أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الكيلاني - موقفي من النقاب والحجاب ... ورأيي في الخمار والجلباب .















المزيد.....



موقفي من النقاب والحجاب ... ورأيي في الخمار والجلباب .


خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 5558 - 2017 / 6 / 21 - 08:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ حوالي أكثر من 3 سنوات فكرت في إقامة دعوى أمام القضاء الإداري ، أختصم فيها رئيس الوزراء ، ووزراء الداخلية ، والتعليم العالي ، والتربية والتعليم ، وشيخ الأزهر ، وأطالب فيها بإلزامهم بحظر النقاب تماماً في الشارع والأماكن والمواصلات العامة ودور العلم ، استناداً لأنه ( آي النقاب ) يمثل خطراً على الأمن العام .
ولأسباب يطول شرحها لم يتم إقامة تلك الدعوى ، وكنت قد أعددت لهذه الدعوى أسانيد إجتماعية وأمنية ودينية ، واليوم بحثت في جهاز اللابتوب عن الدراسة الدينية التي كنت قد أعددتها ، وتوصلت من خلالها أنه لا وجود للنقاب في الإسلام ... ولا للحجاب أيضاً !!! .
واليوم قررت نشر جزء من هذه الدراسة المتخصصة هنا على الفيس بوك ، رغم أنني أعلم أن نشر هذه الدراسة هنا سوف يفتح عليَّ أبواب جهنم .
ولأن هذا الجزء من الدراسة طويل جداً ، فسوف أنشره هنا للمتخصصين فقط ، وسوف أحاول مساء اليوم أن أنشر لكم ملخصاً مختصراً لما سوف أنشره الآن .

=====================================
إنهم يزعمون بأن الحجاب فرض من الله عز وجل فرضه على المرأة ، وأنَّ الله أمر المرأة بارتدائه لتغطية شعر رأسها ورقبتها ، لأن شعر رأس المرأة ورقبتها عورتان !!! ... بالله عليكم أخبروني أين أمر الله تعالى المرأة بحجب شعر رأسها في القرآن الكريم ؟ ، وأين توجد أصلاً آية الحجاب للرأس أو آية الخمار التي تفرض تغطية الشعر في القرآن الكريم ؟
إنّ معنى الحجاب بالمفهوم الشائع أتى بسبب تحريف أئِمَّة الضلال وبعض السلف " الطالح " لآيات في سورتي النور والأحزاب ... ونحن إذا قرأنا تلك الآيات البينات ، لا نجد لها أية صلة من قريب أو بعيد بحجاب المرأة بالمفهوم الشائع ، أو بتغطية شعرها ورقبتها .
ولنبدأ بتعريف معاني الخمار والحجاب والجيوب والزينة .

1 - ما هو معنى الخمار والجيوب وما هو مفهوهم ؟
===========================
يقول الله تعالى في سُوۡرَةُ النُّور ، الآيات 30 و31 :
" قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡ‌ۚ ذَالِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡ‌ۗ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ (30) وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَـٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَا‌ۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِہِنَّ‌ۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآٮِٕهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآٮِٕهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَانِهِنَّ أَوۡ بَنِىٓ إِخۡوَانِهِنَّ أَوۡ بَنِىٓ أَخَوَاتِهِنَّ أَوۡ نِسَآٮِٕهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَـٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّـٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِى ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَاتِ ٱلنِّسَآءِ‌ۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ‌ۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (31) " .
لقد بدأ الله سبحانه وتعالى قي الآية بالحديث مع المؤمنين أولاً ، فطلب منهم في الآية 30 بأن " يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " ، لأن " ذلك أزكى لهم " ... وبعدها طلب تعالى من المؤمنات في الآية 31 تمامًا كما طلب من المؤمنين بأن " يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن " مع فارق وحيد اختص به المرأة وهو أن " لا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إلاّ ما ظَهَرَ مِنها ، وأن يَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ على جُيوبِهِنَّ " .
والخمار في اللغة العربية يعني الستار أو الغطاء ، والجيوب في اللغة العربية تعني القلب والصدر ... هذا يؤدي بنا إلى مفهوم واحد لا ثانِيَ لهُ لقول الله عز وجل " وليضرِبنَ بخُمُرِهِنَّ على جيوبِهِنَّ " ، الّذي حُرِّفَ عن سبق إصرار وترصد بهدف قمع المرأة وابتزازها من خلال تغيير دين الله ( أي حُكمِهِ في هذه الآية ) بحجة أنَّ الله ( سبحانه وتعالى ) هو الّذي أمر بهذا الدين .
إنَّ " الجيوب " لا تعني الرأس ولا الشعر ولا الرقبة ، لأنَّها وبكل بساطة وكما ذكرتُ لكم لها معنىً واحدًا لُغوِيًّا لا ثانِيَ له ، ألا وهو القلب والصدر ... واعذروني إذا قُلتُ لكم بأنّي أعجب كثيرًا من كل إنسان دخل المدرسة وتعلَّمَ ، كيف لم يستطع أن يرى هذا الخطأ الّلغوي الفادح والمُخجل في معنى كلمة جيوب ، وكيف استطاع أن يُصدِّق أنَّ كلمة جيوب في الّلغة العربية تعني شعر الرأس والرقبة .
وأعجب كثيرًا من الّذين يُسمون أنفسهم " علماء وفقهاء الأمة الإسلامية !!! " والدارسين والباحثين الضليعين في الّلغة العربية ، والحاصلين على درجة الدكتوراه فيها ، كيف فسَّروا لُغويًّا كلمة " الجيوب " وجعلوها معنى " الشعر الّذي على رأس المرأة " ، ألا يستحون من أنفسهم ومن شهاداتهم الّتي أخذوها بمرتبة الشرف في الّلغة العربية ؟ ، وأنا أقول لهم أمرين : إمّا أنهم يجهلون الّلغة العربية ولا يفقهون ولا حتّى كلمة واحدةً منها ، أو أنهم على علم ودراية تامة بمعنى كلمة " جيوب " ولكنهم غيّروا معناها عن سبق إصرار وترصُّد بهدف إذلال المرأة للسيطرة على عقلها ونفسها أولاً ، والسيطرة على جسدها ثانيًا وأخيرًا ، وهو ما أعتقده شخصياً .
إذا نظرنا في المعنى الّلُغوي الحقيقي لكلمة جيوب ، نجد بأنَّ الله تعالى يطلب من المؤمنات أن يسترن أو يغطين منطقة الصدر والقلب ولم يطلب من المؤمين ذلك ، لماذا ؟ الجواب هو وبكل بساطة ، لأن الرجال ليس لديهم صدور مثل صدور النساء بحاجة إلى تغطية .
أما بالنسبة للشعر ، فمن الّذي أذن لهم وأعطاهم الحق أن يحرفوا في آيات الله على هواهم ويقولون بأن شعر رأس المرأة عورة ؟ ، في أية آية ذكر الله تعالى شعر المرأة أو رقبتها في القرآن الكريم ؟ وكيف يحرفون في المعنى اللُغوي لكلمة جيوب ، ولكلمة حجاب ولكلمة جلباب والله تعالى أنزله قرءانًا عربيًا مفصلاً ؟ ، وإذا كان شعر رأس المرأة عورة لكان قد أخبرنا الله تعالى بذلك في القرآن ... وهل شعر رأس المرأة يختلف في الخلق عن شعر رأس الرجل ؟ ، لكي يأمر الله تعالى المرأة فقط وليس الرجل أن تحجب شعرها وتٌغطّيه وتستُره ؟ .

2 - ما هي زينة المرأة ؟
=============
لقد طلب الله تعالى من المؤمنات في الآية 31 من سورة النور أن " لا يبدين زينتهن إلاٌ ما ظهر منها " ... في هذه الآية لم يُحدِّد الله تعالى لنا ما هي زينة المرأة ، مِمّا يدلنا على أنَّ الزينة المذكورة في هذه الآية لها مفهوم عام وشامِل ، وهي بالتأكيد ليست جسد المرأة كما يقولون في بعض كُتب الأحاديث والتفاسير والفقه المضللة ، بل هي الزينة الّتي تستخدمها المرأة لتتحلّى أو لتتجمّل بها ... والدليل على أنَّ الزينة في هذه الآية ليس المقصود بها جسد المرأة نجده في قول الله تعالى في الآية 31 من سورة النور: " ... وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ ... " ، فإذا كانت زينة المرأة كما يقول بعض المُضللون الكاذبون في تفاسيرهم هي جسدها ، فهذا يعني أنّنا إذا أردنا أن نُطبِّق هذه الآية ، فعلينا إذاً أن نُعطي المرأة الحق بأن تُبدي جسدها لزوجها ولأبنائِها ولأبناء زوجها ولإخوتها ولأبناء إخوتها ولأبناء أخواتها ولِنسائِها ولما ملكت يمينها وللتابعين غير أولي الإربة من الرِّجال وللطفل الّذين لم يظهروا على عورات النساء ... ما رأيكم في هذا الكلام ؟ هل تقبلون على زوجاتكم وأمهاتكم وأخواتكم وبناتكم بأن يُظهِرن أجسادهُنَّ ( التي هي المقصودة بكلمة زينتهُنَّ كما يزعمون ) لجميع هؤلآء الناس الّذين ذكرهم الله تعالى في هذه الآية البيِّنة ؟
إن إظهار زينة المرأة هو كناية عن إظهار مفاتنها ... فالمرأة لا يجب عليها أن تتزين بهدف إظهار مفاتنها ، بواسطة الملابس الفاضحة مثلاً ، أو بواسطة الماكياچ المبالغ فيه ، أو بواسطة افتعال طريقة المشي أو الجلوس أو الكلام " كالضرب بالأرجل " مثلاً ، بهدف إظهار أنوثتها ومفاتنها عن قصد وعن عمد .

وإذا أرادت المرأة أن تبدي زينتها فلا تكون الزينة إلاّ ما ظهر منها ، أي لا تكون الزينة إلاّ بالشكل الطبيعي العفوي أو باللباس الطبيعي العفوي أو بالماكياج الخفيف ... وإنَّ قول الله تعالى " إلاّ ما ظهر منها " يعني وبشكل عام ، من دون المُبالغة في إظهار جمالها وأنوثتها ، أي من دون غاية أو قصد إظهار جمالها وأنوثتها بالمعنى المادي والمعنوي . ولذلك أخبرنا الله تعالى أنَّ المرأة تستطيع أن تتبرَّج ولكن هذا التبرج لا يكون تبرج الجاهلية الأولى - ولو علمتم ماذا كانت تفعل نساء العرب لغواية الرجال قبل الإسلام ، وكيف كن يتعرين ويظهرن أجزاء حساسة من أجسادهن ، لاصطياد من يقضي مع إحداهن ليلة أو يصير عشيقاً لها لخجلتم أن يكونوا هؤلاء جداتكم - أي أن هذا التبرج لا يكون بهدف الزينة أي بهدف إظهار مفاتنها ، كما أخبرنا الله تعالى في الآيات التالية من سورتَيْ الأحزاب والنور.
سُوۡرَةُ الاٴحزَاب : وَقَرۡنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَـٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّڪَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنڪُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرً۬ا (33) .
سُوۡرَةُ النُّور : وَٱلۡقَوَاعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّـٰتِى لَا يَرۡجُونَ نِكَاحً۬ا فَلَيۡسَ عَلَيۡهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعۡنَ ثِيَابَهُنَّ غَيۡرَ مُتَبَرِّجَاتِۭ بِزِينَةٍ۬‌ۖ وَأَن يَسۡتَعۡفِفۡنَ خَيۡرٌ۬ لَّهُنَّ‌ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ۬ (60) .

