أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هاشم عبد الرحمن تكروري - قراءة روائية لإنجلترا البريطانية...















المزيد.....



قراءة روائية لإنجلترا البريطانية...


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 5561 - 2017 / 6 / 24 - 01:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قراءة روائية لإنجلترا البريطانية...
لعلّ حلم الطفولة وما تبعه من يقظة الشباب في الاستقرار في المملكة المتحدة وخاصة إنجلترا هو ما دفعني لكتابة نبذة مختصرة عمّا أحببت، وكعادتي من محبة مشاركة الآخرين، بما يجول في عقلي، وما تبغي خطه يدي، وتسير إليه قدمي؛ كانت هذه السطور...
إنْجِلْترا؛ أو إنْكِلْترا؛ بالإنجليزية: "England" إنگلاند، هي أكبر دولة في المملكة المتحدة وتشترك في الحدود البرية مع اسكتلندا في الشمال وويلز في الغرب والبحر الأيرلندي في الشمال الغربي وبحر الكلت في الجنوب الغربي وبحر الشمال في الشرق، وتفصلها القناة الإنجليزية عن القارة الأوروبية جنوبًا، ويتكون البر الرئيسي لإنجلترا من الأجزاء الوسطى والجنوبية من جزيرة بريطانيا العظمى في شمال المحيط الأطلسي، كما تشمل أيضًا أكثر من 001 جزيرة صغيرة، مثل: جزر سيلي وجزيرة وايت...
استوطن الإنسان أول مرة في المنطقة المعروفة الآن باسم إنجلترا في فترة العصر الحجري القديم، ويعود أصل كلمة إنجلترا إلى الآنجلز ؛ وهي إحدى قبائل الجرمان التي استقرت خلال القرن الخامس والسادس الميلادي، وأصبحت إنجلترا دولة موحدة في العام 927 م، ومنذ عصر الاستكشاف الذي بدأ في القرن الخامس عشر، أخذ تأثيرها الثقافي والقانوني يمتد وينتشر شيئاً فشيئاً عبر العالم بأكمله، حيث نشأت فيها اللغة الإنجليزية والكنيسة الإنجليكانية والقانون الإنجليزي (وهو أساس النظام التشريعي للقانون العام في عديد من الدول حول العالم)، كما أن نظامها البرلماني والحكومي يؤخذ به على نطاق واسع من الدول الأخرى، وإنجلترا مهد الثورة الصناعية التي انطلقت في القرن الثامن عشر، وحوّلت البلاد إلى أول أمة صناعية في العالم، ووضعت الجمعية الملكية أسس العلوم التجريبية الحديثة.
وأغلب أراضي إنجلترا سهلية، وإن كان هناك بعض المناطق المرتفعة في الشمال مثل: مقاطعة ليك، بينينز ويوركشاير مورز، وفي الجنوب والجنوب الغربي دارتمور وكوتسوولدز وشمال وجنوب داونز، وعاصمة إنجلترا لندن، وهي أكبر منطقة مدنية في المملكة المتحدة؛ وأكبر منطقة حضرية في الاتحاد الأوروبي بكل المقاييس، ويصل عدد سكان إنجلترا إلى 51 مليون نسمة، وهم يُشكلون حوالي 84% من سكان المملكة المتحدة بشكل عام؛ ويتركزون بشكل كبير في لندن وجنوب شرق إنجلترا والمجتمعات الحضرية في وسطها وشمال غربها وشمال شرقها ويوركشاير التي أنشأت كمنطقة صناعية كبرى خلال القرن التاسع عشر.
وكانت مملكة إنجلترا - بما فيها ويلز - مستقلة حتى 1 مايو من العام 1707م، عندما بدأت قوانين الاتحاد (Acts of -union-) بتنفيذ الشروط المتفق عليها بمعاهدة الاتحاد مع مملكة اسكتلندا التي أبرمت قبل عام، فأدى ذلك إلى اتحاد سياسي باسم مملكة بريطانيا العظمى، وفي العام 1800 م اتحدت بريطانيا العظمى مع مملكة إيرلندا عن طريق قانون اتحادي آخر، فنتج عنها المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا، وفي العام 1922م انفصلت عنها إيرلندا مكونة دولة إيرلندا الحرة؛ وهي ذات سيادة منفصلة، غير أن القانون الملكي والبرلماني للعام 1927م قام بدمج ست مقاطعات إيرلندية في جسم المملكة، فأنشئت المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية الحالية.
ويشتق اسم "إنجلترا" من الكلمة الإنجليزية القديمة" Englaland"، التي تعني "أرض الأنجل"، والأنجل كانت واحدة من القبائل الجرمانية التي استقرت في إنجلترا خلال أوائل العصور الوسطى، وقد وصل هؤلاء القوم إلى بريطانيا من شبه جزيرة أنغلن الواقعة في منطقة خليج كييل في بحر البلطيق، ووفقًا لقاموس أوكسفورد الإنجليزي، كان أول استخدام معروف لكلمة "إنجلترا" في عام 897م، وقُصد به الإشارة إلى الجزء الجنوبي من جزيرة بريطانيا، أما في العصور الحديثة، فقد استخدم لأول مرة في الكتابات عام 1538م، ويذكر أن أول تصديق على الاسم كان في القرن الأول عن طريق المؤرخ الروماني تاسيتس، في كتابه الذي يحمل عنوان "جرمانيا"، حيث تظهر الكلمة اللاتينية "Anglii" في أكثر من موقع، وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع أن اسم إنجلترا مشتق من قبيلة الأنجل، إلا أن قسمًا من العلماء يُقرر نظرياتٍ أخرى حول أصله، فقد اقترح بعضهم أنه مستمد من شكل شبه جزيرة أنغلن، ذي الزوايا العديدة (بالإنجليزية: Angular)، وقد سماها العرب قديما ً الإنكتار، ومن الأسماء البديلة لإنجلترا اسم "ألبيون"، وغالبًا ما يُقصد الإشارة به إلى جزيرة بريطانيا بأكملها. وظهر أول تسجيل للاسم في مجموعة كتابات لأرسطو، تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، حيث جاء فيها: «ما وراء أعمدة هرقل تقع المحيطات التي تتدفق على مدار الأرض، وفيها اثنتان من الجزر الكبيرة المسماة بريتانيا، وهي جزائر ألبيون وأيرين، ويمكن تقفي أصول كلمة ألبيون (باليونانية القديمة: Ἀλβίων) إلى كلمتين اثنتين: إما أنها مشتقة من الكلمة اللاتينية "ألباس" بمعنى بيضاء، في إشارة إلى المنحدرات الصخرية البيضاء في دوفر، والتي هي المشهد الأول الذي تقع عليه عيون الناظر المتجه من القارة الأوروبية إلى بريطانيا، وتم اقتراح أصل بديل عُثر عليه في كتيّب قديم لأحد التجّار المتجولين مجهول الهوية، يعود للقرن السادس قبل الميلاد على الأرجح، ذكر فيه جزيرة "Albiones". يُطلق اسم "ألبيون" على إنجلترا حاليًا، وذلك في أكثر الأعمال الأدبية، ومن الأسماء الرومانسية الأخرى لإنجلترا: "لورغيا" المشتقة من كلمة Lloegr الويلزية، المشتقة بدورها من أسطورة الملك آرثر.
وأقدم الأدلة التي تفيد باستيطان الإنسان في المنطقة المعروفة حاليًا بإنجلترا هي عبارة عن بقايا متحجرة للإنسان السلفي (Homo antecessor)، تعود إلى ما يقرب من 780.000 عام مضت، أما أقدم عظام تعود لإنسان عاقل مكتشفة في إنجلترا فهي ترجع لحوالي 500.000 عام، واستوطن البشر العاقلون إنجلترا خلال العصر الحجري القديم العلوي، وتفيد الأدلّة أنهم كانوا في بداية أمرهم قومًا رُحّل، ولم تظهر المستوطنات الدائمة في سجل الآثار إلا خلال السنوات الستة آلاف الماضية، واستمرت إنجلترا مأهولة ببضعة أنواع من الثدييات الضخمة بعد نهاية العصر الجليدي الأخير، ومن هذه الثدييات الماموث، والبيسون الأوروبي، ووحيد القرن الصوفي، أما البشر فهجروا المنطقة هربًا من شدّة البرد والصقيع، ومنذ 11.000 عام -أي عندما بدأت صفائح الجليد في الانحسار- عاد البشر ليعمروا المنطقة مجددًا؛ وتقترح البحوث الوراثية أنهم جاؤوا من الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الإيبيرية، وكان مستوى سطح البحر أقل مما هو عليه الآن، وكانت بريطانيا متصلة عن طريق البر بكل من إيرلندا وأوراسيا؛ وعندما ارتفع مستوى البحر مجددًا، منذ حوالي 10000عام، انفصلت عن إيرلندا، ثم عن أوراسيا بعد ألفي عام.
وظهرت حضارة الدورق في إنجلترا قبل 2500 عام من الميلاد، وتركت آثارًا هي عبارة عن أوعية غذائية مصنوعة من الفخار والنحاس، كما شيد أبناؤها العديد من المعالم الرئيسة الباقية مثل ستونهنج وأفيبري، وقاموا بصهر القصدير والنحاس، وكلاهما موجود بوفرة في المنطقة، فصنعوا البرونز، وعرفوا صناعة الحديد من خامه في وقت لاحق، وكانوا قادرين على غزل ونسج صوف الغنم، الذي صنعوا منه الملابس.
