أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - مستحضر القهرولوجيا














المزيد.....

مستحضر القهرولوجيا


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5558 - 2017 / 6 / 21 - 08:52
المحور: كتابات ساخرة
    


صار الاحتلالُ العسكري للدول ماضيا بائدا، فالاحتلالُ اليوم يجري بلا جيوش، يمكن أن يستولي الأعداءُ والمنافسون على ثروات الأمم بوسائل رخيصة، غير مكلفة، بعد استخدام آخر اختراعات الألفية الثالثة وهي؛ تكنلوجيا القهر والإحباط( القهرولوجي).
استطاعتْ بعض دول العالم استخدام هذا الاختراع بكفاءة، ويكون تحقيق هدف السيطرة عن بعد باتباع الطرق التالية:
إثارة النُعَرات الطائفية والعرقية، بنشر فايروسات الفُرقة، والطائفية، والقبلية، والأسرية، ولتحقيق هذا الهدف، يكفي استئجار متفيهقي الأديان، ومقاولي الفتاوى المُضلِّلة لينحتوا من التعاليم الدينية خناجرَ، ومدافعَ، وسيوفا تغتال فسيفساء المجتمعات من الطوائف والعرقيات المختلفة، فيُجيزون قتلهم، والاعتداء على ممتلكاتهم.
والثاني: نشر الفساد في مؤسسات الدول المُراد تفكيكُها، وجعل الفساد، والرشاوى، والمحسوبيات، هي القاعدة، أما الكفاءة، والقدرات، فهي استثناءات!
والثالث: يجب إفساد نظامها التربوي والتعليمي، بجعلِ الأبناءِ يكرهون مناهج الآباء، وجعل الغاية من التعليم الحصول على الوظائف، والشهادات، وليس ترقية العقول، وتنمية الكفاءات.
الرابع: يجب إقصاء الفنون بكامل أقسامها عن موائد المقهورين، لأنَّ للفنون مفعولَ السحر في تخفيف جرعات القهر، وإشفاء الناس من الإحباط، من أجل ذلك يجب أن تُلصقَ تُهمةُ الهرطقة، والكفر بكل أشكال الفنون، وأنها من عمل الشيطان فاجتنبوها!!
أما البند الخامس الواجب تطبيقُهُ لترسيخ القهر والإحباط، فهو تفصيلُ ألجمةٍ على مقاييس الأمم المراد إحباطُها، وذلك بتعويدهم على حياة الدِّعة والهناء ورغد العيش، بدون أن تكون لهم مصادرُ دخل وطنية ثابتة، ثمَّ يجري تقليص مصادر الدعة والراحة فجأةً، باستخدام أسلحة القهرولوجي المُبيدة؛ سلاح الكهرباء، والماء، ورغيف الخبز، وإغلاق منافذ السفر، وحرمانهم من العلاج والتعليم، كما يحدث في قطاع غزة.
أما البند السادس فيتمثل في إعادة المجتمعات المقهورة إلى قبليتها العصبية، وإلى نظامها البدائي، الأسرى التقليدي، بجعل القوانين المدنية، والممارسة الديموقراطية حِليةً تُعلَّقُ شعاراتُها في شوارع تلك الأوطان، في لوحات برَّاقة، كميداليات وعباءات للزينة فقط!
أما البند السابع يقضي بإفساد النظام الحزبي، وتحويله إلى عصبيات عائلية لحماية الأعضاء والمريدين، وليست لخدمة الوطن، يجري إفساد النظام الحزبي بإشغالها بالكم العددي، وليس بالكيف الثقافي والتوعوي، ومن أبرز أعراض هذا الداء الحزبي، تفضيلُ الأحزاب لراياتها الحزبية، وبوستراتها، وملصقاتها على أعلام الوطن وشعاراته!
أما البند الثامن في برنامج القهرولوجي يتحقق بكنسِ تاريخها السالف، وإبعاد كل مصادر القوة والبطولة، وإزاحة الزعماء الأقوياء من ذاكرة الأجيال، وتحطيم الآثار التاريخية، بحجة أنها أصنامٌ تُعبد، وعمل( فورمات) لعقول الأجيال بعد إقصاءِ كلِّ المبدعين من الفنانين، والشعراء، والأدباء عن موائد التعليم والثقافة، بادِّعاء أنهم علمانيون كافرون!!
مستحضر ، القهرولوجي الجديد هو معجزة الابتكارات في الألفية الثالثة، لأنه قادرٌ على جعل الشعوبِ تدوسُ بأقدامها مطالبَها الرئيسة في الاستقلال والتحرر، وتطوي ماضيها وتاريخها وتضعه في خزائن النسيان!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادفعوا الجزية لحمايتكم
- يوم في مدرسة يابانية
- خطة التطبيع العربي الإسرائيلي
- أخبار إسرائيلية في يوم
- يساريون مصابون بالقحط الفكري
- تفكيك اليونروا
- مستقبل العرب في أخبار
- رثاء لغزة
- ملكة للأشجار، وملكة لأمريكا
- العبقرية هي صناعة المتفجرات الفكرية
- إمارة أندورا الفلسطينية
- أعداء النساء في عيد المرأة العالمي
- أين اختفى هؤلاء؟
- الاستيطان فريضة دينية يهودية
- خرافات ألفية الجهالات
- فسيفساء فلسطينية منسية
- لا تأكلوا... كنافة بالدّبس
- اللغة العربية في غرفة الإنعاش
- بارانويا كاليغولا تصيب نتنياهو
- مرحلة ما بعد اليسار في إسرائيل


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - مستحضر القهرولوجيا