إذًا فالزينة هي ما تتزين به المرأة من حُلِيّ ولباس وغيرها ... والمفهوم هنا أنَّ الله تعالى طلب من المؤمنات أن يلبسوا ثيابًا بِطريقة معقولة أي باحترام وحشمة وأن لا يتبرَّجنَ بزينة ، يعني أن لا يتبرّجن تبرج الجاهلية الأولى بطريقة اللباس الفاضح والمكياج الكثير على الوجه وبارتداء الحُلِيّ بشكل فاضح كما كُنَّ يفعلنَ قبل نزول القرآن ، لكي لا يُثِرْنَ الإنتباه ... وإذا تدبرنا جيدًا هذه الآية الكريمة ( الآية 31 ) من سورة النور ، نجد بأن " لا يبدين زينتهن إلّا ما ظهر منها " أتت قبل " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " ، وهذا دليل آخر على أن طريقة اللباس لتغطية صدر المرأة - حيث كانت الكثيرات في الجاهلية تعرين صدورهن بينما يغطين وجوههن !!! - هو جزء من زينة المرأة والمقصود به عدم إظهار مفاتنها ، لأننا كما نعلم فإن كثيرًا من النساء يحاولن أن يلفتن الأنظار إليهِنَّ من خلال إظهار صدورهن بالملابس الفاضحة ، وهذه كانت طريقة من طُرُق التبرُّج في الجاهلية الأولى في زمن الرسول عليه السلام قبل نزول القرآن وبعد نزولِهِ ، وما زالت حتّى زمننا هذا .

3 - ما هو معنى ومفهوم " يغضوا من أبصارهم " ، " ويحفظوا فروجهم " ، " ذلك أزكى لهم " ؟
===================================================
يقول سبحانه وتعالى في سُوۡرَةُ النُّور : قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡ‌ۚ ذَالِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡ‌ۗ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ (30) وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَاتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ... وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (31) .
إنَّ " غض البصر " بالنسبة للرجل المؤمن في الآية 30 ليس المقصود به عدم نظر الرجل إلى المرأة أو إلى وجهها أو عدم التحدث معها ، ولكن المقصود به هو أن ينظر الرجل إلى المرأة بكل احترام وتقدير وأن يتحدَّث معها ، ولكن من دون أي هوى أو مصلحة أو نيَّة سيِّئة في نفسِهِ ... فالسؤال الّذي يطرح نفسه في هذا الأمر هو : ما هي نظرة الرجُل إلى المرأة ؟ أي كيف ينظر الرجل إلى المرأة ؟ والبصر الذي يتعين غضه لا يكون بالعين ولكن بالعقل والقلب أي بالنفس ، فإمّا أن تكون النفس زكية ، وإمّا أن تكون النفس غير زكية ... ولذلك أكمل الله تعالى بقوله : " ذالك أزكى لهم إنَّ الله خبيرٌ بما يصنعون " ، وإنَّ " غض البصر " هو ليس فقط واجب من الله تعالى على الرجل المؤمن ، ولكنه واجب أيضًا على المرأة المؤمنة ، كما قال تعالى في الآية 31 من سورة النور .
وإنَّ " حِفظ الفروج " ( للرجل المؤمن وللمرأة المؤمنة ) ، ليس المقصود به تغطية الفروج ( الأعضاء التناسلية ) بالثياب ، ولكن المقصود به أن يحفظ الرجل المؤمن والمرأة المؤمنة شهواتهم الجنسية ، وهذا يعني أن لا يرتكبوا الفواحش والبغاء مع بعضهم البعض ، أي أن لا يُقيموا أو يُمارسوا العلاقات الجنسية المحرمة مع بعضهم البعض كزنا المحارم مثلاً والدعارة ، بمعنى أصح فإنَّ " حفظ الفروج " يعني أن لا يُسافِح الرجال مع النساء وأن لا يتَّخذوا منهُنَّ أخدان ( عشيقات ) ، والعكس أيضًا صحيح وهو أن لا تُسافِح النساء مع الرجال وأن لا يتّخذن منهم أخدان .

