أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - متى نتحضّر ونرتقي بعيدا عن الوثنيات الجديدة ؟















المزيد.....

متى نتحضّر ونرتقي بعيدا عن الوثنيات الجديدة ؟


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5552 - 2017 / 6 / 15 - 18:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


متى نتحضّر ونرتقي بعيدا عن الوثنيات الجديدة ؟

قبل فترة قصيرة لاتتجاوز بضعة شهور عُرضت في الامارات العربية المتحدة / دبي احصائيات ومؤشرات دقيقة بشأن مستوى التعليم والحالة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العرب وكذا الناحية السلمية ومستوى الامن القائم في بلداننا ومدى التخلف الحاصل في اوطاننا من الشام لبغداد الى نجدٍ والى ليبيا والى اليمن الذي غدا أتعس من التعيس واستعرضت المؤشرات والاحصائيات غالب جوانب حياة العرب الحالية ليس في المجالات الاقتصادية فحسب وانما في التعليم وفي مستويات الفقر وتدنّي النزاهة وشيوع الفساد وكثرة المفسدين وطغيان الحروب ونتائجها المدمرة وماتخلفه من ضحايا ومعوقين ونازحين ومشردين عن ديارهم بسبب زيادة نسبة النزاعات القائمة على الكراهية الدينية والانطواء تحت مايسمى الملاذ الطائفي والقبلي .
والأرقام والنسب المذكورة أدناه نقلتُها من اجتماع القمة العالمية للحكومات التي اقيمت في مدينة دبي بمشاركة اقليمية وعالمية واسعة وهي في مجملها غيض من فيض ، فليس في وسعنا ان ادون كل الارقام والنسب التي اشار اليها تقرير القمة العالمية بهذا المقال القصير ولكني سأورد باختصار ما تم اعلانه كلٌ في مجاله .
على مستوى التعليم اتضح الآتي :
-- سبعة وخمسين مليون نسمة من العرب رجالا ونساءً أميون تماما ولا يعرفون القراءة والكتابة .
-- ثلاثة عشر مليون ونصف من الأطفال لم يلتحقوا بالمدارس في هذه السنة / 2017 .
-- العالم العربي كله ينتج عشرين ألف كتب اي بما يساوي دولة واحدة فقط من دول اوروبا الشرقية مثل بلغاريا او رومانيا واكثر من نصف هذه الكتب هزيلة المضمون .
-- معدل قراءة الفرد العربيّ الواحد في السنة ربع صفحة من ورق كتاب في الحجم المتوسط .
اما من الناحية المعيشية اقتصاديا فنلحظ ما يلي :
-- يوجد ثلاثون مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر ( يعادل خط الفقر كمقياس عالمي متفق عليه بما يقارب دولارين في اليوم الواحد ) .
-- زاد معدل خط الفقر في السنتين الماضيتين 2015 و 2016 نسبة 80% عن السنوات السابقة ( من فقر مدقع الى فقر مهلك ) .
-- اكثر من 3000 مليار دولار اعتبرت خسائر في الناتج المحلي للدول العربية بدءاً من العام /2011 حتى هذه السنة / 2017 .
اما فيما يخص مؤشرات الفساد في منطقتنا العربية فهي كالآتي :
-- بلغت كلفة الفساد المهدورة في الدول العربية تريليون دولار .
-- اكثر عشر دول في العالم كلّه في مؤشرات الفساد من ضمنها خمس دول عربية أكثرها فسادا ومفسدين من زعاماتنا وولاة أمورنا ونخبتنا غير السامية وغير النزيهة ممن يتربعون في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية ويديرون دفّة الاقتصاد وممن يمسكون الوزارات وميزانياتها المالية المنخورة بالمفاسد .
وفيما يخصّ كوارث الحروب وويلاتها والتي أدمن العرب واعتادوا عليها منهجا يكاد يكون مستمرا بحيث نُسي السلام والأمن والهدأة والتعايش السلمي بين أبنائه ؛ فالمؤشرات تكاد تكون مفزعة لهذه الامة التي عُـدّت في رؤيتنا على الاقل بانها خير امة اخرجت الى الناس تأمر بالحرب وتدعو الى زيادة الكوارث وتنهى عن السلام باعتباره دِعةً وخمولا واستكانة عن رفع كلمة الله في إعلاء راية الجهاد .
