أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- جدلية الوطن والشعب والدولة














المزيد.....

بدون مؤاخذة- جدلية الوطن والشعب والدولة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5553 - 2017 / 6 / 16 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- جدلية الوطن والشعب والدولة
المراقب لما جرى ويجري في عالم العربان منذ بدء الخليقة، سيجد أنّه لا وجود لدولة عربيّة، ففي عصور ما قبل الاسلام كانت امبراطوريّتا الفرس والرّوم، في حين كان العرب مجرّد قبائل تغزو بعضها البعض، وما "المناذرة والغساسنة" سوى وكيلين للامبراطوريّتين اللتين كانتا تتقاسم العالم.
وعندما جاء الاسلام، وبنى دولته، بدأ العربان يقاتلون بعضهم البعض بعد وفاة الرّسول صلى الله عليه وسلم مباشرة، فيما عرف "بحروب الرّدّة" ثمّ قتلوا الخلفاء الثّاني والثّالث والرّابع، لتأتي الدّولة الأمويّة على جماجم الصّحابة، وتبعها العبّاسيّون، حيث يروي المؤرّخون الاسلاميّون أنّ أبا عبدالله السّفاح قد قتل ليلة استلامه للحكم مئة ألف من المسلمين!
والقارئ للتّاريخ العربيّ والاسلاميّ كما كتبه معاصروه ولاحقوه سيجد أنّ الحديث يدور عن حكام، ولا ذكر للوطن أو الشّعوب، وحتّى يومنا هذا نجد جماعات وأحزأب دينيّة تقول مفاخرة: "لا وطنيّة في الاسلام" وأنّ "الوطن" مصطلح غربي! يقابله "ديار الاسلام"!
ودون الدّخول في تفاصيل ذلك، فإنّنا نجد حقيقة أنّ العربان حتّى يومنا هذا، لا يوجد في ثقافتهم مفهوم للوطن أو للشّعب، أو للدّولة! وما نراه من "دول" ما هي إلا مجرّد تحالفات عشائريّة يقف على رأسها شيخ قبيلة، يتحكّم بالبلاد والعباد. ويلاحظ أنّ الانغلاق الفكري والثّقافي الذي يعيشه العربان، جعلهم يعيشون منعزلين عن بقيّة الكرة الأرضيّة، فلا دولنا تشبه دولهم، ولا حكّامنا يشبهون حكّامهم، ولا شعوبنا تشبه شعوبهم، وبذلك فإنّ العربان حتّى يومنا هذا لم يبنوا الدّولة المدنية التي يسود فيها القانون، ولا يؤمنون بتبادل الحكم، وما الشّعوب إلا رعايا -جمع رعيّة- أي قطيع يأتمر بأوامر الرّاعي! وهناك من لا يزالون حتى أيّامنا هذه يفتون "بعدم الخروج على الحاكم الظالم"، ويقرنون طاعة الحاكم بطاعة الله! ومن هذه المنطلقات وغيرها، فإنّ دولة العربان ومواردها و"رعاياها" مجيّرة لصالح الحاكم، وبناء عليه فإنّ جيوش العربان تبنى لحماية الحاكم أيضا، وليس لحماية الوطن والشّعب كبقيّة دول العالم، لأنّ الوطن غير موجود أصلا في عقليّة العربان. تماما مثلما هي أيضا موارد البلاد ملك شخصيّ للحاكم بأمر الله! يهبها لمن يشاء، ويمنعها عمّن يشاء.
وبما أنّ مقولة "اخدم شعبك يحميك" مغيّبة تماما في ثقافة العربان، وما يصاحب ذلك من عدم وجود بلاد العربان في جزيرة خارج الكرة الأرضيّة، فإنّ الدّول المتقدّمة أو التي تسعى إلى التّقدّم، لا تتركهم وشأنهم، بسبب موقعهم الاستراتيجي الذي يتوسّط العالم، ولوجود الثروة البتروليّة التي تشكّل المصدر الرّئيس للطاقة، وبالتّالي فإنّ هذه الدّول ومن باب الحفاظ على مصالحها، تتدخّل في تنصيب حكّام العربان، تماما مثلما قسّمت بلاد العربان إلى دويلات يسهل عليها السّيطرة عليها واقتطاع أجزاء منها متى شاءت. ومن يقصّر في تنفيذ الدّور المنوط به، فإنّ "الفوضى الخلاقة" جاهزة لتدميره وتدمير بلاده، واستبداله بسهولة أو ببحر من الدّماء، فكلا الأمرين سيّان.
وحفاظا على استمراريّة الولاء للدّول التي تتحكّم بمصير العالم، وما يقابلها من استمراريّة أنظمة حاكمة، فإنّه يجري ضخّ مليارات وتريليونات الدّولارات من أموال العربان إلى خزائن تلك الدّول. ومن يتباطأ في دفع ما يترتّب عليه فإنّ التّهم والمشاكل جاهزة لقذفها في وجهه والعمل على استبداله بغيره، أو يأتي مستسلما رافعا يديه دافعا أكثر ممّا هو مطلوب منه. والحديث يطول.
16-6-2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-خلط الأوراق في الشرق الأوسط
- بدون مؤاخذة- انتهت صلاحيّات قطر Expired
- وتلك الأيام نداولها بين النّاس-قصيدة
- بدون مؤاخذة-خمسون عاما والأقصى مستباح
- بدون مؤاخذة- خمسون عاما وتكتمل الهزيمة
- بدون مؤاخذة-لن يصلح العطّار
- بدون مؤاخذة- ليقطع دابر القتلة
- هواجس الماء...أمنيات الزّبد في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- بعيدا عن المزايدات
- بدون مؤاخذة- أمريكا واسرائيل هما الرابحان
- هواجس نسب أديب حسين والدّرر المخبوءة
- لنّوش في عيدها الثاني
- رواية -الحنين إلى المستقبل- في اليوم السابع
- صفحات من رواية عذارى في وجه العاصفة
- صفحات من رواية النكبة -أميرة-
- رواية -الحنين إلى المستقبل- والفلسطينيّ المطارد
- بدون مؤاخذة- تذوب الشّموع لتنير الظّلمات
- فلسطين رواية المكان والذّاكرة
- بدون مؤاخذة- غباء القوّة وأنين الأسرى
- بدون مؤاخذة-القتل المجاني


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- جدلية الوطن والشعب والدولة