معنى الآيات 28 إلى 34 من سورة الأحزاب
======================
يقول سبحانه وتعالى في سُوۡرَةُ الاٴحزَاب : يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزۡوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحً۬ا جَمِيلاً۬ (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلدَّارَ ٱلۡأَخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡمُحۡسِنَـٰتِ مِنكُنَّ أَجۡرًا عَظِيمً۬ا (29) يَـٰنِسَآءَ ٱلنَّبِىِّ مَن يَأۡتِ مِنكُنَّ بِفَـٰحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَـٰعَفۡ لَهَا ٱلۡعَذَابُ ضِعۡفَيۡنِ‌ۚ وَكَانَ ذَالِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرً۬ا (30) وَمَن يَقۡنُتۡ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتَعۡمَلۡ صَـٰلِحً۬ا نُّؤۡتِهَآ أَجۡرَهَا مَرَّتَيۡنِ وَأَعۡتَدۡنَا لَهَا رِزۡقً۬ا ڪَرِيمً۬ا (31) يَـٰنِسَآءَ ٱلنَّبِىِّ لَسۡتُنَّ ڪَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِۚ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلۡبِهِۦ مَرَضٌ۬ وَقُلۡنَ قَوۡلاً۬ مَّعۡرُوفً۬ا (32) وَقَرۡنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَـٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّڪَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۚۥ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنڪُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرً۬ا (33) وَٱذۡڪُرۡنَ مَا يُتۡلَىٰ فِى بُيُوتِڪُنَّ مِنۡ ءَايَـٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِڪۡمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) .

إذا تدبرنا تلك الآيات البيِّنات من سورة الأحزاب ، نجد أنّها مُوجَّهة بشكل مباشر وخاص من الله عز وجل لنسآء النّبي ... وإن الآية 33 تعطينا فكرة عن طريقة تبرج النساء عمومًا ، ونسآء النبي خصوصًا ... لقد طلب الله تعالى مِن نسآء النبي في تلك الآية ( الآية 33 ) أن لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، أي أن لا يتبرَّجنَ كما كُنَّ يتبرجن في السابق قبل نزول القرآن ، فَهُنَّ أصبحنَ الآن زوجات النبي ... ولقد اختص الله تعالى نسآء النبي في تلك الآيات الكريمة لكي " يُذهِب الرِّجْسَ عنهم أهل البيت ويطهرهم تطهيرًا " .
إنَّ أكثر نساء الرسل والأنبياء كُنَّ من المؤمنات الصالحات ، وكذلك نساء النبي يجب عليهِنَّ أن يكن من المؤمنات الصالحات القانتات وأن يبتعِدنَ عن شهوات الحياة الدنيا وزينتها ، وإلا فسوف يسرحهن النبي سراحًا جميلا ( أي يطلقهن بإحسان ) كما أمره الله عز وجل في الآية 28 ، لكي لا يُعطي أعداء الله ورسوله أية فرصة لمحاربتِهِ بإيذاء زوجاته ، أو بمحاولة التأثير عليهن ، أو باستخدامهن ضد الله ورسوله ... ولو خضعت نساء النبي بالقول لطمِعَ الّذي في قلبِهِ مرضٌ ، ولوقعنَ في الفتنة كما أخبرنا الله تعالى في الآية 32 ، ولأدت بهنَّ هذه الفتنة إلى خيانة الله والرسول والمؤمنين والمؤمنات والقرآن ، ولشكَّلنَ بذلك خطرًا على الرسول وعلى المؤمنين والمؤمنات عموماً وعلى رسالة القرآن أي على دين الإسلام خصوصاً ، ولو وقعت نسآء النبي في الفتنة وفعلنَ الفاحشة ، فسوف يُضاعِفُ الله لهُنَّ العذاب ضِعفين في الدنيا والآخرة ، كما أخبرنا تعالى في الآية 30 .