وخلال العصر الحديدي، استوطنت إنجلترا عدّة قبائل كلتية، وصلت من أوروبا الوسطى. وقد سمح تطوير صهر الحديد بصناعة محراث أفضل، مما أدى إلى تقدم الزراعة، وكذلك أصبح بالإمكان إنتاج أسلحة أكثر فعالية، وكانت اللغة البريثونية هي اللغة المنطوقة خلال هذا الوقت، وكان المجتمع قبليًا، ووفقًا لكتاب الجغرافيا لبطليموس؛ فإنه كان هناك نحو 02 قبيلة مختلفة في المنطقة، أما الفترة التاريخية السابقة فلا يزال الغموض يكتنفها، لأن البريطانيين كانوا لا يعرفون القراءة والكتابة خلال تلك الفترة، ولم يتركوا مؤلفات تتحدث عن حياتهم وبلادهم في هذا العهد، كغيرها من المناطق الأخرى الواقعة على حافة الإمبراطورية، وتمتعت بريطانيا بروابط تجارية مع الرومان وقد، حاول يوليوس قيصر غزو بريطانيا مرتين في العام 55 قبل الميلاد، لكن غزواته فشلت إلى حد كبير، إلا أنه تمكن من إقامة نظام ملكي عميل، وغزا الرومان بريطانيا عام 43 ميلادية في عهد الامبراطور كلوديوس، وضُمّت المنطقة إلى الامبراطورية الرومانية، وأُطلق عليها اسم مقاطعة بريتانيا. قاومت عدّة قبائل الغزو الروماني لجزيرتها طيلة أعوام، وأشهر تلك القبائل كانت "كاتوفيليوني" بقيادة كاراتاكوس، وفي وقت لاحق، حدثت انتفاضة بقيادة بوديكا، ملكة إيسيني، أدت إلى مقتلها في معركة شارع واتلينغ، وشهدت هذه الحقبة انتشارًا واسعًا للثقافة اليونانية الرومانية، حيث أُدخلتِ الكثير من معالم الحضارة إلى البلاد مثل القانون، والعمارة الرومانية، وأنظمة الصرف الصحي، وأُنشئت المدارس، واستُقدمتِ الكثير من النباتات الزراعية الصالحة للأكل من أوروبا، وتَعرّف السكّان على الحرير، وفي القرن الثالث، توفي الامبراطور سيبتيموس سيفيروس في يورك، ومنها أعلن قسطنطين الأول في وقت لاحق نفسه إمبراطورًا.
دخلت المسيحية البلاد لأول مرة عن طريق يوسف الرامي، بينما يدعي آخرون دخولها عن طريق لوسيوس البريطاني، وفي العام 410م، غادر الرومان الجزيرة، للدفاع عن حدود الإمبراطورية في أوروبا القارية، بعد أن ضعفت قوتها وأخذت تتضعضع وتنهار أمام حروب الأباطرة الداخلية، وإثر انسحاب الجيوش الرومانية، أصبحت بريطانيا مفتوحة للغزو من جانب المحاربين البحريين الوثنيين مثل الساكسون والجوتس الذين سيطروا على المناطق المحيطة بالجنوب الشرقي، واستمروا يتقدمون بفتوحاتهم لفترة من الوقت، حتى استطاع البريطانيون صدّهم في معركة جبل بادون، فتوقفت غزواتهم لفترة مؤقتة من الزمن، كذلك تمكن الآنجلز من غزو المملكة البريثونية في الشمال، خلال القرن السادس، والبيانات الموثوقة لهذه الفترة شحيحة، كما هي الأدلة الأثرية، الأمر الذي جعل المؤرخين يسمّون هذه الحقبة التاريخية بعصر الظلام، وهناك عدة نظريات متضاربة تتعلق بمسألة استقرار الأنجلوساكسون في بريطانيا؛ فالبعض يقول إن عددًا من ملوكهم كان بريطانيًا واختلط معهم، وبعضهم الآخر ينكر ذلك، لكن على العموم، يتفق كل المؤرخين أنه بحلول القرن السابع، ظهرت مجموعة متماسكة من الممالك الأنجلوسكسونية الصغيرة المعروفة باسم "هبتاركي" في جنوب ووسط بريطانيا، منها: نورثمبريا، مرسيا، أنجليا الشرقية، إسكس، كنت، ساسكس، وويسكس، وقد قضى الأنجلوساكسون على الديانة المسيحية في البلاد بعد دخولهم إليها، ولم ترجع هذه الديانة إليها إلا عن طريق أوغسطين الروماني في العام 597م وأيدان الإيرلندي، وكانت مملكتا نورثمبريا ومرسيا أكثر القوى المهيمنة على الجزيرة في ذلك العهد؛ لكن كل ذلك تغيّر بعد فتوحات الفايكينج في شمال وشرق البلاد، حيث أصبحت المملكة الإنجليزية البارزة هي ويسكس تحت قيادة ألفريد العظيم، الذي تمكّن حفيده أثيلستان من توحيد إنجلترا في العام 977م، بعد أن هزم الملك إيدريد وحليفه أريك أبو الفأس الدموية ملك الفايكينج، وغزا الإسكندنافيون إنجلترا مرة أخرى في أواخر القرن العاشر، وتمكن الملك كانوت العظيم من ضم إنجلترا إلى إمبراطوريته التي شملت أيضا الدنمارك والنرويج، إلا أن سلالة وسكس تمكنت في نهاية المطاف من استعادة السيطرة على إنجلترا تحت قيادة الملك إدوارد المعترف عام 1042م ، وتم غزو إنجلترا في العام 1066 من قبل جيش بقيادة وليام الفاتح من دوقية نورماندي، وهي إقطاعية تابعة للمملكة الفرنسية، وكان وليام هذا من النورمان الذين ترجع أصولهم إلى إسكندنافيا، واستقروا في نورماندي من بضعة قرون سابقة، وأدخل النورمان الإقطاعية إلى إنجلترا وأنشأوا القلاع في جميع أنحائها، وكانت اللغة المنطوقة من النخبة الارستقراطية الجديدة هي الفرنسية النورمانية، والتي كان لها تأثير كبير في تطوّر اللغة الإنجليزية، وورث آل بلنتجنت العرش الإنجليزي تحت قيادة هنري الثاني، الذي أضاف إنجلترا إلى إمبراطوريته الناشئة الإقطاعية (التي عرفت فيما بعد بالإمبراطورية الأنجيفية) التي ورثتها العائلة في فرنسا، وقد حكمت هذه الأسرة البلاد طيلة ثلاثة قرون، وينتسب إليها ملوك مشهورون، أمثال ريتشارد الأول، إدوارد الأول، إدوارد الثالث، وهنري الخامس، وشهدت هذه الفترة تحسنًا في مجالي التجارة والتشريعات، فتم خلالها توقيع وثيقة ماجنا كارتا التي حدّت من سلطات الملك وحمت حقوق العامّة، وازدهرت الرهبنة الكاثوليكية، وظهر عدد من الفلاسفة، كما تأسست جامعتي أوكسفورد وكامبريدج برعاية ملكية، كما أصبحت إمارة ويلز إقطاعية تابعة للمملكة خلال القرن الثالث عشر، وقام البابا بوهب السيادة على إيرلندا للنظام الملكي الإنجليزي خلال القرن الرابع عشر، وادّعى كل من آل بلنتجنت وآل فالوا الفرنسيون بأنه الوريث الشرعي لآل كابيه -سادة العرش الفرنسي السابقين-، واشتبكت القوتان في حرب المئة عام، كما ضرب وباء الموت الأسود (الطاعون) إنجلترا، ابتداء من العام 1348، وحصد نصف عدد سكان البلاد. كما دارت حرب أهلية من العام 1453 حتى العام 1487 بين فرعين من العائلة المالكة وهما: آل يورك وآل لانشستر، تلك الحرب التي تعرف باسم حرب الوردتين، والتي أدت في نهاية المطاف إلى فقدان آل يورك العرش تمامًا لصالح آل تيودور من ويلز، وهؤلاء فرع من آل لانشستر برئاسة هنري تودور؛ الذي حارب بجيش من الويلزيين والمرتزقة، وأحرز النصر في معركة بوسورث حيث قتل الملك اليوركي ريتشارد الثالث.
