أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ارا خاجادور - نراجع الماضي بثقة من اجل المستقبل















المزيد.....



نراجع الماضي بثقة من اجل المستقبل


ارا خاجادور

الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 10:13
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


في ظل الاحتلال تتواضع اهداف كبيرة وكثيرة امام مهمة كنس الاحتلال؛ وأعني بذلك: ان الحديث حول الاهداف السياسة، ومناهج النضال، واساليب الكفاح، والصراعات الداخلية السابقة، ينبغي ان تدور في اطار المهمة الكبرى والأولى- التحرير.

وقد تنزوي المناقشات والتصورات والذكريات حول بعض المواقف والأحداث، ومنها حتى تلك التي أثرت بصورة حاسمة أو شبه حاسمة في اتجاه الاحداث وواجبات اللحظة الراهنة، اي الاعمال و المساهمات السابقة التي أوصلتنا الى الوضع الراهن.

وأرى اأنه من الامور الموضوعية ان يستحوذ شأن مقاومة الاحتلال وافرازاته على الاهتمام اليومي لعامة الناس والمناضلين منهم تحديدا، ورغم ماتقدم وعلى اساسه ارى: ان تراجع الاهتمام بالاحداث الماضية، والتركيز على اللحظة الراهنة لا يمنع من التوقف عند الماضي، خاصة اذا كان ذلك الماضي مؤثرا في الحالة القائمة، حتى ولو بحدود ضيقة، واعتقد ان الحالة الطبيعية للمسير ان يمشي الانسان على قدمين، اعني الترابط العضوي بين الحاضر والماضي، اي ان اللحظة الراهنة لا تطمس الماضي، وقد يكون كشف الماضي بكل نجاحاته واخفاقاته نقطة ضوء على طريق المستقبل.

قبل الاحتلال، بل وقبل ما يزيد على 15 عاما، أخذنا عهدا على انفسنا، ان نضع كل ما نعرفه تباعا امام الجميع للمساعدة في كشف اخطاء الماضي، كما اللحظة الراهنة. وما نزال نواصل هذا الجهد؛ ندرس دورنا في التحرير، وندرس الى جانبه الماضي، الذي قاد حركتنا وحزبنا الى حيث هما الان.

في الرسالة المرفقة التي تتناول جوانب مهمة من حياة الحزب (الحزب الشيوعي العراقي). سوف يلاحظ القارئ ان الحزب تحول منذ فترة طويلة الى سفينة بلا اتجاه في بحر هائج.

واتجه عدد من الرفاق في الفترة الاخيرة الى تسجيل تجاربهم، اتجهوا الى الماضي، ولكن الى الماضي فقط. وللاسف فان ذلك التسجيل في معظمه، جاء بروح (الأنا) المرضية، وقدموا انفسهم وفق تصورات اليوم، وليس وفق مواقفهم الفعلية السابقة، التي قد تخدم نضالنا اليوم، كتبوا حتى دون اعتماد على ادلة، ولو كانت جزئية، او تمثل مؤشرا جانبيا. كانت مساهماتهم مجرد دفاعا عن الذات، وليس منهجا للمراجعة، وحتى الدفاع عن الذات احترمه اذا عزف صاحبه عن ادعاء خوض النضال الى جانب الشعب وفقرائه بصفة خاصه، واختار الترقب او المراقبة السلبية دون الادعاء بالانخراط في معركة الشعب والدفاع عنه. ورغم كل ما تقدم لا اجد حرجا من القول بأن كل رفيق منهم يملك خزينا من التجارب والمعلومات والانجازات والتضحيات.

لقد حاولنا في كل مساهماتنا السابقة؛ ونسعى في اللاحقة ايضا، الى تقديم مواقفنا موثقة؛ فيها ما تخلينا عنه، وفيها تقديراتنا الخاطئة و الصائبة، وفيها ما نعتقده مشرقا وسليما ومشرفا ايضا.

في الرسالة ادناه الى الرفيق عزيز محمد يستطيع المتابع والمناضل ان يتعرف على الواقع الفكري والتنظيمي للحزب، رغم ان طبيعة الرسالة للتداول الداخلي، وهي ليست معدة للنشر، ولكن مثل هذه الرسائل اكثر صدقا وأقل حذرا. وهذه حالة لا تتوفر كثيرا في طبيعتنا السابقة التي تتصف بشدة المركزية، سواء كانت تلك المركزية مفروضة او غير مفروضة، مبررة ومطلوبة اوعكس ذلك.

