أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - من نصادق، ومن نعادي؟














المزيد.....

من نصادق، ومن نعادي؟


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5549 - 2017 / 6 / 12 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألت صديقتي: هل تعرفين أصدقاءك؟
-بصراحة. لم يعد لديّ صداقات حقيقيّة.
هل تعرفين أعداءك؟
-لو قلت لك سوف تتركين صداقتي، لكنّني أشعر أن وراء كل سوري سيف سوف يستله ليقتلك عندما تفتحين فمك،" مع عدم التعميم"
-أما أنا فلا أعرف صديقي من عدوّي، أو ربما جميعهم أعداء بصفة أصدقاء" مع التعميم"
كانت صديقتي قد تعرّضت لمضايقات من طائفتها لأنّها تحدّثت أمامهم عن وقوفها ضد التّهجير، هي ليست صفراً في الحياة، فهي لا زالت تقيم في سورية، وعلى رأس عملها ، وهي تقول أنّها تضطهد من محيطها أكثر من النّظام.
عندما كنت أقيم في سوريا كنّا نثرثر معاً حول أشياء يمجدّها من نعمل معهم " سياسياً" وفي إحدى المرات قالت لي: لن أعمل في السياسة بعد الآن. كان هذا منذ زمن بعيد. سهرنا معاً في منزلي. بكت. قالت: كيف يمكن لي أن أقنع هذه النخبة بأنّ الشيخ إمام أو مظفر النواب ربما هم شعراء لكنهم فقدوا قدرتهم على النّضال عندما تبناهم النّظام. فوجئت بكلامها، وقد كان أبي يحبّ مظفر كثيراً، وربما أغلبية الشّعب السوري. ثم قالت: ضحك المسؤولون والمخابرات له عندما قال أولاد القحبة، وتغنى الفقراء بالتعبير. هو انتقاص من قيمة المرأة. قالت لي: أحترم القحبة فهي ربما أشرف من بعض السياسيين. أتت في تلك السّهرة على جميع الكتاب والشعراء لدرجة أحسست أنها سوف تنفجر، فقد بدأت بنزار، وانتهت بسميح القاسم، وهي تعلّل رأيها، وأنا أغضب في داخلي.
تركت صديقتي السّياسة، وحذوت حذوها. لم أبح لها أنّها كانت على صواب لأنّني يومها كنت مستمعة جيدة، وأتعاطف معها لأنّ أحد المسؤولين كان قد مد يده على صدرها.
منذ أيام تحدثت معي صديقتي:
"سوف أعمل ضد الطوائف والقوميات في سورية"
-لماذا أنت ثائرة على نفسك يا صديقتي؟ ماذا حدث؟
-في سهرة عائليّة وقفت ضد تهجير أهل حمص، وضد " تحرير الرّقة المزعوم" فأعطوني واحداً خلف الآخر درساً في الوطنية، وفي محاربة الإرهاب. هل تعتقدين بوجود داعش؟ الجميع يعرف أن داعش اسم خيالي، وأن محارتها لا تحتاج إلى سلاح هي تنسحب من الرّقة الآن. رأيت نفسي مطعونة فصرخت بالجميع. لا تستحقون أكثر من بشار، طبقت الباب، وخرجت، ولا زلت أرتجف حتى الآن. قرّرت أن أقول رأيي في كلّ الأماكن. كل القضايا المطروحة على السّاحة السورية كاذبة بدءاً من محاربة الإرهاب وانتهاء بتقرير المصير. أتحدّث معك من الشارع، وبصوت عال: كل الحركات السياسية والعسكرية اليوم في سورية دكتاتورية كما النّظام. لا أحد يتجرأ على مخالقتهم، ومع هذا فالوضع داخل سورية أفضل من خارجها. أغلب الذين أعرفهم وخرجوا لا يهمهم العلم، ولا يجيدون اللغات، لكنهم يكتبون أفكارهم بالفرنسية والألمانية فمن سوف يفهم هنا؟
-إن كنت تقصدينني. فأنا أترجم إلى العربية. أرغب أن أضيف بعض المعلومات لمن يحب.
-أنت مثلهم يا صديقتي. لو كنت أقصدك. لماذا أتحدّث معك؟
أقصد فقط أننا نحن من صنع الدكتاتور، وذلك الدكتاتور يمثّل الكثير من " المثقفين" بل إنّهم يسعون لأن يصلوا إلى ثقافته.
-هوّني عليك يا صديقتي، فغداً سيعود الوطن وطناً.
-تحلمين! هذا مقبرة. أغلب من بقى ينتظر بطن الوطن. هذه الثرى التي رفض مغادرتها سوف تغمر جثمانه، فالقتل سوف يستمر، وكل فريق يخوّن الفريق الآخر. اليوم وفق التصنيفات لا شرفاء. الكل خونة. لذا سوف أتحدث كما أريد، ولن أخاف الموت.
هل لم يعد للوطن حضن، وأصبح بطنه حضنه؟
ثم أضافت. سوف أقول لك سرّاً: لا أحترم جيفارا!
شهقت من المفاجأة. هل هناك من لا يحترم الرّجل؟
-أنا. إن كان ثائراً فهذا شأنه أما إن كان ماجناً ففيه نظر، سمعت باسم ابنه عمر، وعملت بحثاً عنه. هو لم يعترف به، ولا بأمّه فقط أخته من زوجة جيفارا الأولى من اعترف به، وكان قد تزوج ثلاث نساء. في المرة المقبلة سوف أتحدث لك عن أنشتاين. أيضاً لا أحترمه. قد يكون عالماً لمنه ليس إنسان، وفي جعبتي الكثير.
لا أعرف إن كانت سوف تقتل بيد النّظام أم المعارضة، لكنّني ورغم اختلافي معها جزئياً أرى أنها ثورة بكل معنى الكلمة.
ربما رؤية صديقتي ثاقبة أكثر من رؤيتي، ولأنّني أثق بها أرى أنّ ما قالته سليماً. كيف ترونه أنتم؟



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأنّه أبي. الفصل الثّاني-2-
- بعض أمراضنا الخفيفة
- هذا الشّرق- العظيم- يلزمه بعض التّواضع
- كأنّّه أبي. الفصل الثاني-1-
- أيا حبّي!
- كأنّه أبي -5-
- التّابع والمتبوع
- كأنّه أبي-4-
- الرّقابة الشّعبية على الفكر العلماني مستبدّة أيضاً
- صفّوا النّية
- لغة القلم
- كأنّه أبي-3-
- كأنّه أبي-2-
- كأنّه أبي-1-
- بازر باشي
- صراع مع الأماكن
- أحِبّونا دون شروط
- الشّعب المختار، والمحتار
- نحن والزّمن
- -ديني على دين المحبوب-


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - من نصادق، ومن نعادي؟