4 - ما هو الحجاب الّذي ذكره الله تعالى في الآية 53 من سورة الأحزاب ، وماذا يعني ، وهل هو فرض ؟
========================================================
يقول سبحانه وتعالى في الآية 53 من سُوۡرَةُ الاٴحزَاب : يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِىِّ إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيۡرَ نَـٰظِرِينَ إِنَٮٰهُ وَلَـٰكِنۡ إِذَا دُعِيتُمۡ فَٱدۡخُلُواْ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُواْ وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِينَ لِحَدِيثٍۚ إِنَّ ذَالِكُمۡ ڪَانَ يُؤۡذِى ٱلنَّبِىَّ فَيَسۡتَحۡىِۦ مِنڪُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا يَسۡتَحۡىِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَـٰعً۬ا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍۚ ذَالِڪُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ وَمَا كَانَ لَڪُمۡ أَن تُؤۡذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓاْ أَزۡوَاجَهُ مِنۢ بَعۡدِهِۦۤ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَالِكُمۡ ڪَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا (53) .
لقد كانت بيوت النّبي مفتوحة لِذوي الحاجة والفقراء والمساكين ، ليس فقط من المؤمنات ولكن أيضًا من المؤمنين ، ولذلك بدأ الله تعالى هذه الآية ( آية 53 ) بقوله : " يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِىِّ "، وهنا يتحدَّثُ الله تعالى مع الّذين ءامنوا، أي مع الذكور من الرِجال ... ولقد كانت نساءِ النَّبي يُطعِمنهم ويسقينهم ولم يكن النّبيُّ معهُنَّ في بُيوتِهِنَّ ، ولذلك طلب الله تعالى من الّذين آمنوا أن يأكلوا مما يُقَدِّمنَ نساء النَّبيِّ إليهم مهما كان مستوى هذا الأكل ، لِقولِهِ تعالى : " إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيۡرَ نَـٰظِرِينَ إِنَٮٰهُ وَلَـٰكِنۡ إِذَا دُعِيتُمۡ فَٱدۡخُلُواْ " ، وبأن يخرجوا بعدها فورًا من بيوت النّبي حين انتهاءهم من الأكل ، لِقولِهِ تعالى : " فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُواْ " ، فلا يبقوا في بيت النبِي بهدف المُسامرة والتحدث إلى نسائِهِ ، لِقولِهِ تعالى : " وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِينَ لِحَدِيثٍۚ "... لذلك أمرهم الله تعالى بأن يضعوا " حجابًا " حين يطلبوا منهنَّ حاجتهم من المتاع أي من المأكل والمشرب ، لِقولِهِ تعالى : " وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَـٰعً۬ا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍۚ ذَالِڪُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ " . وهذا يعني أنهم عليهم أن يضعوا " حاجزًا " بينهم وبين نساء النبي ، وهو حاجزٌ معنوي مثلاً ، بطريقة تحدُّثهم إليهنَّ أو بطريقة نظرهم إليهنّ ... أي عليهم " أن يغُضّوا من أبصارِهِم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم " ، لكي لا تكون الغاية من دخولهم بيوت النبي هو التحدث إلى زوجاته أو ملاطَفَتهُنَّ أو محاولة ارتكاب الفواحش أو إثارة الفتن ... وبذلك تكون الحاجة الوحيدة لدخولِهم بيوت النبي هي المتاع أي الأكل والشرب ، وإلاّ يصبح دخولهم بيوت النبي سببًا لإشاعة الفاحشة في نساءِهِ ، وفرصة للمنافقين والّذين في قلوبهم مرض لإشاعة الفتن ولإيذاء النبي بواسطة أزواجِهِ ، كما قال تعالى : " وَمَا كَانَ لَڪُمۡ أَن تُؤۡذُواْ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَآ أَن تَنكِحُوٓاْ أَزۡوَاجَهُ مِنۢ بَعۡدِهِۦۤ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَالِكُمۡ ڪَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمًا " . إذًا ف " الحجاب " هو الحاجز المعنوي ، وهدفه الصدق والاحترام وحسن النيَّة ، أي غض البصر وحفظ الفرج وزكاة النفس ، وهذا يؤدي إلى طهارة العقل والقلب ... هذا ما بيَّنهُ الله تعالى لنا بقولِهِ : "... ذَالِڪُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ ".
والدليل على أنَّ الحجاب هو حاجز معنوي وضعهُ الله تعالى بين المؤمنين والمؤمنات عامة ، وبين الّذين آمنوا ونساء النبي خاصَّةً ، نجده في قولهِ تعالى في الآية 53 من سورة الأحزاب : ... وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَـٰعً۬ا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍۚ ذَالِڪُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ ... (53) .
نجد في هذه الآية البينة :
1 - أولًا : أنَّ الله تعالى لا يُخاطب فيها نسآء النبي ولكنه يُخاطب المؤمنين ( أي الرجال ) ، بقولِهِ لهُم : " وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَـٰعًا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍۚ " ، إذًا فالحجاب الّذي أمر الله تعالى بِهِ وفرضَهُ في هذه الآية ، لم يأمر بِهِ نساء النبي أو يَفرِضهُ عليهِنَّ ، ولكنَّهُ أمر بِهِ وفرضهُ على الّذين آمنوا ( وهم من فئة الذكور من الرجال ) ، وهذا يدلنا على أنَّ الحجاب الّذي فرضَهُ الله تعالى في هذه الآية هو حجاب فرضه على الرجل وليس على المرأة ، إذًا فالرجل هو الّذي عليه أن يضع الحجاب وليس المرأة .
2 - ثانيًا : إنَّ قول الله تعالى : " ذَالِڪُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ " ، يدلنا ويبين لنا ويُعطينا الغاية والهدف من الحجاب ، الّذي هو طهارة قلوب الّذين آمنوا من الّذين يدخلون بيوت النبي ، وأيضًا طهارة قلوب نساء النبي ( أي أزواجه ) لِكَيْ لا يقعنَ في الفتنة ... هذا يُبيِّن ويُبرهن بل يؤكِّد لنا أنَّ الحجاب المقصود في هذه الآية هو حجابٌ معنويٌ وليس حجابًا ماديًا ، وأنَّ هذا الحجاب وضعه الله تعالى على قلب الّذي آمن لكي يحول بينه وبين رغباتِهِ وأهوائِهِ إذا ما أراد أن يدخل بيوت النبي بهدف المتاع ، مع ملاحظة هامة جدًا وهي أنَّ الحجاب لُغوِيًّا يعني الستار أو الحاجز أو الفاصل .
3 - ثالثًا : أين وفي أيةِ آية في القرآن الكريم ورد أنَّ الحجاب هو ستر أو حجز رأس المرأة أو شعرها أو وجهها أو رقبتها ؟
4 - رابعًا : إذا تدبَّرنا جميع الآيات الّتي ذكر الله تعالى لنا فيها كلمة حجاب ، نجد من خلالها أنَّ الحجاب هو الحاجز أو الفاصِل ، وهو حاجزٌ معنوي وليس حاجزاً مادّيًا .
نجد تلك الآيات في السُور التالية :
سُوۡرَةُ الاٴعرَاف : وَبَيۡنَہُمَا حِجَابٌ۬‌ۚ وَعَلَى ٱلۡأَعۡرَافِ رِجَالٌ۬ يَعۡرِفُونَ كُلاَّۢ بِسِيمَٮٰهُمۡ‌ۚ وَنَادَوۡاْ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ أَن سَلَـٰمٌ عَلَيۡكُمۡ‌ۚ لَمۡ يَدۡخُلُوهَا وَهُمۡ يَطۡمَعُونَ (46) .
( الحجاب هنا هوالحاجز أو الفاصل بين أصحاب النار وأصحاب الجنة ) .
سُوۡرَةُ الإسرَاء : وَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ جَعَلۡنَا بَيۡنَكَ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأَخِرَةِ حِجَابً۬ا مَّسۡتُورً۬ا(45) وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِہِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِىٓ ءَاذَانِہِمۡ وَقۡرً۬ا‌ۚ وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِى ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُ وَلَّوۡاْ عَلَىٰٓ أَدۡبَـٰرِهِمۡ نُفُورً۬ا (46) .
( الحجاب المستور هو الحاجز المستور آي الحاجز الغير مرئيّْ الّذي وضعه الله تعالى بين الرسول عليه الصلاة والسلام وبين الكُفار ( جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِہِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِىٓ ءَاذَانِہِمۡ وَقۡرًا ‌ۚ) .
سُوۡرَةُ مَريَم : وَٱذۡكُرۡ فِى ٱلۡكِتَـٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانً۬ا شَرۡقِيًّ۬ا (16) فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابً۬ا فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرً۬ا سَوِيًّ۬ا (17).
( فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابًا أي امتنعت عن قومها وتركت قومها من دون عِلمِهِم أو معرفتِهِم وذهبت إلى مكان بعيد لا عِلمَ لهُم بِهِ ، اْنتبذَت من أهلها مكانًا شرقيًّا ) .
سُوۡرَةُ فُصّلَت : وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِىٓ أَڪِنَّةٍ۬ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ وَفِىٓ ءَاذَانِنَا وَقۡرٌ۬ وَمِنۢ بَيۡنِنَا وَبَيۡنِكَ حِجَابٌ۬ فَٱعۡمَلۡ إِنَّنَا عَـٰمِلُونَ (5) .
(مِنۢ بَيۡنِنَا وَبَيۡنِكَ حِجَابٌ أي حاجز معنوي وضعه الكُفار بينهم وبين الرسول عليه الصلاة والسلام ، قَالُواْ قُلُوبُنَا فِىٓ أَڪِنَّةٍ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ وَفِىٓ ءَاذَانِنَا وَقۡرٌ۬ ( عدم إيمانهم وتصديقهم بالقرآن ، فَٱعۡمَلۡ إِنَّنَا عَـٰمِلُونَ ) .
سُوۡرَةُ الشّوري : وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولاً۬ فَيُوحِىَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُ‌ۚ إِنَّهُ عَلِىٌّ حَڪِيمٌ۬ (51) .
( مِن وَرَاء حِجَابٍ بمعنى حجاب وضعه الله تعالى يحجز ويمنع من أن يُكلمنا سُبحانهُ بشكل مُباشر وهو هنا حاجز غير مُباشر وإنما يرسل الله رسولاً فيوحِيَ بإذنه ما يشآء ) .
من خلال جميع تلك الآيات البينات عن الحجاب ، نجد بأنَّ الحجاب هو حاجز أو فاصل أو مانع ليس ظاهرًا ولا نستطيع أن نراه ، ولكنه حجاب معنوي وغير مرئي .
5 - خامسًا : لقد أمر الله تعالى الّذين آمنوا في هذه الآية أن يضعوا حِجابًا بينهم وبين نساء النبي ، ولم يأمرهم بأن يضعوا حجابًا على نساء النبي ولا بأن يضعوا حجاباً بينهم وبين نساء غير نساء النبي ... إذًا فإنَّ الآية 35 هي في الحقيقة آية تختص فقط بنساء النبي ، وإنَّ ما يختص بمفهوم الحجاب المعنوي بين الرجال والنساء عموماً ، وضعه الله تعالى لنا في آيات أخرى في عدَّة سُور في القرآن الكريم ، منها آيات في سورة النساء ، والنور ، والأحزاب ، مِمّا يدُلُّنا على أنَّ الحجاب بين الرجل والمرأة بشكل عام هو الحاجز المعنوي الّذي هو غض البصر وحفظ الفرج وبالتالي النيَّة الحسنة الّتي تؤدي إلى طهارة القلب.
باختصار فإن الآية 53 من سورة الأحزاب هي أكبر دليل على أن المؤمنين كانوا يستطيعون دخول بيوت النبي من دون وجود النبي فيها ، ولذلك استخدم الله تعالى صيغة الجمع بقوله : " لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِىِّ ... " ... وهذا يدلنا على أنَّ النبي محمد عليه الصلاة والسلام كان مشغولاً بالضرب في الأرض ونشر رسالة القرآن ، وكانت زوجاته يساعدنه بإعالة وإطعام المساكين والمحتاجين ، ولقد كانت نساء النبي وكذلك جميع المؤمنين والمؤمنات يُساعِدنَ النبي في نشر رسالة القرآن وإقامتها ، وكانوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله بالقرآن ، فالقرآن هو رسالة الله إلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، ومنه إلى زوجاته وإلى العالم أجمعين .

