أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - رحلة في ذاكرتي الفلسطينية: بصمات فلسطينية في حرب عاصفة الصحراء















المزيد.....

رحلة في ذاكرتي الفلسطينية: بصمات فلسطينية في حرب عاصفة الصحراء


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5561 - 2017 / 6 / 24 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثرت احتمالات الحلول السلمية التي تجعل الحلّ العسكري لأزمة غزو العراق للكويت، ليس حلاًّ حتميّاً أو لا بديل عنه. فقد اعتقد بعض المحلّلين أنّ قضية اجتياح الكويت، لم يكن من المتعذّر حلّها أو تجاوزها بالوسائل الدبلوماسية الهادئة. وكان عدد من رؤساء الوزراء السابقين، أي "السياسيين القدامى" الذين زاروا بغداد في محاولات لاطلاق سراح الرهائن الغربيين الذين كان العراق يحتفظ بهم، إضافة إلى السعي لإيجاد حل سلمي للأزمة... من المدافعين بقوّة عن [الحلّ] التفاوضي، كما قال جون بولوك وهارفي موريس في كتابهما "حرب صدام". وقد ظلّ عدد من الدبلوماسيين يتوقّعون حلاًّ سياسياً يظهر فجأة، في اللحظات الأخيرة، ويجعل تحـوّل "درع الصحراء " إلى "عاصفة الصحراء"، أمراً غير حتمي، بل وغير مرغوب فيه أيضاً.
وكان من أبرز السياسيين القدامى الذين زاروا بغداد آنئذ، كل من ادوارد هيث - رئيس وزراء بريطانيا سابقا، توني بن - وزير خارجية بريطانيا سابقا، ناكاسوني - رئيس وزراء اليابان الأسبق، أحمد بن بيللا - رئيس الجمهورية الجزائرية سابقا، إضافة إلى شخصيات أخرى كجيسي جاكسون، رامزي كلارك، ويلي برانت، وغيرهم كثيرون، جاءوا جميعهم ساعين للبحث عن حل سلمي يجنب المنطقة مخاطر الحرب.
وقد طرحت عدة مشاريع للحل السلمي ومنها مشروع سوفياتي وآخر فرنسي. لكن مشروع الحل الذي بات أكثر وهجا من كل الحلول الأخرى، هو الحل العراقي القاضي بتبادل الانسحابات من الأراضي المحتلة في هذه المنطقة من العالم. والمقصود بذ لك، انسحاب العراق من الكويت مقابل انسحاب اسرائيل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، أي من الضفة الغربية والجولان. وهكذا نكون بصدد انسحاب يواكبه انسحاب مشابه ومقابل، فللا تبقى في المنطقة مناطق محتلة من دولة لا تملك حق احتلالها أو الهيمنة عليها.
ولكن المشروع الذي بدا للعالم آنئذ على أنه مشروع عراقي، ربما لم يكن بالضرورة كذلك. اذ ربما كانت له جذور فلسطينية بل ويوغوسلافية أيضا. وقد روي لي عزام الأحمد سفير فلسطين في بغداد ابان أزمة الكويت، لدى تناولي طعام الغداء في فندق الرشيد في بغداد، معه ومع فاروق شكري مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، حقيقة ما حدث والملابسات التي رافقت ذلك المشروع.
قال عزام الأحمد أن جذور المشروع قد تكون يوغوسلافية. اذ أوردها أحد الدبلوماسيين اليوغوسلافيين على مسامع أحد الدبلوماسيين الفلسطينيين العاملين في سفارة فلسطين في بلغراد، وذلك أثناء تناولهما طعام الغداء معا في أحد المطاعم اليوغوسلافية. فقد أبدى الدبلوماسي اليوغوسلافي دهشته من اطالة أزمة العراق والكويت . فالعراق يحتل الكويت وهو احتلال لا يختلف أبدا في حيثياته ونتائجه عن احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية والسورية. اذن، استخلص الدبلوماسي اليوغوسلافي: "ليطالب العراق بتبادل عمليات الانسحاب من كل الأراضي المحتلة في المنطقة".
وأدهش هذا الطرح الدبلوماسي الفلسطيني الذي بادر فور انتهاء الغداء، بالذهاب الى السفارة الفلسطينية ليدون في مذكرة مضمون الحوار الذي جرى بينه وبين الدبلوماسي اليوغوسلافي، ويبعث بتلك المذكرة فورا الى تونس، معنونة لاهتمام الرئيس المرحوم ياسر عرفات.
وعندما قرأ أبو عمار تلك المذكرة، لم يكن أقل اعجابا بمضمونها من اعجاب الدبلوماسي الفلسطيني العامل في السفارة الفلسطينية في بلغراد. ولذا عجل الى كتابة مذكرة موجهة لعزام الأحمد في بغداد، مطالبا اياه بنقل الاقتراح الى الحكومة العراقية. وتلقى السفير عزام الأحمد مذكرة أبو عمار في ساعة متأخرة من الليل، ولكنه مع صباح اليوم التالي، عجل بالذهاب الى وزارة الخارجية العراقية مع الساعات الأولى لبدء الدوام فيها، وقدم لكبار المسؤولين مذكرة أبو عمار. ولم يعلق العراقيون بشيء على مضمون تلك المذكرة.
لكن المرحوم صدام حسين بادر في اليوم التالي الى طرح المشروع العراقي بتبادل عمليات الانسحاب في آن واحد: انسحاب عراقي من الكويت، يقابله ويتزامن معه انسحاب اسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة من قبل اسرائيل. ولم يعلم السفير عزام الأحمد (كما كان منصبه آىنئذ)، أن كان صدام حسين قد استقى فكرة ذاك المشروع من بنات أفكاره، أم من مذكرة أبو عمار، أم من نصيحة يوغوسلافية وردته مباشرة من بلغراد. لكن المهم أن المشروع قد طرح ، ولكنه رفض من الأميركيين، كما رفض خصوصا من الاسرائيليين الذين لم يجدوا وجها للمقارنة أو الربط بين حالتي الغزو العراقي للكويت، كما ادعوا، والغزو الاسرائيلي الذي أدى لاحتلال اراض فلسطينية وسورية.
ولكن ذاك المقترح العراقي الصادر عن الرئيس صدام حسين، لم يكن الاشارة الوحيدة التي ربطت القضية الفلسطينية بقضية حرب عاصفة الصحراء. فعندما بدأت الحرب في فجر السابع عشر من كانون الثاني 1991 ، وذلك بشروع الأميركيين بالقصف الجوي والصاروخي على الأراضي العراقية، رد العراق بقصف صاروخي مقابل على السعودية وعلى اسرائيل. وفي خطاب شهير للرئيس العراقي بعد انتهاء الحرب، ذكر صدام حسين بأنه قد قصف اسرائيل بتسعة وأربعين صاروخا. واختتم خطابه بالتساؤل: "من سيقصفها بالصاروخ الخمسين؟". لكن أيا من الدول العربية لم تقصف اسرائيل ولو بصاروخ واحد يكمل مجموعة الخمسين صاروخا. وهي لم تعد تفكر أبدا بقصفها ولو برشقات من رصاص البنادق والكلاشينكوفات.
وعلى العكس من ذلك، فان بعض الدول العربية، باتت تخطط الآن لانهاء حالة الحرب مع اسرائيل، ولاطلاق حالة حرب أخرى مع ايران، باعتبارها دولة أكثر خطرا من اسرائيل على الأمتين العربية والاسلامية، علما بأن اسرائيل تحتل أراض عربية، وتهضم الحقوق الفلسطينية، بينما لا تحتل ايران أراض عربية غير الجزر الاماراتية الثلاث (أبو موسى، الطنب الكبرى والطنب الصغرى وجميعها جزر غير مأهولة)، مع التذكير بأن احتلالها لتلك الجزر، قد تم من قبل جيش الشاهنشاه وفي عهده، وليس من قبل جمهورية ايران الاسلامية.
والخطأ الذي ترتكبه ايران الآن، بأنها لم تشرع بعد بالتفاوض مع دولة الامارات، لايجاد حل مرض لتلك الأزمة، وينهي عملية الاحتلال تلك بطريقة مناسبة للطرفين، فيتم الاتفاق عندئذ (مثلا) على تقاسم النفوذ والسيطرة على مضيق هرمز الذي تفرزه احدى تلك الجزر، وعلى تقاسم منتوج النفط الذي تحققه احدى الجزر الثلاث والتي كانت تشكل اصلا جزءا من امارة الشارقة. وهذا الخطأ، هو خطأ مشابه للخطأ الذي ترتكبه بعض أو احدى الدول العربية، بتغليب الخطر الايراني على الخطأ الاسرائيلي، لا لسبب الا لخلافات طائفية بسيطة، ونزاع على مركز القيادة في المنطقة وفي العالم الاسلامي أيضا.
الكاتب والمفكر ميشيل حنا الحاج
الاعلامي العربي الأول والمتميز لعام 2017، كما أطلقت عليه الهيئة العليا للاعلاميين العرب.
المستشار في المركز الأوروبي لمكافحة الارهاب - برلين