وكانت فترة حكم أسرة تيودور حافلة بالأحداث، فخلال هذا العهد ظهرت ملامح النهضة العلمية والأدبية في إنجلترا، على يد عدد من رجال الحاشية الإيطالية، الذين استقدمتهم الأسرة سالفة الذكر، فقاموا ببعث الأنظمة الفنيّة والتربوية والمدرسية، التي كانت سائدة في العصور الكلاسيكية القديمة، وبدأت إنجلترا في هذا الوقت تطور مهاراتها البحرية، فاخترع العلماء الإنجليز جهاز المزواة لقياس الزوايا العمودية والأفقية واستكشاف الغرب. وكانت الدولة العثمانية المسيطرة على البحر الأبيض المتوسط تمثل حافزًا لمثل هذه الاكتشافات، بسبب إغلاقها دروب التجارة البحرية مع الشرق أمام الدول المسيحية الأوروبية، وانفصل هنري الثامن عن الكنيسة الكاثوليكية، بسبب قضايا متعلقة بطلاقه من إحدى زوجاته في العام 1534، ونصّب نفسه رئيسًا على كنيسة إنجلترا، وخلافًا للكثير من الانقلابات البروتستانتية الأوروبية الأخرى، فإن سبب الانفصال عن روما كان سياسيًا أكثر منه لاهوتيًا، وضمت أسرة تيودور إلى مملكتهم أرض أجدادهم -ويلز-، وقد تم ذلك بصورة قانونية، مع إصدار الملك قرارات بين الأعوام 1535–1542، وقد نشبت صراعات داخلية دينية خلال عهد بنات هنري الثامن: أنّا ماري وإليزابيث، حيث حاولت الأولى إعادة البلاد مرة أخرى إلى الكاثوليكية، في حين أن الأخيرة انفصلت عنها بقوة أشد؛ مؤكدة تفوّق الكنيسة الإنجيلية، وهزم الأسطول الإنجليزي تحت قيادة فرانسيس دريك أسطول الإرمادا الإسبانية خلال فترة حكم إليزابيث، فأضحت إنجلترا سيدة البحار بلا منازع، وشرعت تتنافس مع إسبانيا على زعامة العالم الجديد، وكان من نتيجة ذلك أن تأسست أول مستعمرة إنجليزية في الأمريكيتين على يد المستكشف والتر رالي في العام 1585م، وأُطلق عليها اسم فيرجينيا تيمنًا بالملكة إليزابيث، المعروفة باسم "الملكة العذراء" The Virgin queen)). ونافست إنجلترا الهولنديين والفرنسيين في آسيا الشرقية، عبر شركة الهند الشرقية، كما تغير وضع الجزر البريطانية، عندما ورثت أسرة ستيوارت حاكمة اسكتلندا، عرش المملكة الإنجليزية، التي تنافست معها لوقت طويل، فكان من نتيجة ذلك اتحاد المملكتين تحت حكم جيمس الأول في العام 1603م، الذي نصب نفسه ملك لبريطانيا العظمى، على الرغم من عدم وجود أساس لهذا في القانون الإنجليزي.
واندلعت الحرب الأهلية الإنجليزية في العام 1642م، بين البرلمانيين وبين أنصار الملك تشارلز الأول، والمعروفين باسم "ذوي الرؤوس المستديرة"؛ والفرسان على التوالي؛ بسبب اضطراب الأوضاع السياسية والدينية والاجتماعية، وتعدّ هذه الحرب جزءً لا يتجزّأ من حروب الممالك الثلاث، التي ضمت اسكتلندا وإيرلندا أيضًاً، وانتصر البرلمانيون، وأُعدم تشارلز الأول، واستُبدلتِ المملكة بدولة الكومنولث، وأعلن اللورد أوليفر كرومويل قائد قوات البرلمان، نفسه حامي الكومنولث في العام 1653م، وحكم البلاد بنفسه لفترة قصيرة من الزمن، وبعد وفاة كرومويل، دُعي الملك تشارلز الثاني للعودة إلى منصبه في العام 1660م، فقام بإصلاح النظام السياسي، وأصبح الدستور ينص على تولّي الملك والبرلمان مقاليد الحكم معًا، إلا أن ذلك لم يُعمل به بشكل كامل من الناحية العملية حتى القرن التالي، كذلك قام هذا الملك بتشجيع العلوم والفنون عبر تأسيسه الجمعية الملكية. وقد دمر حريق لندن الكبير في العام 1666م العاصمة، ولكن تم بناؤها بعد فترة وجيزة. وظهر حزبان سياسيان في البرلمان - المحافظون واليمينيون؛ كان الأول ملكيًا؛ في حين أن الأخير كان كلاسيكيًا ليبراليًا، وعلى الرغم من أن حزب المحافظين أيّد في البداية الملك الكاثوليكي جيمس الثاني، ولكن بعضًا منهم وقف جنبًا إلى جنب مع اليمينيين، وعزلوه في ثورة عام 1688م، ودعوا الأمير الهولندي وليام الثالث ليصبح ملكًا. وبعض الإنجليز، لا سيما في الشمال كانوا يَعاقبة؛ وواصلوا دعم جيمس وأبنائه وبعد موافقة برلمانات إنجلترا واسكتلندا على حد سواء، انضم البلدان في اتحاد سياسي، فولدت مملكة بريطانيا العظمى في العام 1707م، وفي سبيل استيعاب الوحدة، فإن بعض المؤسسات المهمة، مثل المؤسسة القانونية والكنيسة الوطنية لكل من الدولتين، ظلت منفصلة.
وفي ظل مملكة بريطانيا العظمى -حديثة التكوين-، ساهم المردود المالي للجمعية الملكية وغيرها من المبادرات الإنجليزية، بالإضافة إلى المتنورون الإسكتلنديون، في ابتكار الكثير من الاختراعات العلمية والهندسية، التي ساعدت على إنشاء الإمبراطورية البريطانية، والتي أصبحت إحدى أكبر الإمبراطوريات العظمى في التاريخ. وفي ظلها أيضًا، قامت الثورة الصناعية، وهي فترة اتّسمت بتغيرات عميقة في الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لإنجلترا، أدت إلى تطور في فنون الزراعة والصناعة والهندسة والتعدين، فضلاً عن ظهور السكك الحديدية الجديدة والرائدة وشبكات المياه لتسهيل توسيعها وتطويرها. وافتتحت قناة بريدج ووتر في شمال غرب إنجلترا عام 1761م، مما شكّل بداية عصر القنوات في بريطانيا. فوي العام 1825 افتتحت أول سكة حديدية بخارية للقاطرات ناقلة الركاب، وهي سكة حديد ستوكتون ودارلينجتون، وانتقل خلال الثورة الصناعية العديد من العمال من الريف إلى المناطق الحضرية الجديدة والتوسعية للعمل في المصانع، ومن أبرزها مانشستر وبرمنغهام، اللتين لقبتا "مدينة المستودعات" و"ورشة عمل العالم" على التوالي. وحافظت إنجلترا على استقرارها الداخلي بصورة نسبية طيلة عهد الثورة الفرنسية؛ وفي تلك المرحلة تولّى وليام بت الأصغر رئاسة الوزراء، واعتلى الملك جورج الثالث عرش البلاد.
و أثناء الحروب النابليونية، خطط نابليون بونابرت لغزو بريطانيا من الجنوب الشرقي، لكن خطته فشلت، وهزمت القوات الفرنسية على يد البريطانيين في معركتين، إحداهما بحرية بقيادة اللورد نيلسون، والثانية بريّة على يد دوق ويلينجتون، وعززت الحروب النابليونية مفهوم البريطانية والوطنية الموحدة في نفوس الشعب، من إنجليز وإسكتلنديين وويليزيين، على حد سواء.
وأصبحت لندن أكبر منطقة حضرية وأكثرها اكتظاظاً بالسكان في العالم خلال العصر الفيكتوري، واصبحت التجارة مع الإمبراطورية البريطانية أمرًا مرموقًا، وعلا شأن الجيش البريطاني والبحرية، وأدّت تحولات السلطة في شرق ووسط أوروبا إلى نشوب الحرب العالمية الأولى؛ ومات الآلاف من الجنود الإنجليزيين في الخنادق وهم يقاتلون في سبيل بلادهم، بوصفهم جزء من قوّات الحلفاء، وبعد عقدين من الزمن، في الحرب العالمية الثانية، قاتلت المملكة المتحدة مرة أخرى إلى جانب الحلفاء وكان ونستون تشرشل يحتل منصب رئيس الوزراء في ذلك الوقت، وأدى التطور في التقنية الحربية إلى تدمير العديد من المدن خلال الغارات الجوية، وفي أعقاب الحرب شهدت الامبراطورية البريطانية الاستعمار السريع، فضلاً عن سلسلة من الابتكارات التكنولوجية، حيث أصبحت السيارات الوسيلة الأساسية للنقل، وتطويرات فرانك ويتل في المحرك النفاث أدت إلى توسيع نطاق السفر جواً.
ومنذ بداية القرن العشرين، ازدادت حركة الهجرة إلى إنجلترا، وكان معظم المهاجرين قادم من مناطق أخرى من الجزر البريطانية، وأيضا من دول الكومنولث، وخصوصا من شبه القارة الهندية، ومنذ العام 1970م، أخذت البلاد تتجه تدرجيًا بعيدًا عن التصنيع وتركّز أكثر على الاهتمام بقطاع الخدمات، وانضمت المملكة المتحدة إلى مبادرة السوق المشتركة والتي سميت السوق الأوروبية المشتركة، التي تحوّلت بدورها إلى الاتحاد الأوروبي ، كما زاد التركيز على هوية إنجليزية محددة أكثر وطنية، مما نتج عنه انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي مجدداً مطلع العام 2017م.
والنظام السياسي السائد في إنجلترا هو نظام ملكي دستوري ديمقراطي برلماني، وذلك بوصفها جزء من المملكة المتحدة، ولم يكن هناك حكومة لإنجلترا في العام 1707م ، عندما وضعت معاهدة الاتحاد حيز التنفيذ، والتي على إثرها اندمجت إنجلترا واسكتلندا لتشكلا مملكة بريطانيا العظمى، وقبل اتحاد إنجلترا كان يحكمها نظامها الملكي الخاص وبرلمانها المستقل، تحُكم إنجلترا اليوم بواسطة برلمان المملكة المتحدة، على الرغم من أن البلدان الأخرى في المملكة المتحدة لها حكومات منفصلة، وهناك 529 دائرة انتخابية في إنجلترا، يمثلون بستمائة وستة وأربعون مقعدًا في مجلس العموم، الذي هو مجلس نواب البرلمان البريطاني ومقره في قصر وستمنستر.