ان الكثير من فقرات الرسالة المرفقة تحتاج الى مزيد من الشرح والتوضيح نأمل ان يتاح الوقت الضروري لذلك، اتوقف الان عند حالة واحدة مماثلة على سبيل المثال، فقد أشرت في رسالتي الى ر. عزيز محمد الى مفارقة ارسال ابو ئاسوس للعلاقات مع العرب والفقيد عبد الرحيم عجينة الى الاكراد. وذات مرة طرحت موضوعا في ذات الاتجاه على الرفيق المناضل الراحل ( زكي خيري )، سألته عن الروح الاممية العالية في انتخابات اقليم كردستان قبل ان يتحول الى حزب، وطلبت منه ان يفسر لي أممية الاقليم في فترة تصاعدت فيها الروح الشوفينية، فقد جرى انتخاب الرفيق سليمان يوسف سكرتيرا للاقليم، وهو مسيحي من القوش، وفي اخرى انتخب الاقليم المناضل الشهيد البطل ورفيقي العزيز ستار خضير وهو مندائي من العمارة، ولا يعرف من اللغة الكردية سوى كلمة كاكه اي (الاخ الاكبر) وهوري اي ( رفيق). فأجاب ابو يحيى مع حركة في وجهه لم اتبين دلالتها، بمعنى هل كان يبتسم ام يزمجر. قال: لا ليست اممية، ألا تعرف عندما يختلف الكاثوليك في اوروبا، مثلا في هنكاريا، فانهم حين يعجزون عن انتخاب كاردينال من بين صفوفهم بسبب الخلافات، يستقدمون كاردينالا من بولندا. وقلت له: احسنت ابو يحيى هذا حصل عند التشيك ايضا، اختلفوا فاضطروا الى استجلاب كاردينال من النمسا. ان هذا المثل يصف حالة تنظيمنا في كردستان لا ينسحب على شعبنا الكردي المناضل. وحتى هذا الاستدراك ما كنت اضطر اليه لولا الشحن الطائفي و العرقي الذي فرضه الاحتلال، وساند العملاء الاحتلال في تكريسه، وخلق حالة الاستقطاب الراهنة.

وارى ان من حق الانصار الذين قدموا تضحيات غالية ان يتعرفوا على الجوانب المجهولة التي أحاطت بتضحياتهم، وكذلك على التجارب الناجحة التي مرت في دربهم الوعر. وفي موضوع لاحق سوف انشر رسالة حول الأنصار، وهي وثيقة موجودة في كل اراشيف الحزب، لا كاجتهادت، وفق انتهازية ومجاملات اليوم التي تغطي الميدان السياسي بكل اسف، بل كمادة طرحت على ارض المجابهات.

يجب ان يعرف كل المعنيين بشوؤن الحزب الشيوعي العراقي الحقائق والاحداث عن: المكتب العسكري. لجنة الاقليم. لجنة تنظيم الداخل. والعلاقات وغيرها... يعرفون من اجل ان يكون البناء اكثر شرفا وصلابة، لا من اجل ان يخرج من بين صفوفنا، من يلتحق بالاحتلال، او يخضع لادوات الحكومات المتعاقبة، او سبق له القبول او حتى التواطئ علي جريمتي الحصار الاقتصادي والاحتلال.

ان ثقتنا اليوم بالشعب العراقي الذي صمد بوجه الغزاة رغم المحن المريرة اقوى من اي وقت مضى، وان قادة الطوائف وقادة الاحزاب التي هي برسم التسليم لن ينالوا الا الخزي والفشل في نهاية المطاف المؤلم.

ان الحاجة لفكر الطبقة العاملة لم تعد ضرورة طبقية فقط، بل اصبحت رافعة وطنية في وقت عز فيه حتى ذكر اسم العراق كبلد، والقصد غير غائب عن احد. خاصة في هذا الوقت الذي تعبر فيه معظم الاحزاب عن المصالح الضيقة لطائفة او دين او عرق فقط، بل وصل الامر الى حد التعبير عن مصالح عشيرة او حتى قرية واحدة على الضد من مصالح العراق الواحد.

نص الرسالة الصادرة عام 1987

رفيقي العزيز (عزيز محمد)
تحية حارة
لا تستغرب اذا قلت لك: ان وديان كردستان وخرير المياه يدفعان المرء لايجاد مناسبة لكتابة رسائل شخصية، ولو انها ظاهريا تبدو شخصية. استغل الهدوء النسبي في وضعنا العام سواء في جبهة الحرب. جبهة الانصار. جبهة العلاقات. وجبهتنا الداخلية وهذا الاهم.(لأمارس الكتابة).

نعرف انكم مشغولون في الامور السياسية اكثر منا ولكن عطاءكم لنا قليل. نحن لم ندخر وسعا في تقديم كل ما نتمكن عبر البرقيات. ونظرة سريعة مقارنة لعدد البرقيات الصادرة من عندنا منذ بداية 1987 ولغاية اواسط آب (من العام نفسه) قد تجاوزت ال 320 بينما الواردة الينا في نفس الفترة لم يتجاوز ال 110 اي بمقدار ثلاثة اضعاف. اضافة الى محاولاتنا المستمرة لارسال البريد وكل ما يقع تحت ايدينا اليكم. اما اذا كان البريد بطيئا....ما العمل؟ هذه امكانياتنا. ونحن لم نستلم منكم الا رسالة واحدة خلال عدة اشهر وعن بعض اللقاءات، بينما بامكانكم تزويدنا بالكثير من القضايا السياسية والفكرية التي نفتقدها هنا، وتساعدنا على متابعة التطورات بشمولية وعمق وتقرب تصوراتنا، بين الداخل والخارج، وبينما. في بعض الاحيان نسمع من الحلفاء والاصدقاء. نبعث لكم مع هذه الرسالة بريدنا، ونود ان نستلم منكم على الاقل تعليقا على كل ما يصدر من قبلنا.

