أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - في قبضة الدواعش!؟ (4)















المزيد.....

في قبضة الدواعش!؟ (4)


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5547 - 2017 / 6 / 10 - 21:39
المحور: الادب والفن
    


ملخص ما فات :
بينما انا مستلق في غرفتي في شفيلد في بريطانيا أحضر نفسي للنوم وجدت نفسي فجأة في طائرة متوجهة لبنغازي لكنها هبطت بنا في مطار غامض غريب!، وهناك القت مجموعة من الدواعش القبض عليّ وحبسوني في غرفة كي يقوموا بإعدامي ذبحا عند الفجر!، الا أن شخصا مجهولا غريب الاطوار يعتقد أنه من مشركي قريش ايقظني قبل الفجر وأطلق سراحي واصفا الدواعش بالصابئة الذين تركوا دين ابائهم واتبعوا دين محمد الجديد!!!، و اتضح لي لاحقا أنه مخبول، فاطلقت ساقي للريح لا ألوي على شيء، لكنني ما لبثت أن وقعت في قبضة قوم آخرين اتضح لي أنهم من عناصر كتائب القذافي ليكتشف احدهم هويتي وحقيقة أنني كاتب معارض مقيم في الخارج فقرروا ايضا اعدامي وهم يلفون حولي ويهتفون فرحا بوقوعي في قبضتهم كما لو انني قائد سياسي مهم وعظيم !!!!!؟؟؟؟؟
***
و أخذوا يهتفون وهم يلفون حولي بحماسة كبيرة صائحين بصوت عال ومبحوح بدأ لي كعواء الذئاب وفحيح الأفاعي : ( قتلا في الميدان !، ما نرحم من خان !) (قتلا في الميدان!، ما نرحم من خان!)، بينما احدهم كان يقوم بصفعي على رقبتي من الخلف من حين لحين في كل دورة يدورها حولي!، والراجح عندي أنه (فتح الله) !!، صفعة قوية مؤلمة تليها صفعة أخرى اقوى منها!، ما يعكس قوة ايمانه الثوري والقومي بالقائد الأممي العتيد وصقر العرب الوحيد والمفكر الملهم الفريد (العقيد معمر القذافي) من جهة ، ومن جهة يعكس شدة غله وحقده علي وعلى امثالي من المعارضين الرجعيين عملاء العلوج والاستعمار من حملة الجنسيات الغربية !، ثم امرهم كبيرهم وهو من اكتشف حقيقة هويتي الشخصية بالتوقف وقال لهم متسائلا بلهجة بدت لي كلهجة الأطفال : " هل في إمكانية لشنق هذا الخائن الرجعي العميل هنا يا جماعة الخير!؟" ، فصاح (فتح الله) وقد دبت فيه روح ثورية عارمة بدت في طريقة وفرط حركته وحماسته للموضوع : "خلوني نشوف اذا كان عندنا حبل في جيب السيارة!" وانطلق للسيارة ثم عاد سريعا ومعه حبل طويل قائلا في استبشار : " سبحان الله ! ، ربكم ديمه فتحها في وجهي !" ، فضحك احدهم وقال ساخرا : " رضى والدين يا سي!" ، قال كبيرهم : "المشكلة ما فيش هنا حتى شجرة او عمود كهرباء بيش نشنقوه عليه ونجيفوه ونفتكوا من هرجته !" ثم اردف يقول متسائلا : "زعمك كيف الراي!؟" ، فصاح (فتح الله/رضي الوالدين) في حماسة : " الراي يا فندي نربطوه من رقبته ونجروه بالسيارة نيين يجيف ويفطس فطسة القطاطيس!!" ، اي مثل القطط حينما تدهسها السيارات المسرعة! ، ، صاح احدهم في حماسة وقد بدا معجبا بهذا الرأي الذي تطوع به (فتح الله) مشكورا : " والله هذي فكرة ثورية روعة بصراحة!" ....