والنظام القانوني الإنجليزي، والذي تطور عبر القرون، هو الأساس لكثير من النظم القانونية في الدول الخاضعة لحكم التاج البريطاني. على الرغم من كونهم جزءاً من المملكة المتحدة، إلا أن النظام القانوني لمحاكم إنجلترا وويلز مستقل عن نظيره المستخدم في اسكتلندا كجزء من معاهدة الاتحاد، وتتربع محكمة القضاء العليا على قمّة النظام القضائي في إنجلترا وويلز، وهذه المحكمة تتألف من محكمة الاستئناف، ومحكمة العدل العليا للقضايا المدنية ومحكمة التاج للقضايا الجنائية، ومحكمة القضاء العليا هي أعلى المحكمات درجة فيما يتعلق بالقضايا الجنائية والمدنية في إنجلترا وويلز، وقد تم إنشاؤها في العام 2009م؛ بعد التغييرات الدستورية. وقرارات محكمة الاستئناف ملزمة لجميع المحاكم الأخرى في التسلسل الهرمي للمحاكم. وإنجلترا أول دولة بدأت بتطبيق قوانين دولة الرفاه أو ما يسمى قوانين مساعدة الفقراء بدأ من العام 1660م، والتعديلات المتلاحقة له، ويعتبر قانون الفقراء الإنكليزي للعام 1834 م ؛من أكثر القوانين إثارة للجدل حتى الآن.
وتقسم المقاطعات الإنجليزية إلى أربعة مستويات من التقسيمات الإدارية، يتم إدارتها عن طريق مجموعة متنوعة من الكيانات الشبيهة بالحكومات المحلية، الطبقة العليا من التقسيمات (المناطق) هي ما يُعرف باسم المناطق التسع في إنجلترا وهي: شمال شرق إنجلترا، شمال غرب انجلترا، يوركشاير وهامبر، شرق ميدلاندز، غرب ميدلاندز، شرق إنجلترا، جنوب شرق إنجلترا، جنوب غرب إنجلترا، ولندن الكبرى. وهذه تم إنشاؤها في العام 1994م على هيئة إدارات حكومية، وتستخدم من قبل الحكومة البريطانية لتقديم مجموعة واسعة من السياسات والبرامج على المستوى الإقليمي، فهي تستخدم لانتخاب أعضاء البرلمان الأوروبي على أساس إقليمي، بعدما بدأ تنفيذ هذا القرار، كان من المخطط إجراء الاستفتاءات على مناطق إنجلترا في المجالس الإقليمية الخاصة بها، وقبلت لندن النظام الجديد في العام 1998م، وأنشأ المجلس الإقليمي الخاص بلندن الكبرى بعد ذلك بعامين؛ ومع ذلك، فإن الاقتراح قد رفض في استفتاءات تحوّل السلطة عام 2004 م، في شمال شرق البلاد، وألغيت المزيد من الاستفتاءات، وفي العام 2011م؛ تم إلغاء جميع الإدارات الحكومية الإقليمية.
وتُقسم إنجلترا وفقًا للمستوى التالي إلى 48 مقاطعة رسمية، وتستخدم هذه المقاطعات في المقام الأول باعتبارها الإطار المرجعي الجغرافي، وقد تطورت تدريجيا منذ العصور الوسطى، وآخرها يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1974م، ويتولّى إدارة شؤون كل مقاطعة من هذه المقاطعات موظفين حكوميين، أعلاهما رتبة يُعرف باسم الحاكم، وأدناهما يُعرف باسم العمدة؛ وهما يُعتبران ممثلان محليان لملك بريطانيا، بالإضافة إلى لندن الكبرى وجزر سيسيلي.
تُقسم إنجلترا أيضا إلى 83 مقاطعة حضرية وغير حضرية، وهناك ست مقاطعات حضرية تمثل المناطق الأكثر تحضرا ولا تتولى شؤونها أية مجالس للمقاطعات، وفي هذه المناطق مصدر السلطات هي دائرة البلدة، وهناك 27 مقاطعة غير حضرية ذات مجلس مقاطعة وتُقسّم بدورها إلى وحدات لكل منها مجلس وحدة؛ وهذه المقاطعات عادة، وإن لم يكن دائماً، موجودة في أكثر المناطق الريفية، والمقاطعات غير الحضرية المتبقية مكونة من حي واحد وعادة ما تتساوى مع المدن الكبيرة أو المقاطعات ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وهي المعروفة باسم الوحدات المحلية، تمتلك لندن الكبرى نظام مختلف للحكم المحلي، إذ تضم اثنين وثلاثين ضاحية بالإضافة إلى مدينة لندن التي تغطي منطقة صغيرة في وسط هذا التجمّع، وهي تخضع لمجلس لندن الكبرى، وعلى المستوى الأكثر محلية، فإن معظم إنجلترا مقسم إلى دوائر مدنية مع مجالس داخلية.
تمثل إنجلترا ثلثي البر الرئيسي الأوسط والجنوبي لجزيرة بريطانيا، بالإضافة إلى جزيرة وايت وجزر سيلي في البحر، ويحدها من الشمال اسكتلندا، ومن الغرب ويلز، وتعتبر إنجلترا الأقرب إلى القارة الأوروبية من أي جزء آخر من الجزر البريطانية، ويفصلها عن فرنسا مضيق بحري هو مضيق دوفر، ويربط الدولتين نفق المانش بالقرب من فولكستون، تحيط بإنجلترا مياه البحر الأيرلندي، وبحر الشمال والمحيط الأطلسي، وأهم الأنهار فيها، هي نهر التايمز ونهر ميرسي ونهر تاين، ويعتبر نهر سيفيرن أطول الأنهار التي تجرى في إنجلترا، إذ أن طوله يصل إلى 354 كم ويصب في قناة بريستول؛ ومع ذلك، فإن الاعتقاد الشائع هو أن نهر التايمز، هو الأطول رغم أن طوله يصل إلى 346 كم، وهناك العديد من البحيرات في إنجلترا أغلبها مسماة على اسم المقاطعة التي تقع بها، وأكبرها بحيرة ويندمير؛ المعروفة بلقب "ملكة البحيرات"، وتُعرف جبال بينينز بالعمود الفقري لإنجلترا، وهي أقدم سلسلة جبال في البلاد، والتي تكونت في نهاية الحقبة البالوزية منذ حوالي 300 مليون عام مضت، و يصل الطول الإجمالي للبينينز إلى 400 كم، وتبلغ ذروتها في كروس فيل في كامبريا، وتتألف من مواد هي في معظمها من الحجر الرملي والحجر الجيري، وأيضا من الفحم الحجري؛ وهناك تكوينات كارستية في المناطق الكالسية في أجزاء من يوركشاير وديربيشير، وهي تضم ثلاث محميات طبيعية، ويبلغ ارتفاع أعلى نقطة في إنجلترا 978 م، وهي قمة سكافيل في كامبريا. على جانبي الحدود بين إنجلترا واسكتلندا تقع تلال شفيوت، كما تنتشر السهول جنوب بينينز، وهي خضراء خصبة، تشمل سهول كوتسوولدز، وسهول شيلتيرن وشمال وجنوب داونز، وتلتقي هذه السهول جميعها عند صخرة بيضاء ظاهرة متمثلة في منحدرات دوفر الواقعة على الساحل، وتشكل تلال شفيوت ونهر تويد حدود إنجلترا مع اسكتلندا.
تتمتع إنجلترا بمناخ محيطي معتدل بمعنى أنه يعتبر معتدلاً مع درجات حرارة لا تقل كثيراً عن الصفر في فصل الشتاء ولا تزيد عن 32° مئوية في فصل الصيف، والطقس رطب نسبياً، والشهور الأكثر برودة هي يناير وفبراير، ولا سيما على الساحل الإنجليزي، في حين أن يوليو هو عادة الشهر الأكثر دفئاً، والأشهر التي تتمتع بطقس دافئ مع أقل هطول للأمطار هي مايو ويونيو وسبتمبر وأكتوبر، وأكبر مؤثر مناخي في إنجلترا هو قربها من المحيط الأطلسي، وارتفاع درجة حرارة المياه المحيطة بتيار الخليج، وتحصل إنجلترا على نسبة كبيرة جداً من الأمطار خلال السنة، وبالأخص في الخريف والشتاء، وأعلى درجات الحرارة التي تمّ تسجيلها في البلاد وصلت إلى 38° مئوية في 10 أغسطس 2003، في بروجديل في كنت، في حين وصلت الأدنى إلى -26.1 ° مئوية في 10 يناير 1982 في أيدجموند، شروبشير.