انشغالاتنا كثيرة، لا فراغ اطلاقا. الاعمال اليومية كثيرة بالاضافة الى الاعمال السياسية والفنية. نشعر بالارتياح الى ما ننجزه ـ بغض النظر عن خطأ او صواب الانتاج. لسنا وحدنا، نتعاون مع الموجودين بروح رفاقية لصالح الحزب. ابو حكمت(يوسف حنا عضو ل.م. سابقا) دوره كبير، اعتمد عليه كثيرا في العلاقات الكردية. اتعاون مع ابو شهاب ( د.عبدالرحيم عجينه عضو ل. م. سابقا) بشكل لا بأس به، اشركته في القضايا الاعلامية اضافة الى مساهمته في لعو.( لجنة العلاقات الوطنية) رغم ان ذلك لا يخلو من طسات نتيجة المواقف الفكرية. احيانا تكون متباينة على اية حال ندفعها. العلاقة مع ابو عامل ( سليمان يوسف عضو ل. م. مسوؤل اللجنة العسكرية سابقا) ماشية رغم صعوبة العمل معه. ابو نادية صحفي جيد ولكن لا يستطيع وحده النهوض بالعمل، خاصة في امور التنظيم والادارة. روح الانسجام بين الموجودين عندنا ضعيفة بعض الجوانب. والرفيقة ( ندى ) فأن دورها ايجابي ومثمر كما هو معروف لديكم، خاصة في مجال كتابة واعداد المواد الحزبية.

اقول ان انشغالاتنا كثيرة. وبعد هذا افضل ان نتحدث حول كل جبهة على حدة
:
جبهة الاعلام المركزي: وهي لسان حال الحزب: الاذاعة وطريق الشعب. علينا ان نقف وقفة جدية ازاءها. وما دمنا مقتنعين بصواب سياساتنا فلابد من تعزيز صوتنا على ارض كردستان. وهناك العديد من المشاكل والعقبات: الوضع الاعلامي المركزي عموما تعبان... فالعديد من الرفاق الصحفيين والمذيعين والمهندسين قد مضى على وجودهم 5 ـ 7 سنوات. وثقل السنوات والعزلة يتضح في مستوى انتاجهم ونشاطهم. ولابد ان نراعي اوضاع المثقفين وحاجتهم للاطلاع والتطور. هناك قرار بخروج ابو علياء، وابو نيسان وغيرهما. ابو علياء لا يشكل فراغا كبيرا، وليس صعبا تعويضه، ابو نيسان مساهمته مهمة في الاذاعة وفي التحرير. لابد من ارسال صحفي جيد.

اما القسم الكردي فنحن مقصرون اتجاهه تقصيرا كبيرا، ولا يمكن السكوت عن هذا الوضع. اننا موجودون على ارض كردستان، ومطوقون بالاحزاب القومية والمؤامرات الرجعية. ومع هذا فالشبيبة الكردية مندفعة نحو الماركسية. فماذا قدمنا لها؟ موادنا الاعلامية والفكرية الكردية بحاجة الى نقلة نوعية، وبمستوى تطور الوضع في كردستان. اسباب القصور ذاتية. ذكرنا في احد محاضرنا: وجود تبعثر في الكادر بين الاقليم والاعلام ومعم( مكتب العسكري المركزي)، الذي لا يمكن المس بكوادره وانشطته. "نهج الانصار " فوق طريق الشعب! طلبنا كادرا اعلاميا واحدا من المحررين الرئيسيين في "بيرى نوى" (الفكر الجديد) في بغداد (اسم احدى المناطق في كردستان) قيل لنا انه اداري فوج لا يمكن الاستغناء عنه! دع عنك تدريب الكادر في مختلف المجالات. نرجو ان تبذلوا من جانبكم جهدا اكبر لمساعدتنا في تذليل الصعاب. اذ سبق ان اخبرناكم برقيا بحاجتنا الماسة لصحفي كردي يستطيع القيام بمهمة الاعلام المركزي .

حول المهندسين والفنيين، فليس من الانصاف ان نكبل الشبيبة المحرومة لسنوات طوال حيث بدأ التعب واعتلال الصحة يظهر عليهم. لابد من التجديد. فلدينا مئات من المهندسين والفنيين رجالا ونساء في الخارج ونحن هنا نكبل الشبيبة المحرومة لسنوات. نحتاج من 6 ـ 10 رفاق ذوي اختصاص في التكنولوجيا لتبديل الرفاق في الاذاعة والمخابرة اللاسلكية. قوانين مكتب العمل الدولي لا تسمح بابقاء الشغيل في المجال الاخير لثلاث سنوات وأقصى حد خمس سنوات في ظروف عمل مريحة. لابد من العناية بهم ولا اقصد الصحية فقط، بل تطوير قدراتهم في مختلف الجوانب للاستفادة الاكبر منهم مستقبلا. اما الاجهزة الفنية فهي قد استهلكت وخاصة الاذاعة. نبعث باستمرار برقيا وبريديا عن حاجتنا، والتي من الممكن ارسالها بواسطة المراسل من عندكم عبر(ق) (القامشلي). اذ بدلا من ان يحمل المراسل مسدسات تعرضه الى مخاطر مع البريد الحزبي، فمن الافضل ان يحمل الاجهزة الفنية الموجودة في (ق)، والتي اصبحت الحاجة ماسة اليها. السلاح هنا متوفر وليس هناك مشكلة كبيرة في الحصول عليه. اننا نؤكد لكم انه لابد من توفير المواد الاحتياطية المطلوبة، وتجديد جهاز الاذاعة بما يتناسب ووضع كردستان ـ بمراعاة سهولة نقله وعدم وجود مدن قريبة لتزويدنا بالاحتياطات المناسبة-. وبرأينا انه كلما كان الجهاز اوتوماتيكيا ومتين ينفعنا اكثر. ونرجو الاسراع بتزويدنا به.