وهكذا تقرر أن يتم اعدامي بهذه الطريقة الثورية الخلاقة وهذه العملية الفورية النوعية جرا من رقبتي بحبل بالسيارة حتى أهلك او على حد تعبيرهم حتى تجييفي وتفطيسي كالقطاطيس !! ، ولكني ما ان تخيلت تطبيق الفكرة عمليا وصورتي وأنا مجرور من رقبتي بحبل مربوط في السيارة حتى ارتعدت كل فرائصي وتمتمت في ضيق ورعب واستسلام : ( لا حول ولا قوة الا بالله!) ، وقام الاخ (فتح الله/رضي الوالدين) مشكورا بالمهمة كلها فاوثق رباط ذراعي خلف ظهري اولا ثم اجبرني على الانبطاح على بطني امام سيارة الجيب وربط طرف الحبل في رقبتي والطرف الثاني في السيارة من الخلف وحين تأكد من أن كل شيء تمام صاح بصوت عال بحماسة منقطعة النظير : " كل شيء تمام يا فندي!" ثم اردف متسائلا في انتظار الأمر بالتنفيذ ، " هاه!؟؟، نبدوا على بركة الله؟؟؟!"، فهز الافندي راسه موافقا فدبت فجأة الحماسة المصحوبة بمشاعر الغضب والشماتة والابتهاج في نفوس القوم واخذوا يتقافزون حولي وهم يهتفون في هياج : (ثورتنا من فكر معمر** واللي يعاديها يدمر!)(ثورتنا من فكر القايد ** من غيره خراف وزايد!) ، وكان بعضهم اثناء مراسم هذا الاحتفال الثوري يقوم من حين لحين بركلي بقدمه بكل غل وقوة ، ركلات موجعة بقوة 10 درجات حسب مقياس (رختر)!.
ومازال القوم يهتفون في هياج ويركلونني في غل وابتهاج حتى أمرهم كبيرهم بالانطلاق لتنفيذ القرار الثوري بإعدامي الفوري وتجييفي! ، فركبوا سيارة الجيب مسرعين لتنطلق السيارة وهي تجرني من رقبتي بعنف كبير، شعرت برعب شديد، وتساءلت في نفسي عن كيفية حصول الموت شنقا واختناقا بهذه الطريقة البشعة!؟ وعن ماذا يحصل بعد الموت!؟ هل سيكون ذلك شبيها بفقدان الانسان لحواسه الخمسة بشكل مفاجئ البصر والسمع والشم والذوق واللمس مع بقاء الشعور بالوعي وبالأنا !!؟؟، هل سأجد نفسي فجأة غارقا في ظلام دامس مطبق وصمت تام واحساس بالعدم !! ، أما أن الموت سيكون كالنوم وحالة الاغماء كما لو أنه عبارة عن حالة من فقدان الوعي التام والانقطاع عن الوجود مثل آلة لكترونية ذكية انقطعت عنها الكهرباء فجأة !!؟، هكذا اخذت في هذه اللحظة الحرجة المرعبة افكر واتساءل ثم سريعا أحسست بالحبل وهو يزداد التفافا حول رقبتني ويبدأ في خنقي كما لو أنه يدي (فتح الله/رضي الوالدين) ! ، وأخذت انفاسي تتلاشى رويدا رويدا ولكن الغريبة لم يكن هناك أي إحساس بالألم او العذاب بل بالعكس كان احساسا بالخدر اللذيذ المريح شبيها بحالة السكر والنعاس نتيجة تعاطي حقنة المخدر قبل اجراء عملية جراحية!، شعور لذيذ بالخدر والسقوط في الفراغ الكبير و الذي قد يدفعك للابتسام بشكل تلقائي في تلك اللحظة الرهيبة التي تنتهي فيها حياة الجسم وتتحرر الروح من هذا المحبس الأرضي الضيق الحزين!، شعرت بحالة من الارتياح خصوصا بعد أن بدأت تصل لمسمعي اصوات رتيبة جميلة تشبه أصوات أمواج البحر المتعاقبة على الشاطئ بينما الغيوم تداعب هذه الامواج بحبات المطر(*) ، غمرني شعور بالفرح فأنا أحب الشاطئ و البحر وأحب الغيوم والمطر منذ طفولتي لهذه احببت مدينة (بنغازي) المطلة علي البحر كسبب أول لهذا الحب ثم أحببتها لوجود ضريح (سيدي عمر المختار) هناك وسط المدينة كما لو أنه عرين الأسد الذي يذكر الاجيال بذلك التاريخ المجيد في مقارعته للاحتلال الايطالي وجيش (غريتسياني)!