اهل السياسة ( 15 ) - الاقطاب والمحاور و الذيول والنفوذ

ماجد ساوي

الحوار المتمدن-العدد: 5553 - 2017 / 6 / 16 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حتى تفهم كيف تتحرك السياسة في هذا الوقت الحرج من التاريخ لربما انت بحاجة لخلفية تاريخية اولا حول المجتمع الدولي - او ما يعرف بالنظام الدولي - وهو منظومة سياسية ظهرت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي افرزت الدول المنتصرة الخمس الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفييتي - الذي ورثت مكانه جمهورية روسيا الاتحادية والمملكة المتحدة والجمهورية الفرنسية واخيرا جمهورية الصين الاشتراكية , اللواتي تتمتع بحق النقض الفيتو ضد قرارات مجلس الامن .

الامم المتحدة - او الممثل للمجتمع الدولي - نشات قبل سبعين عاما وصاحب نشوئها مايسمى بالاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي دعا الى مساواة البشر جميعا في اهم بنوده وهي منظمة يمكن القول انها تدير الصراعات بين القوى العظمى على مناطق النفوذ وتقسم الثروات بين الخمسة الكبار الذين لايمكن تشبيه وجودهم على راس الهرم الدولي الا بعصابة من خمس افراد من المجرمين - يمتلكون اسلحة ليست بحوزة غيرهم من السكان - تسيطر على احد الاحياء !!

اولا هنالك لدينا الاقطاب وهي مراكز قوة - مادية ومالية وعسكرية- وهي تمتلك مايمكن وصفه بالقدرة المادية على التاثير في الخارطة السياسية اما عبر مكانة تمتلكها في الامم المتحدة او عبر التدخل العسكري المباشر في النزاعات والصراعات وهذا القطب - مفرد الاقطاب - كذلك قادر على التاثير في الاقطاب الاخرى القريبة منه والبعيدة . واكبر الاقطاب الان تتمثل بالخمسة الكبار وان كان ضعف دور المملكة المتحدة والجمهورية الفرنسية في الثلاثين عاما الاخيرة وهذه الاقطاب الخمسة تمتلك بالاضافة لقدراتها العسكرية والمادية القدرة القانونية بوصفها حاملة لحق النقض لقرارات مجلس الامن

ايضا لدينا المحاور والمحور هو تشكيل سياسي من عدة دول يرتبط باحد الاقطاب الفاعلة على الساحة الدولية وسياسة كل دولة من هذا التشكيل المرتبط يالقطب لاتخرج في المصالح والمفاسد عن سياسة القطب وان كانت تمتلك نوعا من المرونة في الحركة هنا وهناك ولايشترط تبعيةة السياسات الداخلية لمركز القطب . ومن الامثلة على المحاور محور المحيط الهادي المتمثل بكورياالجنوبية ومملكة تايلاند و مملكة اليابان المرتبطة كلها بالولايات المتحدة الامريكية وكل هذه الدول لاتخرج عن مركز القطب في سياساته وخصوصا الخارجية.

الذيول كذلك هي تشكيلات سياسة لا ترقى لمستوى الدولة كالجماعات الدينية والتنظيمات الارهابية والمجموعات العرقية وهذه الذيول تمثل في نفسها فراغا من وجود المجتمع الدولي اي انها لا تتحرك ضمن المنظومة الدولية وايضا لا تتبع الاقطاب في اي شيء وايضا لا تنضوي تحت اي محور في سياساتها ومنها على سبيل المثال الجيش الجمهوري الايرلندي الذي يعمل في جزيرة ايرلندا .

النفوذ اخيرا هو نشاط للقطب والمحور والذيول احيانا سواء كان نشاطا عسكريا او ماليا او اقتصاديا اواي شكل من اشكال النشاط والنفوذ قد يكون مقصودا بكون القطب يعلم به او غير مقصود بكون المحور هو مصدره والمثال عليه التاثير الشديد للصين الشعبية على كوريا الشمالية الذي ادى الى توصلها للسلاح النووي مما زاد بقدرتها على الدفاع والهجوم والردع .

الاقطاب ليست خمس فقط فهناك على سبيل المثال اقطاب ذات محاور وذيول في الشرق الاقصى كالهند التي تتحرك دولة كشمير مثلا داخل محورها وغيرها الكثير والعالم مليء بها .

اخيرا في الشرق الاوسط نجد ونلاحظ ونرى عملا ناشطا لاغلب الاقطاب الدولية- ففي سوريا مثلا يتحرك قطبان هما الولايات المتحدة وروسيا بشكل واضح جلي مما يفرز نشاطا غير اعتيادي لتقاطعات النفوذ الناتجة عن حركة القطبين على الارض السورية - ونجد ونلاحظة حركة للمحاور فيه بشكل كبير كمحور الخليج العربي ومحور الاناضول الاعلى .

اذا فهمت هذه الامور الخمس وهي الاقطاب والمحاور والذيول والنفوذ ستفهم كيف تتحرك السياسة الدولية في امكان كثيرة . وتصبح قادرا على فهم وتاويل وتفسير الاحداث والروابط بين مكوناتها . وايضا تصبح قادرا على توقع ماذا سيحدث وهو السؤال الذي يتعب الكثير من اهل التحليل للاحداث! .



ماجد ساوي
الموقع الزاوية
http://alzaweyah.atwebpages.com

#ماجد_ساوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات