أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - نداء عاجل: اليمن والطاعون القادم!















المزيد.....

نداء عاجل: اليمن والطاعون القادم!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 5555 - 2017 / 6 / 18 - 02:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إنَّ الأحداث والحقائق التي عرضها ويعرضها بعض المثقفين عن نتائج التطرف، وأعراض التخلف، كاضطهاد المفكرين وغير ذلك، صحيحة، لا مِرَاء فيها. ولكن رُويَ أنَّ التاريخ أحتفظ بتلك الوقائع الدامية، وكشفها للناس عبر العصور، ليس لأنها الأحداث المأساوية الوحيدة، التي عصفت بالمجتمعات في فترات مختلفة من تاريخها، بل لأنها شملتْ مفكرين وأدباء بارزين، قل نظيرهم في التاريخ العربي والإسلامي. ولكن ، من الواضح ، أنَّ التاريخ أهمل ذكر أولئك ، الأقل شهرة والأقل أهمية، الذين قُتلوا كالذباب، عبر التاريخ، كما يقتلون اليوم بأعداد مهولة في وطننا ، المعطوب بالتخلف والفوضى والحروب. وهذا يعني أنَّ التاريخ لم ينصفْ، ولن ينصفَ كل الضحايا من أبناء البشر، الذين قتلوا غيلة وغيرة، من قبل أقلية طاغية من إخوانهم، المحسوبين على الجنس البشري، ألاَّ في ظل دولة العدل والحرية التي طال أمد انتظارها.
على أنَّ السؤال الجوهري هنا ، هو ، كيف أنَّ تلك المراحل المظلمة من التاريخ، نجحت في إنتاج مفكرين بارزين من طراز رفيع كابن المقفع ، والحلاج ، وابن رشد، والرازي ، وطه حسين ، ونجيب محفوظ ، والمهدي بن بركة ، وعبد الخالق محجوب، و محمود طه ، ونصر حامد أبو زيد ، ومهدي عامل ، وحسين مروة ، وغيرهم، بينما المراحل الراهنة من تاريخنا ، لم تنتج سوى الأوباش والأوغاد والعدم؟
أليس الماضي، على قبحه الفظيع، يبدو أقل بؤساً من تاريخنا الراهن، وهذه مفارقة محزنة؟
نحن اليوم نُقتل بالآلاف ، وربما بعشرات الآلاف، كالذباب ، ليس فقط جراء العدوان الخارجي والداخلي، ولكن أيضاً بفعل الأوهام والمزاعم ، التي تحكم وعينا وحياتنا. فالناس محاصرون بالجهل، ومنقسمون قبلياً وموزعون على عدد لا يحصى من الأوهام. وفي بلادنا اليوم، على سبيل المثال، ثمة من يعتبر القتل بطولة، والعمالة وطنية، والجهل حكمة، والجنون منتهى العقلانية.
في مجتمعنا المثقل بالبؤس والجهل والكآبة ، ليس فيه من هو نظير لابن رشد ، أو طه حسين ، أو حامد أبو زيد ، أو مهدي عامل، أو حسين مروُّة. ولو كان هناك أمثالهم، ربما لما تدهور بنا الحال وسقطنا في هذه الهاوية السحيقة. ولو كان هناك من هو في مستوى تألقهم الفكري ، و ساءت الأحوال ، في ظل وجودهم، وشاهدوا ما يطفح به الواقع من قبح، ربما أنهم كانوا سيموتون حزناً وليس اغتيالا وغدرا. ولو كان الواقع الاجتماعي والثقافي، قد أنتج لنا مفكرين وأدباء على هذا المستوى الرفيع من الكفاءة ، لكنا تسامحنا، مؤقتاً، مع واقع الحال، واعتبرنا تلك التضحيات ضريبة لمزيد من الإبداع والحرية، ولكن الموت اليوم ذو طابع عدمي ، والواقع القائم لم ينتج سوى البؤس والخراب، ومزيد من البؤس ومزيد من الخراب.
