أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - الاستعمار الجديد للمنطقة بدأت فصوله تتضح














المزيد.....

الاستعمار الجديد للمنطقة بدأت فصوله تتضح


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 5553 - 2017 / 6 / 16 - 19:19
المحور: كتابات ساخرة
    


نشهد اليوم تحولا جذريا في الخريطة الديموغرافية العالمية مع ظهور التقلبات السياسية والأزمات الاقتصادية التي بدأت تشهدها الدول العربية والإسلامية على السواء، ولا أدري لماذا لا يصدق الناس عندما نقول إن هناك مخططا أو مؤامرة على العالم الإسلامي ويعتبرون ذلك ضربا من الخيال أو الوهم، ومع ظهور منافقين ومتحايلين في عالمنا فلا نستبعد أن يكون هؤلاء متضامنين مع المشروع الامبريالي الصهيوني لتفتيت المنطقة ونهب ثرواتها وقتل مثقفيها وتهجير أهلها واللعب على نغمة الحرية والكرامة.
فالوضع يزداد تأزما يوما بعد يوم بعد الخطاب الترامبي المشهور في الرياض، ولم يعد خافيا على أحد أن ترامب يبتز الدول العربية الواحدة تلو الأخرى حسب قدراتها المالية ووضعها السياسي في المنطقة، وكل المؤشرات تدل أن المنطقة مقبلة على صراعات جديدة لم تكن في الحسبان ولم يتوقعها أحد من الناس، وكل الدلائل تؤكد أن المخطط الامبريالي الصهيوني في المنطقة يسير حسب المخطط له، وما تقوم به القوى الكبرى يؤشر على استعمار جديد قد تشهده المنطقة في القريب العاجل بعد أن يتم تدمير البلاد عن آخرها، والدخول إليها بدعوى طرد الإرهاب وإيجاد حل سلمي، استعمار قد يختلف في الشكل ولكن جوهره واحد وهدفه واحد وهو الاستفادة الكبرى من الثروات.
على أن هذه القوى الامبريالية والصهيونية تمارس سياسة اللعب على الحبلين في تعاملها مع الواقع الدولي والأحداث السياسية الجارية، وسيثبت التاريخ يوما هذه الوقائع الخطيرة والسياسات الملتوية والنفاق السياسي الذي كانت تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية في علاقاتها الاستراتيجية كما تزعم مع الدول العربية، ولن تحالف هذه الدولة العظمى إلا من كانت لها معها مصلحة عظيمة سواء من خلال محاربة شعبها أو إنهاكها ماديا عبر صفقات أسلحة مدمرة للدولة والمنطقة، ولا سياسة لها إلا سياسة المصالح، وهذا ما وقع فعلا في أزمة قطر الدولة التي تعيش اليوم حصارا اقتصاديا وسياسيا خانقا من جاراتها وما كان ذلك ليحصل لولا هذه السياسة التي ذكرتها والاستعمار الذي بدأ يدب في صفوف الدول العربية والإسلامية.
كل الأنظمة الحالية لا تعجب أمريكا، فهي في نظرها أنظمة لا تخدم أمريكا وبالتالي لا بد من وضعها تحت المراقبة ومحاولة زعزعة استقرارها عبر موجة من القرارات ربما تكون سياسية بداية لإثارة النعرات الداخلية وزعزعة الأمن الداخلي وقد ينتهي الأمر بتدخل عسكري مدمر كما حدث في كثير من الدول العربية ولعل اليمن أكبر شاهد في المنطقة على تكسير الدول بعضها بعضا ولحقت بها دولة قطر لتكون أسيرة قرارات سياسية اعتباطية تعاقب شعبا بل شعوبا بأكملها.
وفي ظل هذا التشرذم العربي الواضح والمؤسف حقا يقف في الجهة المقابلة أعداء الأمة يتربصون بنا الدوائر، فهذه الدولة الصهيونة المغتصبة تفعل ما تشاء اليوم في القدس الشريف، وتحمي كلابها المستوطنين من أي أذى بحراسة مشددة الذين يجوبون أروقة بيت المقدس دون رادع ولا وازع، وهم يحاولون أن يستغلوا هذه الفرصة العظيمة لنشر مخططاتهم الدنيئة، بناء على أوهام تاريخية لا أساس لها من الصحة، وفعلا تستفيد إسرائيل من الصراع العربي العربي بشكل جيد عبر تحركاتها المشبوهة لهدم القدس الشريف وزيادة الاستيطان في المنطقة دون رادع يردعها ودون حراك من المسلمين المنشغلين بقضاياهم الداخلية التي أحدثها الأمريكيون والصهاينة المجرمون.
وعندما نتحدث عن علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية إنما نتحدث عن أمرين في سياسة التعامل مع الدولة العظمى في المنطقة من قبل الدول العربية والإسلامية فإما أن تكون الدول العربية تعيش وهما وتلهث وراء سراب وعندما تحين الحقيقة يتفاجأ العرب بالوجه الحقيقي لهذه السياسة الامبريالية وإما أن تستخدم هذه الدول سياسة التقية مع الدولة الكبرى في العالم حتى تقي شرها، وفي كلتا الحالتين لا يسلم أغلبها من بطشها لأن الدولة التي لا تركع لأحد وينبغي للآخرين أن يركعوا لها وهذا ما حدث بالضبط في القمة الإسلامية عندما هرول الجميع لاستقبال السيد ترامب.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة التونسية بين السياسي المنفلت والديني المنغلق
- المرأة في بؤر الصراع
- فلسفة الجمال في الإسلام
- عقدة الوجود عند الإنسان
- من يحارب من؟
- القدس الشريف الشمعة التي لا تنطفئ
- من دبر الانقلاب في تركيا؟
- مسلمون يصومون ولكن لا يصلّون
- لماذا لا يعتذر أوباما؟
- بن غربية .. لا تلعب بالنار
- فقدتُ أخْتي
- استقالة أوغلو ضربة قاصمة لأردوغان
- مفاوضات جنيف على المحك
- العمال يكدحون والكبار يتكالبون
- منظمة التعاون الإسلامي أجسام بلاعقول
- الحُبُّ من أول نظرة... فلسفة إسلاميّة خالصة
- المرأة في يومها الأسود
- لم لا نستشير المرأة؟
- هل هي الحرب القادمة؟
- كيف ينظر الإسلام إلى الموت


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - الاستعمار الجديد للمنطقة بدأت فصوله تتضح