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما توا رحلة في ذاكرتي الفلسطينية: عندما تواطأت مع (أبو جه ...
- رحلة في ذاكرتي الفلسطينية: عندما تواطأت مع (أبو جهاد) لاحباط ...
- مفاجأة تفاقم الخلاف بين الخليج وقطر وبلوغه حد القطيعة
- مدن بريطانيا الأكثر أمنا في أوروبا باتت فجأة الأكثر استهدافا ...
- رحلة ترامب للشرق الأوسط تسعى لتحقيق السلام الفلسطيني الاسرائ ...
- الارهاب الذي افرزته الحرب السورية يهزم الحزب الاشتراكي الفرن ...
- يوم الشعانين ..يوم الدعوة للسلام..أم يوم الشهداء؟
- هل التوماهوك انتقاما للكيماوي أم لتصحيح صورة جماعة ترامب لدى ...
- أين المنطق في تقييم حادثة خان شيخون؟
- تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ الى جزيئات صغيرة في سوريا. أسبابه ...
- جنيف بين طلاسم علاقة فتح الشام بأحرار الشام وغموض ما يجري في ...
- هل الحرب العسكرية على الدولة الاسلامية قادرة علىى تحجيم الفك ...
- طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة، والع ...
- اسقاط ميغ 23 سورية أم مسعى لاغتيال الاستانة واتفاق بوتين ارد ...
- ألأمم المتحدة المطالبة بمحاكمة سوريا على جريمة حرب، تتناسى ع ...
- نتنياهو القادر على قضم اراضي الضفة الغربية والغاء الدولة الف ...
- السر وراء معركة القنيطرة ودرعا: مسعى لهيمنة الدولة الاسلامية ...
- أوهام القوة والنصر على الارهاب في الموصل والرقة تتناسى الكثي ...
- رغم نفور ترامب من اوباما، سينفذ مشروعه لشرق اوسط جديد بثوب ج ...
- هل -الموت ولا المذلة- معركة لتصفية تواجد النصرة في درعا أم م ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - رحلة في ذاكرتي الفلسطينية: بصمات فلسطينية في حرب عاصفة الصحراء