أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - استفتاء كردستان.. هل سيحدث اخيرا؟














المزيد.....

استفتاء كردستان.. هل سيحدث اخيرا؟


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5556 - 2017 / 6 / 19 - 01:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد التصريحات التي ادلى بها هوشيار زيباري -من الاعضاء القياديين في الحزب الديمقراطي الكردستاني ونيجيرفان بارزاني، رئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان- في الاسبوع المنصرم والتي تشير الى ان هدف استفتاء كردستان هو "لتقوية موقع حكومة كردستان التفاوضي مع بغداد" ولا يعني الاستقلال او الانفصال. صرح مسعود البارزاني في يوم 15 من شهر حزيران الجاري لمجلة السياسة الخارجية، قاطعا الشك باليقين، بان الاستفتاء امر جدي، وانه اذا ما اسفر التصويت عن الانفصال فانهم سيشرعون بالخطوات العملية لتحقيقه.
لقد طرحنا (الحزب الشيوعي العمالي العراقي) الاستفتاء منذ حزيران 1995، اي قبل 22 عاما تحديدا. وكان هدفنا انذاك هو لاخراج جماهير كردستان من وضع لم يكونوا فيه دولة، ولا جزء من دولة. وكان المجتمع يعيش بكليته في وضع مخيم لاجئين بانتظار المساعدات الدولية. قلنا في حينها ليس للتخطيط الاقتصادي والانتاج وتنظيم الخدمات الأجتماعية والصحة والتعليم والنظام والامن وأحلال القانون، اي معنى اية قيمة بدون تحديد مصير مسألة الحكومة والسلطة في الاقليم.
رغم ان امور كثيرة تغيرت بين ما قلنا عام 1995 – 2017، الا ان مسالة واحدة باقية في مكانها لم تحل، وهي امان ومعيشة جماهير كردستان التي يتقاذفها وتلعب بها حكومة المركز وحكومة الاقليم ككرة بين الجانبين. تغيرت الظروف وخاصة بعد عام 2003، وشكلت دولة فيدرالية اتحادية، الا ان المناوشات مستمرة بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم، وفشل مشروع الدولة الفيدرالية في العراق بكليته.
ان نقطة شروعنا لتأييد الاستفتاء واستقلال كردستان ينطلق من مسألة مصالح الكادحين والطبقة العاملة والالاف من الطبقة المتوسطة، التي بدأت تنتقل الى مواقع الطبقة الكادحة حيث تتعرض معيشتها الى التدهور والانهيار.
ان الاستفتاء، وما يعقبه من استقلال سيحرر جماهير كردستان من حقيقة وقوعها تحت حكم وسيطرة حكومتين (حكومة المركز وحكومة الاقليم) في ان واحد. فكما كانت كردستان في تسعينات القرن الماضي تعيش تحت وطأة حصارين، فانها تعيش تحت وطأة حكمين، بشكل مباشر او غير مباشر منذ عام 2003 باسم الفيدرالية.
ان الاستقلال واعلان دولة في كردستان سيجنب الجماهير عذابات وتسويف التلاعب بمصيرها وحياتها، والتي كانت تقوم به الحكومتان المركزية وحكومة الاقليم وما تسببا به من مآسي وكوارث، حيث كانتا تتقاذف حياة ومعيشة سكان كردستان ككرة بين ملعبيهما. انه سيقطع الطريق امام الاحزاب القومية الكردية للتنصل من مسؤولياتها، او تحيل مطاليب الجماهير اذا ما طالبت بها وعلى الاخص المسائل الاقتصادية والمعاشية، الى حكومة المركز.
ان استقلال كردستان، لا ينطلق هذه المرة من حقيقة وجود الاضطهاد القومي العربي عليها، فهي قد فصلت عمليا عن الحكومة المركزية، لديها برلمان وحكومة ورئيس اقليم وعلم. الا ان المسالة الاساسية الان هي الاضطهاد والابتزاز الاقتصادي الذي تتعرض له جماهير هذه المنطقة. فلم تدفع الرواتب لموظفيها الذين يشكلون اغلبية اليد العاملة فيها، بحجة ان حكومة المركز لا تدفع حصة كردستان من ميزانية العراق، والتي مقرر لها ان تبلغ 17% من ميزانية البلد. حكومة المركز تتذرع بان حكومة الاقليم تبيع النفط وانه عليهم تسديد رواتب موظفيهم من ريع النفط. وهكذا تزداد جماهير كردستان فقرا وبؤسا في مجرى الصراع ما بين الحكومتين.