وعذرا لو صدمتكم بالمؤشرات التالية زيادة وإمعانا في معرفة مستوانا بين الشعوب والأمم الاخرى :
-- نسبة اللاجئين العرب الهاربين من بلدانهم عالميا 75% اي ان العالم كله الذي تجاوزت دوله المئتين دولة حصيلة لاجئيه 25% يعيشون بعيدا عن اوطانهم اما الحصة الاكبر المتبقية فهي حصة العرب .
-- هناك 68% نسبة الموتى من ضحايا الحروب في العالم هم من العرب حصراً .
-- هناك 14 مليون عربي تم تشريدهم بسبب تفشي الحروب وبلغ عدد القتلى والجرحى المعاقين من بني جلدتنا مليون وأربعمئة ألف شخص خلال السنوات من 2011 حتى سنة 2017 .
-- لايتجاوز العرب 5% من سكان العالم من حيث العدد لكن حصيلته من الهجمات الارهابية بما نسبته 45% في هذه الربوع التي ننعتها بالأرض المعمورة وما هي الاّ خربة ممتلئة بالأنقاض بسبب اعمال العنف المدمرة والحروب التي لاتريد ان تضع اوزارها في بلادنا المبتلية بالنزاعات العرقية والمذهبية والنرجسية الدينية الفجة .
-- خسائر العرب جراء الحروب في البنية التحتية في دول العالم العربي تعادل 460 مليار دولار .
وبمقارنة بسيطة بين العقل العربي والعقل الكوري -- ولا نقول العقل الاوروبي او الاميركي او الياباني -- نذكر ان العرب الذين تجاوز عددهم اكثر من 400 مليون نسمة لايمتلكون سوى / 2900 براءة اختراع بينما الشعب الكوري الجنوبي البالغ سكانه 53 مليون نسمة تجاوزت براءات الاختراع لديه 20 الف براءة ( وفق الاحصائية التي جرت في العام / 2011 ) .
بعد كل هذه الحال كيف سيكون المآل في السنوات اللاحقة ؟؟ ، وهل هذا المستوى المتدني سياسيا وثقافيا وتعليميا مع كثرة الحروب والنزاعات العقيمة وغير المشروعة تتيح لنا ان ننتج حضارة جديدة متمدنة مقبلة تسعد اولادنا واحفادنا ؟
أكاد اجزم اذا بقيت الاوضاع على حالها اليوم وفي السنين القادمة فمن المحال ان يدخل العرب ضمن المدار الحضاري المتسارع الحركة بأشواطه التي تتطلب عافية اقتصادية وانفتاح على العالم واعادة تقييم موروثاتنا وغربلتها مما علق بها من الشوائب وهي كثيرة كثرة مافينا من تراجع وتخلف وترتيب صحة للابدان والاذهان تأخذ من عقار المدنية والتحضر علاجا ناجعا وبلسما شافيا وغلق كل النوافذ الجالبة لرياح سموم الكراهيات الهابة من نرجسيات الدين والقومية وكل ما من شأنه تضييق افق العقول وتنمية الخصومات بين الشعب الواحد وبقية الامم الاخرى .
ولنعترف اننا الان نعيش عصرا مشابها تماما للعصر الوسيط الذي كان سائدا في اوروبا حيث النفوذ الديني ، ورجاله لهم الكلمة الفصل في الابقاء على وضعنا البائس والركون الى حضارة شبه هالكة ليس في وسعها ان تتكيف مع الزمكان الحاضر بعصره الحديث وقفزاته الواثقة نحو مدارج النماء والتطور ، ولنقرّ بملء افواهنا اننا لم نقدّم شيئا ذا نفع للبشرية ولم نضع لبنة ولو صغيرة في صرح الحضارة العالمية الجديدة مثلما تفعل الدول الان وتشارك في اعلاء الصروح الحضارية ومنها دول تخرج من شرنقة التخلف لترتقي بمهارة وتقف مع صفوف التحضر وتبوأت مكانة بارزة في الرقيّ مثلما بدأت اليابان وكوريا الجنوبية ويليها البرازيل والارجنتين ودول آسيوية اخرى مثل ماليزيا واندنوسيا وسنغافورة وغيرها بعد ان نفضت الغبار عن ماضيها السيئ ونزعت طيلسان التخلف لتلحق بركب المدنية المتحضرة .