ومنطقة لندن الكبرى الحضرية هي أكبر منطقة حضرية في إنجلترا وواحدة من أكثر المدن ازدحاماً في العالم، وهي مدينة عالمية، وعدد سكانها أكبر من البلدان الأخرى في المملكة المتحدة، وتزداد الكثافة السكانية في شمال إنجلترا وفي ميدلاندز بشكل متطرد، وهناك حوالي 50 منطقة تصنف كمدينة في إنجلترا، من أصل ستة وستين في كامل المملكة المتحدة، وهناك العديد من المدن الكبيرة في إنجلترا، أبرزها برمنغهام ومانشستر وليفربول وليدز ونيوكاسل وبرادفورد ونوتنغهام، وغيرها، ولا يشترط العدد الكبير من السكان لتصنيف المنطقة كمدينة، تقليديًا، أرتبط تصنيف المدن بوجود الكاتدرائيات، حتى وإن كانت مدن صغيرة مثل ويليز وأيلى وريبون وترورو وشيستر.
يعتمد اقتصاد إنجلترا أساسًا على الصناعة والتجارة. وهي تُعدّ من الدول الصناعية الرئيسة في العالم، ويعتبر الاقتصاد الإنجليزي سوق مختلطة، فقد اتخذ كثيراً من مبادئ السوق الحرة على النقيض من رأسمالية الراين في أوروبا، ومع ذلك فهو يحافظ على بنية تحتية متطورة للرعاية الاجتماعية، و العملة الرسمية في إنجلترا هي الجنيه الاسترليني، "الباوند" والمعروف أيضا باسم GBP، والضرائب في إنجلترا تنافسية جداً بالمقارنة مع بقية دول أوروبا، واعتباراً من عام 2009م وصل المعدل الأساسي للضريبة الفردية إلى 20% من الدخل الخاضع للضريبة، و40% على أية أرباح إضافية فوق هذا المبلغ، ويُشكل اقتصاد إنجلترا الجزء الأكبر من اقتصاد المملكة المتحدة، التي تحتل المركز السادس على مستوى العالم حسب أعلى ناتج محلي إجمالي، وتعتبر إنجلترا من الدول الرائدة في قطاع الكيماويات والصناعات الدوائية والتقنيات، ولا سيما الفضائية منها، وصناعة الأسلحة، وعلى الجانب الإنتاجي من صناعة البرمجيات، وتعد مدينة لندن واحدة من أهم مراكز المال وأسواقه في العالم، ويعد بنك إنجلترا والبنك البريطاني الوطني وسوق لندن للأوراق المالية أهم بورصات العالم، وتصنف شركة لويد كأشهر شركات التأمين العالمية، ولندن، موطن البورصة الرئيسة في المملكة المتحدة؛ والأكبر في أوروبا، وهي المركز المالي لإنجلترا، كذلك فإن 500 مؤسسة تجارية من أصل 1000 مؤسسة أوروبية، تتخذ من لندن مقراً لها، ولندن أكبر مركز مالي في أوروبا، واعتباراً من العام 2009م؛ أصبحت الأكبر في العالم.
وبنك إنجلترا، الذي تأسس في العام 1694م؛ من قبل المصرفي الإسكوتلندي ويليام بيترسون، هو البنك المركزي في المملكة المتحدة، وتم أنشاؤه في الأصل ليكون بمثابة المصرف الخاص لحكومة إنجلترا، وقد تابع لعب هذا الدور؛ لكن بصفته المصرف الخاص بحكومة المملكة المتحدة، ومنذ العام 1946م، أصبح من المؤسسات المملوكة للدولة، وقد قام هذا البنك باحتكار إصدار الأوراق النقدية في إنجلترا وويلز، دون غيرهما من أجزاء المملكة المتحدة، وتتولى لجنة السياسة النقدية مسؤولية إدارة السياسة النقدية للبلاد وتحديد أسعار الفائدة. وتعتبر إنجلترا دولة متقدمة صناعياً بشكل عالي، ولكن منذ العام 1970م حصل انخفاض في الصناعات التقليدية الثقيلة والصناعات التصنيعية، وازداد التركيز على صناعة الخدمات والمزيد من الاقتصاد الموجه، وأصبحت السياحة من أهم مصادر الدخل، حيث تجذب الملايين من الزوار كل عام إلى إنجلترا، والجزء التصديري من الاقتصاد يهيمن عليه الأدوية والسيارات، على الرغم من أن العديد من العلامات التجارية الإنجليزية مملوكة للأجانب، مثل رولز رويس، ولوتس، وجاجوار وبنتلي.
وتشمل الموارد الطبيعية في إنجلترا الفحم الحجري، وخام الحديد من نوعية منخفضة، والنفط، والغاز الطبيعي، وتمتد أكبر مناجم الفحم الحجري على طول مرتفعات أبناين وحتى مقاطعة الأراضي الوسطى، أما ترسُّبات خام الحديد فتوجد في الأراضي الوسطى الشرقية ومقاطعة كمبريا، أما أهم حقول النفط والغاز الطبيعي فتوجد في بحر الشمال. ويتوافر الصلصال الصيني في جنوب غربي البلاد وترسُّبات الطباشير لصناعة الاسمنت في جنوبها الشرقي.
وتزخر المياه الساحلية بالأسماك، ويُعد قطاع الزراعة من القطاعات النشطة للغاية في البلاد، فهو يؤمن 60% من الاحتياجات الغذائية للسكان، لكن لا يعمل به إلا 2% فقط من القوة العاملة، ويحول ثلثي الإنتاج لتربية الماشية، والثلث الآخر للمحاصيل الزراعية.
وزارة النقل هي الهيئة الحكومية المسؤولة عن الإشراف على النقل في إنجلترا، ويوجد في إنجلترا العديد من الطرق الرئيسية، من أهمها طريق A1 الطريق الشمالي الكبير، الذي يمتد عبر الأنحاء الشرقية للبلاد من لندن إلى نيوكاسل، وأطول طريق للسيارات في إنجلترا هو طريق M6، ويمتد من الرجبي إلى الشمال الغربي حتى الحدود الإنجليزية الإسكوتلندية. وهناك غيرها من الطرق الرئيسية، مثل M1 الممتد من لندن إلى ليدز، وM25 الذي يطوِّق لندن، وإم 60 الذي يطوّق مانشستر، وخط إم4 السريع الممتد من لندن إلى ساوث ويلز، وخط إم62 السريع الممتد من ليفربول إلى مانشستر وشرق يوركشاير، وM5 الممتد من برمنجهام إلى بريستول والجنوب الغربي، وتنتشر حافلات النقل في جميع أنحاء البلاد، وتتولى تقديم خدمة النقل بواسطتها شركات كبرى مثل ناشيونال إكسبرس، وأريفا، ومجموعة الانطلاق. تعتبر الحافلات ذات الطابقين الحمراء في لندن رمزاً لإنجلترا، وتمتد شبكة السكك الحديدية السريعة في مدينتين انجليزيتين؛ مترو إنفاق لندن وتاين ومترو أنفاق وير، وهذا الأخير يقع في نيوكاسل، وجيتسهيد وسندرلاند، وهناك أيضاً شبكات الترام، مثل بلاكبول، مانشستر ميترولينك وشيفيلد سوبرترام ومترو ميدلان.
تعتبر السكك الحديدية في إنجلترا الأقدم في العالم، إذ أنشأ أول خطوطها في العام 1825م، ومعظم خطوط السكك الحديدية البريطانية، والبالغ طولها 16.116 كيلومتر (10.014 ميل)، تكمن في إنجلترا، وهي تغطي البلاد على نطاق واسع، وهذه الخطوط في معظمها مفردة، أو مزدوجة أو رباعية المسار، وإن كانت هناك خطوط ضيقة، وهناك أيضاً بضعة خطوط حديدية تصل إلى فرنسا وبلجيكا من خلال وجود وصلة للسكك الحديدية تحت البحر، الممتدة عبر نفق القنال الذي اكتمل إنشائه في العام 1994م، وهناك مرافق النقل الجوي في بريطانيا التي تربط المدن والسكّان بالعديد من الأماكن الدولية العامة، وأكبر مطار هو لندن هيثرو الذي يعد من حيث حجم الركاب أكثر المطارات ازدحاما في أوروبا وواحدا من أكثر المطارات ازدحاما في العالم، وتشمل المطارات الكبيرة الأخرى مطار مانشستر، ومطار لندن ستانستد، ومطار لوتون، ومطار برمينغهام، وأما النقل عن طريق البحر، فيتم عن طريق العبارة، سواء بالنسبة للرحلات الداخلية والخارجية، وبعض الرحلات الأكثر شيوعا هي إلى إيرلندا وهولندا وبلجيكا، والسفر عن طريق المجاري المائية الداخلية مثل الأنهار، القناة والمرافئ متاح أيضًا، ومشترك حول الممرات المائية الصالحة للملاحة في انكلترا، التي يصل طولها إلى 7.100 كـم (4.400 ميل)، ويعتبر نهر التايمز أهم الممرات الرئيسة في إنجلترا، مع تركز الواردات والصادرات في ميناء تيلبوري، وهو واحد من ثلاثة موانئ رئيسة في المملكة المتحدة.
أما قطاع الصحة فتتولاه اللجنة الوطنية للصحة؛ وهي نظام الرعاية الصحية الممولة من القطاع العام في إنجلترا والمسؤولة عن توفير الرعاية الصحية في غالبية البلاد، وبدأ تطبيق نظام التأمين الصحي في 5 يوليو سنة 1948م، ووضعت أحكام قانون الخدمة الوطنية للصحة موضع التنفيذ عام 1946، بناء على النتائج التي توصل إليها تقرير بيفيريدج، الذي أعده الخبير الاقتصادي والمصلح الاجتماعي ويليام بيفيريدج، وتمول دائرة الصحة الوطنية في معظمها من الضرائب العامة بما في ذلك مدفوعات التأمين الوطني، وتوفر معظم الخدمات بدون أي تكلفة إضافية على الرغم من وجود رسوم إضافية المرتبطة بإجراء اختبارات على العين، والعناية بالأسنان، والوصفات الطبية وجوانب الرعاية الشخصية. والإدارة الحكومية المسؤولة عن نظام التأمين الصحي هي وزارة الصحة، برئاسة وزير الدولة لشؤون الصحة، وأغلب نفقات وزارة الصحة تنفق على نظام التأمين الصحي؛ وفي السنوات الأخيرة أصبح القطاع الخاص يساهم بصورة متزايدة بتوفير المزيد من خدمات الصحة الوطنية؛ على الرغم من المعارضة من قبل الأطباء والنقابات العمالية، ومتوسط العمر المتوقع للسكان في إنجلترا هو 77.5 سنوات للذكور و81.7 سنوات للإناث، وهي أعلى نسبة في الدول الأربع للمملكة المتحدة.
معظم تجارتها الخارجية مع دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا، أما أهم وارداتها فتشمل: السيارات، والمواد الغذائية، مثل: الشاي، والقهوة، والآلات، والخشب، أما أهم صادراتها فهي: المواد الكيميائية والمعدات الثقيلة والنفط.
وتعتبر إنجلترا البلد الأكثر اكتظاظاً بالسكان في المملكة المتحدة، إذ يقطنها أكثر من 51 مليون نسمة وهو ما يمثل 84% من المجموع الكلي، تعتبر إنجلترا رابع أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان -قبل خروجها منه-، والرابعة والعشرين في العالم، ويصل معدل الكثافة السكانية في البلاد إلى 395 شخصا في الكيلومتر المربع الواحد، وتشير الأدلة الوراثية إلى أن ما بين 75 و95% من السكان تنحدر أصولهم من جهة الأب إلى المستوطنين الذين جاءوا من شبه الجزيرة الإيبيرية في عصور ما قبل التاريخ، والإسكندنافيين، بالإضافة إلى ما نسبته 5% من الآنجلز والساكسونيين، على الرغم من أن علماء وراثة آخرين يقولون بأن نسبة (الإسكندنافيون؛ الجرمانيون) من الشعب الإنجليزي، تصل إلى ما يقرب من النصف. وعبر مر الزمن، كان لمختلف الثقافات تأثير كبير على التكوين العرقي والثقافي لإنجلترا، ومن هذه: البريثونية، الرومانية، الأنجلوسكسونية، الفايكنجية، الثقافات الغاليّة، بالإضافة إلى النورمان.
وفي كتاب وينشيستر، الذي تم تجميعه في العام 1086م، ذكر أن أكثر من 90% من السكان هم إنجليزيين، وأن نحو مليوني شخص منهم يعيشون في الريف، وقبل العام 1801م؛ كان عدد السكان يصل إلى 8.3 ملايين، وبحلول العام 1901 وصل العدد إلى 30.5 ملايين. نزح العديد من السكّان إلى جنوب شرق إنجلترا بسبب الازدهار الاقتصادي الذي عرفته منذ القرن التاسع عشر. وكان هناك هجرة أيرلندية كبيرة، كان من نتيجتها أن أصبح حوالي 25% من الشعب الإنجليزي يمتلك أصول إيرلندية، ومنذ العام 1950م؛ هاجر العديد من سكان المستعمرات البريطانية إلى إنجلترا، وهؤلاء هم أجداد 5.30% من السكّان ذوي الجذور من شبه القارة الهندية، ومعظمهم أتى من الهند وباكستان. يُشكل ذوي الأصول الأفريقية %7.30 من السكّان، ومعظمهم من منطقة البحر الكاريبي. وهناك أيضًا عدد كبير من الصينيين. واعتباراً من عام 2007، فإن 22% من أطفال المدارس الابتدائية في بريطانيا كانوا من أسر الأقليات العرقية.
أما لغة البلاد فكما يوحي اسمها، "اللغة الإنجليزية"، يتحدث بها مئات الملايين من البشر في أنحاء العالم، نشأت بوصفها لغة إنجلترا، ولا تزال اللغة الرئيسة في البلاد حتى اليوم، وهي من اللغات الهندو-أوروبية فهي فرع من العائلة الجرمانية، المرتبطة ارتباطا وثيقا مع الأسكتلندية، وبعد الغزو النورماندي، استبدلت اللغة الإنجليزية القديمة، وحصرت في الطبقات الاجتماعية الدنيا مثل النورمانديين الفرنسيين واستخدمت اللاتينية من قبل الطبقة الأرستقراطية، وبحلول القرن السابع عشر، عادت الإنجليزية لغة متداولة بين جميع الطبقات، وعلى الرغم من التغير الكثير؛ أظهرت إنجليزية العصور الوسطى علامات كثيرة من التأثير الفرنسي، سواء في المفردات أو الهجاء، وخلال عصر النهضة، تمت صياغة الكثير من الكلمات من أصول لاتينية ويونانية، وطعّمت بها اللغة الإنجليزية، وتمتاز اللغة الإنجليزية الحديثة بالمرونة، ويرجع الفضل في انتشارها حول العالم بهذا الشكل إلى الإمبراطورية البريطانية والحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث أصبحت هذه اللغة لغة التواصل المشتركة الغير الرسمية في العالم، ولا يوجد قانون ينص على اعتماد إحدى اللغات لغة رسمية لإنجلترا، ولكن اللغة الإنجليزية هي اللغة الوحيدة المستخدمة لأغراض العمل الرسمي، وعلى الرغم من حجم البلد الصغير نسبيا، فإن هناك لهجات إقليمية مختلفة كثيرة، يواجه متحدثوها صعوبة في فهم بعضهم في أحيان قليلة، ويعمل بعض اللغويين على إحياء اللغة الكورنية، التي انتهت كلغة مجتمع في القرن الثامن عشر، والآن محمية بموجب الميثاق الأوروبي للغات الإقليمية أو لغات الأقليات، وهي لغة يتحدث بها 0.1% من الناس في كورنوال، وتدرس إلى حد ما في المدارس الابتدائية والثانوية، وتعلم مدارس الدولة الطلاب لغة ثانية، وعادة ما تكون الفرنسية أو الألمانية أو الإسبانية، وبسبب الهجرة، فقد أفادت إحدى الإحصاءات بأن 800.000 في العام 2007م من طلاب المدارس تكلموا بلغة أجنبية في الداخل، وأكثرها شيوعا هي: اللغة البنجابية والأوردية.
وتعتبر المسيحية الديانة الأكثر اعتناقاً في إنجلترا، كما كان الحال منذ أوائل العصور الوسطى، على الرغم من أنها دخلت لأول مرة إلى إنجلترا قبل ذلك بكثير، في عهد الغاليين والرومانيين، وتبلغ نسبة المسيحيين اليوم من الإنجليز حوالي 72%. وأكثر الكنائس اتباعًا في الوقت الحاضر هي الإنجليكانية، التي يرجع تاريخها إلى فترة الإصلاح في القرن السادس عشر، والملك في المملكة المتحدة هو رأس الكنيسة، وهو يتصرف بوصفه الحاكم الأعلى. وهناك حوالي 76 مليون من أتباع كنيسة إنجلترا، وهي تشكل جزءاً من الطائفة الإنجليكانية، ويعتبر رئيس أساقفة كانتربري المتصرف رئيسًا رمزيًا في جميع أنحاء العالم. والعديد من الكاتدرائيات والكنائس المحلية هي مباني تاريخية ذات أهمية معمارية، مثل كنيسة وستمنستر، دير يورك، كاتدرائية دورهام وكاتدرائية ساليسبري.
وشفيع إنجلترا هو القديس جرجس، وهو يمثل في العلم الوطني، فضلاً عن علم الاتحاد، وهناك العديد من القديسين الإنجليز الآخرين أمثال كوثبرت، ألبان، ويلفريد، ايدان، إدوارد المعترف، جون فيشر، توماس مور، بيتروك، بيران، مارغريت كليثرو، وتوماس بيكيت. من أبرز الديانات الأخرى غير المسيحية المنتشرة في إنجلترا: الإسلام وهو دين ينتشر بكثرة حالياً، واليهودية، واليهود لديهم تاريخ طويل في البلاد، ومنذ العام 1950م أخذت الديانات الشرقية من المستعمرات البريطانية السابقة تظهر في البلاد، وذلك بسبب الهجرة الأجنبية؛ مثل: الهندوسية والسيخية والبوذية، وتصل نسبتهم مجموعين إلى 7%، كذلك فإن حوالي 14.6% من سكان إنجلترا لادينيين، وقبل ظهور المسيحية كانت الديانات السلتية، والرومانية، والأنجلو سكسونية والإسكندنافية الوثنية الميثولوجية أكثر الديانات شيوعًا.
