أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - غرابيب سود--- والأسلاموفوبيا














المزيد.....

غرابيب سود--- والأسلاموفوبيا


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5550 - 2017 / 6 / 13 - 19:04
المحور: الادب والفن
    


غرابيب سود --- والأسلاموفوبيا
*عبدالجبارنوري
هومسلسل تلفزيوني يعرض على قناة ال MBCخلال شهر رمضان ، أنهُ عمل جريء يكشف ممارسات تنظيم داعش الأرهابي ، وأن المسلسل تأخر كثيراً لكن " تأتي متأخراً خيرٌ من لا تأتي أبداً " وجاء المسلسل في الوقت المناسب في تواتر التصعيد الداعشي الأرهابي في عمليات النحر والحرق والقتل وسفك الدماء وهتك الأعراض ، ليلفت أنظار المجتمع العالمي إلى أن هذه الممارسات المرعبة ليست من الدين الأسلامي بشيء ، ولآن المسلسل يثبت وبجدارة فائقة في فضح الممارسات الخاطئة والقاتلة لتلك التنظيمات الأرهابية التي هي ليست من الدين الأسلامي الحنيف فلا مبرر من فوبيا الدين الأسلامي الحنيف ، فهو يفضح داعش ولا يسيء للأسلام كما نقرأ من بعض الأقلام الحاقدة على الأنسنة والسلام العالمي ، لأن المسلسل واقعي وأن من ينكر الأحداث التي يتناولها النص فهو أما جاهل وساذج أو أنهُ يخفي تطرفهُ .
المقصود اللغوي ب " غرابيب سود " تعني جبال شديدة السواد والعتمة شبيهة بالغربان السود (معجم اللغة العربية ) وكما وردت في آية 27 من سورة فاطر ( --- ومن الجبال جُدٌدٌ بيضٌ وحُمُرٌ مختلفٌ ألوانها وغرابيبُ سودٌ ).
التقييم الموضوعي الهادف للمسلسل
1-يستمد المسلسل في حبكة الدراما إلى تفاصيل مستمدة من أرض الواقع في الموصل وباقي أراضي العراق المحتلة من قبل داعش والرقة وحلب ودير الزور والباب السورية ، وأعتدمد السرد على شخصيات عايشت حيثيات ذلك الواقع المرْ الأليم ، وتغلغلت غرابيب سود في قلب الحدث في حلقات حفظ القرآن والمساجد والتواصل الأجتماعي والأسر المسلمة لتسجيل طرق غسيل الدماغ للشباب والأطفال والمرأة ولتدوير تلك الممارسات السالبة ومعالجتها سوسيولوجياً ، ونجح النص الدرامي في أستخدام داعش للعنصر النسوي للمتطوعات لتلك المنظمات الأرهابية بمواجهة الحقيقة المرّة بأكتشافهن زيف الأدعاء الداعشى الخلافوي الموهوم ، ووجدن أنفسهن مغررات بهن وخاصة النساء الغربيات حيث وجدن أنفسهن في مأزق أستحالة الهروب من المقر الذي أصبح مع مرور الزمن معتقلاً فكرياً ونفسياً وشعورهن بالجلد الذاتي واللوم الشديد والمرعب بمدى الخطأ الذي أرتكبوه ، فغرابيب سود موجه بشكلٍ رائع ومباشر في تعرية فكر الغلو والتطرف الظلامي ، وأن ما عُرض من أباحيات وسادية هذا الفكر المتطرف ما هو ألا الحد الأدنى من الكم الهائل الخرافي في عشق الدم والقتل والتخريب ، وأقرُّ بأنهُ أنتاج تلفزيوني ضخم .
2- وشاهدنا في الحلقات ال16 أن المستلبة والملغية تماماً في أدبيات داعش الخلافوي هي " المرأة " التي هي في نظرهم سلعة أستهلاكية مبتذلة ورخيصة ترقى إلى أنها عورة لا تخرج من بيتها ألا بمحرم وتخضع لتعدد الأزواج وباليوم الواحد حسب فتوى " جهاد النكاح "الغير مسبوق في الأسلام الحقيقي، سلط الضوء على أهانة المرأة ( وللعلم أن جهاد النكاح أفتى به عدد من العلماء الوهابيين السعوديين وهم موظفون عند الحكومة السعودية مثل الداعية الشيخ محمد العريفي الذي يعتبر المفتي الأول في هذا الأنحراف الجنسي ، والشيخ " خباب مروان الحمد " و " الشيخ " صالح المغماسي " ، في مسلسل غرابيب سود تعرض هذه الظاهرة الأجتماعية الخطرة بشكل وقائع موثّقة ، وكان السرد ناجحاً في الأستهانة بمكانة المرأة في العالم .
3- لم يكن النص السردي الحواري موجهاً بالأستهانة بالثوابت الدينية – كما يدعي البعض – بل بالعكس جاء ليدفع المشاهد بالتمسك بالقيم الروحية والأنسنة للدين الأسلامي، فهو يحارب دعاية هذا التنظيم الأرهابي ، فالمسلسل عبارة عن أنتفاضة أعلامية موجهة لكسر الأعلام الداعشي الذي يعتبرهُ التنظيم عاملاً أستراتيجيا موازيا للماكنة العسكرية بل أحيانا يحظى بالأولوية حيث لها مواقع أعلامية مثل عمق والفرقان ومحطة أذاعية على الأنترنيت بأسم البيان ، ومجلات داعشية على صفحات التواصل الأجتماعي .
كلمة أخيرة/ أنهُ أضخم أنتاج درامي ، وأنهُ ليس عملاً كوميدياً أو رومانسياً بل أنهُ دراما يحاكي حياة داعش السادية والجنسية المنحرفة ، يظهر الصورة الحقيقية للمسلمين ، ويثبت خلال النص الدرامي أن أعضاء التنظيم ليسو أبطال كما يصورون أنفسهم بل هم عصابات خارجة عن الزمن والحضارة البشرية ، لكنهُ يواجه أنتقادات غير منطقية لا تخضع للواقع وينكرون عليه أنهُ يعالج واحدة من اكبر مشكلات العصر الحالية ، فهو يتناول قضية الوباء الداعشي عابري الحدود ظهوراً وممارستاً ، فهو يحضى بمتابعة كبيرة وصدى أعلامي من ملايين المشاهدين من شتى بلدان العرب والشرق الأوسط ، فهو بناء درامي كبير من خلال وضع جرائم هذه الفئة الضالة أساساً لبناء وتسيير السرد الروائي ومزجه بمشاركاتٍ فنية في نسج الفكرة تمثيلاً وأخراجاً .
ينقص السرد النصي للسيناريو التوسع في الآيديولوجية الداعشية وألقاء الضوء الكشاف على تلك الأفكار العتيقة البالية لنظام حكم قبل الف ونيف من السنين ، وتسفيه الأحلام الشبقية الجنسية المتهافتة الغيبية والخيالية ----
كاتب عراقي مغترب