، لكنني وانا في غمرة استماعي لأصوات امواج البحر تذكرت انني أقيم في بريطانيا منذ ما يقارب 18 عاما في مدينة جميلة وهادئة اسمها (شفيلد) التي فضلتها على (لندن) مقر سكناي الأول، لندن التي هربت منها بعد عام بسبب ايقاعها الجنوني الصاخب الذي صدع راسي فضلا عن غلاء المعيشة! ، واخترت العيش في شفيلد مسقط رأس ابني الوحيد (نصر) بأهلها الطيبين المسالمين، شفيلد التي لا ينقصها شيء الا شاطئ البحر! ، ولهذا حين يحل قيض الصيف يتقاطر الكثير من اهلها نحو (نافورة) (حديقة السلام) في قلب المدينة حيث يلعب الاطفال هناك في هياج وابتهاج بين أعمدة المياه المتدفقة بقوة نحو عباب السماء!، بينما أنا جالس هناك على مقعدي كالمعتاد في مقهى (النيرو) اراقب من الجدار الزجاجي هؤلاء الاطفال وهم يلعبون ويعبثون بمياه النافورة متمنيا لو كنت طفلا مثلهم فأخلع نعالي وثيابي وانطلق لأشاركهم بهجتهم وعبثهم بالمياه وفرحتهم بالصيف !!.
وفيما كانت هذه الافكار والاحلام والذكريات تحيط بي من كل جانب وأنا استمع الى اصوات الامواج المتلاحقة الرتيبة ترشقها الغيوم بحبات المطر، فتحت عيناي فجأة لأجد نفسي على سريري في غرفتي ببيتي بشفيلد وبجواري جهازي المحول تنطلق منه اصوات الامواج المختلطة بزخات المطر!.
************
سليم الرقعي
2017
(*) لا يمكنني أن انسى ما حييت يوم مغادرتي لبنغازي في 10 ديسمبر 1995 راحلا نحو المجهول في ذلك اليوم الحزين حيث كانت السماء ملبدة بالغيوم السوداء وتمطر بغزارة وحينما مرت الحافلة التي تقلني من هناك نحو مصر بجوار شاطئ البحر ببنغازي رأيت تلك الغيوم السوداء المطيرة كما لو انها تعانق امواج البحر الثائرة في مشهد حزين ومؤثر لم املك معه حبس دموعي فانهمرت كالسيل العرم!.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأعطي صوتي للعمال لإزالة القبح عن شفيلد!؟
- في قبضة الدواعش (3)
- جذور مشكلة الارهاب في الغرب!؟
- الجالية العربية في الغرب وتداعيات الإرهاب!؟
- كما الصوفي !؟. شعر
- عن الغارة الجوية المصرية على مدينة درنة الليبية!؟
- الحب والسبع الضواري
- القبطان العجوز وحلمه الأخير!؟(مخاطرة شعرية!)
- حول العمل الارهابي الجبان في مانشستر!؟
- مقدمة رحلة عاشق !؟
- أثرها !؟.خاطرة شعرية
- العنصرية في الغرب ودور الليبرالية في محاربتها!؟
- العروبة ليست عقيدة سياسية بل هوية قومية يا قوم!
- ليس لسهمك من محل ثان! .شعر
- علاقةٌ مُلتبسة!؟(محاولة شعرية)
- العرب وطريقهم الوحيد للتفوق الحضاري!؟
- نحو فهم موضوعي رشيد للعبة الدولية!؟
- يا صاحبي هذا الزمان مخيف!.شعر
- ملكيات جمهورية وجمهوريات ملكية!؟
- كم عدد المجانين في العالم العربي السعيد !؟


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - في قبضة الدواعش!؟ (4)