أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الرقة العظيمة .. صامدة .. تقاوم .. وستنتصر














المزيد.....

الرقة العظيمة .. صامدة .. تقاوم .. وستنتصر


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 5552 - 2017 / 6 / 15 - 13:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهر الفرات .. نهر العطاء والتمرد .. حر حين يجري وحر حين يغمر . وشعب الرقة ، الأصيل ، العظيم ، المقاوم ، لا يقهر . من قرأ وعايش تاريخ الرقة وأهلها يعرف ذلك ،، ومن يراقب شجاعة مقاومة شعب الرقة الآن ، لخصوم وأعداء متعددة أشكال غدرها وعدوانها ، وتعدد انتماءاتها اللئيمة الخبيثة ، بشتى أنوا الأسلحة .. بما فيها فوسفورية ترامب التي تحرق وتمزق أطفال الرقة .. وسكاكين داعش .. في قطع رؤوس الأسرى والأبرياء .. يعرف ذلك . ورغم كل ذلك .. ما زالت الرقة العظيمة تقاتل .

وفي السلم والحرب .. والاحتلال والتحرر .. من الصعب التمييز ، بين الرقـة والفرات . فهما موحدان أبداً ، صامدان يغالبان نزوات الطبيعة وخاصة في أيام لقحط ، من أجل خير الإنسان ،، وازدهار الطبيعة والأرض . وهما يقاومان معاً الغزاة .. كل الغزاة .. من الشرق والغرب .. وينتصران . ويعبران عن انتصاراتهما .. بمواسم خير .. وألأ فراح العامرة .. وفي ختام التغلب على القحط .. وعلى الغزاة .. التاريخ يفتخر بهما .. وهما بالتاريخ يفتخران .. وتتجدد مفخرة سويا بالرقة وشعبها ونهرها العظيم .

ولذا ، إن شعب الرقة .. وبيوت الرقة .. والفرات في الرقة .. هم في جبهة واحدة .. تتصدى للقنابل والصواريخ التدميرية .. والفوسفورية الحارقة .. التي يلقيها الغزاة عليها من حملة الرايات السوداء ، والصفراء ، والمخططة بالأحمر والأزرق .. الذين قدموا .. أو استقدموا .. من كل بؤر، ومستنقعات .. العدوان ، والجريمة ، والفساد في الأرض .. باسم تحرير سوريا من دولتها وهويتها وانتمائها .
إنهم مغول العصر .. إنهم محترفو الجريمة والقتل والنهب أنى حلوا . لقد افترسوا استقرار وأمان شعب الرقة ، وفتكوا براحته وكرامته ومقومات حياته . بعضهم يقوم بذلك باسم الإيمان الكاذب بالمقدس ،وبعضهم باسم إحياء كيانات تلاشت مدعومين من أعداء الحياة والبناء ، وبعضهم باسم قيم " تحررية " لم يعرفوا لها في حياتهم وتاريخهم لوناً ولا طعماً ، وبعضهم با سم " الديمقراطية " المفبركة ، المعدة للتصدير ، لنشر عبودية أنظمتهم المسوغة لاستعباد ونهب الشعوب .
* * *
عندما احتل " داعش " الرقة .. أضاء المفارقة الكبيرة ، بين الكفرة بالحياة والقيم الحضارية .. وبين مدينة متمدنة عريقة بتاريخها وقممها ورموزها العلمية ، وفخورة بجيلها الشاب المتفتح على الأدب والعلوم والتقدم . وكلما أمعن " داعش بالعسف الظالم الأسود ، والتخلف البشع المقرف ، مع أبناء الرقة .. ازداد لدى شعب الرقة الرفض للاحتلال الداعشي .
ومن طرف آخر .. مع تزايد افتخار داعش بفوزه باحتلال الرقة ، وأهمية وفوائد السيطرة على الرقة ، الثرية بالمساحات الزراعية ، والمزينة بالفرات ، والمالكة ، للجيو ـ سياسية ، المؤثرة في مسارح عمليات السيطرة على سوريا ، ضمن مخطط السيطرة على المشرق العربي .. تثير لدى نظام أردوغان الحماسة والرغبة ، ليختطف الرقة من أنياب " داعش " ، ليضمها إلى امبراطوريته العثمانية .. وتشجع أميركا .. لإرسال المزيد من الجنود الأمريكيين إلى سوريا .. ودعم حلفائها " قوات سوريا الديمقراطية " لانتزاع الرقة من داعش .. واقتطاعها من سوريا الأم . وضمها لمشروع الشرق الأوسط الجديد .

