دمر رفقة صديقي الكاتب والصحافي الفلسطيني عبده الاسدي الذي يسر اللقاء .
عندما وصلنا باب شقته في احدى العمارات لاحظت عبارة مكتوبة باحرف صينية وفهمت بعدها انها تشير الى اسمه فالرجل معروف عنه ولعه بحضارات الشرق وفلسفاته من الفلسفة العربية الى التاوية والكنفشيوسية و وتراث " الزنادقة " والتصوف وهيامه بالمشاعية الشرقية ، وعندما لجأ بعض المثقفين العراقيين الفارين من ملاحقة نظام صدام حسين الى اوربا لجأ هو الى الصين لبعض الوقت قبل ان يستقر به المقام في سوريا .
دخلنا الشقة بعد ان فتح لنا هادى الباب بنفسه مرتديا دشداشة يميل لونها الى " الكاكى " ، في قاعة الاستقبال لوحتان كبيرتان من القماش بلونى الابيض والاسود متقابلتان في احداهما بدا ماركس بقسمات وجهة الدالة على عمق التفكير وفي الثانية بدا ارنستو شي غيفارا بقسماته الدالة على قوة التصميم وصلابة الارادة كانما كان ماركس وغيفارا يتحاوران في صمت .
وفي ركن من القاعة استرعى انتباهى لحاف ابيض طويل كان يغطى شيئا ما وقد لاحظ هادى اهتمامى به فقال وراء ذلك اللحاف اوانى وتحف ثمينة وقد اخفيتها حتى لا تفسد على مزاجى البروليتاري فالبيت اعارنى اياه احد الاصدقاء المقيمين في اوربا .
على مكتب هادى علوى معاجم وعدسة واوراق واقلام فقد كان وقتها ينقب بين الكتب لاخراج معاجمه التراثية الى النور وكان بصره قد ذبل بعض الشئ فعوضه بالعدسة المقربة .
استمر الجوار مع هادى علوى قرابة الساعتين قدمت لنا اثناءه زوجته مشروبا وانسحبت ويبدو انه لم يكن له أبناء ، تحدثنا في الفلسفة والسياسة والدين وذكر انه اسس جمعية بغداد المشاعية لكى يجمع معونات للعائلات العراقية المحرومة على اثر الغزو الامريكي وانه يجب الاستفادة من الموروث الدينى في هذا المجال فعندما يطلب احد المعدمين صدقة يقول " يا كريم متاع الله " فانه لا يطلب منة وصدقة من احد وانما حقا منحه الله اياه فاستغربت ذلك منه و هو الماركسي المعروف وزدت على ذلك قولي اننى استغرب لجوءه احيانا الى ايات قرانية لدعم فكرة هنا او هناك في كتبه ابتسم وقال ان ذلك يحصل لغاية بحثية وعملية وان آية الله الخميني وضعه في قائمة الاغتيالات وطماننى بهذه الكلمات : هادى علوى لن يفقد عقله .
وفي ثنايا الحوار سألته عن علاقته السابقة مع الجزب الشيوعى العراقي القيادة المركزية فقد كنت اعرف انه ماوى الهوى فاسترسل في سرد ذكريات مريرة فقد كان يهرب أسلحة للحزب على متن سيارته الصغيرة ولكن حياة الحزب الداخلية لم تكن على ما يرام مما أضعفه .
كان هادى علوى شخصية فريدة في تعاملها مع اصحاب النفوذ والسلطان مهما كان مركزهم ويروى عنه أحمد نسيم برقاوى استاذ الفلسفة السابق في جامعة دمشق انه كان واياه يوما في لقاء فكري بمقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وفي فترة الاستراحة قدمت الجبهة للحاضرين غلة التفاح فاكل الجميع الا هادى فساله احمد لماذا لا تاكل يا هادى فاجابه : انا لا آكل على موائد الملوك ... وقد علق احمد مازحا اذا كان هادى يقول هذا عن نائف حواتمة فماذا يمكن ان يقول عن الملوك والرؤساء والسلاطين الحقيقيين ؟
بعد لقائي به بفترة وجيزة عانى هادى علوى من توعك صحى اثناء اجرائه حوارا مع قناة كردية ناطقة باسم حزب العمال الذى يتراء سه عبد اله أوجلان فاخذوه الى مشفى الشامى في دمشق وانقذوه من موت محقق ولكن الوعكة اياها اصابته مرة اخرى بعد ايام فودع هادى عالمنا يوم 27/9/1998 ودفن في مقبرة على مقربة من مقام السيدة زينب في الضواحى الجنوبية لدمشق ، تاركا وراءه كتبا مهمة منها : نظرية الحركة عند الشيراى ، الاغتيال في الاسلام ، التعذيب في الاسلام ، فصول عن المراة ، من قاموس التراث ، المنتخب من اللزوميات نقد الدولة والدين والناس ،شخصيات غير قلقة في الاسلام .



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوقنا وحقوقكم : رسالة سريعة الى مُطبعين في مجال الثقافة.
- حملة استعراضية على الفساد في تونس
- الأزمة في تونس من المسؤول عنها وهل يمكن الخروج منها ؟
- -تسريبات - تونسية
- بعض ملامح الوضع السياسي في تونس :حوار مع وكالة أنباء الأناضو ...
- ملاحظات سريعة حول الوضع في تونس الآن
- أية علاقة بين اتحاد الشغل والحكومات المتعاقبة في تونس ؟
- فريد العليبي - المفكر التونسي وأستاذ الفلسفة في الجامعة التو ...
- حوار حول الشورى والديمقراطية
- درس عظيم من يوم النزول العظيم
- بعد نصف ساعة نعود إلى فلسطين .
- ابن رشد و المرض في الدين
- ذبيح عيد الأضحى الجعد بن درهم .
- بتهمة الاعتداء على المقدسات صُلب الحلاج و أحرق حيا .
- برنارد هنري ليفي و السفير المقتول في بنغازي .
- سلفادور ألندي في ذكراه .
- الشيخ القابع وراء الأكمة .
- الديني و السياسي في الانتفاضة التونسية /الحلقة الثالثة .
- الديني و السياسي في الانتفاضة التونسية / الحلقة الثانية
- شيطان مصطفى بن جعفر وشبح زين العابدين بن على


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد العليبي - هادي علوي وتفاح نايف حواتمة