5 - ما هو الجلباب وما مفهومه ولماذا فُرِضَ في سورة الأحزاب ؟
===================================
سُوۡرَةُ الاٴحزَاب : إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓٮِٕڪَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّۚ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا (56) إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَہُمُ ٱللَّهُ فِى ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابً۬ا مُّهِينً۬ا (57) وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱڪۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَـٰنً۬ا وَإِثۡمً۬ا مُّبِينً۬ا (58) يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزۡوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡہِنَّ مِن جَلَـٰبِيبِهِنَّۚ ذَالِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورً۬ا رَّحِيمً۬ا (59) لَّٮِٕن لَّمۡ يَنتَهِ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ۬ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِى ٱلۡمَدِينَةِ لَنُغۡرِيَنَّكَ بِهِمۡ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيہَآ إِلَّا قَلِيلاً۬ (60) مَّلۡعُونِينَۖ أَيۡنَمَا ثُقِفُوٓاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقۡتِيلاً۬ (61) سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلاً۬ (62).
نجد في تلك الآيات البينات بأن الله تعالى أراد حماية المؤمنين وخاصة المؤمنات من ألسنة السوء ، فلقد كان المنافقون والّذين في قلوبهم مرض يستَغِلّونَ ما كان عليه المؤمنون والمؤمنات قبل نزول القرآن وقبل دخولهم في الإسلام ، وكانوا يشيعون الفاحشة فيهم بالكذب بعد دخولهم في الإسلام .
لقد كان المؤمنون يعيشون حياة مليئة بالأخطاء والفساد وكانوا يرتكبون الفواحش قبل نزول القرآن ، وكذلك المؤمنات ، فقد كانت حياتهن مليئة أيضًا بالأخطاء ، وكُنَّ يَرتَكِبنَ أيضًا الفواحش ويَتَبَرَّجْنَ تبرُّج الجاهلية الأولى ويَرْتَدينَ ثِيابَهُنَّ بطريقة فاضحة ... ولكن عندما نزل القرآن الكريم وهداهم الله تعالى جميعًا إليه ، استغفروه ، وأصبحوا من المصلحين والمصلحات ومن المؤمنين والمؤمنات وابتعدوا عن طريق الضلالة ، وعن طريق الظلم والفساد والفواحش ، لذلك غفر الله تعالى لهم ما قد سلف من أعمالهم الخاطئة .
من أجل ذلك حاول المنافقون والّذين في قلوبهم مرض والمُرجفون في المدينة أن يستغلوا ما كان المؤمنون والمؤمنات عليه من ارتكابهم للفواحش قبل نزول القرآن ... لقد حاول المنافقون والمنافقات إيذآء الله ورسولِهِ ، فحاولوا إيذاء النبي والتحدث عنه وعن زوجاته بالسوء والكذب وإشاعة الفاحشة فيهِ وفي زوجاتِهِ.
في هذه الآية البينة ، طلب الله تعالى من أزواج وبنات النبي ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن ، والجلباب لُغوياً يعني الرداء أو اللباس المُسدَلْ الّذي يُسدَل على الجسد ، فما دخلُهُ إذًا بتغطية شعر رأس المرأة أو وجهها ؟
إنَّ المعنى الظاهر للجلباب هو اللباس المُحترم وليس اللباس الفاضح الّذي كانت نساء العرب يرتدينهُ في السابق قبل دخولهنّ في الإسلام ، والجلباب في هذه الآية هو في الحقيقة كناية عن استبدال وتغيير طريقة اللباس وارتداء الثياب بطريقة مُتزنة ومعقولة ، أمّا المعنى الباطن للجلباب فهو تغيير طريقة اللباس الّذي كُنَّ عليه ، واستبدالِهِ بلباس التقوى الّذي هو لباس الإيمان بالله والعمل الصالح ، وإنَّ الهدف من أن " يُدنينَ عليهِنَّ من جلابيبهِنَّ " هو لكَيْ لا يعطوا فرصة أو سبباً للمنافقين والّذين في قلوبهم مرض لإيذائِهِنَّ بإشاعة الفاحشة فيهِنَّ بالكذب ، فيُعرَفنَ أنَّهُنَّ أصبَحنَ من النساءِ المؤمنات الصالحات القانتات ، وأنَّهُنَّ ابتَعَدنَ عن طريق الضلالة أي عن الطريق الّذي كُنَّ عليه ، وأنَّهُنَّ أصبحنَ في طريق الهداية أي في طريق القرآن .
ولذلك أكمل الله تعالى في الآيات التالية بقولِهِ : " لَّٮِٕن لَّمۡ يَنتَهِ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ۬ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِى ٱلۡمَدِينَةِ لَنُغۡرِيَنَّكَ بِهِمۡ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيہَآ إِلَّا قَلِيلاً۬ (60) مَّلۡعُونِينَۖ أَيۡنَمَا ثُقِفُوٓاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقۡتِيلاً۬ (61) سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلاً۬ (62) " .
وإذا تدبَّرنا الآية 60 في سورة النور ، نجد أنَّ الله تعالى وصَفَ لنا لِباس المرأة بكلمة " ثوب " لا بكلمة " جلباب " ، بقولِهِ فيها : " أَن يَضَعۡنَ ثِيَابَهُنَّ غَيۡرَ مُتَبَرِّجَـٰتِۭ بِزِينَةٍ۬ ‌ۖ" ، إذًا فالثوب هو الِّلباس ، وهذا الثوب أو الّلباس أيًّا كان شكلهُ أو نوعهُ أو لونهُ تستطيع المرأة أن تضعهُ غير مُتبرِّجة بزينة .
إذا ربطنا تلك الآية ( آية 60 ) في سورة النور بالآية 59 في سورة الأحزاب ، نتوصَّل إلى أنَّ الجلباب أو الرِّداء أو الّلِباس أو الثوب الّذي على المرأة أن تضَعَهُ غير مُتبرِّجة بزينة ، هو الّلِباس المعقول المُعتدِل والمُتَّزِن والمُحترم ، أيًّا كان شَكلُهُ أو نوعُهُ أو لونُهُ .