#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزلزال الخليجي ---- ووجهة نظر ؟!
- لقاء الرياض --- هل هو زواج مصياف ؟؟؟
- أمبراطوريات الشركات الأمنية الخاصة / كتائب قمامة المحتل !!!
- - بساطيل عراقية - للشاعر والناقد مقداد مسعود /قراءة في سيميا ...
- قانون -حرية التعبير -/ فوبيا زمن الهلوسة !!!
- أسرى - الماء والملح - الفلسطينية
- ماكرون / رؤية تحليلية في أبجديات تجليات الفوز
- التجربة التنزانية --- للأيجار !!!
- أردوغان / - نعم - لبداية النهاية!!!
- العلمانية / قنطرة العصر الحداثوية
- الحمامي ------ وحمى المطارات !!!
- وطن ----- في عمارة يعكوبيان !!!
- توماهوك ترامب ---- غطرسه أمبريالية
- المبدع العراقي --- الغائب المنسي
- باي ---- باي / كأس العالم
- القمة الغارقة في البحر الميت /تختزل أجاع الأمة
- أمرأة عظيمة من - الجيل الذهبي - في بلادي / سافره جميل حافظ
- رفع علم الأقليم في كركوك / مخالفة دستورية وقانونية
- غسيل الأموال في العراق / عند غياب الشرف والضمير
- أردوغان وهنلر/ في توليفة مقاربات


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - غرابيب سود--- والأسلاموفوبيا