وتُعد هيئة خدمة الصحة الوطنية الهيئة المسؤولة عن تقديم الرعاية والخدمات الصحية للمواطنين في البلاد، وهي هيئة ممولة من قبل القطاع العام. بدأت الهيئة بتقديم خدماتها للناس بتاريخ 5 يوليو سنة 1948، ووضعت بنود قانون خدمة الصحة الوطنية لعام 1946 موضع التنفيذ، وكانت قد تشكلت بناءً على توصية من الاقتصادي والمصلح الاجتماعي اللورد وليام بيفيريدج، بعد أن أعدّ تقريرًا تحدث فيه عن "خمسة شرور عملاقة" من شأنها هدم المجتمع أن تفشت، ألا وهي: الفساد الإداري، وتجاهل الآخر، والعوز، والبطالة، والمرض. تٌموّل هذه الهيئة عن طريق الضرائب المفروضة خاصةً، بما فيها تلك المعنيّة بمدفوعات التأمين القومي، وهي تقدم كافة الخدمات الصحية بشكل مجاني، إلا أن بعض المبالغ تُفرض على الفحوصات والعلاجات البسيطة، مثل فحص العيون وعلاج الأسنان.
وتتولى وزارة الصحة البريطانية، مرؤوسة بوزير الدولة لشؤون الصحة، رعاية شؤون هيئة خدمة الصحة الوطنية.
والهيئة المسؤولة عن التعليم في انجلترا حتى سن 19، هي إدارة شؤون الأطفال والمدارس والعائلات، وتشرف مباشرة على المدارس الحكومية، وتمول المدارس الرسمية عن طريق الضرائب التي تديرها الدولة ويحضرها نحو 93% من تلاميذ المدارس الإنجليزية، وهناك أقلية من المدارس الدينية، معظمها تابعة لكنيسة إنجلترا أو الكنيسة الكاثوليكية، ويذهب الأطفال إلى الحضانة وهم بعمر ثلاث أو أربع سنوات، والمدارس الابتدائية من سن 5 إلى 11 سنة، والمدارس الثانوية من سن 11 إلى 16، ويمكن للطالب متابعة تحصيله العلمي لعامين اضافيين. على الرغم من أن معظم المدارس الثانوية الإنجليزية تكون شاملة، فإنه هناك مدارس لغات تمهيدية قبل الكلية، والذي يخضع المتقدمين إليها لامتحان دخول، وحوالي 7.2% من تلاميذ المدارس الإنجليزية يدرسون في المدارس الخاصة، التي تمول من مصادر خاصة، ويتم مراقبة المعايير عن طريق عمليات تفتيش منتظمة في المدارس الرسمية من قبل مكتب معايير التعليم، ومراقبة المدارس الخاصة من قبل مكاتب التفتيش الخاصة.
وبعد الانتهاء من التعليم الإلزامي، يقدم الطلاب، امتحان الشهادة الثانوية العامة؛ ويدخل الطلاب عادة الجامعات في المملكة المتحدة من عمر 18 فصاعداً، حيث يدرسون للحصول على درجة جامعية. تمتلك إنجلترا أكثر من 90 جامعة تمولها الدولة، والتي يتم مراقبتها من قبل وزارة الإبداع والجامعات والمهارات، ويحق للطلاب عادة الحصول على قروض من أجل الاستمرار في التعليم، والدرجة الأولى التي يحصل عليها الطلبة بعد التخرج هي درجة البكالوريوس، والتي عادة ما تستغرق ثلاث سنوات لإكمالها، وعندها يصبح الطلاب مؤهلين للحصول على درجة الماجستير، الذي يستغرق سنة واحدة، أو على درجة الدكتوراه، والتي تأخذ ثلاثة سنوات، وتمتلك إنجلترا تاريخ زاهراً من تعزيز التعليم، ومؤسساتها العليا تحترم على الصعيد الدولي، ومن أشهر الجامعات الإنجليزية: جامعتي أوكسفورد و كامبريدج، والملك كانتربيري، والملك روتشستر، وتعتبر روتشستر من أقدم المدارس في العالم الناطقة باللغة الإنجليزية، وهناك الكثير من المدارس المعروفة، مثل كلية وينشستر، وكلية إيتون، ومدرسة القديس بولس، ومدرسة الرجبي، ومدرسة هارو.
تطور الفلكلور الإنجليزي على مدى قرون عديدة، وظهرت فيه العديد من الشخصيات والكائنات المألوفة الآن حول العالم، مثل الجنيات، العمالقة، الأقزام، والغيلان، ولعلّ أشهر الشخصيات والقصص الفلكلورية الإنجليزية هي قصة روبن هود ورجاله الشرفاء من شيروود ومعاركهم مع شريف نوتنغهام، وأثناء العصور الوسطى المتقدمة ظهرت حكايات مصدرها التقاليد البريثونية ودخلت الفلكلور الإنجليزي، ومنها أسطورة الملك آرثر، وهي مستمدة من المصادر الأنجلو نورماندية، الفرنسية والويلزية، ومن أبرز الشخصيات والمواقع التي ذكرت فيها: الملك آرثر، قلعة كاميلوت، سيف إكسكاليبر، الساحر ميرلين، وفرسان المائدة المستديرة مثل لانسلوت، ومن الشخصيات الفلكلورية البريطانية الأخرى، الملك كول، وقد بنيت هذه الشخصية على شخصية حقيقية من بريطانيا الرومانية، ورجال يرتدون ثياب حمراء باهتة ويرفعون عصيّهم في الهواء، ورقصة موريس.
وتستند بعض الشخصيات الشعبية بشكل نصفي أو كلّي على شخصيات فعلية لبعض الناس الذين تناقلت قصصهم عبر القرون؛ على سبيل المثال السيدة جوديفا التي يقال إنها أجبرت على الركوب عارية على ظهر الخيل، وهيروارد البطل الذي قاوم غزو النورمانديين، هيرني الصياد وهو شبح الفروسية المرتبط بغابة منتزه وندسور العظمى، والأم شيبتون التي تعتبر النموذج الأصلي للساحرات في الفلكلور، ويقيم الإنجليز احتفالاً في ليلة 5 نوفمبر، ويطلقون الألعاب النارية ويتناولون حلوى التفاح في ذكرى إحباط مؤامرة البارود التي تتمحور حول جاي فوكس، وتُعتبر بعض الشخصيات الفلكلورية، مثل قاطع الطريق الشهم "ديك توربين" من الشخصيات الثانوية في القصص التقليدية، بينما تعتبر أخرى مثل أبو اللحية السوداء شخصية رئيسية، والنموذج الأصلي للقراصنة، في هذه الحالة. وهناك العديد من الأنشطة الوطنية والإقليمية الشعبية، يتم المشاركة بها في هذا اليوم، مثل رقصة موريس، الرقص الناغط، ورقصة السيف الطويل في يوركشاير، زجاجة الركل في ليسترشير، ودحرجة الجبن في كوبر هيل، وليس هناك من زي رسمي وطني في إنجلترا، ولكن القليل من الأزياء ما زالت راسخة مثل أزياء الملوك والملكات اللؤلؤية، والحرس الملكي، وزي موريس.
وهناك العديد من الصروح الحجرية القديمة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، من بين أشهرها ستونهنج، سهام الشيطان، صخرة رودستون، وكاسيلريج، ومع دخول العمارة الرومانية القديمة، حصل تطور في بناء الكنائس والمعابد، والحمامات، والمدرجات، وأقواس النصر، والمنازل، والطرق، والقلاع، والجداران الدفاعية والقنوات، والرومان هم الذين أسسوا أول المدن والبلدات مثل لندن، باث، يورك، القديس ألبانز، وتشيستر، ولعل أفضل مثال على العمارة والآثار الرومانية هو جدار هادريان الذي يمتد يمينًا عبر شمال إنجلترا. ومثال آخر أيضاً تم الحفاظ عليه جيداً هو الحمامات الرومانية في باث، وعمارة العصور الوسطى الأولى كانت تتمثل في مبان وإنشاءات بسيطة، تستخدم في تشييدها الأخشاب بشكل رئيسي، ويُستخدم القش للتسقيف، وتراوحت العمارة الكنسية من أديرة الهيبيرنو والساكسون البدائية، إلى كنائس المسيحية المبكرة، وتميزت عمارتها بأعمدة جدارية طويلة، وممرات فارغة، ومهاوي درابزين وفتحات ثلاثية الرؤوس، وبعد الغزو النورماندي في العام 1066م تم إنشاء قلاع مختلفة في إنجلترا ؛ حيث كان بإمكان اللوردات دعم سلطتهم، وفي الشمال للحماية من غزو القبائل الإسكتلندية، ومن أشهر قلاع القرون الوسطى برج لندن، قلعة وارويك، قلعة دورهام وقصر ويندسور، وغيرها، وطوال حقبة بلنتجنت الإنجليزية ازدهرت العمارة القوطية الإنجليزية، ومن الأمثلة الأولى على هذا النمط العمراني، عدّة كاتدرائيات من العصور الوسطى مثل كاتدرائية كانتربري، كنيسة وستمنستر ويورك مينيستر، ونظراً للتوسع في القاعدة النورماندية فإنه كان هناك أيضاً قلاع، وقصور، ومنازل كبيرة، وجامعات، وكنائس لأبناء الأبرشية، واندثرت عمارة العصور الوسطى في القرن السادس عشر بظهور نمط تيودور، وهي العمارة ذات الأربع أقوس المحورية، التي تعرف الآن باسم قوس تيودور، وقد كانت السمة المميزة كما كانت أيضا الأسيجة المضفرة محلياً، وفي أعقاب عصر النهضة ظهر شكل من أشكال العمارة الكلاسيكية المردودة، والمخلقة مع المسيحية، وهو أسلوب الباروك الإنجليزي، وكان من أنصار هذا النوع خاصة المهندس المعماري كريستوفر رن، وتبعه أسلوب العمارة الجورجية الأكثر دقة؛ ويعتبر الهلال الملكي في باث واحد من أفضل الأمثلة على هذا الأسلوب، ومع ظهور الحقبة الرومانسية خلال الفترة الفيكتورية، تم الشروع في إحياء العمارة القوطية، بالإضافة إلى هذا مهدت في الثورة الصناعية الطريق لظهور مبان من طرز لم تكن معهودة من قبل مثل القصر الكريستالي، وظهرت مختلف أشكال الحداثة المعمارية منذ العام 1930م، وقد كان معظمها في كثير من الأحيان مثيراً للجدل.