جبهة الاعلام والعلاقات الوطنية: عملنا الرئيسي في هذا المجال هو مع الاحزاب القومية الكردستانية... وفي مثل هذا الظرف الذي تقوم فيه السلطة بتصعيد سياستها الشوفينية ضد الشعب الكردي، وارتفاع الموجة القومية الكردية كرد فعل، لذلك نتأمل وضعنا فنرى مفارقات عجيبة: ابو ئاسوس ( عضو قيادي كردي) يعمل في الخارج ضمن لجنة العلاقات مع الفلسطينيين، ودكتورعبدالرحيم عجينه ( قيادي عربي) مسؤول لجنة العلاقات عندنا يتعامل مع الاحزاب الكردية. وفي ضمن اجواء الموجوة؛ الشوفينية، يقف على رأس جميع تنظيماتنا في كردستان رفاق عرب! فكيف ستتحول حركة الانصار الى حركة جماهيرية؟ باعتقادي ان احد الاسباب المعرقلة لذلك هو ما ذكرته اعلاه.

نعبر عن ارتياحنا وتقديرنا لمساهمة الرفيق عزيز بواسطة رسائله الى مام جلال(جلال الطلباني)، والتي لعبت دورا مؤثرا في اعادة تطبيع العلاقات. اذ لعو ( لجنة العلاقات الوطنية) عندنا لم يكن بمستطاعها تحمل كامل المسؤولية خلال الازمة في هذا الموضوع. في بعض الحالات لا يمكن الا ان نأخذ الامور بهدوء على ضوء الامزجة من اجل استمرارية العمل فنحمل العبء على ابو سعود .

بخصوص الجبهة الكردستانية ـ كنا ننتظر موقفا صريحا منكم، فموقفكم مهم لا من الناحية التنظيمية فحسب بل من الناحية الاختصاصية ايضا، وكذلك تجربتكم مهمة لنا. الجبهة الكردستانية لم يكن بالامكان الانعزال عنها، الجارة (ايران) ضد مشاركتنا، والى حد ما اوك (الاتحاد الوطني الكردستاني) وحشدك (حزب الشعب الديمقراطي الكردستاني) يريدون جميعا ان يكون دورنا فيها ثانويا. ولم تتعزز لنا قناعة انها ستنجح او تستمر. اتفقنا انه من الافضل ان لا ننعزل عنها، والمساهمة في عملية تكوينها، وفي اعداد البرنامج، وعلى ضوء ذلك نقرر الموقف .

رسالة ابو سليم (كريم احمد عضو المكتب السياسي) ـ رغم انها لا تخلو من فائدة في التأثير على مسعود (مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني) لكني اعتقد ان توقيتها لم يكن ملائما لنا. اذ قد تتسرب الى اوك، وعند ذاك سيكون موقفنا حرجا ـ في الداخل شكل وفي الخارج شكل اخر-. كما ان حدك قبل وصول رسالة ابو سليم كان قد ارسل الى م.س. رسالة اوضح فيها موقفهم الايجابي القريب من موقفنا. وبعد ذلك وصلتنا برقيتان منكم اي انهما وصلتا متأخرة.

رسالة حدك (الحزب الديمقراطي الكردستاني) حول ندوة ابو سامي ( د. كاظم حبيب عضو ل.م.) في الشهر الاول في برلين الغربية وتعرضه لحدك ـ ان صح ذلك ـ فان له تأثيره السلبي الكبير على علاقاتنا بهم وما يخلفه من زعزعة للثقة والجفاء وخاصة لدى قيادي حدك. الا يمكن لابو سعود معالجة الوضع برسالة خاصة يوجهها الى مسعود (مسعود البرزاني رئيس حدك) كما عمل مع اوك؟ اضافة الى ذلك ان بعض الحقائق ومنها ما يخص الهجوم التركي في 1983 وكما كتب لنا عنه ابو جميل ( توما توماس عسكري عضو اللجنة المركزية ومسوؤل قاطع بهدنان) هو عكس ما قيل على لسان ابو سامي حيث جرى التصدي للهجوم والانسحاب بالاتفاق مع حدك.

لا تزال سياستنا ازاء الكتل مثل جماعة قادرعزيز وئالاي شورش غير نشطة وخاصة في جانب مساعدتهم. باعتقادي اننا اذا استطعنا احتضانهم ومساعدتهم، نستطيع ان نؤثر فيهم اكثر وندفعهم الى عمل مستقل يعزز من نفوذ الحزب بين الجماهير وداخل الحركة الوطنية .

انضم الى لعو عنصر عربي (ابو فلاح) من الفصيل المستقل ـ عضو منطقة ومدرس لغة عربية. اعتقد سيكون مساعدا جيدا الى ابو حكمت في حال غياب ابو شهاب.

لقد ابرقنا لكم بشأن حاجتنا الهامة لوجود ابو محمود ( جلال الدباغ) في ق. (قاطع) السليمانية وكركوك، وليكون قريبا الى مام جلال ولا نزال نؤكد على اهميتها. لا نعتقد ان ابو محمود يستثمر كامل كفائته في الخارج، كما ان مهمة الداخل اكثر اهمية من الخارج.

