أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ظافر اكرم قدوري - عمرو المقصوص اوراق في زوايا تاريخٍ محرمٍ














المزيد.....

عمرو المقصوص اوراق في زوايا تاريخٍ محرمٍ


ظافر اكرم قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 5555 - 2017 / 6 / 18 - 02:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عمرو المقصوص اوراق في زوايا تاريخٍ محرمٍ
جهد البلاء عالم يجري عليه حكم جاهل ( ثمامة بن اشرس)
وعمرو هذا هو معلم ومؤدب معاوية بن يزيد بن معاوية بي ابي سفيان ثالث خلفاء الامويين ,والمعلومات حول المقصوص قليلة شحيحة يبدو ان السبب في ذلك ناقلي الروايات والاخبار كانوا قد دونوا اخبار السلطة في الغالب , والسبب الاخر يعود الى ان معاوية بن يزيد ثالث خلفاء الامويين لم يستمر طويلا في الخلافة حيث بقي اياما وتنازل عنها وهو كارهاٌ لها وكان قبل ذلك ان بدأت قصة المقصوص الذي اختير ليكون مؤدبا لمعاوية ايام خلافة ابيه يزيد وهي اشارة ربما تكفي للتنويه لمكانة المقصوص من الناحية الدينية والعلمية ومكانته الاجتماعية , ثم تكتفي الروايات بهذا الخبر ويختفي المقصوص عن المشهد سوى خبر الاختيار المشار اليه , ويعود ظهوره الى وفاة يزيد بن معاوية ثاني خلفاء الامويين , فالوارث والمرشح للخلافة ابنه البكر معاوية , والرجل بحسب الروايات كان زاهداً في هذا الامر غير راغب فيه فما ان مرض يزيد حتى عهد بالخلافة له وهو على فراش المرض فتمارض معاوية , كرهاً منه لأمر الخلافة وما هي الا ايام حتى توفي يزيد فاصبح لزاما على ولده معاوية ان يتسلم الخلافة فاعتكف اياماً عدة وفي هذا الاعتكاف عاد اسم معلمه عمرو المقصوص يتردد من جديد ولكن هذه المرة في المشاركة بالمشورة وصنع القرار فقد استشار معاوية معلمه حول مسالة الخلافة وتقلده اياها فكان جواب المقصوص ( اما ان تعدل واما ان تعتزل) وللرواية رغم قصرها دلالات فهي توضح التأثير في الاحداث والمكانة التي وصلها المقصوص عند معاوية , الامر الاخر هو تبني المقصوص لمسالة القدر بخلاف عقيدة الجبر التي اشاعها الامويون لتبرير بقائهم في السلطة او الاعمال التي تصدر عنهم او عن ولاتهم , وقد لمح لاعتناق المقصوص فكرة القدر او القدرية ( اختيار الانسان لأفعاله) المؤرخ ابن العبري صاحب كتاب تاريخ الزمان وانه هومن نقلها الى تلميذه معاوية بن يزيد , وان صحت هذه الرواية فهي السبب الذي دفع بالأخير الى التنازل عن الخلافة ويبدوان تأثير المقصوص في معاوية تجاوز هذه المسالة الى شعور معاوية بالذنب تجاه الاحداث التي وقعت في زمن جده معاوية بن ابي سفيان وابيه يزيد , وتتضح اكثر صورة ذلك الندم من خلال الخطبة التي صدرت عن معاوية والتي قال فيها ( ان جدي معاوية نازع الامر من كان اولى به واحق . ثم تقلده ابي .ولقد كان غير خليق به .ولا احب ان القى الله عزوجل بتبعاتكم فشانكم وامركم ولوه من شئتم . فوالله لئن كانت الدنيا مغنما فقد نلنا منها حظنا , ولئن كانت شرا كفى ذرية ابي سفيان ما اصابوا منها ) والخطبة رغم الاختلاف البسيط للروايات في نقل عباراتها لكنها بمعنى واحد وهي تصب في ظهور تفكير جديد يخالف عقيدة الجبر التي اشاعتها السلطة كما ذكرنا , وهي بذور التفكير المناهض الذي تبنته المعتزلة فيما بعد عند ظهورها وتبلور افكارها , وقد اشار المؤرخ المقدسي صاحب كتاب البدء والتاريخ الى تبني معاوية فكرة القدر خلافا للجبر بالقول ان معاوية ( كان قدريا لأنه اشخص عمراً المقصوص فعلمه ذلك فدان به وتحققه) لم يرق ذلك للأمويين فالسلطة مغرية ولا يمكن خسارتها بحسب تفكير اصحابها للقناعات بأفكار معينة فقد مات الخليفة المعتزل مسموما بيد اقاربه ولم ينتهي الامر عند هذا الحد حيث توجهوا الى مؤدبه المقصوص الذي لم يجدي هروبه عن اعينهم فوقع بأيديهم فقالوا له (انت افسدته وعلمته ثم دفنوه حيا حتى مات )
دفن المقصوص حيا لأفكاره التي لم يواريها التراب اما سبب تسميته بالمقصوص فلا نعلم عنها سوى روايات تشير الى قطع لسانه وبها اطلق عليه المقصوص , لكن الاهم هو جذور الاعتزال (المعتزلة فيما بعد) ومناقشتهم لمسالة حرية الارادة والتفكير , وفي كيفية تفسير النصوص بطريقة عقلية او حتى في تفسير الموروث في ان يكون الانسان حرا مختارا لأفعاله , ولهذا التفكير وتفسير الامور بمسبباتها الحقيقية سيكون من بعد المقصوص تاريخٌ مليء بالدماء والتضحيات ذهب فيه الكثير من العقول ضحية للتفكير الحر صراع بين السلطة والمعارضين الذين لم يحملوا الا مدد الاقلام وسيكون الصراع على سوح الفكر لأولئك القائلين بالحرية في ان يفكر الانسان بالطريقة التي تخضع للعقل وحتى يتخلص الانسان مما علق به من اوجاع التفكير بالعقل الجمعي , وقد انعكس ذلك كله على بيئة المعتزلة والاماكن التي نشطوا فيها فازهرت افكار المعتزلة فكرا بعيدا عن الخرافة فكرا واقعيا يفكر بالأشياء بصورة اكثر عقلانية وهو ما اقتراب من وصفه ولو بصورة اقرب للفكاهة المؤرخ التنوخي(ت384 هجرية) صاحب كتاب نشوان المحاضرة واخبار المذاكرة للقول بحق صبيان المعتزلة (من بركة المعتزلة ان صبيانهم لا يخافون الجن ) وهي اشارة تكفي من مؤرخ بحجم التنوخي لذلك الوعي بالحقائق تركته طريقة التفكير عند المعتزلة وابنائهم على صغر سنهم بحسب الرواية .ويستمر القتل من المقصوص الى يومنا هذا بذات الاسباب رغم ما بيننا وبين قتلة المقصوص من الدهر الدهير ,فالدماء لا قيمة لها عند وضعها في موازه مع ما يحدث في دهاليز السياسة , هذا ما قتل لأجله المقصوص والسيف, اصدق انباء من الكتب عند امة السيف فقط



#ظافر_اكرم_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ظافر اكرم قدوري - عمرو المقصوص اوراق في زوايا تاريخٍ محرمٍ