أكثر القوى العدوانية ، في ممارسة القتال المتوحش ، المخالف للقوانين الدولية والقيم الإنسانية والحضارية ، هي " داعش " بذبحه وحرقه للأسرى والمخطوفين . وهي أميركا باستخدامها السلاح الفوسفوري المحرم دولياً . وتدميرها الجسور على الفرات ، لقطع طرق الإمداد والنزوح .
ما أدى إلى أن تتحول الرقة ، إلى موضوع دولي دموي .. مفتوح للحرب والمساومات والصفقات .. أمام البيت الأبيض .. والبنتاغون .. وحلف الناتو .. ودول أخرى تجري وراء مصالحها الاستراتيجية ونفوذها بيم الأمم في هذه الفوضىى الحربية المنتشرة .كما تحولت .. إلى مركز إعلامي دولي ساخن ، مصدر للأخبار اللافتة ، وجاذب لصانعي الأحداث المثيرة .. وفبركة الروايات الحربية الكاذبة .
* * *
إن الرقة تدمر .. بالصواريخ والقنابل .. وتحرق بالفسفور السام الحارق للحياة .. وحملة وعشاق الحياة .. بشراً .. وأشياء .. وشجراً
ويتساقط أطفال وشعب الرقة .. قتلى .. أيمنا كانوا .. في البيت .. في المزرعة .. أو في الشارع .
إنها حرب الرقة . حرب أكبر من معركة عثمانية في البلقان .. وأكبر من مذبحة مغولية .. في الشام وبغداد
والسجال في هذه الحرب .. بين " داعش " ومنافسيه على السيطرة على الرقة .. ليس لها مثيل .. بتعدديته .. وشراسته .. وتدميره .. ود مو يته .. في معارك سورية أخرى .

في هذا الكرنفال الدولي المتوحش ، لاحتلال مدينة ومجرى نهر ، ينكشف إلى أي مستوى من الانحدار القذر ، وصلت الأطماع والأحقاد البشرية ، في مرحلة " العولمة " الرأسمالية . وإلى أي حد وصل فقدان القيم الوطنية ، والأخوية ، والإنسانية ، عند معارضة تدعي النضال لإنقاذ الوطن .. فتعجز إلى حد الخيانة في إنقاذ مدينة متواضعة الحجم من مدن الوطن .. مدينة تكابد الاحتلال المتعدد والمدمر .. بل وتدعم الغزاة لهذه المدينة ، بالتمسك بأهدافها الفاقدة للصلاحية والقيمية .

والسؤال الحرج المخجل .. هل نحن سوريين .. هل نحن عرباً .. هل نحن بشراً .. حين نغمض أعيننا .. ونسكت بتواطؤ مذل.. وجبن .. لما نرى النيران الفوسفورية الأمريكية تنساب حارقة قاتلة ، فوق رؤوس أطفالنا وأهلنا في الرقة ؟ ..
لكننا .. ورغماً عن كل الغزاة .. والمتواطئين .. إن الرقة باقية .. صامدة .. تقاوم .. وستنتصر .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 50 عاماً على حرب حزيران ثانية
- خمسون عاماً على حرب حزيران
- الشعب لن ينتظر طويلا
- الرأسمالية ستزول .. والاشتراكية عائدة
- من أجلك تشرق الشس
- أخي السوري اصنع نصرك
- موت عابر خلف قضبان الجحيم
- أول أيار عام سابع حرب
- كلنا فلسطين .. كل فلسطين
- مقدمات وتداعيات استفتاء أردوغان الانقلابي
- عيد الجلاء .. عيد المقاومة والتحرير
- عن غير يسار
- سوريا قادرة على دحر الإرهاب الأميركي
- الفرات حين يغضب إلى الرقة المحتلة
- لمواجهة الاعتداءات الامبريالية الجديدة
- يا أمي .. يا أم وجودي وعمري
- إنهاء الحرب بالوكالة ومتغيراتها
- مصباح يسرى إلى يسرى الإبراهيمي
- يوم تجديد نضال المرأة الاجتماعي والوطني
- هل يجلب هذا الرجل المختال السلام لسوريا ؟


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - الرقة العظيمة .. صامدة .. تقاوم .. وستنتصر