أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - اميركا تقصف سوريا بالفوسفور















المزيد.....

اميركا تقصف سوريا بالفوسفور


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5560 - 2017 / 6 / 23 - 16:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اميركا تقصف سوريا بالفوسفور
اعداد: جورج حداد*

نشرت الجريدة الالكترونية الروسية "برافدا ـ رو" مقالا بقلم الكاتب الصحفي الكسندر بيريندجييف حول استخدام اميركا للسلاح الفوسفوري في سوريا جاء فيه:
علقت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان Human Rights Watch (HRW) على المعلومات المتعلقة بقيام التحالف الدولي بقيادة اميركا باستخدام القنابل الفوسفورية في سوريا والعراق.
وقد انتقد النشطاء الاجتماعيون هذه الارتكابات للتحالف. وبصرف النظر عن انه يتم الادعاء ظاهريا ان القنابل تستخدم ضد الارهابيين، فهي تهدد ايضا السكان المدنيين.
ويذكر نشطاء المنظمة ان الفوسفور "يحمل خطر الاصابة باضرار مخيفة ومتواصلة في المدن المكتظة بالسكان، مثل الرقة والموصل".
وقد كتبت "برافدا ـ رو" في حينه عن هذه الحالات. وفي حزيران المنصرم صار معلوما، ان القوات الجوية للتحالف بزعامة اميركا ألقت على الاحياء المأهولة في وسط محافظة الرقة قنابل فوسفورية. وجاءت المعلومات من السكان المحليين، وعرضت تسجيلات الفيديو في شبكات التواصل الاجتماعي. وأعلن عن 25 غارة، وجهت ضرباتها عند تقاطع حي مشلب وحي الصناعة، وكذلك في منطقة الصباحي. كما عانى السكان من الضربات العادية لطيران التحالف. وقبل ذلك كانت وزارة الخارجية الروسية قد اعلنت ان عدد الضحايا في صفوف السكان المسالمين يتزايد. ومثل هذه الحوادث تستدعي القلق. ففي شهر واحد سقط 200 قتيل. وكما صرحت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، فإن هذا التاكتيك غير المسؤول من قبل التحالف هو غير مقبول. وقد ذكرت ان عمليات التحالف في سوريا تجري بدون التنسيق مع الحكومة.
والسؤال هو:
ـ هل ان الاسلحة الفوسفورية هي مسموحة؟ وماذا تمثل القنابل الفوسفورية بحد ذاتها ؟ وكم هي خطرة؟
ان القنابل الفوسفورية هي خطرة جدا، وهي تذكر بالاسلحة الكيماوية. بل ان مفعولها هو اكثر خطرا. وهي فعليا تؤدي الى حرق جميع الاماكن حيث تقع. واذا كانت القنابل العادية تطلق الشظايا وموجة الانفجار، فإن القنبلة الفوسفورية، بالاضافة الى ذلك، تحرق كل المدى الهوائي حولها. والمدى الهوائي الملتهب حولها يخترق كل الثغرات في اي حائط ويطوق كل الجدران القائمة ويبيد كل شيء في طريقه. وحتى في الخنادق لا يمكن الاختباء منه مثلما من القنابل العادية. لان الهواء الملتهب سيدخل كل مكان. وفعليا فإن هذا هو تاكتيك الارض المحروقة. واذا كنا نتحدث عن المفعول الخارجي المرعب، فإنه يحرق الجسم بأسره حتى العظام. وهناك ايضا خطر مخفي: فمثلا اذا كان احدهم يختبئ في مكان امين، ويتاح له فقط ان يتنفس الهواء، فإن كل شيء في داخله سيحترق لان الهواء ملتهب. وهو يسبب الموت الفوري.
وهذا السلاح هو محظور.
ان الاسلحة الفوسفورية هي محظورة في القوانين الدولية. ولكن في هذه الحالة فإن الولايات المتحدة الاميركية اعلنت من جانب واحد انها تجيز استخدام هذا السلاح، وهي تقول انها لم توقع الاتفاقية الدولية التي تحرم استخدام القنابل الفوسفورية. وطالما انها لم توقع الاتفاقية، فهذا يعني انها تستطيع استخدام هذا السلاح.
و"الطريف" ان هذه القنابل الفوسفورية يتم انتاجها اما في الولايات المتحدة او في اراضي بلدان خاضعة للولايات المتحدة. ومن المفهوم ان المنتجين من مصلحتهم تسويق واستخدام اسلحتهم في اية صراعات قائمة.
ان الحروب يتم اشعالها كي تكون مربحة. وهذه هي قمة المهزلة. فطالما ان هذه الاسلحة كانت تتكدس لديهم في المستودعات، كانوا في السابق يضغطون لاجل استخدامها في النزاعات الصغيرة، اما الان فهم يضغطون لاستخدامها في النزاعات الكبيرة ايضا، لكي يزيدوا المبيعات.
والشيء الرهيب هنا هو انه حينما يتم توجيه هذه الاسلحة ضد الارهابين، فإن هؤلاء لديهم انفاقهم ومخابئهم السرية التي يحتمون بها، اما الذين يقتلون فهم السكان المدنيون الذين ليس لديهم امكنة بحتمون بها، وليس في مقدورهم ان يصنعوا مثل هذه الامكنة. انهم يتجمعون في امكنة قريبة، ولكن سرعان ما تلحق بهم ألسنة الموت.
ان الارهابيين، الذين يعرفون ماذا سيجري من وقت طويل، يحفرون المخابئ والانفاق، اما السكان المحليون الذين يعيشون فس البيوت التقليدية في الشرق الادنى، وهي بيوت سريعة الاحتراق وتتصاعد منها الالسنة الملتهبة، فإن هؤلاء السكان سيطالهم الموت لا محالة.
فلماذا في هذه الحالة يكتفي المدافعون عن حقوق الانسان باصدار بيانات الشجب ولا يتم دعوة مجلس الامن التابع للامم المتحدة للاجتماع على وجه السرعة ويفرض العقوبات على الولايات المتحدة او يقدمها الى المحكمة الدولية في لاهاي؟
ولكن من الذي سيفرض العقوبات على الولايات المتحدة، الدولة القوية الاكثر انفلاتا في العالم. المشكلة الان انه لا توجد بعد القوة التي يمكن ان تضع الولايات المتحدة عند حدها. ان مختلف الدول تخشى ان تتكلم جهارا. ولهذا فهي تقول كلمتها عبر المنظمات الاجتماعية. وبقدر ما ان هذا محزن، الا انه على الاقل يشير ان هذا الانفلات موجود. ينبغي على الجميع ان يعرفوا ماذا يحدث، وينبغي ان يخجلوا. وعلى ما يبدو لا يوجد احتمالات اخرى لقيام احتجاج شديد.
والاحتجاج كان يمكن ان يكون فعالا لو وقفت ضد هذه الارتكابات كل اوروبا، بشخص المؤسسات الدولية، مثل الاتحاد الاوروبي وحتى مجلس اوروبا. وهذا المجلس كان قد تألف لمتابعة مسائل المحافظة على حقوق الانسان، وهو ما يحلو لهم ان يصرخوا لاجله دائما. انه من واجب مجلس اوروبا ان يقول كلمته. لقد صرخ الجميع بأعلى اصواتهم حينما تعلق الامر باستخدام السلاح الكيماوي في حلب واتهام نظام الاسد. اما هنا فالصمت المطبق، وكأنهم متفقون انه هكذا يجب ان يكون.
هنا ينبغي الكلام ليس عن المعايير المزدوجة، فهذه اصبحت اسطوانة مشروخة، هنا ينبغي الكلام عن سياسة الاقوى: ما هو مسموح لطرف ليس مسموحا لطرف اخر. وبكلمات اخرى اوضح: نحن القياصرة ونفعل ما نشاء، اما الاخرون فلا. نحن نضع المحاذير للغير، اما نحن فنفعل ما نشاء.
وبالفعل فإن الاميركيين لم ينزعجوا في اي وقت من استخدام الاسلحة المحظورة، وهذه ستراتيجية قديمة يطبقونها.
وبالطبع ان اميركا لا يمكنها الاستمرار في تطبيق هذه السياسة. وفي كل الاحوال ان اي مقاومة لهذه السياسة تبدأ فإنها ستنمو. لا شيء تحت الشمس يبقى الى الابد. وعاجلا ام آجلا فإن اميركا سوف تحاكـَم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل






