أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا (3).














المزيد.....

إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا (3).


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5554 - 2017 / 6 / 17 - 21:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القسمان السابقان من هذه الموضوعة كانا محصورين بمقارنة وصفية خلت تماما من اي حوار أو مجادلة فقهية. لذلك لم تكن هناك إشارات إلا لتلك التي تتناول إنعكاس الفقهي العام, أي الديني هنا, على الإجتماعي والسياسي.
لقد ظل الأمر محصورا في المقارنة بين حالة إنسجام ديني وتاريخي على الجانب الإسرائيلي في مقابل خصومة ثقافية بين التاريخي والديني على الجانب المصري, وكانت إحدى الدلالات أن الشخصية المصرية تجمع في خزينها الثقافي ما بين خصمين لدودين هما الحضارة الفرعونية, التي تشكل عمق التاريخ الحضاري المصري وبين الدين الإسلامي الذي يعتبر الفراعنة كفارا.
غير أن الملفت للنظر, رغم هذه الإزدواجية أن المسلمين, عبر دولهم التاريخية المتعددة سواء في مصر أو في سوريا أو العراق لم يذهبوا إلى تدمير الآثار الفرعونية في مصر أو الرومانية في سوريا, فظلت هياكل تلك الأمم دون تدمير على الرغم من تناوب مختلف الدول الإسلامية التي تشكلت عبر التاريخ., وقد يجعلنا ذلك نفطن إلى أن تدمير صروح هذه الحضارات القديمة, كذلك الذي تم في سوريا (تدمر) وفي العراق (نينوى) من قبل الإسلاميين التكفيرين الإرهابيين (داعش) لم يتم بمعزل, أو فلنقل إنه جاء متماهيا مع رغبات ونوايا صهيونية يهمها إزالة التاريخ الحضاري للمنطقة العربية الذي هو في معظمه خصم للثقافة الصهيونية ذاتها.
في المقابل, الشخصية الإسرائيلية تخلو تماما من هذه الإشكالية التي يخلقها التناقض بين الديني والقومي بل يمكن ملاحظة العكس وهو وجود حالة التماهي بين العاملين: موسى هنا بطل قومي ونبي أيضا مقابل فرعون البطل القومي المصري ولكن الكافر بعيون المسلمين عامة ومن ضمنهم المصريين, وأقول المسلمين لأن الأقباط المصريين ليسوا بذوي علاقة هنا بهذه الإشكالية.
فأن ذكرت أن المجتمع الإسرائيلي يحمل تماهيا بين الديني والقومي فلأنها صفة خاصة باليهودية ذاتها والتي أدت بدورها إلى تضيق رقعة الإشكاليات التي تخلقها المناهج الأخرى البعيدة عن التلازم بين الديني والقومي كما هو الأمر مع الإسلام خاصة.
لكن حالة التماهي اليهودية التي هي حالة إيجابية عابرة يوم تم وضعها في خدمة تأسيس الدولة الإسرائيلية سوف تحمل في رحمها إسقاطات إنغلاقها التدميرية ضد ذاتها, مثل العناكب التي تأكل أطفالها, لكونها تخلق صعوبة كبيرة في التآلف أو التفاعل مع المحيط, إذ نحن هنا أمام حالة يكبلها التماهي نفسه بقيود ليس من السهل كسرها, وسوف نكتشف سمك هذه القيود وصلابتها ومقدار ما تنتجه هذه من أضرارحينما نتابع حركة الدولة الإسرائيلية منذ تأسيسها في أواخر الأربيعينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
من هنا فإن ما هو إيجابي على مستوى محلي, بحدود الدولة الإسرائيلية الحالية, الذي كنا قد إستقطعناه من واقع المقارنة مع الحالة المصرية, كان خلق في الأصل مشاكله الكبرى التي عاشها اليهود مع المجتمعات الأوروبية المحيطة والتي أسست لها الإنعزالية التي كانت اساسا في توليد الشعور بالكراهية العارمة ضدهم, وربما هي في الأساس ذات الإشكالية التي اسست لها اليهودية مع المجتمع الفرعوني المصري والتي أدت حينها إلى طرد اليهود من مصر.
وهكذا نرى أن التماهي أو التداخل بين الدين والقومية قد خلق إشكالية إنسانية حقيقية تسببت لليهود بسيول من الكوارث, فاليهودية المنغلقة على ذاتها كانت وراء سلوك العزلة التي فرضها اليهود على أنفسهم داخل المجتمعات الأوروبية حيث شكل اليهود كوميونات خاصة بهم كانت أشبه بمجتمع داخل مجتمع وحتى دولة داخل دولة. وقد ادى التطرف في حالة الإنسجام والتماهي بين اليهودية والعنصر اليهودي (التي حسبتها, وصفا, صافية من إفرازات التناقض بين التاريخي والديني كتلك التي فرزتها ظاهرة التنوع التاريخي المصري) أدى إلى مردودات عكسية سلبية فتاكة على صعيد عالمي, فاليهودي كان أغلق بابه على نفسه إلى درجة العزلة فبدا غريبا وكأن لا علاقة له بتلك المجتمعات, ثم أدت طبيعة النشاطات التي كان يعتاش عليها, ومن أهمها ممارسة الربا, إلى نشوء كراهية عامة رسخت في الأذهان صورة اليهودي التي رسمها شكسبير لشايلوك المرابي في مسرحيته الشهيرة تاجر البندقية.
إن عامل الكراهية الدينية في مجتمعات مسيحية توارثت كراهية شخصية (يهودا الإسخربوطي) وأسقطتها على عموم المجتمع اليهودي, مضافا إلى سلوك الإنعزالية الذي رسخته حالة التماهي اليهودية بين الدين والقومية المغرقة في الذاتية العِرقية والمتناقضة بشكل صارخ بين عالمية المسيحية والإسلام, سوف يساعداننا على العثور بسهولة على اسباب الكراهية الشديدة التي إنفجرت, مسيحيا, في وجه اليهود الأوروبيين.
وإذ نتوقف أمام المجازر التي حدثت ضدهم في أوروبا, ومن أهمها الهولوكست النازي, فإن علينا أن لا ننسى دور اليهود أنفسهم في التهيئة النفسية والثقافية لتك المجازر لنلقي باوزاره على هتلر والنازية لوحدهما, أي أننا مطالبون هنا بالوقوف أمام طبيعة الدين اليهودي المغلقة بإحكام على صلة الدم العِرقية, ثم عنصرية اليهود (شعب الله المختار), لنرى كيف خلق التماهي السياسي التاريخي الديني اليهودي وضعا متفجرا ضد اليهود أنفسهم وبخاصة في تلك الفترة الملتهبة ما قبل تأسيس الكيان الإسرائيلي.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد قيام الدولة الكردية المستقلة
- قطر ..حبة الرمل القاتلة
- في الموقف من المجابهة الخليجية القطرية .. الثابت المبدئي وال ...
- إسلامان سياسيان, واحد إيراني والثاني عراقي
- أرى جيوبا أينعت
- الخليفة أبو بكر البغدادي القرشي .. البعد الرمزي للتسمية
- العدو الآيديولوجي والصديق المخابراتي
- مثلث برمودا الإسلامي.. القومي في مجابهة الديني
- الإسلام السياسي .. فصل الخطاب
- عني وعن أمريكا وعن سوق حمادة
- الحجاب والتحضر وقمع الغرائز والدولة (العليمانية)
- والسارق والسارقة
- سألتني
- الإسلام التركي والإيراني والعربي .. مقارنات سياسية
- هوامش على مشروع دولة كوردستان
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- قصف مطار الشعيرات .. ما أشبه الليلة الترامبية بالبارحة الكلن ...
- إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا ( ...
- كركوك .. قدس الأقداس
- أكعد أعوج وإحجي عدل


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - إشكالية الدين والدولة الوطنية .. في مصر أولا والعراق ثانيا (3).