أما ميدان المخترعين والمبدعين شمل كثير من الشخصيات الإنجليزية البارزة؛ مثل: السير إسحاق نيوتن، ومايكل فاراداي، وروبرت هوك، وروبرت بويل، وجوزيف بريستلي، وطومسون، وتشارلز باباج، وتشارلز داروين، وستيفن هوكينغ، وكريستوفر رن، وآلان تورنغ، وفرانسيس كريك، وجوزف ليستر، وتيم بيرنرز لي، وأندرو وايلز وريتشارد دوكينز. ويقول الخبراء أن المفهوم الأول للنظام المتري اخترعه الإنجليزي جون ويلكنز، السكرتير الأول للجمعية الملكية في العام 1668م، وعند ولادة الثورة الصناعية، أصبحت إنجلترا موطن الكثير من المخترعين البارزين خلال أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر، وتشمل قائمة المهندسين الإنجليز المشهورين: إسامبارد كينجدم برونيل، الذي أنشئ السكة الحديدية الغربية العظمى، وهي سلسلة خطوط سفن بخارية شهيرة، والعديد من الجسور الهامة، وكان له اليد البيضاء في إحداث ثورة في وسائل النقل العام وفي الهندسة الحديثة.
أما ميدان الاختراعات والاكتشافات التي قام بها الإنجليزيون تشمل: أول آلة صناعية للغزل ؛وأول حاسب آلي؛ وأول جهاز حاسب آلي حديث؛ وشبكة الإنترنت العالمية جنباً إلى جنب مع إتش تي تي بي 404 ؛ ولغة رقم النص الفائق، وأول عملية نقل دم بشري ناجحة، والمكنسة الكهربائية، وآلة تهذيب الحشائش، وحزام الأمان والحوامات، والمحركات الكهربائية، والميكروفون، والمحرك البخاري، ونظريات مثل نظرية داروين في التطور، والنظرية الذرية، وطور نيوتن أفكار الجاذبية الكونية، وميكانيكا نيوتن، وحساب التفاضل، وقانون المرونة الخاص بروبرت هوك والمسمى باسمه، وتشمل الاختراعات الأخرى صفيحة حديد السكك الحديدية، وتعبيد الطرق، والشريط المطاطي، ومصيدة الفئران، وجهاز سلامة "عين القطة" على الطرق، وتطوير وصلة المصباح الساطع، والقاطرات البخارية، وثقابة البذور، والمحركات النفاثة، والعديد من التقنيات الحديثة والتكنولوجيات المستخدمة في الهندسة الدقيقة، وما زالت جعبة هذا البلد تبشر بالمزيد.
أما التراث الإنجليزي فمنه سبعة عشر موقعًا من أصل خمسة وعشرين موقع تاريخي عالمي في المملكة المتحدة محدد من قبل اليونيسكو، موجود في إنجلترا، وبعض من أشهر هذه الأماكن: سور هادريان، ومنطقة ستونهنج، أفبوري والمواقع المرتبطة بها، وبرج لندن، الساحل الجوراسي، وغيرها من الأماكن المختلفة، ويوجد العديد من المتاحف في إنجلترا، أبرزها المتحف البريطاني في لندن؛ فهو يجمع أكثر من سبعة ملايين قطعة، وهي واحدة من أكبر وأشمل مجموعات التحف في العالم، وقد تم تجميعها من كل القارات، وتبين وتوثق قصة الحضارة الإنسانية منذ بدايتها وحتى الوقت الحالي، وهناك المكتبة البريطانية في لندن - المكتبة الوطنية- وهي واحدة من أكبر مكتبات البحوث في العالم، وفيها أكثر من 150 مليون وثيقة في جميع اللغات المعروفة، والأشكال، بما في ذلك حوالي 75 مليون كتاب. وأبرز معرض للفن في إنجلترا هو المتحف الوطني في ميدان طرف الغار (الطرف الأغر)، والذي يضم مجموعة من أكثر من 2.300 لوحة والتي يرجع أقدمها إلى منتصف القرن الثالث عشر حوتى عام 1900، وتضم صالات العرض تيت مجموعات متنوعة من الأعمال الفنية البريطانية والدولية الحديثة، كما أنها تستضيف جائزة تيرنر الشهيرة والمثيرة للجدل.
والعلم الوطني لإنجلترا، هو نفسه علم البلاد منذ القرن الثالث عشر، وقد كان يستخدم في الأصل من قبل جمهورية جنوة، وكان الملك الإنجليزي يدفع ضريبة لرئيس قضاة جنوة منذ عام 1190م حتى تستطيع السفن الإنجليزية رفع العلم كوسيلة من وسائل الحماية عند دخول البحر الأبيض المتوسط، وكان الصليب الأحمر على العلم يُشكل رمزاً للكثير من الصليبيين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وأصبح مرتبطاً بالقديس جرجس، ومن ثم بالبلدان والمدن، التي اعتبرته قديس شفيع لها، واستخدم صليبه كراية. ومنذ العام 1606 م؛ شكل صليب القديس جرجس جزءاً من تصميم علم الاتحاد، لعموم العلم البريطاني الذي صممه الملك جيمس الأول.
وهناك العديد من الرموز والتحف الأخرى الرمزية، سواء الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك وردة تيودور، وشعار الأمة الزهري، والتنين الأبيض، والأسود الثلاثة التي ظهرت على معطف الجيش الوطني، واعتمدت وردة تيودور باعتبارها الشعار الوطني لإنجلترا في وقت قريب من حرب الوردتين كرمز للسلام، وهي رمز توفيقي؛ حيث أنه تم دمج الوردة البيضاء شعار أسرة يورك مع الوردة الحمراء شعار أسرة لانكستر التي ادعت الحق بالعرش الإنجليزي، وتعرف هذه الوردة أيضًا باسم وردة إنجلترا، وتمثل شجرة البلوط رمزا ً لإنجلترا، وهي ترمز إلى القوة والتحمل. "البلوطة الملكية" (Royal Oak) وهو مصطلح يستخدم للدلالة على هرب الملك تشارلز الثاني من قبضات البرلمانيين بعد إعدام والده؛ حيث اختبأ في شجرة بلوط لتجنب القبض عليه؛ قبل أخذه بأمان إلى المنفى، ويظهر على معطف الجيش الإنجليزي ثلاثة أسود يعود تاريخ اعتمادها إلى عهد ريتشارد قلب الأسد، خلال الفترة الممتدة من العام 1198 حتى العام 1340، وتعتبر واحدة من أبرز رموز إنجلترا، ولا تمتلك إنجلترا نشيدًا وطنيًا خاصًا بها، ولكن المملكة المتحدة ككل لديها نشيد فليحفظ الله الملكة ومع ذلك، هناك البعض الذين يعتبرون النشيد الوطني الإنجليزي الغير الرسمي هو: القدس، أرض الأمل والمجد (التي استخدمت خلال دورة العاب الكومنولث لعام 2002)، واليوم الوطني لإنجلترا هو عيد القديس جرجس، ويقام سنوياً في 23 نيسان.والجيش الانجليزي كان مستقلا حتى تم توحيد المملكة المتحدة في العام 1707م، ويدار من قبل وزارة الدفاع البريطانية وكان يسمى سابقاً مكتب الحرب حتى العام 1964م.
أتمنى بعد هذه الجولة الشاملة في ربوع انجلترا أن تكونوا أحببتموها، كجغرافيا؛ وتاريخ؛ وحضارة، كما أحببتها...



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في أُسس التنمية والتقدم...
- استرجاع الصوت والصورة من الماضي
- البندقية؛ رومانسية الزمن الجميل...
- بخارى؛ سمرقند، حلم الطفولة...
- هل يقيم حديث استخراج ذرية آدم من ظهره الحجة على البشر؟ أو أن ...
- استخدام الرسوم البيضاء وشراء المشاريع المنهارة والمفلسة بدول ...
- هل الروح أداة الاتصال بين الله والبشر؟
- صمت الإله
- حمورابي وتعاليم السماء
- عروة بن الورد؛ أبو الاشتراكية المغبون...
- كرة القدم؛ إله يُعبد من دون الله
- هل أشار القرآن الكريم إلى العالم دون الذري؟
- ما بين الخطيئة والشيطان
- هل الزمن مكتوب مُسبقاً؟
- ضريبة توبين أو روبن هود؛ هل تضبط سوق الاستيراد الفلسطيني؟
- إله
- نظرية الأسم
- أثر اللون الأحمر على البشر
- كان يا ما كان
- جمهورية الريف المغربية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - هاشم عبد الرحمن تكروري - قراءة روائية لإنجلترا البريطانية...