دهاليز الارهابيين


جثامين الشهداء ضحايا الفوسفور



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تغدو قطر حليفا لتركيا وروسيا؟
- قطر تشن هجوما معاكسا وتفتح ملف الامارات
- الانقلاب الفوقي الاميركي
- ايران تتابع خط التحالف مع روسيا
- إرهاصات المعارضة الشعبية الجديدة في اميركا
- مقدونيا امام خطر التقسيم والألبنة!
- اميركا ضعفها في قوتها
- الاستعدادات العسكرية للجيش الشعبي لكوريا الشمالية
- -البجعة البيضاء- الروسية ترهب الخبراء العسكريين الاميركيين
- ضلوع السي آي ايه في تفجير المترو في بتروغراد
- بداية انهيار الاتحاد الاستعماري الاوروبي
- الستراتيجيون الاميركيون ينصحون ترامب بالعودة الى الحرب البار ...
- الحصار الكامل على الدونباس لعرقلة التقارب الروسي الاميركي ض ...
- الدونباس ضحية التقارب الروسي الاميركي ضد داعش
- الاقتصاد الروسي المتنامي في عهد الرئيس بوتين
- روسيا تعمل للانتصار بدون اللجوء الى السلاح النووي
- اميركا بدأت الحرب ضد سوريا وروسيا تنهيها
- اميركا عدوة جميع شعوب العالم وروسيا فزّاعة اميركا
- فشل مشروع الدولة الداعشية العثمانية الاميركية
- شبح الفوضى وحرب المافيات يتحفز في دهاليز اميركا


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جورج حداد - اميركا تقصف سوريا بالفوسفور