6 - في الختام ، لقد حرَّف من يزعمون أنهم علماء الدين مفهوم الخمار والحجاب والجلباب على الرغم من أنَّ الله تعالى ذكرهم وعرَّفهم وبيَّنَهم لنا في القرآن الكريم ، ولقد ابتدعوا أيضًا النقاب ، وإذا تدبرنا القرآن نجد أنَّ الله سُبحانه وتعالى لم يذكر لنا كلمة نقاب نهائيًا في القرآن الكريم ، مِمّا ينفي نفيًا قاطعًا ويُدمِّر جميع الأحاديث الباطلة لهذا النقاب .
وأخيراً فسؤالي لهؤلآء هو : من أين أتوا بكلمة نقاب ؟ ، ومن أي مصدر جاؤوا بهذا النقاب المزعوم ومفهومِهِ ، ومن سمَحَ لهم بهذا ؟ ، وإذا علمنا أنَّ النقاب هو أفضل وسيلة يستخدمونها لتسهيل فعلهم للفواحش وللفسق وللفجور وللبغاء في السِّر وفي العلن ، ولذلك فإنَّ أكثر المجتمعات المُتديِّنة والمُتعصِّبة " للإسلام الزائف " الّتي فيها نساء مُنقَّبات ، فيها من الفساد الإجتماعي ومن الفواحش الجنسية بجميع أشكالها ما يجعلنا نُفكِّر أكثر من مليون مرة قبل أن نرضى لنساءنا بارتداء هذا النقاب ... فالنقاب هو أكبر خطر على مجتمعاتنا وليس فقط على المجتمعات الإسلامية ، ولكن على جميع المجتمعات في هذه الأرض ، وإذا كان الله عز وجل لم يفرض على المرأة هذا الحجاب المزعوم المُعترف بِهِ في المجتمعات الإسلامية ولم يذكره في القرآن الكريم ، فكيف إذًا يفرض النقاب عليها ؟ وإذا بحثنا في التاريخ وفي الديانات البشرية السابقة ، ما قبل الديانة اليهودية وما بعدها وصولاً إلى زمننا هذا ، نجد بأنَّ الحجاب أتى من التُراث ومن العادات والتقاليد ، أي من الأديان البشرية الباطلة ، وليس من دين الله .

7 - في النهاية ، أرجو من صُنّاع ومُخترِعي الحجاب والنقاب أن يقرأوا الآيات البينات التالية ، وهي آيات موجَّهة من الله سُبحانه وتعالى مباشرة إليهم بسبب تحريفهم لكتابِهِ ، وبسبب افترائِهم الكذب عليه وعلى رسولِهِ الأمين محمد عليه الصلاة والسلام :
سُوۡرَةُ يُونس : قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٍ۬ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامً۬ا وَحَلَـٰلاً۬ قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡ‌ۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡڪَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ‌ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ (60) .
سُوۡرَةُ الشّوري : أَمۡ لَهُمۡ شُرَڪَـٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُ‌ۚ وَلَوۡلَا ڪَلِمَةُ ٱلۡفَصۡلِ لَقُضِىَ بَيۡنَہُمۡ‌ۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ۬ (21) .
سُوۡرَةُ الحُجرَات : قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِڪُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِ‌ۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ۬ (16) .



#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد الكيلاني يكتب : ‏Master Seen الجماعة و- العسكر- !!!
- إيه اللي حصل ... وإزاي حصل ؟!!! . الخطة ... 1
- خالد الكيلاني يكتب : قصة مشادتي مع وزير خارجية قطر الأشهر
- الميكروفون واللافتات والإسلام الجديد ... وأنا ( الحلقة الأول ...
- خالد الكيلاني يكتب : قراءة هادئة في قرار ترامب بمنع مواطني 7 ...
- خالد الكيلاني يكتب : لماذا العاصمة الجديدة ؟
- حقوق الصحفيين قبل حرياتهم يا أستاذ إبراهيم
- خالد الكيلاني يكتب : يصل ويسلم
- خالد الكيلاني يكتب : عن الحرية الأمريكية
- خالد الكيلاني يكتب : زي النهاردة من 5 سنوات
- خالد الكيلاني يكتب : رسالة مفتوحة لرئيس البرلمان ... الدستور ...
- خالد الكيلاني يكتب : الفن للوطن
- خالد الكيلاني يكتب : ممدوح البلتاجي ضحية صفوت الشريف ورجل مب ...
- خالد الكيلاني يكتب : تحيا مصر العربية
- خالد الكيلاني يكتب : أرجوكم ... لا تغرنكم المظاهر
- خالد الكيلاني يكتب : قصة حوار مع الأمير سعود الفيصل
- هل المطلوب أن يحمي القانون الكذب المتعمد ؟!!!
- بيان صحفي حول ما ورد بتصريحات منسوبة للمستشار زكريا عبد العز ...
- يا ترى إنت فين يا أوباما ( قصة قصيرة لكنها حقيقية )
- خالد الكيلاني يكتب : المجمع العلمي ... الجريمة والعقاب


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الكيلاني - موقفي من النقاب والحجاب ... ورأيي في الخمار والجلباب .