حول بناء التنظيم الحزبي: الخطة التنظيمية لاعادة بناء الحزب بعد كل ضربة وحسب التجربة المكتسبة لدى الحزب وطنيا وامميا تقتضي اتخاذ تكتيك التراجع المنظم بالعمل على سلامة القيادة وصيانة الكادر ثم اعادة اصطفاف القوى وبناء التنظيم حسب الظروف والامكانيات المتوفرة. لم يكن كامل عملنا مبرمجا بل عفويا. ولم يكن منطلقنا الفكري سليما: الاولوية لاسلوب الكفاح المسلح وحركة الانصار كشكل لاعادة بناء الحزب؟ ام بناء التنظيم اولا ووضع حركة الانصار في خدمة التنظيم؟ لقد انطلقنا من فكرة خاطئة بالقول: انها عملية ذات وجهين احدهما يخدم الاخر. باعتقادي ان هذا التفسير خاطىء لابد ان يكون احدهما هو الرئيسي. لكننا كرد فعل على اليمين اتخذنا اتجاها توفيقيا ترضية لليسار المتطرف.

في بناء الحزب كان نهجا اصلاحيا اي استمرار نفس النهج القديم بنفس الادوات والمواد. سبق وان تحدثنا كثيرا حول الموضوع. وقد اعطتنا احداث بشتاشان درسا قاسيا، ولكن ايضا وللاسف لم نستفد منه، كما لم نستفد من تجربتنا بعد 1963 رغم الحديث الطويل عنها.

ان ما نحتاجه في برمجة عملنا التنظيمي هو التخلص من تعدد المراكز الموجودة داخل الحزب: م.س .ومعم ( مكتب العسكري المركزي) والاقليم ( لجنة اقليم كردستان) ولتد (لجنة تنظيم الداخل). وضرورة توحيدها في مركز تنظيمي واحد قادر على قيادة وتوجيه عمل الحزب في كل هذه الميادين اذ من خلال التجربة والزمن فان هذه المراكز لم تستطع النهوض بمهامها على الوجه المطلوب. اضافة الى ما نعانيه بسببها من تشتت الكادر والطاقات.

بعد المؤتمر تحدثت مع ابو فاروق ( عمر علي الشيخ عضو م. س.) وابو داود ( حميد مجيد موسى عضو م. س.) حينما كنا في دجلة ( المنطقة التي عقد فيها مؤتمر الحزب الرابع). قلت لهما: ارجو ان لا تعتبرا حديثي احباط لجهودكم سوف لا نستطيع اعادة بناء الحزب والقيام بالمنجزات اذ كلما نبتعد عن المدن وتطول الفترة الزمنية كلما يصعب علينا تنفيذ المهمة. فاعادة البناء الصحيح وتوجهنا لبناء حزب بنوعية جديدة هدفه قيادة الثورة وحزب للطبقة العاملة بحق يحتاج بناؤه الى نفس طويل وعمل دوؤب حتى لو تأخرنا فعندنا ارض خصبة وظروفا مواتية.

اؤكد انه في ظروف الدكتاتورية، اوالفاشية، اوالحرب، او اي ظرف شاذ نكون نحن بحاجة الى بناء نواتات مستقبلية، قليلة العدد في الداخل، لكنها مدربة تدريبا خاصا، يشعر كل واحد منهم ان باستطاعته ان يبني ويقود شبكة للحزب. وبنفس الوقت نعمل على تعزيز وضعنا في كردستان. لقد قدمت تقريرا بهذا الخصوص نشر في مناضل الحزب (ملحق عدد آب 1986) يصلح ان يكون كقاعدة للعمل السري. هذه هي تجربة الاحزاب الشيوعية في اوروبا مثل الجيك والسلوفاك، وظروفنا شبيهة بالظروف التي مروا بها.

لا اريد الخوض في وضعنا القيادي. انا ضد تكديس القيادة هنا. فليس من الحكمة ان نطالب بمجىء القيادة الى هنا، ويسحب السكرتير الاول. فوراء هذه المطالبة منطلقا ذاتيا. لقد قلت ذلك حينما كنت في الخارج وأقوله الان، وحتى بعد عشر سنوات اخرى اكرره.

عتبي على انقطاعكم غير المرضي والمضر. لا اعني ابو سعود فقط بل الاخرين ايضا. لا اقتنع انه لم يكن بالامكان تحقيق حركة ذهاب واياب لعدد من الرفاق بارسال وجبات من الخارج وخروج وجبات من الداخل. اقول اني غير مقتنع بعد ان اطلعت على صورة الوضع عند الجارة ( المقصود ايران). استغرب من هو المسؤول عن عدم استثمار الامكانيات الضخمة المتوفرة؟ هل تتحمل م. احمد ( لجنة الحزب في طهران) المسؤولية؟ لا اعتقد ذلك بل م.س. هو المسؤول مع وجود ازدواجية القيادة مع معم .. هل تعرف كيف الحال قبل اعتقال ابو حكمت؟ خمسة بيوت مكشوفة علنية تحوي العديد من الوثائق بما فيها السرية والاموال! هل حقا اننا مستفيدين من اخطائنا التنظيمية والسياسية؟ اين هي المركزية ومن هو المسؤول؟ كل منا يعمل وفق اجتهاداته وتصوراته ويصدر توجيهاته، وهكذا تضيع المركزية ويصعب معها تحديد المسؤولية. ثم الم يكن بالامكان تشكيل جهاز فني سري وقيادته من ك. مستقل عن ط (تنظيم طهران). نعم اعتقد انه ممكن التحقيق، وسنحقق ذلك في الايام القادمة. وكذلك الحال بشأن مسألة نقل البريد والنقود.. لماذا؟ نظل اسرى الاساليب القديمة، ولا نفكر بطرق عصرية؟ .