وفي بلادنا، فأنَّ الشهداء النابهين ، على قلتهم ، من رفاق درب الحرية والتقدم ، الذين أنتجهم الواقع اليمني ، غُدر بهم، و لم يعد يذكرهم أحد، إلاَّ لماماً ، ناهيك عن أنْ يستلهم الناس شيئاً من مواقفهم وبطولاتهم الاستثنائية. من يتذكر اليوم عبد الله باذيب ومواجهته الفكرية للاستعمار البريطاني، ودفاعه الجسور عن وحدة الوطن؟ ومن يتذكر اليوم علي عبد المغني ودوره المتميز في الثورة اليمنية؟ ومن يتذكر اليوم عبد الغني علي ، ودوره الريادي في التخطيط للاقتصاد الوطني والسعي الدءوب لبناء الدولة اليمنية؟ ومن يتذكر اليوم فيصل عبد اللطيف الشعبي ودوره البارز في قيادة الحركة الوطنية والتحررية؟ ومن يتذكر اليوم عبد القادر سعيد، الشخصية الاستثنائية اليسارية الملهمة ؟ ومن يتذكر اليوم عبد الفتاح إسماعيل، المناضل النموذجي والشاعر والقائد الثوري، الذي تميز بالكفاءة والنزاهة والإخلاص لقيم العدل والحرية ؟ ومن يتذكر اليوم سالم ربيع علي، الثوري النادر، والوطني الكبير والقائد الجماهير الذي لا نظير؟ ومن يتذكر اليوم إبراهيم الحمدي، الوطني الاستثنائي وأحد رواد بناء الدولة الحديثة. ومن يتذكر القائد السياسي الشجاع الدكتور عبد السلام الدميني ؟ ومن يتذكر اليوم جار الله عمر، القائد اليساري الفذ ، صاحب الرأي السديد والرؤية السوية ، التي كانت ترى أبعد من الزمن، ومن يتذكر اليوم الوطني الكبير فيصل بن شملان ، ومن يتذكر اليوم عيسى محمد سيف القائد الفذ والمناضل الوطني والقومي البارز؟ من يتذكر العظيم عمر الجاوي ، الوحدوي النادر والوطني الكبير وأحد أبرز قادة المقاومة الشعبية ، وغيرهم، وغيرهم ؟
اليوم الوطن في الأسر ، وقادة الرأي لا يعرفون ماذا يريدون ، والناس يهتفون لأناس على درجة فظيعة من التشوه السياسي والقبح الأخلاقي ، أمثال عبد الملك الحوثي، وعلي عفاش ، و منصور هادي وعيدروس الزبيدي ، وهاني بن بريك، ومحسن الأحمر وسلطان العرادة ، والشيخ الزنداني وغيرهم. لا بد أنًّ لهذا الزمن القبيح، أبطاله الأكثر قبحاً وانحطاطا!
ولذلك يمكن القول أنَّ أسوأ المراحل التاريخية، ليست تلك التي تنتج مفكرين وأدباء ، وتنتج في نفس الوقت ، من هم قادرين على قتل أناس، مثل المهدي بن بركة ، وفرج فوده ومهدي عامل وحسين مروة ، وابن المقفع، وعبد الخالق محجوب ، ولكن المراحل التاريخية الأسوأ ، هي التي لا تنتج المفكرين ، وإنما تنتج القتلة و الجهلة ، المتضافرون من أجل إنتاج الخراب ودمار الأوطان. ولذلك أجد نفسي متوافقاً مع الرأي القائل: أنَّ القادم أسوأ، ولكن ليس من زاوية المقارنة بالماضي الأقل سوءاً، وإنما من زاوية ما سيأتي به المستقبل الأكثر سوءاً، حيث يعجز المرء عن تصور رعبه المحتمل إذا استمرتِ الْحرب، وتواصل التدهور والانحطاط.
وما لم نسعَ لوقف الحرب، بشكل عاجل ، وتوفير الغذاء ، وإنقاذ الشعب من المجاعة ، وعلاج الكوليرا ، وخلق توافق وطني تاريخي ، لتحقيق الاستقرار ، وبناء دولة قوية ، قادرة ، ليس فقط، على مواجهة التطرف الديني ، ولكن على تحقيق قيم العدل والحرية ، فأننا مقبلون على مرحلة الموت الأسود ، الطاعون ، الأشد فتكاً في تاريخ الإنسانية . أوقفوا الحرب ، وهذا نداء موجه للعالم ، ما لم فأن الطاعون قادم لا محاولة !




#منذر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن والمخرج من المأزق القائم!
- آفاق الحرب والسلام في اليمن
- الورطة اليمنية والاستثمار في الموت!
- اليمن في خطر!
- مأزق شالري شابلن و ورطة الرئيس اليمني!
- اليمن من عبور المضيق إلى المتاهة !
- نجاح السفير اليمني في لندن يؤرق القوى المتخلفة!
- اليمن وضرورة فك الارتباط
- الدوافع الحقيقية للمنسحبين من المجلس الوطني في اليمن
- اليمن ومكر السياسة
- تأملات في المشهد اليمني


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - نداء عاجل: اليمن والطاعون القادم!