أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عواد احمد صالح - خريف السلالات














المزيد.....

خريف السلالات


عواد احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 10:10
المحور: الادب والفن
    


ظلام ينتصب أمامنا ، يتدرع بالندب والعناد .
ونهار مكتوف الأيدي يجلس على ركبتيه أسيرا لغمغمات التيه ، تزلف عليه طوابير النعم والبركات .
الحشرات والنعوت ، والدم الرجيم والبيوت المهشمة .

راكد أنت في دوائرك الآسنة كالقصب ،على الشواطي تمني النفس بأخاديد وأودية وليس في يدك مفتاح أو صولجان !!
من أين تأتي بالمعاذير والأسئلة ؟؟ وأنت مقطوع الرأس والجسد يتدلى في عالم النحر المتشضي ، باسم ماض تعفن دفعت الفدية لإقرار لك ولا اختيار !!

أيها العتيد :
أسير لخيلائك ووجهك المتغضن ،لا تكفيه كل آيات التبجيل والثناء ، ليس لك موعد حاضر . . حاضر في كل الأزمنة والشهود .
بمراتب القهر أودعوا قواميسك وأسفارك وفجروا لك الروائح والنذور والأقواس ، جعلوها لك رياضا وحقولا ...
مسلوب ..
مسلوب ..
ايها النائم وراء الزنازين ، تسعى من اجل صباح جريء ، وبواكير الشجر المتآصر ..لكن خطاك مكبلة بالشكوك والظن !!
نوافذك مليئة بكل هذا الإرث المتشاكل .. الأودية والفجاج وممالك القهر وسدبم جغرافي يمني شهوات الملائكة واللصوص .
كائنات أسطورية... يدمغون شجر الخطيئة بالمزيد من الخطيئة !!
هذه بركات الحبر العائد من أنفاق الماضي من الدهاليز وروائحها الرطبة وشجرها المصفر ، تباركه العناقيد وتصقله الخطوط والعلامات وأضواء التكنولوجيا ، يحمله المتسولون على أكتافهم .
خليج من الأسمال والقشور..
أيها الضعيف
أيها المسالم
أيها الراغب المشتهي
هذه توابل الصحراء الآسرة ، مرذول من يتنصل أو يتنكر لسحرها الذي يسلب الألباب والعقول ..!!

بين يقين الذبح وعصيان السحب تطلق الأوتار الحجرية . لا عشب في الضفاف ولا ماء !!
يروضون اليقين بالنار وتناثر الأشلاء .. الطوفان ، الغريق في الممرات الغائمة والساحات ، المحافل أغضبها سحابك العاقر ، أيها النور أيها الفجر ؟!! يا موئل الصباح العاثر ..
بلا خيط يأتلف ..
بلا خبز تمضي ..
بلا رقيعة تتجلى ..
بلا موج..
أيها الهزيع الأخير.. ردائك مهلهل ..قادم من حظائر السلالات ، من حكم الرعاة الموتورين ، نذورا صغت هكذا للطبول الغيم ، فاتحا ابواب الفراديس والنعم المقدسة .. ماذا سنضيف لتاريخ الرمل والغبار والغزوات ؟ انزعم انك بسطت العدل والبركات واطفأت جمرة الكفر والتمرد ؟؟.. امة تستبيحها الطواويس والطواطم تتندربالعقاب ، تغالب المرذولين بالسقوط من الأبراج المضيئة في غياهب الجب ؟؟
امة تساق بأسافين الحقد ، تجترح المأساة كرنفالا ..ترسل القوارب المقهقهة الى قاع الجحيم ، شعب بائس لا يدخل في ربيع عصيانة غير حطام الندم !!
يتلقى الغثاء بخنوع المستسلم ..ينتظر شرعة ، شرعة تعيد الماء والحليب الى الضروع اليابسة ..
اسلخوا الحقيقة عن إزارها
ارفعوا الحجب عن الخير والشر
الألوان تتداخل بأفراط .. ويهتريء جسد الكلام ..!!
أبدا لم يعد ثمة فرق بين الحلو والمر ..

أحراش الهرس .. تبارك شرائع الظلام .. افواج رعاة الفكر الحلم المختنق بالحراب والدهاليز ..ديدنك الذعر والذهول أيها الشرق .. الظلام المارق السديم ، ينغل في الحراشف والخلايا وفي السراديب والثقوب ..
هابطا من هاوية العقل ترقن الذاكرة الحطيمة ..
بالوقوف
بالأفتتان
بالتلاشي ..
لك كل التوسلات والدعوات
لك فصاحة القنوط والألم المحتضر ..
لك هذا التيه الجميل ..
لك كل هذه التركات في عصر الآلهة المسعورة..
لك هذه الأرض اليباب ، هذا الفقر والذعر فأعقد وترنم !!
اننا نتشهد بالغد المتعثر.. الغد الجريح بأنتظارالغبار ينجلي عن السفر المكنون ..
بعيدا ..
بعيدا .. عن اظلاف القطيع وحوافر الطوابير . السهوب السهول الحرائق .. ومكائد النعيم الجريح ..
أيتها السلالات .. أيتها المسوخ .. ليس ثمة عرق دخيل ، انت الماء والشجر.. انت الظفر والجناح هذا اطار تجلياتك وعذابك .. انت فاتورة النسق ونظامه ،بريته وأرضه الخصب .. تقرأين النظام بالسيف ، تكرهين الأعراب على نزع لحائهم .. تؤقلمين تضاريسك وأوتارك ، خارج النبع الحالم المتقصي .. النبع الجوال ..
غرباء في القهر وأشقياء في الندم ...
سعداء في الأنهار السرمدية...
الصحراء ،الرقعة ، الغصن ، التيه
الصحراء شرعة المغلوب على الغالب !!
طوبى للمتصدرين الأرائك والصحون والقوارير
هبي للشعوب المغلوبة النعوش والشارات ، الأبواب مشرعة والموائد عامرة ..
بلاد كأنها حصاة ..
كأنها سنبلة ..
تدوسها الحوافر المدبرة
تدوسها الحوافر المقبلة
الأقوام النابذة والمنبوذة .. الأزمنة تلتحف بالسراب العائد في عصر الغنيمة ..
بلاد ممضوغة تجترها الآيات والأسماء والخيول !!



#عواد_احمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول أسباب سقوط الاتحاد السوفياتي وجذور الإصلاحية في الحركة ا ...
- اصقاع خربة
- الصفات لك ايها الفجر المورق
- مطلب الفيدرالية : بين فيدرالية كردستان وفيدرالية الجنوب
- الحقائق التي افرزتها الأنتخابات العراقية
- الحقائق التي افرزتها الانتخابات
- القائمة العراقية الوطنية ضمانة لترسيخ الديمقراطية ووضعها في ...
- لمناسبة الذكرى 88 لثورة اكتوبر الأشتراكية العظمى: بعض الدروس ...
- اشكالية الديموقراطية والأصلاح السياسي في العالم العربي
- اطلس الجرائق
- تاريخ الحزب الشيوعي العراقي هو تاريخ المساومات والمراهنات ال ...
- غريب مثواك ايها البؤس
- ثقافة الاستبداد تأطير الحلم وتهميش الوعي
- لنعمل على اسقاط الدستور الطائفي الرجعي
- الماركسية النظرية الثورية لتحرير الطبقة العاملة اهميتها وضرو ...
- مأزق قوى اليسار والديمقراطية في العراق
- اين نحن وما هو خطنا السياسي ؟


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عواد احمد صالح - خريف السلالات