وكذا الحال بالنسبة للطريق الى مرجان (الاتحاد السوفياتي السابق) ـ تأخرنا كثيرا في انجاز الطريق رغم اهميته الكبيرة لنا للمرور والبريد. لم نعمل على تحقيقه الا بعد ان واجهتنا مصاعب جديدة في احمد. باعتقادي ان احد الاسباب المعرقلة في عملنا هو افتقادنا للتخصص في المسؤوليات.

ومسألة طريق(ق) (القامشلي) اما كان ممكنا ان نحسم الامر منذ زمن بدون ترك المسألة مطاطية بين معم وابوجميل وابوعامل فضاعت المسؤولية. وظروفنا تزداد تعقيدا ونحن احوج ما نكون لايجاد طرق وسبل عديدة لمواجهة الضغوطات المتزايدة علينا ومواصلة نضالنا الشاق. من اجل ذلك اتخذنا القرار منطلقين من المصلحة العامة من كل النواحي .

لابد من اعادة تنظيم وضعنا في (ق) والاشراف المباشر عليه ومتابعته بشكل منظم. واعطاء مسؤولية قيادة العمل في(ق) لشخص آخر غير ابو حسن. لشخص اكثر حيوية وحرصا واندماجا في المهمة، مع تحديد صلاحياته، لغرض تطوير الاستفادة من الطريق.

نعاني بين حين واخر من انقطاع الاتصال معكم عبر الجهاز، وهو المصدر السريع الوحيد. ما هو الحل؟

لكننا عندما نستسهل وجود الشام لا نفكر في ايام الصعوبات. وهكذا تضيع المسؤولية، ولا ندري من هو السبب، ومن هو الرفيق الذي يتحمل ذلك.

ارجو المعذرة من انطلاقي في الحديث. نحن هنا في (ك) لم نستطع تثبيت فصيل مستقل ل م.س. نستطيع بواسطته التحرك، وايصال البريد والمراسلة، وتسهيل مهمات العمل. والادبيات تتكدس في الفوج، فالبارود قبل الورق. وهذا يشعرني اننا ضيوف على معم .

لا اريد الاطالة في المواضيع التنظيمية. ارجو ان تعطي عنايتك الكافية اولا وقبل كل شيء لدراسة وضعنا القيادي واسلوب عملنا القيادي وبالاساس عملنا القيادي في م.س. اتمنى ان اسمع شيئا من ملاحظاتكم وارائكم حول التقرير الذي قدمته حول العمل القيادي وخطة العمل القيادي وخطة العمل في حالات الطوارىء والاشكال التنظيمية.

علينا ان نتوجه بصورة جدية نحو اعداد اجهزة فعالة للعمل في التوجه نحو السلطة. على ان يكون نشاطنا في هذا الاتجاه مبرمجا والاستفادة من مختلف الاختصاصات. قد تمر سنوات ولا تظهر نتائج هذا العمل ولكني واثق انه في فترة حاسمة سيعطي نتائج مثمرة. مرت تقريبا تسع سنوات ونحن نتخلف في نشاطنا عن مواكبة تطور الاحداث، وتضيق علينا سنة بعد اخرى الامكانيات والمجالات. لابد من وضع دراسة عميقة لمسألة التنظيم، ولا املك غير اكرر ما قلته.

حول الانصار: لا يختلف احد حول شيوع ظاهرة التعب والارهاق بين الانصار. ويحاول البعض تغطية تعبه وعجزه بذرائع سياسية تلتقي مع ما يطرحه اليمين. تمر السنون وهي في ازدياد مستمر ويزداد عدد طالبي الخروج الى الاوردكا ( معتقلات حجز العراقيين في ايران) رغم علم الانصار ان الحياة في الاوردكا لا تطاق، فهي ذل ومهانة مصحوبة بغسيل للدماغ. ورغم تعرفهم على حالات عدد من الاثوريين المهاجرين الذين تركوا الاوردكا، وعادوا الى الوطن لانه لا امل بالسفر عبر الاوردكا. مع هذا كله فالرغبة بالخروج تنتشر، وبالاساس عند الرفاق العرب.. انها حقا مسألة مزرية .

نحن بحاجة الى تنظيم وضعنا الانصاري والتنظيمي ومحاربة النظرة والسلوك الخاطئين لاعتبار حركة الانصار فوق الحزب وسياسته .