مما يحزننا اكثر اننا مع تخلفنا البائن وعدم قدرتنا على مشاركة الشعوب أشواطها في ميادين السبق الحضاري بدأنا نمقت الشعوب الساعية الى النماء والنهوض ونعادي الحضارة بل ونحاربها بما اوتينا من جهالة ومن جيوش وحشود الجهّال لمحاربة اي بادرة تنويرية وملامح عقلانية تظهر هنا وهناك فنتصدى لها ونوقفها عند حدها بل ونعمل على طمرها وقتل اصحابها والدعاة لها من التنويريين والعقلانيين والمجددين الرافضين للواقع الحالي ؛ ولو رحموهم يعملون على انكفائهم بعيدا وتضييق الخناق عليهم وعدم فسح المجال لهم كي يرتقوا ببلدانهم والاّ ماذا نفسّر هجرة اكثر من عشرين مليون عالم عربي من مختلف الاختصاصات وهم خليط من مفكّر واديب واعلامي من الاصناف المتنورة الراقية عقليا موزعين في شتات الارض منذ سبعينات القرن الماضي حتى وقتنا الحاضر ، وليعلم القارئ الكريم ان اكثر من نصف الكوادر الراقية في اوروبا واميركا واستراليا وغيرها من البقاع المتحضرة هم ليسوا اصلا من ابناء البلد الاصلي وانما في الاعم الاغلب مهاجرون لجأوا هناك هربا من ظلم أنظمة بني جلدتهم ولقوا في مستقرهم الجديد كل رعاية واهتمام واعتبار فازدادوا ثراءً معرفياً وتخصصوا في ميادين دراساتهم وارتفع شأنهم نظرا للحرية المتاحة والسواسية واحترام العقائد وانعدام الكراهيات والتمايز بين الناس مهما اختلفت اعراقهم ومعتقداتهم واتجاهاتهم السياسية وقناعاتهم الفكرية .
قبل عقود من السنين تساءل الشاعر عمر ابو ريشة في قصيدة مشهورة ومنها هذه الابيات :
أمتي هل لكِ بين الاممِ ----- منبرٌ للسيفِ أو للقلمِ ؟
أتلقاكِ وطرفي مطرقٌ --- خجلا من أمسك المنصـرمِ
امتي كم غصةٍ دامية --- خنقت نجوى علاكِ في فمي
أمتي كم صنمٍ مجّدتِه---- لم يكن يحمل طهر الصنـم
لايلام الذئب في عدوانهِ – ان يكُ الراعي عدوّ الغنمِ
هذا هو السبب الرئيس لتخلفنا الذي بلغ حدودا لاتحتمل فمازلنا نُقاد من رعاة عديمي المروءة والشرف يبكون مع الرعاع المواشي جهارا نهارا ويشربون الأنخاب مع الذئاب ليلا ونمجّد الفرد القائد السافل غير الامين ونكفّر الصالح العفيف الشريف ونشتم المنجِز ونجلّ العاجز الواهن ولا حل لدينا سوى تشييد دولة لا سلطة واتّباع الاشكال المدنية لا الدينية في الحكم والخطو نحو الديمقراطية الحقيقية فورا وبلا اي تلكؤ فالشعوب الحية الواعية هي وحدها من تختار من يمثلها من اشراف الناس وعلمائهم وخبرائهم وتقنييهم وحكمائهم المخلصين وكفانا عبادةً للأصنام والأوثان البشرية فقد مللنا الوثنية منذ العصر الجاهلي وليس لنا حاجة الى وثنية معاصرة اخرى تلبس لبوس الدين والقومية في عصرنا الحاضر .



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - وحدةٌ وتوَحّد -
- أممٌ تبتكر وأخرى تنكسر
- موت شجرتَي بيتي ورحيل شجرة روحي الخضراء
- قصيدة / اللقاء الاخير يؤذن بالوداع
- التأرجح العقائدي بين العقل وبين النقل
- لو كان الجهلُ رجلاً لقتلتُه
- موعظة الى مدينة النساء
- مَن يحمي الدّين ومَن يفتك به ؟؟
- وطنٌ مفجعٌ ومنفى مُولعٌ
- تحت ظِلّ شجرة نيسان الكاذبة
- ألعاب أطفالٍ تُفسد التربية السليمة
- أحزانٌ حكيمة
- حلُم بناء الدولة المدنيّة في عالمنا العربيّ والإسلامي
- فساد الرعاة والرعيّة
- يا عيني على الصبر المخدّر
- أنا الربيت ولغيري يصيرون
- حذائي صديق صعلكتي
- مَن لنا غير اليانكي خلاصاً ؟؟
- قصيدة - قدٌ غيرُ ميّاس
- ألوان الثراء لا تعنيني


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - متى نتحضّر ونرتقي بعيدا عن الوثنيات الجديدة ؟