لم تأتي حركة الاستفتاء من "اسفل"، ولم تطالب بها الجماهير الان، فالجماهير معنية برواتبها وبمعيشتها، وهي طالبت حكومتها –الكردية- بتحمل مسؤولياتها امام موظفيها ومعلمي الاقليم، ولم تقبل اي تذرع بان حكومة المركز تمتنع عن تسديد الرواتب. الا انه وحيث ان الاحزاب الكردية تطرح الاستفتاء اليوم، واذا صح ما يقوله مسعود البارزاني، بجديته بقضية الاستفتاء والاستقلال، فان على جماهير كردستان ان تتمسك به وتدافع فيه عن الاستقلال للاخير، حتى تتمكن ويتاح لها ان تؤسس دولتها، ليكون بامكانها ان تمسك بخناق حكومة واحدة لا حكومتين لاحقاق مطاليبها.
ان ذلك سيوفر ارضية افضل لمواجهة الجماهير والطبقة العاملة وجها لوجه، وبعيدا عن التذرع بالصراعات القومية، مع احزاب الطبقة البرجوازية الحاكمة في كردستان، لتجعل النضال الطبقي سافرا في المجتمع.
ان اية احاديث عن ان الوقت ليس بـ"التوقيت الملائم"، او حقيقة الاهداف التي تنطلق منها الاحزاب الكردستانية، او مسعود البارزاني سواء كانت اهداف قومية او غيرها، او عدم قبول الاستفتاء والاستقلال كونه يمس "وحدة الاراضي العراقية"، التي نزفت فيها دماء اكثر مما استفادت منها الجماهير التي سفكت دماءها فيها. او مسالة التصويت في المناطق" المتنازع عليها".. ان كل هذا لا قيمة له تجاه حياة ومعيشة ومصير ما يقارب 6 ملايين ساكن في كردستان. ان ما له اهمية قصوى، هو ان استقلال كردستان سيحرر جماهير كردستان من هذا الالحاق القسري والذي اعلنت فيه جماهير كردستان انفصالها عنه من اذار 1991، والذي اديم بعد عام 2003 باسم الفيدرالية، وهو سيضع الطبقة العاملة في هذا الاقليم وجها لوجه بمواجهة الطبقة البرجوازية الحاكمة، وسينهي من الاجندة مرة واحدة والى الابد استخدام الهوية القومية ودعوى الصراع القومي على اساس قومي: عربي – كردي، ولتنطوي صفحة من صفحات هذا الصراع الدموي، من رفع علم من على ارض من ومن تجاوز سبعة امتار على ارض من!
ما كان ليكون هذا خيارنا لو كانت الدولة في العراق لا تصنف البشر على اساس قومي، ولو كانت تعامل الناطقين بالكردية على اساس مواطنين من الدرجة الثانية. وماكان ليكون خيارنا لو لم توضع حياة ومعيشة الجماهير ككرة في ملعب كل يرميها للاخر حكومة مركز- وحكومة اقليم دون ادنى مبالاة بامنهم وسلامتهم، ان استقلال كردستان هو خطوة واحدة للامام في مسار تحقيق حياة افضل للملايين في كردستان.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة كردستان وورقة الاستفتاء!
- حقبة ما بعد داعش والتسابق الايراني- الامريكي
- حول الميلشيات والدولة
- دولة دينية ام دولة علمانية؟
- قانون -حرية التعبير- في بلد الميلشيات!
- علام يتفق اليسار العراقي؟ الجزء الثاني
- حول وحدة اليسار: علام يتفق اليساريون في العراق؟
- وصية الصدر: هل اول الغيث قطرة!
- اصابة الاسلام السياسي في العراق بحمى -الدولة المدنية- هذه ال ...
- الاعتراضات والاحتجاجات المطلبية والتيار الصدري!
- هل بالقضاء على داعش سينتهي -داعش-!
- التيار الصدري والوقوف ضد -حزبية- مفوضية الانتخابات!
- كلمة اخرى بصدد مؤتمر اتحاد نقابات العاملين في العراق
- الطبقة العاملة في العراق و-الحرب على الارهاب- بين الموقف الط ...
- ملاحظات على مؤتمر الاتحاد العام لنقابات العاملين في العراق ا ...
- العنف في دويلات العراق
- حول مؤتمر حوار بغداد!
- كل عام وانتم بخير..كل عام وانتم تصنعون التاريخ!
- بين النزوح والعمل على اعادة الارادة للانسان!
- التسوية والمصالحة.. مرة اخرى.. واخرى!


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - استفتاء كردستان.. هل سيحدث اخيرا؟