هل هي فكرة صحيحة القول: ان الانصار هم نواتات الجيش الثوري. هل طريقنا هو الطريق الصيني؟ هل نفكر بتطويق المدن من الريف؟ زد على ذلك تزايد وجود الباسدار (الحرس الثوري الايراني) في اراضينا، واتفاق الاحزاب الكردية فيما بينها، واتفاقهم مع الجارة. اي شكل من التكتيكات ينبغي علينا ممارسته؟ هل التركيز في عملياتنا على ضرب دوائر السلطة؟ ام ضربات عامة على كل مكان؟ اهي الوجهة كسب الجيش وخلق علاقات مع مختلف تشكيلات القوات المسلحة ام ضربها بدون هدف؟

اليس من الاحسن اخضاع حركة الانصار لسياسة الحزب وتوظيفها بشكل منهجي في بناء التنظيم الحزبي وقيامها باعمال نوعية فعالة؟ كما حصل في عملية احتلال ناحية نوجول في السليمانية ثم الانسحاب منها. برأيي التخطيط ل 3 ـ 4 فعاليات في السنة من هذا القبيل بالتركيز على ضرب اجهزة السلطة المحلية افضل بكثير من القيام بعشرات العمليات الصغيرة وتقديم الضحايا بدون مبرر. لابد من توظيف الحركة الى تنظيم الشعب والاهتمام بحياتهم المعيشية مثل مكافحة الامية والمدارس والخدمات الطبية والزراعة كما يفعل اوك. لابد ان ترتبط كل نشاطات الحركة بعمل سياسي يصب في تحقيق مهمات الحزب التي حددتها وثائق المؤتمر الوطني الرابع .

نعم عندنا حزب مستقل له نظامه الداخلي وجريدته. فحركة الانصار منظمة سياسية وعسكرية لها صلاحياتها المستقلة ولا يمكن لـ م.س. ان يتدخل في شؤونها. لا داعي للاطالة في هذا المجال فالرفاق مطلعون على الوضع وقدمنا بشأنه تقارير وافية. المهم منذ بشتاشان ( المجزرة التي ارتكبها الاتحاد الوطني الكردستاني ضد مقاتلي حزبنا) ولحد الان دور الحزب ضعيف. لقد نشأت تقاليد غريبة عن الحزب. روح المبادرة والعمل ضعفت كثيرا. اذ اصبح تجديد سقف المطبخ يحتاج منا الى صرف الاف الدنانير لتأجير ايدي عاملة من القرية. دع عنك بناء الغرف!.

من المؤلم جدا ان نرى مئات من الانصار المثقفين والكوادر في (ك) بلا نشاط يذكر. لا تدريب ولا تثقيف ولا عمل وعلى الحزب تقع اعباء اعالتهم ماديا. ومع مرور الزمن بدأوا يفقدون ثوريتهم، والعديد منهم اصبح خارج صفوف الحزب، وربما يقعون فريسة النشاطات التخريبية المعادية للحزب وسياسته. اذا استمر الوضع هكذا فانه خطير لابد من التوقف عنده وتقديم المعالجات الحكيمة وليس ترقيعات له، بهدف الحفاظ على كوادرنا ورفاقنا. وبالتالي تمتين وضع الحزب الداخلي وتطويره .

وهنا لابد من الاشارة الى انه بعد حدوث الضربة الكيمياوية ظهر معدن الشيوعيين الشجاع والجريء والمفعم بنكران الذات وبروح التحدي... ويصطدم هذا بترهل القيادة. ثم تمر فترة ويعاود الانصار تقديم طلبات الخروج بحجج مختلفة.. لا نريد فقدانهم، ولكن الامر بحاجة الى تجديد كامل.
ورغم الارهاق والتعب لكننا نرى جيلا جديدا يتدفق من المدن نتيجة الارهاب والبطش، وينضم الى حركة الانصار مما يعطيها دفعا(دفقا) جديدا من الحيوية والانتعاش، كما انه يساعد على تغيير تركيبتها من كل النواحي، رغم عدم ثبات هؤلاء في الحركة ومواصلتهم لها.

ثمانية اعوام مضت على نشوء الحركة ولانزال نتحدث عن نفس النواقص الاساسية فيها، ولا نرى من اجراء اتخذ لمعالجتها، فالنظام الداخلي قيّد انطلاقة الحركة نحو الجماهير بما يفرضه من تبعات وشروط، حيث شروط العضوية لا تختلف عن شروط العضوية في الحزب. والتشكيلات العسكرية للحركة لا تتلاءم مع واقع الحركة وظروفها، ولا تنسجم مع الواقع الاجتماعي في المنطقة المتميزة بسيادة العشائرية والتخلف البعيدين تمام البعد عن الضبط العسكري والحزبي، حيث التضارب بين نشاط الحركة العسكري ونشاط التنظيم المحلي للحزب. والصراع المتواصل على من يقود في داخل الحركة: اللجنة المركزية ام القيادة العسكرية؟. وعدم سيادة حياة حزبية سليمة، اضافة الى فقدان التدريب العسكري وخاصة الاختصاصي. وان مساهمة التشكيلات الانصارية في تطور العلاقات الوطنية دون المستوى المطلوب؛ ان لم تكن في بعض الاحيان مسببة للمشاكل، والمثل الملموس هو رسم خطة انتفاضة اربيل بدون التنسيق والتعاون مع القوى الوطنية الموجودة على الساحة. وان المجالس العسكرية السنوية اصبحت شكلية بحكم كونها استشارية لا تحل شيئا من المشاكل والتنواقص، بل وتكرر نفس الملاحظات والقضايا، وبدا الانصار لا يتحمسون لها. وهذا ما لمسناه مثلا هذا العام عند انعقاد المجلس العسكري في اربيل الذي لم يحضره الا الموجودين في مقر القاطع ومسؤولي الخدمات العامة للقاطع، وتغيب عن المشاركة فيه مقاتلو الوحدات العسكرية المقطوعون عن الاتصال مع القاطع لاشهر طويلة .

ان الوضع بعد هذه السنوات يتطلب معالجة حازمة للترهل والمشاكل العقدية. وان اول ما يتطلب هو تجميد النظام الداخلي للانصار والالتزام بالنظام الداخلي للحزب، واخضاع الحركة لنشاط الحزب السياسي. وايلاء دور استثنائي لمنظمة الاقليم في نشاط الحركة ما دام نشاط الاخيرة يقوم على ارض كردستان وقراها ومدنها. واعارة اهتمام جدي لتوزيع الكادر القيادي والوسطي في الحركة. وكذلك اعادة النظر بهيكلية الحركة الانصارية وتدقيقها مع ظروفها والامكانيات المتاحة لتطوير الحركة الى حركة جماهيرية .

الوضع الفكري: يعد مرور اكثر من سنة ونصف على انعقاد المؤتمر الرابع ونحن لازلنا نفكر بتشكيل لجنة للعمل الايديولوجي. وخلال هذه الفترة نتلمس بوضوح ضعف نشاطنا في هذا المجال سواء في الداخل او الخارج. ولا اعتقد ان لدينا تبريرات معقولة لتخلفنا في هذا الميدان على عظم اهميته في حياة الحزب، وخاصة في الظرف المعقد الراهن، وحتى كفاحنا الفكري ضد التخريب لم يتناول بشكل عميق القضايا الفكرية بجذورها التي يدور الصراع حولها لفضح النشاط التخريبي واسانيده وتعزيز الثقة بسياسة الحزب وطروحاته. كما لم نمس التيار(المتياسر) الذي يحاول ان يركب الموجة ويتظاهر بصحة منطلقاته ومزاعمه.

هنالك مسائل عقدية؛ نحن بحاجة مستمرة لاغناء تحليلاتنا ومواقفنا بصددها مثل الحرب العراقية ـ الايرانية. التحالفات. علاقاتنا الاممية...

وبتصوري ان التباين الذي يحصل في بعض الاحيان بين مواقف الداخل والخارج لا ينفي عامل التأثيرات الظرفية. لكنني اتحسس ان هناك تذبذبا وعدم ثبات فكري لدى القيادة. وهذا ما يظهر في معارك الفاو ومؤخرا الموقف من ج/ ك. (الجبهة الكردستانية).

الخاتمــــــــة: لا اعتقد اننا نستطيع عقد احتفالنا(اجتماعنا أي اجتماع اللجنة المركزية) هذه السنة اذا الامور مشت هكذا بدون قرار لحسم الموضوع. لا اتفق اطلاقا ان يعقد هنا في (ك). فالحزب لا يتحمل ضربة بعد اخرى. وحتى ولو كان المكان امينا. اذ ليس هناك سر يخفى.

اخبرونا في حال اتخاذكم قرارا بتبنيه من قبلكم ان نقوم من جانبنا بارسال مسودات التقارير مع تعليقاتنا حولها على ان تعد بصيغتها النهائية عندكم. كما نسعى بعد تسفير ساهر وعبد الله لتدبير سفر الاخرين .

واقترح في هذه الحالة لغرض تنظيم امورنا هنا لفترة مؤقتة حتى انتهاء فصل الشتاء تشكيل مركز للعلاقات في خواكورك يجمع الاعلام المركزي ولعو وتمشية الامور اليومية لمعم، ويقيم ق. السليمانية ارتباطه معه، الذي يتم عبر الجارة، وتتم مراسلة المركز معكم مباشرة. كما يشكل بهدينان واربيل مع الاقليم مكتبا اخرا مؤقتا يرتبط مع الشام عبر (ق)، وايجاد صيغة من التنسيق بين المكتبين. اما لتد لا اعتقد هنالك مشكلة موجودة، فالموجودون منهم يستطيعون تدبير الامر. وهذا هو مفترحي.
وهذه اغلب ملاحظاتي ومقترحاتي، ارجو ان تنال اهتمامكم.
تحياتي وقبلاتي لكم جميعا.

أواخر/ آب / 1987
ابو طارق
ارا خاجادور













ملاحظة:

1.
اعيدت طباعة الرسالة بكاملها دون اي تعديل مهم فيما عدا تعريف الاسماء والمختصرات بالاسماء الكاملة ووضعها بين قوسين ( ). من اجل تسهيل التعرف على الاشخاص والاماكن.

2.
ترددت بصدد ابقاء او حذف اسماء بعض الرفاق خارج اطار ل.م. الذين وردت اسماؤهم في الرسالة، وقد اخترت حذف الاسماء كاملة لغير المكشوفين وابقاء القاب المكشوفين منهم كما وردت في الرسالة. ولهذا اقتضى التنويه.

3.
ارفقت الصفحة الاخيرة من النسخة الاصلية للاطلاع على شكل الرسالة، ومن خلال التجارب السابقة اتضح ان نشر الوثائق دون اعادة الطباعة؛ مرهق في القراءة ويشغل حيزا كبيرا.

4.
لاظهار الصفحة الأخيرة الرجاء الضغط على العنوان التالي
http://www.mytempdir.com/421864



#ارا_خاجادور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزامير الانتخابات الامريكية في العراق
- هل النقابات العراقية الاساسية تدعم الاحتلال ؟
- من عوامل الجزر في التنظيم الثوري
- لماذا الان يجري الاحتكام للشعب؟
- نقطة واحدة للمفاوضات: انسحبوا ايها الغزاة من بلادنا
- نعي المناضل هادي أحمد علي


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - ارا خاجادور - نراجع الماضي بثقة من اجل المستقبل